أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - باقر الفضلي - فلسطين: الحلقة المركزية في الصراع..!















المزيد.....

فلسطين: الحلقة المركزية في الصراع..!


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 3258 - 2011 / 1 / 26 - 19:59
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


رغم مرور ستين عاماً على بدء إنطلاقة حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، من أجل حق تقرير المصير وإقامة الدولة الوطنية الفلسطينية على التراب الفلسطيني الموحد؛ لم تحض هذه الحركة من الأهمية والتفاعل العالميين بمثل ما تحضى به اليوم، على كافة الأصعدة الدولية والإقليمية والشعبية، وبالذات كان لفترة الأيام الإثني والعشرين للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مؤخراً، الدور الكبير والمهم، الذي وضع القضية الفلسطينية في المدار الأول من مسألة الشرق الأوسط وأعطى للصراع الفلسطيني الأسرائيلي مدياته وأبعاده الحقيقية على كافة الأصعدة.


وبقدر ما يطفو على ساحة الصراع السياسي المذكور من إهتمامات تتسم بالطابع الدولي، وخاصة منها موقف الولايات المتحدة الأمريكية من الصراع نفسه، وهذا ما تجلى في موقف الرئيس الأمريكي أوباما حول الإهتمام بالبحث عن الحلول المناسبة للصراع من خلال ما أدلى به من تصريحات الى مندوب قناة العربية الفضائية مساء 28/1/2009، وإرساله مبعوثه للشرق الاوسط السيد ميتشل، أو نشاطات الرباعية وتصريحات السيد بلير الى مراسل القناة المذكورة فيما بعد، أو نشاطات وزير خارجية الإتحاد الأوروبي السيد سولانا في الشرق الأوسط، وغيرها من التصريحات والنشاطات الأخرى للعديد من الدول المعنية بالأمر من عربية وأجنبية وفي مقدمتها مصر وتركيا، فإنه رغم كل ذلك، لم يرق هذا النشاط في أهميته، الى ما يعتبر شأناً فلسطينياً داخلياً يترتب عليه مدى إمكانية كل ذلك النشاط السياسي والدبلوماسي العربي والإقليمي والدولي من الوصول الى النجاح..!


من اليسير القول والتأشير، بأن الطرف الرئيس الآخر في الصراع والمقصود به إسرائيل، يتحمل كامل المسؤولية في إيصال الحال الى ما هي عليه الآن، بسبب من التعنت والغطرسة والرفض لتنفيذ القرارات الدولية بشأن حل النزاع من جهة، وبكونه الطرف الأقوى الغاصب لحقوق الشعب الفلسطيني والمدعوم من قبل أمريكا والغرب من جهة أخرى، ولكن ومع كل ما تقدم ومع التسليم بهذه المقدمات، فإنه يصبح من البدهي لمواجهة واقع مثل هذا، أن يكون للطرف الآخر المقابل، وهو الطرف الفلسطيني، كافة ما يشترطه هذا الواقع من شروط المسؤولية، للمجابهة والتعامل السليم في حدود الإمكانات والقدرات المادية والمعنوية، والمنهج السياسي الملائم، والحكمة في إختيار التكتيك السليم، والحسابات الصحيحة للنتائج المتوقعة في ظروف السلم أو المجابهة المسلحة، وكل إحتمالات أخرى يمكن توقعها..!


يتقدم على رأس كل هذا المشترطات النظرية والمفترضة، والتي لا تتطلب كثيراً من الحدس والإجتهاد، موقف الشعب الفلسطيني من كل ما تقدم، وبالذات موقفه الموحد من تحديد قضيته المركزية، والتي ينبغي إبتداءً الإجماع الوطني عليها ، وموقفه هذا، هو في مقدمة أي إفتراضات أو خطط تسعى لها جهات أخرى، إقليمية كانت أم دولية..!


فما ينبغي أن تفرضه الحالة الرسمية والشعبية للواقع الفلسطيني، والتي تجد تجسيدها في تشكيلة (منظمة التحرير الفلسطينية)، وممثلتها الشرعية الفلسطينية القائمة الآن، من كونها الجهة المعترف بها عربياً ودولياً، والطرف الوحيد الممثل للشعب الفلسطيني، هو أن يكون النظر اليه من خلال ما تقرره (الشرعية الوطنية) من سياسات إستراتيجية أو تكتيكات منهجية، وكل ما تتخذه من إجراءات تنفيذية، أو ما ترسمه من بيانات وخطط تفصيلية، سواء على صعيد المفاوضات، أو العلاقات العربية والدولية، وأن يجري كل ذلك في إطار ما يعزز وحدة الصف الداخلي، ويحقق الإجماع الوطني، ويوحد الحالتين الشعبية والرسمية، وراء الشرعية الوطنية في مواجهة سلطة الإحتلال..!


وإنطلاقاً من هذه البدهية السياسية، وإرتباطاً بما هو عليه الوضع السياسي القائم في منطقة الشرق الأوسط عموما، وفي الساحة الفلسطينية على وجه الخصوص، يصبح من البدهي القول بأن موقع القضية الفلسطينية من هذا الوضع، يظل له مركز الصدارة الأولى من حالة الصراع القائمة في المنطقة، بل وحتى أهم محركاتها البنيوية على العموم؛ فمن خلال ما يمكن تصوره من إرهاصات الحالة الفلسطينية – الإسرائيلية، وتداعياتها المتوقعة مستقبليا، لا بد وأن ينعكس ذلك، إيجاباً أو سلباً على مجمل أوضاع دول المنطقة المجاورة، التي تعيش حالة الصراع نفسه ولكن بأشكال وصور مختلفة؛ فعلى سبيل المثال ، سوف لن تكون بمنجى من كل ذلك، أي من الدول مثل لبنان والعراق ومصر وإيران وسوريا وغيرها من الجهات ذات المصلحة في أن يستمر فتيل النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي مشتعلاً دون توقف..!


فمن تجليات الصراع القائم في مختلف تلك البلدان، يلحظ المراقب ما تحتله (القضية الفلسطينية) بالنسبة لأطراف الصراع هناك من أهمية إستثنائية لا يمكن تجاهلها، حيث تدخل أو تستخدم تلك (القضية) كأحد "الشعارات التعبوية" التي تتمسك بها أطراف الصراع، لا من زاوية الدعم المنزه الخالص، أو من موقف المحايد المستقل، ولا حتى من جهة التأييد والتضامن الأخوي الصادق في أضعف الإيمان، بقدر ما هو_ وفي الغالب الأعم_ إهتمام تفرضه حالة الصراع القائم نفسه بين بعض أطراف ذلك الصراع، ولعل من تجلياته الواضحة المعالم، ما تفرضه حالة الصراع الإيراني _ الأمريكي وتداعياتها على مجمل الحالة السياسية والإجتماعية في الشرق الأوسط، ومنها الحالة الفلسطينية الداخلية، من تأثير، ونفوذ سلبيين في معظم تجلياتها، على مسيرة النضال الفلسطيني ..!


فليس من باب المصادفة أو المبالغة القول؛ بأن ما إستهدفته قناة الجزيرة العربية في قطر أخيرا، من نشرها الى "وثائق" مفترضة عن المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية المباشرة، والتي توجه من خلالها الإتهام الى السلطة الشرعية الفلسطينية بالتفريط بحقوق الشعب الفلسطيني، في أمور ذات حساسية بالغة بالنسبة للشعب الفلسطيني، مثل الإستيطان والقدس الشرقية؛؛ تلك الإتهامات التي جرى نفيها على الفور من قبل السلطة الفلسطينية وإستنكارها من قبل الرئيس الفلسطيني، وكافة الأطراف الوطنية الفلسطينية الأخرى، إلا منظمة حماس الإسلامية في غزة، التي رقصت لها وجعلت منها ورقة جاءت في وقتها لتعزيز هجومها المستمر ضد السلطة الشرعية الفلسطينية، وتأكيد موقفها الرافض للمفاوضات المباشرة الفلسطينية – الإسرائيلية..!


نقول إن ما إستهدفته قناة الجزيرة من وراء نشرها لتلك " الوثائق " المفترضة عن المفاوضات، وفي هذا الوقت بالذات، حيث أخذ الموقف الدولي من القضية الفلسطينية، يأخذ إتجاهاً أكثر واقعية وموضوعية من القضية نفسها، وحيث بات الإعتراف بالدولة الفلسطينية طبقاً لقرار الشرعية الدولية وإستناداً لجهود ومثابرة السلطة الفلسطينية، ومرجعيتها منظمة التحرير الفلسطينية، يأخذ منعطفاً عملياً على المستوى الدولي، بإعتراف ما لا يقل عن سبع دول بالدولة الفلسطينية؛ فإن هذا الإستهداف لا يخرج في مراميه، وبالإقتران بالترحيب الكبير الذي أظهرته منظمة حماس الإسلامية من غزة، عن عملية تقويض لكل ما حققته جهود الشرعية الفلسطينية من نجاحات ملموسة على الصعيد الوطني والدولي، وفي مقدمتها هذا الإنعطاف الكبير في موقف العديد من الدول من القضية الفلسطينية؛ التقويض الذي تحاول قناة الجزيرة أن تزرعه في نفوس الشعب الفلسطيني من خلال نشر بذور التشكك والريبة في إخلاص قيادته الوطنية الشرعية وإضعاف الثقة برجالات الوفد الوطني الفلسطيني المفاوض، والإصطياد في مياه الإنقسام الفلسطيني الداخلي العكرة، لتعميق جرح الشق الوطني، وإشغال فصائله الوطنية في إحتراب داخلي وهمي، يكون المنتفع الوحيد منه في النهاية، الطرف الإسرائيلي وحكومة نتنياهو – ليبرمان اليمينية العنصرية..!؟


ولكن مما يسر في المقابل، وما يرد السهم الخائب الى نحر من رموه من القائمين على إدارة قناة الجزيرة "العربية" ومن يوحي لهم بالتعرض بالسوء لنضال الشعب الفلسطيني البطل وقيادته الجريئة، هو ذلك الموقف الموحد الذي واجه به الشعب الفلسطيني تخرصات قناة الجزيرة "العربية" ومزاعمها المرفوضة، ورفضه لإيحاءاتها المسمومة، ووقوفه وراء قيادته الشرعية (منظمة التحرير الفلسطينية) وممثلها السلطة الوطنية الشرعية برئاسة المناضل الوطني الفلسطيني السيد محمود عباس..!


إن ما أقدمت عليه قناة الجزيرة "العربية" كان خائباً ولم يكن موفقاً في جميع الحسابات بأي حال من الأحوال، ولا يخرج في كل جزئياته عن ما تمت الإشارة اليه فيما تقدم، من حالة إستغلال نضال الشعب الفلسطيني، و(القضية الفلسطينية) نفسها، كورقة ضغط بيد تلك القوى والجهات التي تخوض الصراع في المنطقة ولها من وراء إذكاء نار النزاع الفلسطيني _ الإسرائيلي، ما يخدم مصالحها في ذلك الصراع؛ ولكن كل هذا قد إصطدم بصخرة وعي الشعب الفلسطيني الناجز، وتلاحم قياداته وفصائله الوطنية في منظمتها الصامدة (منظمة التحرير الفلسطينية)، وسيكون أول من ستصيبهم خيبة الأمل القاتلة، هي حكومة نتنياهو – ليبرمان العنصرية، وكل من يبني على تمزيق وحدة الشعب الفلسطيني الباسل من أوهام وأضاليل..!
26/1/2011



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق : الأطياف الدينية وخطر الإِنحلال..!
- تونس: وهكذا إنتصر الشعب..!
- جمرات الأمس..!
- فلسطين: ليبرمان والرقص على الحبال..!
- العراق: الحريات والحقوق المدنية في ظل حكومة -الشراكة الوطنية ...
- العراق: أزمة الحكم بين المشاركة والشراكة..!
- العراق: الحقوق والحريات المدنية الى اين..!؟
- فلسطين : إشكالية خطاب -المقاومة- والتعنت الإسرائيلي..!
- العراق: الحماية الدستورية للأطياف الدينية..!
- مناجاة الى سيدة النجاة..!(*)
- فلسطين :المشكل الداخلي الفلسطيني وآثاره السلبية..!
- العراق: (سيدة النجاة) تطلب -النجاة-، وقلب بغداد تحرقه المفخخ ...
- العراق : الصحافة وحرية التعبير..!
- العراق: إشكالية الوثائق السرية..!
- العراق: الغناء محرم في بابل..!!؟
- العراق: المشهد السياسي في مراحله ما قبل الأخيرة..!
- منظمة التحرير: رمز وحدة الشعب الفلسطيني..!
- العراق: الصمود المتواصل في المواقف..!
- نتنياهو:السلام خيار صعب..!
- نتنياهو: مواقف متناقضة..!


المزيد.....




- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - باقر الفضلي - فلسطين: الحلقة المركزية في الصراع..!