أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شبلي شمايل - وفيك الخصم والحكم














المزيد.....

وفيك الخصم والحكم


شبلي شمايل

الحوار المتمدن-العدد: 2395 - 2008 / 9 / 5 - 09:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في مقالاته الأخيرة عن وضع النخبة والصراعات الثقافية السياسية في سورية، يكشف ياسين الحاج صالح أخيرا عن هويته الجديدة التي حاول طمسها منذ ولادة إعلان دمشق. فقد خاض ياسين الحاج صالح عدة معارك مشرفة في وجه الظلامية الدينية، كذلك دافع بحزم عن قيم تقدمية أساسية مثل ضرورة الخروج من العقل الشمولي علمانيا كان أو إسلاميا. وكان له معارك مشهودة مع الإسلام السياسي الذي حاول توظيف فكرة الجبهة الواسعة للتغيير لمنع أي نقد أو تشريح لممارساته وكتاباته وعقليته الرجعية التي بدأت بإبعاد المتنورين وسيطرة المتطرفين (حتى لا نقول المسعورين) الذين اتبعوا سياسة تقوم على تغطية عيوب التحالفات بالتشنج والتصلب الإيديولوجي.
إلا أنه في أطروحاته ورغم أنه يقول "لقد كنت في الواقع الشاهد الغافل وليس المشارك الفاعل"، فهو كذلك بالمعنى التنظيمي وقد بقي مثقفا مستقلا بهذا المعنى إلا أنه لم يكن كذلك بالمعنى الثقافي. وهذا حقه الكامل ولكن وجب عليه أن يقول بأنني فكريا وإيديولوجيا طرف ولست بحكم.
ولتأكيد ما أقوله أدرج مقطعا من مقالة ي ح ص -نخبة- متخلفة في مجتمع متغير حيث يقول:
"بالمقابل ينزع حائزون على قدرات أكثر تنوعا ومرونة إلى إضفاء قيمة إيجابية على التغيير، تغيير الأفكار والعادات والأنظمة..، ويطورون إيديولوجيات تقدمية، تنحاز مبدئيا للتغيير والتحول، وتقلل من شأن الثبات على المعتاد وتصمه بالجمود والمحافظة. وقد يمكن تمثيل الاستقطابات الإيديولوجية والسياسية في سورية في العامين الأخيرين بترسيمة تقدميين/ محافظين، مع التنبه إلى أن أكثر محافظي اليوم هم من تقدميي الأمس، وأن تقدميي اليوم هم من يوصفون في الغالب بأنهم "ليبراليون" أو ما شابه. وتتيح لنا هذه المقاربة فهم ذلك النضال المستعر ضد الليبرالية و"الليبرالية الجديدة" في أوساط قد تسمى "الكتلة التاريخية" لعقد السبعينات، وهي حشد مختلط من حزبيين، بعثيين وشيوعيين وناصريين، ومن عسكريين وموظفين وإيديولوجيين ينحدرون عموما من ملاك ريفيين صغار أو من فقراء المدن، وكانوا يشعرون أنهم في خير العوالم في عهد الرئيس حافظ الأسد، ولم يتح إلا لقلة ضئيلة منهم مشاركة "البرجوازية الجديدة" صعودها ونفوذها. قد يبدو النضال هذا للوهلة الأولى تهويلا من قبل تقدميي الأمس هؤلاء، الغرض منه إقناع الذات بأنها تواجه "العدو الطبقي" (أو الإيديولوجي أو الوطني) القديم نفسه. لكن في واقع الأمر يعكس التنديد المثابر واللافت في حدته بالليبرالية خشية مبررة من أن المتاح الفكري والسياسي والمهني المألوف غير ملائم في مجتمع متغير، أكثر تعقيدا وتنوعا و..ليبرالية. وهو ما يحمل تهديدا جديا بتدهور أمنهم الاجتماعي".
بوصفي اعتبر نفسي من هذا الحشد المستعر، ولا أخجل من تسمية نفسي بالشيوعي، بل أعتز بذلك، وأعتبر مسيرتي كشيوعي سيرورة في صلب التقدم، لأنها قامت على حرص على تطوير المفاهيم وتجديدها ولكن في نفس الإتجاه، أي الاتجاه الذي يجمع بين العدالة الاجتماعية والديمقراطية السياسية وقيم الحداثة وخير ما أنجب الفكر الاشتراكي منذ 200 عام. أجد في أقوال ي ح ص مجرد مادة استهلاكية لصحافة موالية للسعودية وهي للأسف ليست بالجدية التي عودنا عليها.
ما يضحك في تصانيف الليبرالييين والليبراليين الجدد أنهم يتحدثون عن أنفسهم بوصفهم المدرسة الأحدث في التاريخ البشري المعاصر ويستندون على ذلك على موضوعة تافهة اسمها نهاية التاريخ. أليس من المدرسية الابتدائية أن نذكرهم بأن المدارس الفكرية الكبيرة كانت خارج نطاق الليبرالية، وأن الليبرالية قد أعطت طبقة المثقفين حق الوجود بقدر ما انسجمت أطروحاتهم مع الفكر الليبرالي، وفي زمن الأزمات، كما حدث في ظل المكارثية والبوشية تراجع هذا الحق.
نحن كماركسيين استوعبنا الهزيمة التاريخية لأدلجة الماركسية بل صيرورتها عند البعض دينا جديدا، أما الليبراليين فلم يدركوا بعد أن هذه الهزيمة ليست بسبب تفوقهم وإنما الخلل الوظيفي والهيكلي لما سمي بالدولة الاشتراكية. من هنا هيمنة خطاب تفوق وعنجهية يذكر المسنين بأيام ستالين الأب الجامع للشعوب والأمم. (صلف الحكومة الجيورجية اليوم يجعلنا نفهم أكثر مشكلة هذا الدكتاتور الذي أمضى بعض الليبراليين الحاليين عشرين عاما من عمرهم وهم يصورونه بوصفه صاحب الحل السحري للمسألة القومية وهو الشوفيني الذي حرم الشعب الأبخازي من جمهوريته المستقلة التي ناضل لينين من أجل إعلانها، ولم استغرب بيان إعلان دمشق حول أزمة القوقاز بل أراهن على أن كاتبه مسودته ستاليني سابق).
لكي نكون منصفين، هناك من بقي ستالينيا في نمط تفكيره (كالحزب الشيوعي السوري) وهناك من صار إسلاميا (نمط منير شفيق وعادل عبد المهدي) وهناك من صار ليبراليا (مثل رفيقنا السابق أصلان عبد الكريم ورياض الترك)، ولكنني شخصيا كنت أصنف ياسين الحاج صالح في جوقة الباحثين عن الذات في عالم مضطرب. ويبدو أنه عثر على نفسه أخيرا.
أود أن أقول للرفيق ي ح ص أن الممثل الحقيقي لليبرالية الجديدة اليوم ليس رياض الترك أو رياض سيف، الممثل الحقيقي هو نائب رئيس مجلس الوزراء الدردري الذي يبدي العديد من الاقتصاديين الليبراليين اعتزازهم بهم بل ولا يتورع هو نفسه عن القول في مجالسه بضرورة بيع قطاع الدولة بالخردة لأنه يعيق تحرر الاقتصاد السوري. أما على صعيد الليبرالية الجميلة، فجلسيكم جعجع والجميل والحريري بارك الله لكم بهم، أما جليسنا وحليفنا، فالفئات المحرومة والضحايا والطبقات الشعبية نحرص على أن لا تتحول إلى مجرد كائنات على قيد الحياة.
أيضا أن أقول له: نحن كشيوعيين نحترم اختياره الليبرالي الجديد، ولكن أن يعتبر كل قومي وشيوعي لم يسر على نفس الهدى متكلس عديم النقد عديم المراجعة، فهذه أخلاق غير ديمقراطية.
نحن تقدمنا ونتقدم، لذا نفهم أنفسنا ونفهم مجتمعاتنا، أما الليبراليون الجدد فانقلبوا على أنفسهم وتاريخهم، فصاروا كمن أضاع مشيته وبوصلته، وهاهم مع آخر أيام بوش-شيني كأيتام الاتحاد السوفييتي عشية سقوطه، لا كعبة لهم ولا رؤى عندهم.



#شبلي_شمايل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام السياسي وتجزئة المجزأ
- القراءة الإخوانية لما حدث في صيدنايا
- العقلانية السياسية واللا عقلانية الانتقامية
- نهاية إعلان دمشق كإطار جامع
- من أجل بيان بالعربي ضد حكم الإعدام
- محاولة لفهم أسباب الاعتقالات في سورية
- دور الضحية والديمقراطية


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شبلي شمايل - وفيك الخصم والحكم