أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شبلي شمايل - أسلمة الجزيرة: صراع سلطة أم استغلال مناصب














المزيد.....

أسلمة الجزيرة: صراع سلطة أم استغلال مناصب


شبلي شمايل

الحوار المتمدن-العدد: 3099 - 2010 / 8 / 19 - 16:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يمكن أن تمر عملية أسلمة الجزيرة المتصاعدة دون تحليل لهذه الظاهرة الخطيرة التي ستترك آثارا تحطيمية على حرية الإعلام وصورة الإعلام العربي. وللأسف ولأسباب تتعلق بمنعي من السفر والمرض، لا أستطيع القيام بتحقيق دقيق حول ما يجري، وأنا مدين لصحفي سابق في الجزيرة بقسم هام من المعلومات التي أثق بدقتها كونه لم يبعد من الجزيرة بل اختار عملا آخر ويعرف في مداخل ومخارج المطبخ الداخلي وغرف الاتصال بين الثلاثي حمد (حمد بن خليفة، حمد بن جاسم وحمد بن ثامر) ومركز التنفيذ والإدارة العامة (وضاح خنفر).
قال أحمد كامل مدير مكتب الجزيرة في بروكسل يوما أن أمير قطر يعتبر مشروع الجزيرة أهرامات العصر، لأن الأهرامات اليوم لم تعد حجرية بل افتراضية وفضائية. أحمد كامل وميشيل الكيك وحافظ الميرازي ومنتهى الرمحي وعدد من الصحفيين الذين شاركوا في بناء الجزيرة يشاركون اليوم في بناء فضائيات أخرى. وهذا ليس عيبا أو مأخذا على الجزيرة، فالإعلام اليوم يتعامل مع الصحفي كنجم كرة القدم يبيعه ويشتريه. وبالتالي لا يلام زين الدين زيدان إن تحول من جيوفانتوس الإيطالي إلى ريال مدريد الإسباني، لكن المشكلة عندما ينزل المدرب للتسوق فيختار للغرفة الخلفية لإعداد البرامج ملتحين إخوان أو إخوان سابقين تحت الراية القرضاوية أو سلفيين، ويراقب طالب العمل إن كان يصلي أو لا، وتكثر النميمة والتهم على غير أهل السنة ويعاد برنامج شاهد على العصر رغم كل الإنتقادات والإعتراضات على أحمد منصور الذي يدير برنامجين وهو مؤذن سابق في مسجد ولم يحضر في حياته درس في التاريخ المعاصر (كان قد قبل به جاسم العلي ليدير برنامج الشريعة والحياة، ثم بنى شبكة علاقات مع أصحاب القرار وأمسك ببرنامجين ومخصصات كبيرة). رغم أن هذا الصحفي عنده مهمة أولى هي تشويه صورة جمال عبد الناصر وثانية التجريح بغير السنة من المسلمين.
جرى إبعاد عدد هام من الرعيل القديم (كل من أبعد غير إسلامي وكل من جرى الاحتفاظ به إسلامي) أحيانا باسم السرقة والفساد وأحيانا باسم ضعف البرامج (مثلا الحجة في إبعاد سامي حداد أن برنامجه تراجع في الاستماع والمستوى في حين معروف أنه لم يكن يتحمل ما يسميه هيمنة التنظيم الدولي للإخوان على الجزيرة). وقد تم تخصيص مبالغ كبيرة لأشخاص يغازلون الخط الإسلامي ويعملون على مشاريع حصرية بالإسلاميين (برنامج الإسلاميون، وبرنامج مسلمي فرنسا وبرامج خاصة بأوضاع المسلمين وبرامج ومتابعات تتعلق بنشاطات حماس والتركيز على شخصيات إسلامية في الدعوات في مواضيع لا علاقة للإسلاميين بها وكأنهم المشرف العام على كل القضايا).
وإضافة لذلك، زادت عمليات التحرش والاعتداء على الصحفيات السافرات فصار يطلب منهم اللبس المحتشم وعدم كشف اليد وتغطية أعلى الصدر بل ووصل الأمر بأيمن جاب الله للتحرش الكلامي بالصحفيات، وكون جاب الله المنفذ الشخصي لأوامر المدير العام خنفر، يمكن أن نقول أن من طبق ونفذ كل هذا كان بتعليمات المدير العام. وما القرار بإبعاد رئيس ونائب رئيس التحرير لإخماد الاحتجاجات ووقف استقالة المذيعات في القصة المعروفة اليوم للقاصي والداني إلا مثل بسيط على استفادة الإسلاميين من كل أزمة للتخلص من مذيعات قديرات مثل جمانة نمور ولينا زهر الدين ولبنة الشبل لأنهن لسن تحت السيطرة الإسلاموية.
في الجزيرة نت يلاحظ أسلمة الموضوعات والتكفير عن كل مقالة لعلماني بأربعة لإسلاميين. فأستاذ خنفر السيد فهمي الهويدي له مقال أسبوعي ينشر في مصر بنفس الوقت ولا يحترم قواعد النشر، وهو يغيّر أحيانا ثلاثة أسطر في مقالات قديمة لكسب المستطاع من المال (الحلال). بل ينشر له على وجهات نظر مقابلات صحفية نشرت في الصحافة القطرية (ما يسميه كاتب سوري يساري تجار المقال الإسلاموي). نفس الإمتيازات تعطى لراشد الغنوشي الذي حوّل وجهات نظر إلى منبر حزبي للنهضة ومنبر يحارب به العلمانية (آخر صرعاته تحويل وجهات نظر إلى برنامج للشريعة والحياة بنشره مقال: ماذا يجدد رمضان في حياتنا!! يستفيض فيه في نقد العلمانية وهو لم يجد دولة إسلامية يعيش فيها ويعيش في بريطانيا العلمانية؟). كذلك يلاحظ تضخيم والتركيز على الأخبار الإسلامية أكثر من غيرها في خروج واضح عن الموضوعية الإعلامية وتقاليد احترمتها الجزيرة عند ولادتها.
طبعا ضمن المجموعات الإسلامية المنفذة لهذه السياسة في الجزيرة المجموعة الفلسطينية والمجموعة السورية (تحت الطاولة خوفا من إغلاق مكتب دمشق) ومجموعة النهضة التونسية. ويحتاج الموضوع لدراسة ميدانية نعكف على تحضيرها عند ورود إجابات كافية على عدد من الأسئلة التي وجهتها لعاملين سابقين في الجزيرة.
لكن السؤال المحوري الذي أطرحه على القارئ والمسؤولين في قطر: هل قرر أمير قطر هدم الإهرامات المسماة شبكة الجزيرة بقبوله بأسلمتها أم أن هناك صراع بين ولي العهد ووزير الداخلية من جهة يدعمهم التيار السلفي في قطر ومن جهة ثانية اتجاه غير متدين (شوية عروبية شوية ليبرالية وشوية إسلام) يمثله الأمير والشيخة موزة ورئيس الوزراء ؟ هل هناك من يستفيد من مرض الأمير لأسلمة القناة، هل الأمير نفسه موافق على الأسلمة لغاية في نفس يعقوب أو ضمن الحسابات المطلوبة داخليا وخارجيا؟
الجواب الوحيد الأكيد من تجربة الجزيرة هو أن الإسلاميين إذا وضعوا يدهم على بيت قضوا على التعددية فيه (إن الإسلاميين إذا دخلوا مؤسسة أمموها ثم أفسدوها)
بانتظار من يعطي الجواب، تستمر عملية الأسلمة مغطاة بثوب شفاف يستحضر عزمي بشارة كلما فاض العيار الإسلامي ويعطي متنفس أكبر لفيصل القاسم كلما ازدادت الاحتجاجات على السيطرة الإسلامية في القناة ويتذكر عبد الباري عطوان من وقت لآخر.



#شبلي_شمايل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بكاء وعويل على النقاب
- عشية انتخاب أوباما: من يعتذر للضحايا !!
- وفيك الخصم والحكم
- الإسلام السياسي وتجزئة المجزأ
- القراءة الإخوانية لما حدث في صيدنايا
- العقلانية السياسية واللا عقلانية الانتقامية
- نهاية إعلان دمشق كإطار جامع
- من أجل بيان بالعربي ضد حكم الإعدام
- محاولة لفهم أسباب الاعتقالات في سورية
- دور الضحية والديمقراطية


المزيد.....




- الناخبون اليهود في نيويورك يفضلون ممداني على المرشحين الآخري ...
- الأردن يحيل شركة أمن معلومات تابعة لجماعة الإخوان المحظورة إ ...
- كيف تدعم -خلية أزمة الطائفة الدرزية- في إسرائيل دروز سوريا؟ ...
- الخارجية الفلسطينية تدين دعوات اقتحام المسجد الأقصى غدًا بحج ...
- 3 أسباب تُشعل الطائفية في سوريا
- آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى وسط قيود ...
- جولي دهقاني في بلا قيود: لدينا أفراد في الكنيسة لا يقبلون سل ...
- 40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
- الإفراج عن خطيب المسجد الأقصى وقاضي قضاة مدينة القدس بعد أن ...
- رئيس تحرير جيروزالم بوست ليهود نيويورك: هذا دليلكم للإطاحة ب ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شبلي شمايل - أسلمة الجزيرة: صراع سلطة أم استغلال مناصب