أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شاهر أحمد نصر - بحث في العقل العلماني اليساري العربي المتنور ـ الياس مرقص يحاور بعض المفكرين العرب 6/6















المزيد.....



بحث في العقل العلماني اليساري العربي المتنور ـ الياس مرقص يحاور بعض المفكرين العرب 6/6


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 974 - 2004 / 10 / 2 - 09:12
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


(6/6)
6 ـ الياس مرقص يحاور بعض المفكرين العرب.
دون المفكر الياس مرقص ملاحظاته على مداخلات العديدين من المفكرين العرب في الندوة التي عقدت في تونس العاصمة في شهر تموز (يوليو)1988 تحت عنوان "العقلانية العربية: واقع وآفاق".. ونقتطف منها بحيادية ـ وبقليل من التصرف ـ الأفكار التالية:
ياسين عريبي
ياسين عريبي قدم موجز بحثه عن "الصراع بين الأنا المنطقية والأنا الجدلية من منظور ابن سينا والغزالي" "الأنا المنطقية" تسمية من (عريبي) لابن سينا ولديكارت "والأنا الجدلية" تسمية للغزالي ولكن عريبي مع هذه ضد تلك. وخصوصاً: "نحن ندعي في هذه العجالة بأن المعارف والعلوم في نظرياتها وتحليلاتها وتركيباتها ونقدها ومناهجها لم تخرج حتى يومنا هذا عن حدود دائرة العقل الجدلي للغزالي وقطر الفهم وسرابه السينوي إلا في التفاصيل على اعتبار أن الإنسان كائن زماني"... ديكارت وهيوم وكانط غيبوا العقل العربي... هذا العقل (الغزالي) سماه عريبي "نوراً" أو بالأصح، قال: "ونسمي هذا النور كوحدة عليا للعقل: الأنا الجدلية"..ص154 بدأ ياسين عريبي مقالاً في مجلة الوحدة 1985 بقوله: الشرق يبدع، الغرب يُركب . عندئذ يجب القول : الشرق هو الله. الله وحده يبدع بلا تركيب. حتى الإبداع الخيالي الخرافي تركيب. لا جديد بعد العرب ولا قديم قبلهم.
والمنهج الأساسي: هذا موجود عندهم، وذاك موجود عندهم، وذلك موجود عندهم. العالم ذرات، مواد، اشياء. هذا مؤسف. علم الدكتور محمد ياسين عريبي، ثقافته، معرفته، جهده، متابعته، تستحق ميلاً من نوع آخر.ص154 تستحق الدخول في اللوغس، في الراسيو، عدم الاكتفاء بالنوس – النور والنفس، الدخول في "الأنا منبع الفكر" بدلاً من إطلاق مصطلح "أنا" على ... وعلى .. هل "المفهوم" موجود عند اغزالي ؟ إذا كان عريبي لا يجيبني على هذا السؤال فمن يجيبني؟ وماذا عن هيغل؟
عريبي يذهب من ابن سينا والغزالي إلى ديكارت وكنط. أنا أقترح عليه طريقاً معاكساً: يحذف العرب، يدرس الفلسفة الأوروبية بذاتها، بدون العرب، يتقصى موجوداتها، كذلك اليونان، ثم يذهب إلى الفلسفة العربية الإسلامية. تكون هنا بداية وغاية. ويكون العرب هم الغاية. لا البداية والغاية والمسار. عريبي يعتقد أنه يجعل العرب بداية وغاية، أنا أعتقد أنه لم يجعلهم غاية، إن الغاية هي تفكيره. بحجة "الدائرة" أو باسمها، هذا التفكير لا يتقدم.
يمكن القول إن الغزالي وابن سينا وابن رشد خرجوا من هنا إلى هناك. الثالث مكث مدة طويلة مهيمناً. لكن الفلسفة الغربية لها بداية قبل ذلك، أوغسطين هو الذي دشنها، "خطه" استمر في عصور الظلام، رغم التقلص، ثم عاد وظهر، هذه قضية في الغرب، في الغرب إزاء الشرق المسيحي والإسلامي، ثم جاء الغزالي وابن سينا وابن رشد إلى الغرب، في عصر ازدهار الفلسفة لا يقل بل يزيد من ازدهارها في زمنهم في "الشرق" عصر السكولاستيك ثم عصر انحدار السكولاستيك وانحلالها(مع عطاء انحدار وانحلال مدلولاً إيجابياً! فهذا الانحلال كان خصباً) جاء عصر النهضة..ص155
الصراع (بين الغزالي وابن سينا) الذي استلفت انتباه عريبي واستحوذ على اهتمامه، يترك معظم المسائل جانباً، وهي مسائل الفكر والعقل. انتصار الغزالي على ابن سينا، ولا جديد في الغرب: هذا موضوع ولحن وسمفونية د . ياسين عريبي. تسعة أعشار مسألة العقل خارج السمفونية.
الكلام له محتوى ومعنى وقصد ، أنا أوئيد أطروحات كثيرة عند عريبي.." وضع العرب نظريتي الفهم والعقل ومن خلالهما تحددت الصورة التخطيطية لحركة العلوم والمعارف الدائرية الثابتة المتجددة. وقد وحد الباقلاني بين العقل وعلومه الضرورية كوحدة عليا للعقل. وقد أدرك فيه المحاسبي أن هذه العلوم وظيفة للعقل لا العقل نفسه وسماها الفهم. أما ابن سينا فقد اختزل هذه الوحدة في الهوية كماهية ووجود وهذه الصورة التحليلية للفهم نسميها: الأنا المنطقية، وبها تحدد قطر الدائرة من ابن سينا إلى ديكارت على أن البداية نهاية والنهاية بداية ولا فرق.."
هكذا خط عمل عريبي (تفكير ، كلام) عريبي وربما التراث. في الحاصل يصعب عليّ الفرز. من حق ومن واجب عريبي أن يحاكم التراث العربي الفلسفي بمقولات حديثة. لكن هل هو نفسه يأخذ وعي ذلك؟ نحن نريد فهم تاريخنا (فِكْره، عقْله(مع العالم والتاريخ)، لا البقاء فيه، البقاء في تاريخنا الماضي. هل يعي عريبي أنه الماضي؟ هل يؤيد ذلك؟ لا! إنه في رد فعل ضد الذين يقولون إن الماضي مضى وانتهى بلا سؤال الكلمات. إنه وإياهم على "طرفي نقيض" على طرفي قطر دائرة ثابتة و"متحركة ومتجددة" جداً وميتة "ميتافيزية" (لاجدلية) الطرفان متفقان على تشخيص واحد للكلمات: الماضي مضى أي تبدد، الماضي يمضي لكنه لا يمضي في. وهذه قضية كبرى لغوية،غير عربية، بل هي عربية أو فرنسية وأوروبية لا فرق في ذلك بتاتاً. هذه ملاحظة أوجهها لصالح: عريبي، خشيم، نصار، طرابيشي، حنفي، أمين، حسين ، العالم ، الجابري الخ.في اتجاهات مختلفة ، أي مع الاستجابة مني لاختلاف الأشخاص (وعمداً لم أتقصد اي ترتيبأو تصنيف) مسائلهم ،أجوبتهم، اهتماماتهم، ميادينهم، أنماطهم الفكرية وأنغامهم المعرفية. وهذه القضية – افعل مضى ويمضي في – جوهرية جداً في تاريخ الثورة الروسية مثلاً عند لينين وذروة اللوغس الثوري الروسي، المفهومي المنطقي السياسي الراهن والمباشر.ص156
أعترف وأعلن وليعترف الذي إزائي و"قصادي" أنهم في دهشة واستغراب وربما "تهكم". لكنه لن يكون التهكم السقراطي مع توليد الحقيقة. توليد الحقيقة. حرفة سقراط، وأمه قابلة قانونية. حرفة المولدة لا عمل الوالدة! أنتم الوالدة، كل إنسان. يؤسفني غيابكم عن الساح... أفلا نشكو نقص الفكر نقص الانصات، نقص التجابه أو الحوار الديالوج (ديا – لوغس، لوغس بين اثنين)؟ عندنا الحوار صار لا أدري ماذا! في الفلسفة (المضاربة النظرية) وفي الدراما وعلى المسرح المنولوج (لوغس فرد مع ذاته) ديالوج. علينا الانتهاء من المنولوجات المتوازية، من برج بابل العربي، من البلبلة اللغوية الحقيقية أي الفكرية (الإيدوسية): ألفاظ واحدة، "كلمات" مختلفة. أو كلمات واحدة لفظاً متضاربة معنى. صوت واحد "كلام" مختلف… عريبي! هل هذه القضية الأخيرة موجودة في التراث؟ وإلى أي حد! كم أتمنى أن تكون موجودة إلى حد ما! كم أنا أبحث عن ذلك! ص157
الخطوط كثيرة في تاريخ الفكر، وليس العرب هم المبدأ والمركز والغاية والنهاية. هم أمة حضارة ثقافة من جملة أمم وحضارات وثقافات. وهم بالنسبة للفكر والعلم مرحلة وسطية ووسطوية. إذا كنا لا نستطيع إدراك الواقع أو العالم ككون مع الاختلاف وكتاريخ مع التغيير والارتقاء معاً في وقت واحد فنحن مخطئون.ص163
حين يقول عريبي: "الغرب يركب" يجب أن أقول له: الغرب أيضاً يحذف، يقفز، يختار، يصطفي، يُجرد، يعزل، يفصل، واختصار: يفكر ، يعرف ما الفكر وما التفكير. يعرف ما معنى جرّد ، ازدواجية التجريد: أحذف وآخذ، أحذف أمراً وأموراً وآخذ أمراً من الشيء الواحد. التجريد الفكري سلاح ماركس (رأس المال – المقدمة)ص165، أما عندنا فمازال عقلنا مشطوراً بين قطبين: عقل قاصر مع الضرورة والحتمية واليقين في جهة، وعشوائية الوجود مع الحظ والشعر في الجهة المقابلة، المناوئة. إن ثنائي الانتفاض والتسليم، الإرادة الجامحة والرضوخ الرثائي، يرتبط بذلك يغذيه ويتغذى به.
الخيار الثاني قائم أمامنا: إما.. وإما .. لا ثالث. وذلك على العقل وتعريف العقل. إما الضرورة والحتمية وهيمنة السببية المقطوعة والميكانيكا العادية.. وإما الاعتراف بالعشوائية، ومسعى قنونة العشوائية، علم ضرورة العرضي، علم كونية التصادف..ص165-166
حسن حنفي
تكلم حسن حنفي في "أصناف العقل في التراث القديم" عن "وسائل العقل" "طرق التفكير"، قسم العلوم إلى ثلاثة أنساق: نقلية (القرآن، الحديث..) نقلية عقلية (التوحيد، الحكمة أو الفلسفة، التصوف، أصول الفقه)، عقلية صرفة (رياضة، هندسة،.. تجريبية طبيعية، إنسانية: أدب، جغرافيا). لاحظ حنفي أن ما ترسب فينا هو العلوم النقلية.. هذا طبيعي بالنسبة للمسلمين، قد لا يكون مختلفاً عند المسيحيين (المؤمنيين الممارسين، الذين يقرأون كتباً دينية..)ص193
أعود إلى العلوم الوسطى، النقلية – العقلية. حسن حنفي يعرض موقفه (المعلوم) "ليس الله بل الطبيعة" التوحد التام بين الوحي والعقل والطبيعة" مع طلعة ضد اليهودية والمسيحية طلعة أكاد أقول "طبيعية ". المسلم ولا سيما رجل "اليسار الإسلامي" "والثورة الإسلامية" يثبت إسلاميته بهذه الطلعات. ص194 هذا هو موقف حسن حنفي، مذهبه. سابقاً استوعب حنفي سبينوزا في فويربراخ وفويربراخ في الإسلام (رغم المسيحية مع "الله – الإنسان") والإسلام في شخصه. ووصف سبينوزا بأنه مذهب الحلولية أو مذهب وحدة الوجود، وتكلم عنه طويلاً بدون مقولة النفي negation ، بدون الأطروحة السبينوزية السيدة، بدون المبدأ الطريقيّ الحاكم: كل تحديد (أو تعيين) هو نفي" (وأيضاً كل تأكيد هو نفي"). حنفي مع سبينوزا، يتحمس له يعتبره حاذفاً لديكارت الكاثوليكي المحافظ والمتواطئ مع الرجعية الخ الخ لكنه لا يعرف بتاتاً مبدأ سبينوزا: كل تحديد (تعيين) هو نفي. ليس عنده النفي ليس عنده التحديد.
بالمقابل، إن ماركس (وإنجلز ولينين) يرددون أطروحة سبينوزا بحماس. ماركس يعتمدها في الفصل الثاني من المدخل، حيث يشرح أن الانتاج استهلاك، وأن الاستهلاك إنتاج. راهنية ذلك؟ ص194
عند الدكتور حسن حنفي "أحابيل الاستعمار" امتداد لأحابيل الشيطان منذ عصر البداية المؤزّلة، العدل الراشدي واليساري الإسلامي والفتنة الكبرى (انظر مجلة اليسار الإسلامي)، وهي تغني عن الواقع ومنطقة التاريخ، وتغني الفكر المناضل عن جيل الفكر، وتنجده نورانياً للسباحة النظرية في فينومينولوجيا الثورة الإسلامية. بالمقابل، إن لديالكتيك (هيغل، ماركس) إن هو إلا حيلة الإنسان وحَوْلُه ومكره وعقله من أجل إعادة إنتاج الواقع، نسخه، تصويره الأمين.
حين طُرد سبينوزا في الكنيس (الجماعة اليهودية) أخذوا عليه اعترافه بمسيح المسيحيين. هذه نقطة هامة مسيح اليهودية يأتي في نهاية الأزمنة. سبينوزا اتهم بالإلحاد، وطبعاً بالحلولية واتهم بالكفر بالزندقة الخ وإحدى التهم التي صدرت ضده في وقت من الأوقات كانت "الإسلامية".ص195
مذهب سبينوزا: الله أي الطبيعة.. سبينوزا سمّى الله ومضى إلى الطبيعة.هذه الطبيعة أو الوحدة لها سبب ذاتها، ولها محمولان معلومان هما المادة – الامتداد والروح – الفكر، ولها محولات كثيرة لا يمكن أن تُعلَم. ثمة مجهول فوق العلوم، ثمة ما لا يمكن أن يُعرف فوق ما يمكن أن يُعرف.
هذا تحييد الله في المجهول؟ أجل وضد رأي شعبي ديني "عام". لكنه منحى قديم (تصوف فلسفة بل ولاهوت أرثوذكسي غير هرطقي في اليهودية والمسيحية والإسلام).ص196
أطلب ندوة عن أوروبا وعن العالم بدون العرب، أي العالم مجرداً عن العرب، "مبدئياً" (أي العرب جزء صغير وسيلة في هذه المسألة القضية ،المعرفة) هكذا أولاً. هكذا البداية. ثم بعد ذلك، العربُ (قضيتنا) غاية، نهاية (نهاية في المعرفة المطلوبة هذه التي هي مسار) ذروة. المعرفة مسار، خط، مع بداية وغاية:خاتمة، نهاية نإغلاق. ص200 هذا ما أقترحه كطريقة عمل، كطريق عمل، لنا، للفكر وأحزابه الحالية.
يا أخ، إن التصوف الغربي، إن الفلسفة الغربية، إن المسيحية الغربية بخاصة والعلمانية الغربية، إن إكهارت وسبينوزا وهيغل الخ قد تجنبوا مطب الحلولية بفضل مقولة النفي، التي هي أيضاً مقولة التاريخ والتقدم... "هي"=هي هوية مع فرق، هي انتقال، هي حيّة. بعد ذلك أقول أهلاً ومرحباً بمحي الدين بن عربي والحلاج والإمام الغزالي وبعد ذلك بجلال الدين الرومي وبرابعة العدوية. المسألة الحلولية قائمة حكماً بموجب دين الإله الواحد... هذا غير وارد في البوذية والبراهمانية وأديان الشرق الأقصى حيث "الألوهة" لا الإله الواحد المفصول والخالق.. هذه إشكالية غربية أي سامية ويونانية ومسيحية وإسلامية وعرب وأوروبيين ، ليست إشكالية هندية ,يابانية وصينية.ص203
إن كلمة حنفي غنية جداً وهامة وحيوية. إن مناقدتي ومناقضتي واضحة جداً: النفي! ليس عندك حتى عندما تتكلم عن سبينوزا وأوروبا والفكر الأوروبي الوسطوي والحديث.ص206 مرة أخرى: التصوف الألماني كان المدخل إلى الديالكتيك الألماني.ص207
بعض الملاحظات على بحث أنطون مقدسي "العقل وغير العقل في الوجود العربي"
1- "عالم الإنسان بأوجهه الثلاث الكبرى: الطبيعة وما فوق الطبيعة، والعالم الداخلي أو انفسي "ص1
أنا غير موافق ! عالم الإنسان هو أيضاً أولاً ومباشرة: البيت، الكرسي، الطاولة، الشارع، الرز...هذه القسمة المقولية الثلاثية لا تقبض على "عالم الإنسان " الذي هو هوية، هذه الهوية هي: الروح، العمل، التملك.
2 -الموضوعية أي الاستقلال عن الذات وعن وجهات النظر الشخصية. ص1. هذا صحيح. لكن الموضوعية هي غاية المعرفة كمعرفة. إنها ليست البداية فالبداية هي الفكر. الفكر يعمل بالتجريد. والتجرد أساس التجريد الذي يأخذ وعيّ أنه تجريد.
3 -عن ديكارت (ص1-2 ). الحس السليم والعقل شيئان. الحس السليم أحد أشكال أو مستويات العقل.
إن مذهب ديكارت هو: 1- الشك المنهجي المطلق، الطعن بالموروث والطعن بالحواس ومعطيات الحواس وبكل الجلاءات والبديهيات. 2 – هذا الشك يقيم يقيناً أول وأولياً "أنا أفكر"، "أنا مع الفكر" أنا النفس المفكرة النفس الخالدة التي صارت بقوة فكراً و تفكيراً إزاء العالم.3-أنا أفكر إذاً أنا موجود، أنا كائن (كنفس). ومنها إلى الله ثم إلى العالم المادي المخلوق. 4-ديكارت يعلن مشروع "جعل الإنسان سيداً وحائزاً على الطبيعة". وبيكون يؤسس التقنية :"لكي تطيعنا الطبيعة يجب أن نطيعها" وينتقد أصنام اللغة .5- ديكارت يرفع لواء الفكر ويعلن أن الفكر = طريق، طريقة .6- والفكر هو العلم المعرفة، ديكارت عالم رياضيات، فكرة الانعكاس البافلوفية فكرة ديكارتية. 7 – ديكارت إخراج أو تحقيق فلسفي لدين الإله الواحد: ثنائية الروح والمادة، النفس والجسد، وطرد الأرواحية الإحيائية لصالح العقل والرياضة.8- عملية جعل الإنسان سيداً وحائزاً على الطبيعة بدأت مع الثورة النيوليتية مع ظهور القرى واختراع الزراعة والرعاية، أنسنة الطبيعة ، تحويل الطبيعة إلى عالم أي بدأت قبل 10 آلاف أو 12 ألف سنة في سوريا وأماكن أخرى .. 9 – في كلام أنطون مقدسي ضاعت الـ " أنا أفكر" ضاعت الفكرية مع الأنا ضاعت الهوية "الفكر= طريق" أنطون مقدسي لا يدرك ما يدركه روجيه غارودي من أن الفكر مفتاح الوجود، عملاً ومعرفة ..10- إن قضية جيلسون وغالبية الفلاسفة ومؤرخي الفلسفة ، قضية أصالة ديكارت (ص4) ثانوية تماماً. هل كان ديكارت تابعاً أم ناقضاً للسكولاستيك ؟ آ-السكولاستيك هي أيضاً فكر وعقل ومنطق. ب ـ ديكارت وسقراط هما واحد. جـ - التاريخ ليس خطاً، مجرد خط، ثمة عودة وعودات، ديكارت ينقض السكولاستيك، أرسطوطلية العصر الوسيط، العقيدة السائدة، السلف الكنيسة الخ.. ويعيد انتاج سقراط أو سقراط مع أوغسطين، الفلسفة مع المسيحية.
4 – إن مدشني العصر الحديث هم ثلاثة: 1- الفرنسي ديكارت: العقل .2- الإنكليزي بيكون ولوك: التجربة . 3 – الألماني ياكوب بوهم: التصوف مع الديالكتيك. ص44
5 – "صراع العقل مع العالم" صراع بين العقل واللاعقل، الخيال والانفعال الرغبة والإرادة، الشعور واللاشعور الخ (ص7) لابأس بهذا الحديث كله. لكن لاشيء يستقيم بدون فكرة العقل Vernunft الهيغلية. فالعقل دخل في أزمة، لحظة حرج، لحظة النقد: critique,crise. هنا الثورة الكنطية. العالم مأزوم التناقض سيد، المعرفة مأزومة. من كنط إلى هيغل وإلى ماركس. هذا خط. ضده خط آخر: مناهضة العقل، الحيوية، الحدْسية ..الخ استناداً إلى الأزمة الحقيقية، إلى قصور العقل الديكارتي، إلى تناقضات الفهم أو "البرهان "إلى تمرد المعرفة العلمية، التي ارتقت إلى مستوى لم يسبق له مثيل، على قوالب عتيقة وبالية وقاصرة. أما الوضعانية والعلموية فهي انحطاط العقلانية السابقة وهي تتراكب مع خط مناهضة العقل.
6- "أفلاطون الذي جعل من العلم استذكاراً"ص6، يوجد أفلاطون شرقي خلاصته أن المعرفة تذكر وأن التقدم انحدار. الغرب فعل بأفلاطون العكس.
7 - آ – عند هيراقليط وهيبوقراط الخ.. وهيغل ولينين: الأسماء قوانين الطبيعة، الأسماء قوانين العالم، في اللغة لا يوجد سوى الكلي! الاسم من سمة، إنه ليس الشيء بل سمة من سماته، كيف من كيفياته، حد من حداته، والكلمة من كَلَمَ أي جرح وبالتالي فالكلمة عمومية، الاسم عمومية. حتى كلمة "هذا الشيء" وكلمة "أنا"."حتى"أو بوجه خاص!!
ثمة منطق هو ديالكتيك."مصيبة" الإنسان صاحب اللغة أنه محمول بحكم عمله وحياته إلى جعل الكلمات أسماء أعلام، على جعل الاسم الشائع أو المشترك "اسم علم". ب_ كلمة جزئي ملتبسة جداً جـ – ليس خطاً أن نترجم الأوسية ossia جوهر.الفرنسيون يقولون عن الأوسية (مقولة أرسطو) essence ou substance . وبعض العرب يصرّون بشكل مطلق على ترجمة essence بـ ماهية و substance بـ جوهر انطلاقاً من أن essence مشتقة من اللاتينية etre (هو، هي، ماهي، ماهية..) في الحقيقة إن المسألة الترجمية أكبر بكثير كملف! والمقولة الفلسفية (كل مقولة فلسفية) تنمو نموات مختلفة حسب الأشخاص، المذاهب. لا تتخذ أية مقولة دلالاتها الدقيقة إلا في علاقاتها مع سواها ضمن طبولوجية (مواقع) مقولات.. يجب على المترجم أن يراعي أكثر من اعتبار، أن يخاطب الناس، لأن يتعامل مع الواقع. الترجمة الحقيقية الترجمة الأهم هي ترجمة الرأس .. ثمة رؤوس فارغة وبالتالي متعصبة إن حماقات مترجمين من الفرنسية إلى العربية لا يعرفون سوى هاتين اللغتين..ص47 د ـ أوسية أرسطو متعددة المعاني والدلالات. هذا الملف واسع جداً.. هـ - إن مذهب أرسطو هو مذهب الأوسية، لكنه هكذا فقط إزاء أفلاطون، مذهب واقعية الفِكَر – المثُل – اإيدوس. الكليات ليست أوسيات، ماهيات، جواهر.أرسطو يؤكد قوامية الدنيا، كيانية العالم المادي .ص49
و – إن أحد الالتباسات العربية والعالمية على أرسطو قائم على عبارة "لاعلم إلا بالكليّ" لاشك أن عبارة "لا علم إلا بالكليات" غير مناسبة، الصحيح " لاعلم إلا بالكلي" أو "لاعلم إلا علم الكلي" إن بعض الصيغ العربية "لاعلم إلا بالشيء" و"المعرفة بالشيء" غير مبررة بتاتاً. من أين جاءت باء الجر.ص51

مدارسنا تعلم العلوم الحديثة، لكن بدون فلسفة هذا التغيّر، بدون جذر العلم. لذلك فإن ما نفعله لا نفعله جيداً.ص55
الغرب بنى، صراعياً، الخط المعارض. في تاريخنا الفكري، العناصر الثورية اختنقت، ظلت أسيرة منظومة وسطوية عريقة وشرقية، والمعري (=مونتيني + ديكارت) هُزم. عمالقة الفكر العربي الإسلامي صاروا إفرنجا لينوهم، أخذوهم وتمثلوهم وأذابوهم في الجسم الجديد. الرياضيات العربية صارت ملكاً لأديرة وجوامع الغرب.. أخذوهم وسرقوهم وذوبوهم والعياذ بالله. نحن أمة معطاء. بعد التصوف والباطنية عندنا، يوجد الباطنية والتصوف عندهم.. التصوف الألماني مدخل هائل إلى الدياكتيك الألماني . " كل تعيين هو نفي" هيغل.ص59
"ثمة اعتقاد عند العرب يكاد يكون نظرياً عند العربي، يدفعه من حيث المبدأ إلى اعتبار الأقدم أفضل "(الكلام لقدسي ص46) مبدئياً هذا باطل، كما عكسه باطل. إنني مثلاً أدين الخطيّة الستالينية والخطية الوضعانية. النازية جديد وقديم..ص59
- قلت: فكر الغرب يجب أن يعرف.
السومريون اخترعوا الدولاب. الدولاب يدور السيارة تتقدم.القضية هنا هي قضية الفعل، العمل، المواصلات، وقضية النظر، الفلسفة، قضية التفكير. وهذا الملف عالمي..ص60 خذ ورقة وارسم بالمسطرة خطاً مستقيماً. خذ ورقة ثانية وارسم ذهنياً خطاً مستقيما لكن مع انحراف صغير جداً وثابت وتابع ستعود إلى النقطة التي ابتدأت منها. لقد رسمت دائرة كبيرة لكنك يمكنك تصغيرها وأن تجعلها نقطة.ص60 هكذا الفكر، الفكرية، الديالكتيك، الدائرية والاستقامة واحد مع أنهما اثنان، قطبان مثاليان، مجردان كاملان..
الياس مرقص والجابري :
محمد عابد الجابري قال جيداً الفكر: أداة " الأداة المنتجة للأفكار"(ص11-12من كتابه).. أريد أن أقول أيضاً: الفكر = طريق، الفكر حركة، مسار موقف ضد المباشر.
1- اللوغس ليس العقل فقط (كتاب الجابري ص19-22) بل هو الكلام والعقل.ص73 أدرك البشر منذ البداية أهمية اللغة أو الكلام في اجتماع البشر ..
- اختراع الكتابة كان اختراع اللغة ثانية.
- الطباعة (ق15) اختراع اللغة ثالثة. الأستانة تتأخر ثلاثة قرون لا أقل! تسمح بها للأرمن واليهود والأروام في عاصمة الخلافة الظافرة ولا تسمح بها للمسلمين .. 1) الايديولوجية العثمانية ايديولوجية اكتفاء ذاتي فكري ايديولوجية غرور وكبرياء واعتقاد قوي بتمام الأمة وكمالها، وهذا هو نقصهم ومقتلهم. 2) أخذوا المدافع رفضوا الفكر. 3) أخذوا السلع الاستهلاكية تاجروا آمنوا بـ"تجارة المركانتلي" لكن رفضوا "اقتصاد السوق"، "التعامل بين الناس" 4) العثمانيون يبقون عند المركانتيلية: عبادة الفضة والذهب 3 وزارات في دولة الاستبداد الشرقي: النهب في الخارج (الحرب) والنهب في الداخل (الجباية)، والأشغال العامة. 5) في وصف الاستبداد الشرقي، مسألة اللوغس – الكلام تحتل مكاناً مركزياً: الأمر ينزل من فوق، القول سحر وحق، الأدنى ينفذ كلام الأعلى، لا إنضاج لا شغل أو تحويل.لا فكر لا عمل ذهني. 6) العلاقات عمودية الكون طوائف.
2 – لدينا إذن ما يكفي كي نكره الكلام ونحب العقل، كي نرفع لواء العقل ضد الكلام واللغة الخ لكن هذه المبررات غير مناسبة. ص75
3- اليونان انتقلوا إلى علم الكلام، اخترعوا علم الكلام، أي اتخذوا كلام البشر عموماً موضوعاً للعلم.ص76
4 – اليونان اخترعوا هوة بين الكلمات والأشياء، بين الكلام والواقع، وأعلنوا أن هذه الهوة كبيرة مليئة يملؤها الفكر. مع فكرة المفهوم، وفكرة الشكل أقاموا هذا الجسر: الفكر.ص77
حول موضوعة العقل العربي عند الجابري ص325
أستاذي، د. الجابري، أنا تلميذك وتلميذ لآخرين، هل تسمح لي بأسئلة محددة، قطعية؟
أولاً: هل تعتقد أن كلمة اللوغس تعني العقل فقط أم تعني أولاً الكلام، الكلمة، الخطاب، ثم العقل؟ أي لها مباشرة معنيان إن صح القول. في رأيي، إن هذا الإغفال، من وفي البداية، ينسحب أو يمكن أن ينسحب على المنهج وعلى الموضوع: العقل العربي، تكوينه وبنيته.
إن إدانة محمد عابد الجابري لـ "الهِرمسية" صحيحة. والأكثر صواباً وإحاطة وأهمية هو تقسيمه العقل أو الفكر العربي إلى بياني ( لغة، فقه)، و"هرمسي" وما شابه، ومنطقي برهاني، بصرف النظر عن التفاصيل، وعن "المصطلحات". أريد أن اضيف من جهتي: العقلي – الجدلي، "دراسة طبيعة المفاهيم" ( عبارة انجلز). ص540
في رأيي، إن اليونانيين اخترعوا علم الكلام، علم الكلمة، العلم الذي موضوعه الكلام والكلمات، أي أنهم أوجدوا هوة بين الكلمة والشيء ، بين الكلمات والأشياء ، بين الكلام والكون أو الوجود أو الواقع، وأعلنوا أن هذه الهوة مليئة، يملؤها الفكر اليومي والعملي المصاحب لحياتنا نفسها، وعلى هذا الأساس، لا على غيره، أوجدوا علم الفكر، أو فكر الفكر، أو الفكر أس2.

الجابري عرف في كتابه اللوغس بأنه العقل والعقل المحايث (هذا صحيح ، لكن: العقل المحايث مع التناقض ومع النفي..) ولم يعرفه بأنه أولاً الكلام والخطاب والكلمة وهذا ينسحب على معالجته لموضوعه: العقل العربي..
إن الاعتقاد بأننا نحن مع اللغة وهم الأوروبيون مع العقل هو ظلم للحقيقة، ولا أقول ظلم للعرب، قاصداً ظلم المنطق والبداية والمبدأ، ألا وهو اللوغس – اللغة. الجابري يبدأ بعد البداية وهذا يؤلمني. إن الفراهيدية والخوارزمية والجهمية والمعتزلية والمعرية والإدريسية إلخ عمليات لوغسية عقلية منطقية جبارة.ص23
مداخلة ومأخذ على الجابري من محمود أمين العالم وجورج طرابيشي
محمود أمين العالم يعترض على التحليل الابستمولوجي (المعرفي؟العلمي؟) في غياب الاقتصاد والسياسة..و.. و.. وينتقد كون الجابري يريد المشروع الثقافي الأندلسي كمنطلق مع وجوب تطوير.
جورج طرابيشي بعكس محمود أمين العالم يأخذ على الجابري عدم التزامه إلى النهاية بالمنهج الابستيمولوجي، مع أنه شخصياً –كما قال- ليس من أنصار المنهج الابستيمولوجي. قال أيضاً أن الجابري مع البيان والبرهان ضد العرفان. إذن تكون في مورفولوجية الفكر العربي الإسلامي ثلاثة أقسام.. ( يبدو لي أن الاجابري مع البرهان إذا صح التعبير).ص170
محمود أمين العالم سألني عن موقفي إزاء قضية الجابري.. قلت له، وأردد القول: أنا مع الغنوزيولوجيا. أدين العقيدة الابستيمولوجية، أميز وأعارض بينهما كما يلي: الأولى نظرية المعرفة. الثانية تبدو لي نظرية علم وعلوم. الأولى تهم لينين وآينشتاين والنجار والفلاح، إنها المنطق. الثانية تبدو لي شيئاً للسوربون والجامعات والجوامع يجب أن تخضع للأولى.
مسألة العمل، موقع العمل، الفعل البشري، صناعة الإنسان في صلب الغنوزيولوجيا.ص175
أنا مع الحقيقة الجابري مع العلمية.
الجابري اتخذ في كتابه (في المقاربات الأولية) مواقف من مقولات الأخلاق والمعيارية غير صحيحة. سقراط مؤسس الفلسفة الأخلاقية وفكرة المفهوم معاً. العلوم المعيارية هي علوم ما يجب أن يكون: اللوجيقا مع الحقيقة، الاثيقا مع الخير والواجب، الاستيطيقا مع الجمال .
كذلك أنا لا أوافق على ترادف قام عند الجابري بين الفكر والرأي. أنا مصر على المعارضة التي أقامها ديموقريط مثلاً والفلسفة اليونانية عامة بين الحقيقة والرأي opinione .
أجل من الممكن "تفسير" أو "تبرير" هذه المواقف – تكبير "الرأي "وتخفيض المعياري" و"الأخلاقي" و"القيمي" – بالسياقات النصية ، بالأهداف التي يطعنها الجابري بحق، لكني غير موافق على هذا المنحى، الذي أجد له أبعاداً قَبْل وبَعْد. يؤسفني أن يكون الجابري قد عرّف اللوغس بأنه العقل والعقل المحايث واستغنى عن كونه أولاً بأول: الكلام، الكلمة، اللغة، الخطاب..ص175
أتمنى أن يقرأ الجابري هيغل وإنجلز ولينين، أن يقف ملياً أمام المسألة الوضعانية، أمام المعارضة التي أقمتها بين الديالكتيك والوضعانية، وأن يدخل في مسألة التاريخ الراهن: الاشتراكية العالمية، العرب.. وذلك خدمة لما يهمه أي لحرفته ودعوته! غني عن القول أنني أقف إزاء عمل الجابري كتلميذ يتعلم. ص176
خاتمة :
في ختام هذا البحث لا يسعنا إلا تقديم الشكر ثانية لدار "الحصاد" على الجهد العظيم والمثمر الذي قامت به خدمة للقارئ والعقل العربي، وإننا نعتقد أن المفكر الشجاع والحر الياس مرقص عندما قدم أعماله فإنه ابتغى في الدرجة الأولى أن تصل إلى العقل العربي علها تساهم في رقيه ودفعه في طريق البحث عن حلول للخروج من الواقع المزري الذي نعيشه، علنا نلتمس طريق الحضارة والتقدم.
إن نشر هذا الكتاب وأفكار صاحبه هي السبيل لشكره. وندعو إلى إقامة ندوات خاصة تبحث في العقل العلماني اليساري العربي، كما ندعو كل مهتم للنهل من فكر الياس مرقص، لأننا نعتقد أن من يقرأ أفكاره بعقل متنور حر لابد أن يستفيد منها. وتجدنا نردد مع الكاتب مبادئه القيمة وخياراته الصائبة التي يمكن تلخيصها على النحو التالي:
مبادئ ثلاث :
1- لا يوجد في الوجود مقابل الفكر شيئان متماثلان متهاويان متساويان. كل الأشياء مختلفة.ص35
الفكر إدراك الهويات المختلفات وذلك في مختلف الاتجاهات وإلى ما لانهاية.ص37
2 – لا تغيير بلا التغاير لا تغيير بلا اختلاف ـ تباين، فرق.ص38
يجب على الفكر العربي أن يدرك مقولات التناقض والتعارض أو التقابل تحيل لا على الوجود وعلى المحسوس وعلى الصراع بل بالضبط على القول والكلام وعلى عملية المعرفة. الفكرية شرط مطلق لمعرفة الصراعات، بلا تسويف أو خداع ص39
3 – لا تاريخ لولا التفاوت.. المساواتية عدمية.ص39-40
أنا لا أقول هذه الاطروحات غير "موجودة" في " العقلانية العربية" لكنني أقول: إنها غير مهيمنة، المهيمن يبدو لي: الجوهر، الماهية، الهوية، الكتلة أوما شابه. وأنا أعتقد أن الفكر الفكري قائم على إخضاع هذه المقولات، على نسْبنتها، على اتباعها للكلي والمفرد، لفكرة العلاقة والعقالة. إن غياب الأطروحات الثلاث ، أطروحات الانطلاق، معناه إننا باقون في مخلوطة فكر ووجود، ضد مسألة المعرفة ونظرية المعرفة.ص42
خياري واضح :
1- مع الجدلانية ضد الوضعية، مع هيغل ضد اوغست كونت. الجدلانية هي التي تنصف العقل الوضعي الإيجابي، بإقامتها الحد عليه بإدانتها من العتبة مذهبه وعقيدته ودينه. الجدلانية جدل النفي، العامل بأكبر المجردات، المؤكدة لفكرة "التقدم الدائري" أو " النمو الدائري ".
2 – مع الماركسية ضد الاقتصادوية، شبهها وشبحها.. كل مؤلفات ماركس في الاقتصاد السياسي هي نقد الاقتصاد السياسي.
3 – مع الديموقراطية ضد الليبرالوية. وحده الموقف الديموقراطي يُنصف الموقف الليبرالي. الديموقراطية ليست فقط غاية ومبدأ وأسلوب عمل وتنظيم بل هي فلسفة، هي تصور للعالم. مع الديموقراطية، مع شعب الكدح والشغل، مع الفلاح والنجار والراعي، ومع " الفعل – العمل البراكسيس – الإنتاج " كبند كبير جداً في صلب نظرية المعرفة ومسألة حقيقة الفكر أو حقيقيته! مع النظر أس2، مع الفكر الفكري، ضد عقيدة النظر وعقيدة النظروية، لاسيما كما أدانها ماركس في الأطروحة الأولى عن فويرباخ. العالم الموضوعي المنتصب أمام البشر هو من صنع البشر. والمطلوب تغييره. من أجل تغييره يجب وعيه ومعرفته، علمه. من سنة 1845 حتى سنة 1923، إن تاريخ الماركسية وحركة العمال هو في أحد أهم وجوهه تاريخ هذه العملية: معرفة الواقع. ستالين سنة 924 ، 1928، 937 ، أنهى ذلك نهاه... ندوة العقل العربي خارج هذا الموضوع. هل العقل العربي عقل ؟ص17
الهوامش:
الاستشهادات الواردة في النص مأخوذة من كتاب: الياس مرقص ـ نقد العقلانية العربية ـ دار الحصاد - دمشق ـ الطبعة الأولى – 1997
طرطوس ـ شتاء عام 2001



#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجادلهم بالتي هي أحسن- ـ حول قرار حجب موقع الحوار المتمدن ـ ...
- بحث في العقل العلماني اليساري العربي المتنور ـ اللغة والعقل ...
- بحث في العقل العلماني اليساري العربي المتنور ـ الياس مرقص وا ...
- بحث في العقل العلماني اليساري العربي المتنور ـ الياس مرقص وا ...
- بحث في العقل العلماني اليساري العربي ـ الياس مرقص نموذجاً 2/ ...
- بحث في العقل اليساري العربي ـ الياس مرقص نموذجاً
- أيوجد حقاً عشرة مخربين، فقط؟ ومن هم؟
- من أسباب تقهقر القوى العلمانية والديموقراطية في العالم العرب ...
- الإصلاح الشامل وبناء الدولة على أسس عصرية سليمة مهمة وطنية
- انطباعات أولية حول رواية:-قمر بحر
- النظام السياسي العربي يحطم المعارضة ، وينظر إلى نفسه بمرآتها ...
- احترام كرامة شهداء الرأي والحرية يتطلب إحالة الجلادين وحماته ...
- ابن رشد فرصة العرب الضائعة
- نضال الحركة العمالية العالمية في سبيل الديموقراطية وضرورة تج ...
- ألم يحن الوقت للغة خطاب جديدة بديلة للغة الاعتقال!
- في سبل اغناء اللغة العربية بالمصطلحات العلمية والحضارية وتوح ...
- مسلسل اللامعقول في زمن الصمت
- الأكراد والعرب أخوة في صالح من جعل القضايا تتراكم والتباطؤ ف ...
- أ ليس مفيداً أن يكون البعثيون في سوريا من أوائل المطالبين بإ ...
- صدى


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شاهر أحمد نصر - بحث في العقل العلماني اليساري العربي المتنور ـ الياس مرقص يحاور بعض المفكرين العرب 6/6