أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد باليزيد - من مستويات فقدان الذاكرة














المزيد.....

من مستويات فقدان الذاكرة


محمد باليزيد

الحوار المتمدن-العدد: 3245 - 2011 / 1 / 13 - 13:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ولأن موقع الحوار المتمدن لا يحمل الصور، حسب معلوماتي، فقد وضعت هذا المقال كاملا في الموقع:
http://www.4shared.com/document/CqxA1Vt2/___.html
فعلى من يريد قراءة المقال قراءة كاملة أن يحمله من الموقع المذكور. سوف لن تظهر الصور مباشرة. وقد لاحظت أن النقر على الفراغات ثم النقر خارجها يظهر ما بالفراغ من صور.
كنا أربعة أو خمسة على طاولة في مقهى صباحا من صباحيات الصيف. دارت بيننا جريدة فيها صورة ومقال عن إحدى ملكات الجمال. أخذت الجريدة لأتصفح المقال، وطبعا أرى الصورة، فما شعرت حتى نطقت متسائلا: ما بها هكذا؟ تساءل أحدهم: ما بها؟ أجبت وأنا لم أستفق بعد من غفوتي: بين نهديها محدب. علق أحد الأصدقاء ضاحكا: فهي إذن "غولة" وليست ملكة جمال! حينها أفقت من غفوتي وبدأت أشرح لهم المسألة التي جعلتني أخطئ محاولا قدر جهدي أن لا أترك لهم مجالا للخروج عن الخط وإمكانية التخمين فيما لا تحمد عقباه بالنسبة لي وأعتقد أنني وفقت.
كل الأشياء في عالمنا، ولا أعرف لذلك استثناء، ثلاثية الأبعاد. ونحن نراها كذلك فعلا كما نستطيع أن نرى ونميز السطوح "المسطحة بالمطلق"، أي الثنائية الأبعاد ونميز كذلك السطوح التي تحتوي أجزاء غير مسطحة. لكن إذا كانت العين والجهاز العصبي، التي هي تابعة له، هما المسؤولين عن "الرؤية" فإنهما ليسا وحدهما المسؤولين عن "فهم ما نرى". ماذا أقصد ب"الرؤية" وماذا أقصد ب" فهم ما نرى"؟
تشكَّل كل صورة داخل العين، قبل أن تنقل للجهاز العصبي المختص، داخل المخ، تشكل على شكل صورة مسطحة (ذات بعدين فقط وإن كان السطح الذي تشكل عليه ليس مسطحا بمعنى الكلمة). كل صورة إذن تتعرض ل"ضياع معلومات" وهي ما تزال داخل العين ولم تصل بعد الجهاز العصبي الداخلي. لنشرح هذا بعض الشيء: إن شيئين جد مختلفين، الأول مقعر (اي وسطه يبتعد عنا، الشكل 1) والثاني محدب (أي وسطح يقترب منا، الشكل2)، لكن مصنوعين بتقنية عالية ومسلط عليهما الضوء بطريقة خاصة، يمكن أن يعطيانا صورتان فوتوغرافيتان متطابقتان تماما بحيث لن نستطيع أن نميز صورة الأول عن صورة الثاني.

كما أن صورة فوتوغرافية لإناء،(جرة: bol ) فتحتها متجهة نحونا وقعرها إلى الخلف، هذه الصورة يمكن أن يؤولها جهازنا على أنها صورة لجسم محدب، نصف كرة مثلا، دائرته الكبرى إلى الخلف والصغرى باتجاهنا.
فكيف إذن نميز الأشياء مع العلم أن"ضياع المعلومات"، في ميادين كثيرة، إن لم أتجرأ وأقل في كل الميادين، مسألة لا علاج لها بالمطلق وأنه لا يوجد لا داخل المخ البشري ولا في عالم التكنولوجيا جهاز يستطيع "خلق من جديد" المعلومات الضائعة؟ لتجسيد المشكل تجسيدا أكثر حدة إليكم الشكل التالي:
المثال الأول:
الشكل3
فإذا أمعنا النظر في هذا الشكل نعتقد للوهلة الأولى أن الرؤوس (a) هي الأقرب(أي الممتدة اتجاهنا) وإذا أمعنا النظر مرة أخرى(ربما ليس فقط مرة أخرى وإنما بطريقة أخرى) نعتقد أن الرؤوس (b) هي الأقرب. هذا مع أن الشكل غير ملون. فلنلونه:
الشكل4
هنا يتضح جدا المشكل الذي حددناه.
إن الشكل ليس سوى مجرد رسم وليس صورة لجسم حقيقي أضاعت الصورة بعده الثالث. فلماذا "نرى" فيه رؤوس ناتئة ثم لماذا "نرى" مرة أن الرؤوس (a) هي الناتئة ومرة "نرى" أن الرؤوس (b) هي الناتئة؟
المثال الثاني:
الشكل 5
هذا الشكل كذلك يمكن أن "نراه ونؤوله" بطريقتين مختلفتين: الأولى هي أنه درجات صاعدة(باتجاه يبتعد عنا) من اليسار باتجاه اليمين وأن الدرجات الأسفل هي الأقرب إلينا. الثانية(وسيجد القارئ بعض الصعوبة كي يتمثلها، هذه الصعوبة التي سنوضح مصدرها فيما بعد) هي أن الشكل هو درجات صاعدة باتجاهنا، أي أن الدرجات الأسفل هي الأبعد والدرجات الأعلى هي الأقرب، وكأننا نوجد خلف السلم وليس أمامه كما في الحالة الأولى.
ما يحصل هو أن المخ "يخدع"هنا ويتعامل مع هذه "الصورة"وكأنها صورة حقيقية تعرضت ل"ضياع معلومات" فيضيف إليها "المعلومات الناقصة" حسب تقديره، وهذا التقدير ليس له من معيار سوى "العادة والتعود". فمرة يتوهم جهازنا أن هذه الصورة فقدت منها معلومات كانت تفيد بأن الرؤوس (a) هي الناتئة ومرة يتوهم أنها فقدت منها معلومات كانت تفيد بأن الرؤوس (b) هي الناتئة. يتضح إذن أن جهازنا العصبي حين تصله صورة معينة فإنه يجد نفسه أمام احتمالين( وربما هو أمام احتمالين بالنسبة لكل جزء منها) ليؤول بهما الصورة ويعطينا عنها فكرة كاملة عوضت فيها "المعلومات الناقصة". كيف يفضل احتمالا عن الآخر؟ حسب قانون "العادة والتعود". أي أن الاحتمال الذي واجهه أكثر من غيره سابقا يبقى هو الاحتمال ذو الأسبقية.
بين نهدي المرأة هو أول ما يتحسس الإنسان وهو رضيع وهو أول ما يرى المراهق ويشتهي.... إلخ إنه جسم ليس غريبا البتة عن أي إنسان، ولا حتى حيوان، بل هو الجسم المألوف لديه أكثر من أي شيء آخر تقريبا. وأن يرى شخص ما صورة فوتوغرافية لهذا الجسم ويحتار في "تأويلها" معناه أن الاحتمالين المذكورين أعلاه (إمكانية أن يكون هذا الجسم مقعرا أو محدبا) متساويي الحظ. وما دام هذا الشخص، ولا شخص آخر غيره، لم ير قط في حياته هذا الجسم محدبا، فمعنى هذا أن ذاكرة هذا الشخص فُقدت منها كل الذكريات التي من المفترض أن تدعم الاحتمال الصحيح. فبقي الجهاز العصبي أعزلا دون أسلحة أمام هذه الصورة فأولها معتمدا على لعبة "وجه أو خلف" "pile ou face" لا غير.
من حسن حظ صاحبكم أن هذا "المستوى من فقدان الذاكرة" لم يدم سوى ثواني معدودات استرجعت بعدها ذاكرته عافيتها ونشاطها. فهل السقوط في مثل هذه الحالة مسألة عادية؟



#محمد_باليزيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منحى لورونز ومعامل جيني: شرح وبرهنة
- التقاعد والرأسمالية المتطورة
- مسؤولية المثقف العربي
- الأصولية والنقد الماركسي للاقتصاد السياسي(2)
- الأصولية والنقد الماركسي للاقتصاد السياسي(1)
- أخلاق الشعب الإسرائيلي من خلال الكتاب المقدس. (الجزء الثاني)
- مجرد أصفار (اقتصاد)
- الأخلاق والنفاق
- فتوى القتل اليهودية
- الإسلام ومجتمع الأشباح
- فتوى السن
- أخلاق الشعب الإسرائيلي
- الجيش الذي لا يقهر
- تقرير المصير بين الإيديولوجية والانتهازية
- الفساد في المغرب
- فتوى المغراوي
- القضاء، أي استقلالية نريد؟
- أخلاق الفلسفة
- التضخم
- الغلاء، رابحون وخاسرون


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد باليزيد - من مستويات فقدان الذاكرة