شكرا تونس .. ستظلين خضراء

حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3253 - 2011 / 1 / 21 - 09:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

تونس التي أعرفها ، ناصعة البياض ، طيبة القلب ، مفتوحة الذراعيين ، مبتسمة ، هكذا عرفتها منذ عشرة أعوام وربما أكثر ، كنت حينها أتجول في ولاياتها وأشم رائحة الياسمين ، لم أكن اشعر يوما بأنني غريب في هذا البلد الأخضر الجميل .
تونس التي كلما تحدثت عنها أقول لأصحابي وأصدقائي ، أنتم لا تعرفون تونس جيدا ، تونس البلد الذي يجيد أبنائه أكثر من لغة ، البلد الذي لا مكان للأمية فيه ، البلد الذي دخل عصر المعلوماتية وعصر البرمجة قبل أن نتعلم نحن سكان البلدان النفطية مفاتيح الحاسوب ، ورموز وشيفرات البريد الالكتروني .
تونس الهادئة ، هكذا أسميتها وسأظل أسميها هكذا ، هذا الهدؤ في كل مدن تونس من الهوارية حتى جبنيانه وصفاقص ومدنين وإريانة ، عواصمنا العربية صاخبة كلها ،تضج بالناس والسيارات واللانظام ، وحدها فقط تونس العاصمة منظمة ، مسترخية كأية جميلة تأخذ حمامها الشمسي على البحر، وتمتعنا نحن القادمين إليها من مدن النفط الغنية بالنفط والأمية معا ، تمتعنا ببياضها الناصع ولونها البرونزي الجميل الذي يذكرنا بما كانت تمتلكه حضارتنا ، وتمنحنا في نفس الوقت أملا بأننا لا زلنا أصحاب حضارة .
لا أكتم عليكم كنت قلقا جدا وأنا أتابع أخبار تونس ، كنت أعيش لحظات حرجة ، وأحاول جاهدا أن أبحث عن منافذ أطمئن من خلالها على حبيبتي تونس ، وما بين مترقب وقلق ومتعطش للأخبار أجد قنوات تونس تبث يومياتها عن تجدد الحياة في هذا البلد الذي اختار الحياة ورفض الاستبداد ، ، لكن ضجيج الفضائيات الأخرى لا زال يزعجني ، شعرت للوهلة الأولى إن الفضائيات لا شغل لها سوى تعقب الأخبار وتضخيم الصغير وتصغير الكبير، إنها لعبة الإعلام الرأسمالي الذي يعتاش على أدنى حدث ليصنع منه مادة يشغل بها نفسه وساعات بثه ويشغل الناس ، دون أن ينسى أن يمرر فترات إعلانية بين خبر وآخر .
ما جرى في تونس دليل عافيتها وصحتها وسلامة نهجها ، دليل رقيها الحضاري ، وتفوق جامعاتها التي لن تتردد بتخريج الشباب التونسي الواعي والمدرك لمعاني الحياة، تونس تظل هادئة ، فرحة ، متفائلة ، لا يمكن أن نرى تونس إلا هكذا ، تعودنا وهي عودتنا أن تكون هكذا ، منحتنا تونس الأمل فعلينا أن نمنحها مزيدا من الحب ، مزيدا من الأمل ونحن نرى شبابها يعلموننا معنى الحرية حين تولد من رحم الشعب وللشعب .. شكرا تونس التي ستظل حبيبتي .

#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات