أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زاهد عزت حرش - قلبي معــــكم















المزيد.....

قلبي معــــكم


زاهد عزت حرش
(Zahed Ezzt Harash)


الحوار المتمدن-العدد: 973 - 2004 / 10 / 1 - 13:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


في كل مكان.. يموت ابناؤنا, وفي اي مكان!! في رفح, في بيسان.. في خان يونس والخليل, على ابواب جنين البطلة, وفي الجليل.. على ثرى ترابنا الفلسطيني يسقط الضحايا كل يوم.. وكل يوم يستمر هذا النزيف الدموي, نار فوق نار ودمار خلف دمار!! والصمت سيد الموقف..يخيم كالدخان الاسود, ولا خيار.. عار والف عار!!!

نحتفل بذكرى الضحايا.. زهور بعمر الورد, وقل اقمار!! ويكتظ الحوار.. كلمات, شعارات, وتمضي بنا الساعات.. وينطوي النهار!! ولا يحضر سوى من هم على وعد وميعاد, لا يحضر سوى الذين حملوا عبء الوطن والعباد.. لإعادة التواصل ربما؟!! او للبحث في لجة الضياع, عن وسيلة وعتاد.!!

يا ايها الذين فقدتم فلذات اكبادكم .. قلبي معكم !!
يا ايها الذين حملتم الجراح في وجدانكم .. قلبي معكم !!
يا ايها الذين نذكر الآمكم مرة في العام .. قلبي معكم !!

لا املك حيال حزنكم سوى دقيقة صمت.. " فلحظة الصمت اعمق ان صدقت ".. لانني اخاف من كثرة الصراخ والتصفيق.. ويقتلني صمت البغاء والرقيق. هي دعوة كي نمد بساط الالم امام الجميع, علنا نعمق الذكرى والذاكره.. علنا نستفيد من مسافة الطريق.!! ربما حين نمضي في وجه الريح والاعصار.. حين نبحر عكس اتجاه الماء والتيار.. ونحتمل سهام الذين " يزنون بالكلام ".. ربما عندها نحتضن ذكريات الضحايا واحلامهم ونمدها على شغاف القلب.. فان شيئا مما مضى لن يعود!!

تجتمع الياقات حول موائد معاصرة من خشب وماء وشراب.. وتعبث في مساحات الفضاء القليل, فوضى واغتراب.. كل من موقعه ينادي ويعلن الاضراب.!! تفترش مساحات الاعلام كلمات وشعارات وينتهي حفل المزايده.. ويعود كل الى ساحته, " كاننا يا بدر لا رحنا ولا جينا ".. كان الامكم ايها الاحبة ما كانت لتؤذينا!! الا انني ملزم بالاعتراف انه ما زال هناك قليلون ممن يصدقون.. ممن لا زالوا يحلمون بثورية النضال ونضال الثورة!! فالانسان الثوري "هو الذي يعمل بشكل ثوري في ظروف غير ثورية" على الرغم من ان ظروفنا اكثر ثورية مما تحتاجه الثورة.. ويحضرني صوت ام كلثوم الجبار وهو يصدح باغنية للثورة تقول.."ثوار ثوار ولاخر مدا ثوار ثوار..... وطول ما ايد شعب العرب بالايد الثوره قايمه والكفاح دوار..." فاين نحن من تلك الايام والغالبية العظمى نائمون.!!

حيال هذا وذاك, وما بينهما.. يموت هنا اكثر من سؤال!! هل حمل واحد منكم, ايها العابثون في قضايانا المصيرية.. وردة الى ضريح واحد من ضحايانا الابرار؟؟!! هل دق واحدا منكم على باب بيت من بيوتنا المنكوبة, ليشد على يد ام قتلتها اللوعة والحسرة والبكاء؟؟!! ولو مرة كل عام .؟؟



ايتها الدماء المسفوحة على ذرات ثرى هذا الوطن.. ايها التراب المشبع بالحزن على طريق العذاب والشجن.. قد طال بنا البكاء, وطال بنا الزمن!!

لا عليكم ايها العابثون.. فكل الخيارات متاحة في عالم السياسة, وسوق العرض والطلب!! ويعلن عن الالم في اسواق الاعلام, كأي مادة استهلاكية قابلة للتداول.. وعام بعد عام يمضي.. وننسى.. ونمضي لالم جديد وعام جديد.. وذكرى تصبح مع الايام حدث بعيد!!!

واعود لاسئلة تموت في حضرة الاعلام المرئي والمكتوب.. علها من هنا تجد طريقها لمكتب اي مسؤول ويطلع عليها النهار؟!! الم يحن الوقت بعد كي نطلق اسماء ضحايانا على مؤسساتنا, مدارسنا, طرقات بيوتنا, كي نتذكرهم على مدار السنوات والايام؟؟!! الا يستحق اولئك الذين ذهبوا رغما عنهم فداءً عنا, ان نلتقي باسمائهم وهي تعيش بيننا على الدوام؟؟! يا اسيل.. يا ايها الوجه الممتلء عافيه وامل .. امل ان ارى اسمك يتألق في احدى الاماكن الماهولة في كلية مار الياس العريقة.. متى؟؟!! غدا؟ او ربما بعد عام .. لست ادري؟؟!

ايتها الاسماء الاخرى لكل ضحايا شعبنا الفلسطيني, بدءً من شاعر قال " احمل روحي على راحتيّ واهوي بها في مهاوي الردى.. فاما حيات تسر الصديق واما ممات يكيد العدى" عبد الرحيم محمود.. والى اخر قطرة دماء تسفك على ثرى غزة البطلة وارجاء فلسطين .. كل فلسطين!! لك الحق في الحياة بيننا ابد الدهر!!

وكل الاسماء الاخرى.. يا ثلاثة عشر شمعة انطفأت في وضح النهار.. ساطرق باسمكم ابواب الغرف المغلقة.. كي يتحقق لها التألق على الدوام.. كي تُكتب اسمائكم باحرف من العزة والكرامة على مدارس اولادنا.. على ابواب مؤسساتنا .. على مشارف طرقاتنا.. في اقرب الايام.!! وهذه دعوة الى كل الذين يرفضون البغاء في الكلام.. ان ضعوا في مفكرة نشاطكم للايام القادمة, اطلاق اسماء ضحايانا الابرار, لتلتقي بنا ونلتقي بها كل نهار.

والى كل الذين يحسنون تجنيد الموارد والامكانيات لاقامة ورشات نحت وفنون تشكيلية.. والى الذين يرقصون على انغام الحفلات والمهرجانات الغنائية.. والى القائمون على تنظيم عروض العمل المسرحي.. والى اصحاب مهرجان خلف مهرجان.!! الا تكفي ثلاث سنوات كي نقوم بعمل ثقافي جريء يحمل صيغة ذكرى ضحايانا كي لا تتكرر المجزة؟! الا تستحق دماء ثلاثة عشر ضحية من ابناءنا, ان يقام لها موسم من مواسم العطاء الانساني, قلبا وفكرا وعطاء؟!!

ها انذا استصرخ فيكم ضمائركم.. اي تعالوا بنا, قبل ان تمضي ايام العام القادم.. كي نستعد لاقامة ورشة نحت ميداني على اسم ضحايانا.. او نعرض في سياق مهرجان للموسيقى والشعر والمسرح, مسابقة انتاجات ابداعية تحمل مسيرة ايامهم وايام نضالنا الوطني المديد..! تعالوا بنا نتعهد امام مرآة ذواتنا اننا سنعمل بثبات على ترسيخ نضالنا في اذهان الاجيال القادمة.. وتتوسع بذلك امكانية زيادة الوعي العام والذاكرة الجماعية.. لتصبح ذاكرة الوطن.. ذاكرة الارض والانسان.. راسخة رسوخ الصبار والزيتون.. وتصبح عصية على النسيان والاندثار.!!

تعالوا يا بسطاء القلوب الطيبين.. يا من لم تعتادوا على المقاعد الوثيرة .. تعالوا نشد اليد باليد.. كي نكتب مسيرة كل الضحايا وايام النضال الثوري العريق.. تعالوا نسطرها بخيوط من نور ونار, على صفحات ابداعنا الانساني.. اسوة بكل الشعوب.

فاذا ما سمع ندائي بعضكم, فانا على الوعد والعهد بما استطيع.. وان ذهب صوتي هذا العام سداً.. سأعود اليكم في كل مناسبة.. فذكر علها تنفع الذكرى!! سناديكم دوماً.. اسألكم - الى اين تبحر السفينة؟؟!!

فكل ذكرى يا احبتنا.. وذكراكم في الذاكرة طيب وشقائق حمراء



#زاهد_عزت_حرش (هاشتاغ)       Zahed_Ezzt_Harash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخر الكلام
- ساضحك ملء قلبي الان.. فرحاً يا مسرح الميدان!!
- كل لقاء وانت حبيبتي
- مرثاة الرمال
- د. عزمي بشاره ...انا اسف جداً !!!
- ابتعدي - احبك اكثر ؟؟
- دموعي عبير الياسمين
- رفيقين التقينا مهداة الى الرفيقة عبير خطيب
- انا الخريف .. من طين وماء!!
- انا الخريف .. من طين وماء!!
- نص البيان الذي اصدرته الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
- البيان الذي اصدرته الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة – الح ...
- والله زمان يا عرسان بيك!! ليست هذه من علامات القيامة .. انما ...
- طريق النحل- في -فتوش-.!
- قوافل الدموع مهداة الى العراق.. ولقوافل الجوع والدموع!!
- رسالة شخصية, ليست الى محمد بكري فقط؟!!
- موجز من تاريخ الفن التشكيلي في شفاعمرو
- كاندنسكي .. ثورة لم تخمد بعد!!
- نزيه نصرالله .. هذا هو ميلادك الاخير؟؟
- اغنية للسنة الجديدة قــوافـل الــدمـوع


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زاهد عزت حرش - قلبي معــــكم