أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد باليزيد - أخلاق الشعب الإسرائيلي















المزيد.....



أخلاق الشعب الإسرائيلي


محمد باليزيد

الحوار المتمدن-العدد: 2711 - 2009 / 7 / 18 - 08:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أخلاق الشعب الإسرائيلي
من خلال الكتاب المقدس. (الجزء الأول)
قد يبدو، للوهلة الأولى، للقارئ غريبا جدا أن يدعي أحد أن كتابا أو نصوصا اقترب عمرها، أو يزيد، عن الثلاثة آلاف سنة يمكن أن يكون لها أثر ما على حياة شعب يعيش في القرن الواحد والعشرين(1) ويعد، أو على الأقل يدعي ويظهر، من الشعوب التي تعيش الحداثة، تعيش زمانها، بكل أبعادها ومقاييسها. فكما أنه لكل قانون حالات خاصة:شاذة تخرقه، فإن ظاهرة الحضارة، بما أنها تمثل الظاهرة (2) الإنسانة التي تتضمن كل الظواهر وتؤطرها وتتكون منها، تتخللها أكثر من حالة شاذة. بل نستطيع أن ندعي أن الشاذ هنا يكاد يكون بحجم العادي الذي يؤسس القانون ويؤكده. فمثلا العقلية السحرية الخرافية، التي أساسها الإيمان بالخرافة والمعجزة، هذه العقلية ما تزال لم تمح بعد من المجتمعات الحديثة مثل اليابان وأوربا والولايات المتحدة الأمريكية التي ليست سوى صورة مشوهة عن أوربا. ومن بين مظاهر الارتباط بذلك الفكر اللجوء إلى المنجمين و"الشوافات" العصريات. كما أن الفكر العنصري والارتباط بالدين بشكل تمييزي، لا يحترم معتقد الآخر، وغير ذلك من الظواهر التي من مخلفات أشكال حضارية من المفترض أن تكون قد تُجووزت وأصبحت مجرد تاريخ تقرؤه البشرية وتستفيد منه، كل هذه الأفكار والسلوكيات ما تزال تسود اليوم وتزداد حدة دون رادع على ما يبدو.
نحن هنا إزاء ظاهرة شاذة من ناحيتين: أولا كما قلنا نحن بصدد تأثير نصوص قديمة جدا على عقلية أبناء القرن الواحد والعشرين. ومن جهة أخرى نحن بصدد هذه المسألة فيما يتعلق بشعب هو في حد ذاته ظاهرة شاذة. لكن علينا أن نوضح فيما تكمن مسألة أن "الشعب الإسرائيلي" شعب شاذ(3).
يحكي الكتاب المقدس عن رحلة القبائل والعشائر ، في زمن قديم، عبر البقعة الجغرافية التي تشمل بعض الجزيرة العربية ومصر وبلاد ما بين النهرين وجوار هذه البقعة. وعلى هذا اعتمدت الصهيونية لتجعل من بلاد فلسطين، وغيرها، الإرث التاريخي للشعب الإسرائيلي(4). وسواء رفعنا الكتاب المقدس إلى مرتبة وثيقة تاريخية موثوقة 100% أو اعتبرناه مجرد أحلام أحبار يهود عاشوا الاضطهاد والعطش أو اعتبرناه، بعيدا عن هذا وذاك، كتابا سماويا مقدسا ليس من مؤرخ ولا حالم، في كل هذه الأحوال فإننا لا نستطيع أن ننكر أن بعض القبائل، التي قد تكون أجداد ما يسمى اليوم بالإسرائيليين، لهم علاقة تاريخية بالبقعة الجغرافية المذكورة على العموم دون الخوض فيما يتعلق بفلسطين على الخصوص. ولا نحتاج كذلك أن نشير إلى أ جل شعوب الأرض عرفت، بهذا القدر أو ذاك، حركية نزوح وترحال وحروب وتهجير وأن أرض/موطن كل إنسان يجب أن تعتبر البقعة مسقط رأسه بغض النظر عن مسقط رأس أجداده أو أبيه المباشر. وبهذا نفهم مسألة أن بعض الدول اليوم، التي تحترم حقوق الإنسان، ببعدها الكوني وليس الوطني، تمنح الجنسية لكل طفل ازداد على أراضيها بغض النظر عن الكيفية التي دخلت بها أمه أرضها وعن وضعها القانوني أو الاجتماعي. وأن مسألة كون فلسطين هي مسقط رأس الجد رقم 20 أو 200 لما يسمى اليوم بالإسرائيليين هي مجرد "خرافة" استغلتها الصهيونية لغرض استعماري كان الغرب، بزعامة الإمبراطورية البريطانية آنذاك، في حاجة إليه.
الشعب الإسرائيلي إذن هو شعب غاصب، مثله في ذلك مثل الشعب الأمريكي الذي تكون، في البداية، من كل مطرودي أوربا الذين أبادوا تقريبا كل السكان الأصليين ليبنوا "أمة". ومن هذا المنطلق نفهم لماذا الشعب/الدولة الأمريكية تدعم الشعب/الدولة الإسرائيلية دون قيد أو شرط بالمال والعتاد والسياسة والثقافة وتعرقل القانون الدولي والأخلاق الدولية من أجل مصلحة الدولة الصهيونية. الشعب الإسرائيلي مكون من خليط من الناس، الرابط الوحيد بينهم هو الدين اليهودي الذي استغلته الصهيونية، أتوا من عدة بلدان ذات ثقافات مختلفة واغتصبوا أرض شعب هو الشعب الفلسطيني وأقاموا عليها شيئا أقرب إلى الثكنة العسكرية منه إلى الدولة. الدولة الإسرائيلية هي الدولة الوحيدة من بين الدول الحديثة التي لا تجد أي حرج في ادعائها، من جهة بأنها دولة حديثة وديمقراطية، وحاملة المشعل في هذا المجال، ومن جهة ومن جهة أخرى تبنيها،على أرض الواقع، للدولة الدينية. لكل هذه الأسباب وغيرها نعتبر الشعب الإسرائيلي شعبا شاذا.
إن ما دفعنا للتفكير في هذا الموضوع، آملين أن نجد جزء من الجواب على سؤال عويص يتطلب الخوض فيه علوما كالتاريخ والفلسفة ألا وهو: من أين جاء هذا الشعب الشاذ وكيف استطاعت البشرية أن تخرج مثل هذا لشعب من رحمها؟ هو كون الشعب الإسرائيلي، بالإضافة إلى كونه شعبا شاذا من الناحية السياسية، فهو كذلك شعب شاذ من الناحية الأخلاقية. هذا الشذوذ الذي نقصد به غياب الضمير الإنساني غيابا تاما لدى هذا الشعب. وعماؤه عن كل الهمجية التي يتصرف بها (تتصرف دولته) إزاء شعب آخر. لكن بحثنا، في العقيدة اليهودية، التي تحاول الصهيونية أن تربط بها شعبها ربطا تاما مؤدلجا(5)، عن جذور غياب الضمير لدى هذا الشعب لا يعني بوجه من الوجوه أننا نتعامل مع الدولة الصهيونية تعامل الطبيب النفساني مع المجرم المختل عقليا كما لا تعني تبرير هذه الهمجية أو الدعوة إلى مواجهتها بغير الأسلوب الوحيد الذي لا تفهم غيره وهو العنف ومنطق القوة. لكن اعتناءنا بهذا الجانب من المسألة يدخل ضمن إطار ضرورة معرفة الآخر، عدوا كان أو صديقا، من الجانب الفكري كما من الجانب العسكري والسياسي. قراءة فكر الآخر إذن مسألة لا غنى عنها. ومعروف أن الفرق بن إسرائيل والدول العربية كبير في كل المجالات، لأنها ممثل أكبر دولة إمبريالية عالميا في المنطقة، ولكن الفرق الأكبر باعتراف العرب أنفسهم هو في مجال القراءة.
ونحن هنا إذ نخوض في نصوص الكتاب المقدس، العهد القديم، نود الإشارة من جهة إلى أن محاولتنا ليست من نوع، ولا هي برد على الحملة الأخيرة الموجهة ضد الإسلام كنشر صور مشوهة للرسول أو ترويج أفلام مهينة للشخصية الإسلامية. صحيح، في نظرنا، أنه بالنسبة لأولئك الذين يردون على أعمال فكرية مسيئة للإسلام بأعمال عنف أو بتنظيم مظاهرات جماهيرية تزيد من ضياع الوقت لدى شعوب ما أحوجها للوقت، أو يردون بالإساءة إلى العلاقات السياسية أو الاقتصادية بمقاطعة البضائع وإيهام الشعوب بأن هذه وسيلة ناجعة في حين علينا أن نُعلم شعوبنا أن الخطوة الأنجع هي صناعة حاجياتنا، هؤلاء سيكون ردهم أكثر تحضرا وأكثر جدوى لو ردوا بنفس السلاح: تبيان ما يحتوي عليه الكتاب المقدس من خرافات لا ترقى حتى إلى مستوى أحاجي الأطفال ومن أفكار لا إنسانية تتجاوز في خستها أحيانا حتى "قيم الهمجية"(6). حينها ستظهر أصوات من داخل المجتمع الغربي منادية ب"احترام الآخر!!" وعدم الطعن في دينه ومعتقده لأن المعتقد "مسألة خاصة!!" وباحترام كل المتدينين من "كل" الأديان. وستحل المعضلة بشكل نهائي تقريبا حيث سيفهم الغربيون، الذين يدافعون عن حرية الفكر، بأنهم نسوا أنهم هم القالون بمبدأ: "حريتك تنتهي حين تبدأ حرية الآخر . مسألتان أساسيتان تمنع المسلمين من الرد على الحملة ضد الإسلام بالمنطق الذي أشرنا إليه. الأولى أن جل المدافعين عن الإسلام ينتمون لحركات سياسية، وليسوا علماء محايدين، حركات تستغل جهل الجماهير وعواطفها لتجرها إلى التطرف والعنف بعيدا عن منطق الحوار الذي هو أساس كل تحضر. كما أنه نظرا لجهل هؤلاء ولأنهم يرمون تحقيق أهداف سياسية بسرعة، ليس لديهم الوقت كي يقرؤوا ويفهموا ويردوا الحجة بالحجة. فيلجؤون إلى أسهل طريق وهو رفض الحوار مع الآخر وخندقته في خندق عدو لا أمل في مصالحته. ثاني المسألتين أن علاقة المسلمين بالديانات السماوية تجعلهم، حتى المحايدين سياسيا منهم، يجدون حرجا في نقدها لأنهم يعترفون ب"سماويتها" وبأنها جوهريا لا تختلف عن الإسلام "لا نفرق بين أحد من رسله" وهو ما سنحاول أن نوضح في هذا البحث. وقد دفعت هذه الرؤية المسلمين إلى وضع كل الأنبياء الذين سبقوا النبي محمد(ص) في نفس الإطار الزماني، والتاريخي، الذي جاء فيه محمد. فمثلا في المسلسل الإيراني "يوسف الصديق" نجد أن يوسف يتكلم بنفس الخطاب، ليس لغويا وإنما دلاليا، الذي تكلم به محمد والفراعنة يتكلمون كما "تكلم" قريش! إننا هنا إزاء نظرية ب Big Bang زمانية وليس مكانية: "في البدء كانت اللحظة المحمدية ثم وقع الانفجار فامتد الزمان وتمطط يمينا وشمالا."
وإذ نعتبر أن الحملة الموجهة ضد الإسلام حملة تدخل في إطار صراع الأديان وليس صراع الحضارات(7). هذا الصراع الذي نعتبره ماضويا وكل من يشعله أو يساهم في إذكائه ماضوي وبربري، ليس لأنه يجهل المفاهيم الحديثة للحضارة وإنما لأن فعله من شأنه أن يجر إلى حرب بربرية، كل من يساهم فيه ماضوي سواء كان صحفيا دانمركيا ينتمي لشعب حداثي بامتياز أو كان إسلاميا أصوليا يفتخر بماضويته. ومن جهة أخرى نود أن نعتذر مسبقا لكل يهودي(8)، سواء كان ينتمي عرقيا لبني إسرائيل أم لا، لا تربطه أية علاقة دعم بالدولة الصهيونية. مع العلم أن كل إسرائيلي الجنسية معني بأفعال الدولة الصهيونية. ولا نحتاج أن نوضح أن بعض اليهوديي الأصل أو الين أو الإسرائيلي الجنسية الذين يناهضون أفعال الدولة الصهيونية لا يحتاجون لأي اعتذار منا لأنهم يقفون على نفس الأرضية التي نقف عليها.
ماهية الديانة اليهودية
يظهر بوضوح، من خلال عنوان هذا البحث،أن ما يهمنا أكثر هو استخلاص بعض قيم وأخلاق الشعب الإسرائيلي من خلال الكتاب المقدس(9) إلا أنه تراأى لنا أنه يصعب فعل ذلك، منهجيا، ما لم نلقي بإطلالة على الديانة اليهودية ونجيب على بعض الأسئلة الأولية، طارحين جانبا كل المسلمات، مثل: هل الديانة اليهودية ديانة سماوية أم لا؟ هل الديانة اليهودية ديانة وثنية أم لا؟ هل هي توحيدية؟هل الديانة اليهودية تؤمن بحياة بعد الموت؟ إلخ.. ذلك أنه إذا كان الدين لا يشكل ركنا أساسيا في الحضارة، أو على الأقل فإن ذلك هو المفترض بالنسبة للدول الحديثة، فإن دولة إسرائيل تشكل حالة شاذة هنا كذلك لأنها تحاول ما أمكن ربط شعبها ربطا تاما بالديانة اليهودية. وتبعا للحكمة القديمة: "إذا عرف السبب بطل العجب". نود أن لا يتعجب القارئ من ذلك أكثر من اللازم. فالديانة اليهودية، من خلال الكتاب المقدس، لا تركز على شيء أكثر من تركيزها على ضرورة استيلاء الشعب الإسرائيلي على أرض الشعوب الأخرى. فأين ستجد الصهيونية سلاحا أقوى من هذا السلاح لتسلح به شعبا مطلوب منه أن يستولي على أرض شعوب آمنة وفي زمن وعت الإنسانية فيه أن كل شكل من أشكال الاستعمار مرفوض؟؟
هناك تعبير شائع منذ القدم وإلى اليوم يصف بني إسرائيل بأنهم "شعب الله المختار". ولا يحتاج أحد لتفكير كي يفهم أنه من نسج الديانة اليهودية والأحبار اليهود. لكن التعبير الأصح، خاصة إذا أراد غير اليهود استعماله، هو:" الشعب المختار من طرف إله بني إسرائيل". ففي مواضع لا تحصى يخاطب إله بني إسرائيل شعبه بمثل هذا المعنى(10): "إلهك" سفر يشوع 10:19. "الرب إلهكم" يشوع 23:3. "قد رأيتم ما فعل الرب إلهم بتلك الشعوب من أجلكم لأن الرب إلهكم هو المحارب عنكم." صمويل الأول 17:46 "كي تعرف الشعوب الأخرى أنه يوجد إله لإسرائيل."
صحيح أن إله بني إسرائيل يدعي أنه هو من "خلق السماوات والأرض". في ستة أيام ثم في يوم السبت استراح. "في البدء خلق الله السموات و الارض " سفر التكوين 1:1. ومن منطلق أنه هو من خلق الكون فمن حقه أن يدعي الربوبية له وحده على كل الكون. لكن إله بني إسرائيل لا يسعى أبدا إلى أن تتخلى الشعوب الأخرى عن آلهتها لأنها "لا تستحق العبادة" ولأنها "لم تخلق شيئا" حسب تعبير الإسلام. فإلى حدود سفر الملوك الثاني، أي السفر الثاني عشر، لا نجد عبارة واحدة تحمل المدلول الذي تحمله في القرآن عبارات مثل: "جاهدوا في سبيل الله" و"ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ". ففي كثير من المواضع نجد رب بني إسرائيل يأمر شعبه بأن: "فتطردوا كل سكان الأرض من أمامكم وتمحون جميع تصاويرهم وتبيدون كل أصنامهم المسبوكة وتخربون جميع مرتفعاتهم". ليس لكي يتحول أولئك إلى عبادة "الرب الذي خلق" ولكن لكي "تملكون الأرض وتسكنون فيها لأنني قد أعطيتكم الأرض لكي تملكوها." سفر العدد 33:50 و33:53. وأحييانا يطلب رب بن إسرائيل أن يبيد شعبه المنتصر حتى حيوانات المهزومين. سفر صمويل الأول من 15:10 إلى 15:20. إذن رب إسرائيل لا يحارب من أجل أن يعبد وإنما ليعطي الأرض لشعبه.
سؤال مهم يتبادر إلى الذهن هنا: لماذا رب إسرائيل لا يسعى إلى أن تعبده الشعوب الأخرى مع أنه، من جهة، هو "من خلق الكون" وهذا سبب كاف لوحده بأن يسعى إلى فرض ربوبيته على كل الكون. ومن جهة أخرى ففي كثير من المواضع يشير الكتاب المقدس إلى أن رب إسرائيل هو وحده الإله غير الصنمي في مقابل آلهة الشعوب الأخرى الصنمية. لكن الغريب في الأمر هو أن منطق الكتاب المقدس يوحي بأنه رغم صنمية تلك الآلهة فإن رب إسرائيل يعترف "بربوبيتها على شعوبها" وأنه يكتفي بأن يطلب فقط من شعبه بأن لا يتبعها.
وهو إذ يطلب منهم أن يبيدوا الشعوب الأخرى ففي مواضع أخرى يحذرهم، إن لم يستطيعوا إبادتهم وفرضت عليهم الظروف معايشتهم:"إن صاهرتموهم ودخلتم إليهم وهم إليكم." إذن فإله إسرائيل حين يخاطب شعبه: "أنا إلهكم. لا تعبدوا آلهتهم." هذا الخطاب إذن بعيد كل البعد عن خطاب إله المسلمين للمسلمين، وليس لشعبه، بأن "لا يعبدوا إلا إياه". إذ أن إله المسلمين زيادة على ذلك يدعوا المسلمين في غير ما موضع بأن يحثوا الأقوام الأخرى على التخلي عن دينهم والدخول في دين الإسلام الأمر الذي لم يرد في الكتاب المقدس ولو مرة. وهي دعوة كذلك، في الإسلام، للتخلي حتى عن الانتماء القومي أو العرقي والانتماء إلى "أمة الإسلام." فحتى الجزية المفروضة على غير المسلمين في البلاد المفتوحة تسقط على الشخص بعد إسلامه ليصبح عضوا كامل الحقوق في "الأمة". من هنا نستطيع أن نقول أذن أن رب إسرائيل يدعي قوته وقدرته على التغلب على جميع الآلهة وأنه "إله غيور لا يحب أن يذهب شعبه وراء الآلهة الأخرى." سفر الخروج 5:20 لكنه لا يدعي "وحدانية الربوبية". فهو لا يريد سوى أن "تعلم كل الارض انه يوجد اله لاسرائيل" سفر صموئيل الأول 17: 46 وكأنما فكرة خلق "رب بني إسرائيل للكون" وطبيعته غير الصنمية ليستا سوى أفكارا سابقة لعصرها سرعان ما وأدها الواقع المر لشعب مقهور ومشرد في الصحراء يبحث عن "رب" يطعمه بمائدة تنزل من السماء أو ينزع الجنان من أهلها ويقدمها له فقط مقبل إخلاصه له ولا يهم هذا الشعب إن حافظ ربه ،بعد ذلك، عن أخلاقه كإله أم لا.
رب إسرائيل إذن ليس ربا عالميا لأن أحبار اليهود لم يصلوا هذا المستوى من المنطق وبقوا متأرجحين بين مفهومين: مفهوم "إله خلق كل الكون" ومفهوم "إله خاص بهم يريدون إخلاصه لهم وحدهم". وهذا المفهوم الأخير هو ما جعلهم ينزلون بإلههم، عبر كل النص المقدس، إلى مستوى مجرد قائد عسكري لا تجب طاعته إلا على جيشه. "فعبارة رب الجنود" وردت في مواضع لا تحصى: سفر صموئيل الأول 3:1 (1: 3 و كان هذا الرجل يصعد من مدينته من سنة الى سنة ليسجد و يذبح لرب الجنود في شيلوه و كان هناك ابنا عالي حفني و فينحاس كاهنا الرب) و11:1 و 2:25 و 45:17 وصموئيل الثاني18:6 و 8:7 ....
وليس عليه حتى واجب الرأفة على كل ما عدا جيشه:
15: 11 من مثلك بين الالهة يا رب ...
15: 13 ترشد برافتك الشعب الذي فديته تهديه بقوتك الى مسكن قدسك
15: 14 يسمع الشعوب فيرتعدون تاخذ الرعدة سكان فلسطين )
ومن أجل أن يؤمن بنو إسرائيل بإلههم يجرب هذا الرب ي المصريين كل عجائبه وقوته. ( سفر الخروج)
14: 31 و راى اسرائيل الفعل العظيم الذي صنعه الرب بالمصريين فخاف الشعب الرب و امنوا بالرب و بعبده موسى ( سفر الخروج) . فهو هنا لا إذن لا يعذب المصريين كي يؤمنوا به. وإنما يعذبهم كي يرى شعبه المختار قوته ويؤمن به.

كذلك مما سبق، والذي نستلخص منه كون دور إله بني إسرائيل يتلخص في نصر شعبه على الشعوب الأخرى كي يسلبها أرضها نستنتج مسألة أخرى لا تقل أهمية: إله بني إسرائيل لا يعد المخلصين له بأن يعطيهم شيئا من فضله. وإنما بإعطائهم ما لشعوب أخرى. وهذه مسألة جوهرية تحيل إلى ما يلي: إله المسلمين يعد "الذين آمنوا وعملوا الصالحات"، وكثرة ورود هذه العبارة في القرآن تدل على أن أساس الدين هو العمل الصالح في حين إله بني إسرائيل يعد الذين يقدمون "التقدمات الشهية" لمذبح الرب والذين يكرمون محترفي الكهنوت... على كل حال، بماذا يعدهم هذا وبماذا يعدهم ذاك؟ إن الوعد الغالب في القرآن هو: "جنة تجري من تحتها الأنهار." "خالدين فيها." وكل هذا في الحياة الآخرة بعد الموت. ونادرة هي المواضع التي يعد الله، إله المسلمين، هؤلاء بأن "يمكن لهم في الحياة الدنيا." ذلك لأن الدنيا مجرد "لعب ولهو ومتاع الغرور." وهي ليست سوى امتحانا "لنبلونكم". لكن مقابل هذا فإله بني إسرائيل لا يعد أتباعه سوى بأن يعطيهم أرض الآخرين. "واعمل العمل الحسن ...كي تدخل الأرض التي وعدك." سفر التثنية 18:6. رب إسرائيل يضع شعبه مقابل الشعوب الأخرى. إن أخلص له فجزاؤه يكون على حساب الشعوب الأخرى. وإن لم يُخلص فإنه يسلط عليه تلك الشعوب. دون أن يعير رب إسرائيل اعتبارا لتلك الشعوب أهي مخلصة لآلهتها أم لا خاصة وأنه لا يطلب منها عبادته. وإذا كان جزاء أو عقاب الأجيال التي ما تزال في الطريق إلى الجنة هو إيصالها بسلام أو عدم إيصالها إن عصت، فقد أتاه الجيل الأول الذي خرج من مصر مع موسى 40 سنة في الصحراء كي يفنى هذا الجيل نظرا لمعاصيه، فإن جزاء وعقاب الأجيال التي دخلت الجنة هو إطالة عمرها في الجنة من جهة أو تقصير هذا العمر مع تسليط الأقوام والأمراض عليهم. والغريب في هذا هو أنه حتى موسى، وهارون، عوقبا بأن لم يدخلا الجنة بعد كل التضحية التي قاموا بها، مع هذا الرب كي يدخل شعبه الجنة، لأنهما ارتكبا بعض الأخطاء:
( 32: 48 و كلم الرب موسى في نفس ذلك اليوم قائلا
32: 49 اصعد الى جبل عباريم هذا جبل نبو الذي في ارض مواب الذي قبالة اريحا و انظر ارض كنعان التي انا اعطيها لبني اسرائيل ملكا
32: 50 و مت في الجبل الذي تصعد اليه و انضم الى قومك كما مات هرون اخوك في جبل هور و ضم الى قومه
32: 51 لانكما خنتماني في وسط بني اسرائيل عند ماء مريبة قادش في برية صين اذ لم تقدساني في وسط بني اسرائيل
32: 52 فانك تنظر الارض من قبالتها و لكنك لا تدخل الى هناك الى الارض التي انا اعطيها لبني اسرائيل
34: 4 و قال له الرب هذه هي الارض التي اقسمت لابراهيم و اسحق و يعقوب قائلا لنسلك اعطيها قد اريتك اياها بعينيك و لكنك الى هناك لا تعبر) (سفر التثنية) هنا إذن عقاب لموسى وهارون في "الحياة الدنيا" دون أدنى إشارة إلى أن جزاء من نوع ما ينتظرهما بعد الموت.

يعتقد البعض أن جل المصطلحات الدينية الإسلامية أخذت من اليهودية. لكن ذلك ليس دقيقا تماما. فمصطلح الجنة مثلا في الإسلام بعيد كل البعد عن نظيره في اليهودية. ففي الأول هو جزاء في "الدار الآخرة" وطبعا فيها "ككل ما تشتهي الأنفس" فرب المسلمين لا يجاز أتباعه على حساب الآخرين. كما أنه يجازيهم على "العمل الصالح" كما على الجهاد في سبيل "أن لا يعبد إلا هو". وهذه هي النقطة الغائبة تماما في اليهودية حيث لا يسعى اليهود إلى أن يشرك معهم أحد ربهم. أما في اليهودية فالجنة ليست سوى أرضا، موقعها محدد وعليها شعوب غرستها بعرق جبينها، كان قد مر بها أجداد هذا الشعب فتحولت في ذاكرته الشعبية، بعدما عاش الاضطهاد والتشرد والعطش في الصحراء، تحولت إلى "جنة تفيض لبنا وعسلا" وعلى رب إسرائيل أن يقدمها لشعبه بأي ثمن.
الإشارة الوحيدة لما بعد الموت، في كل الأسفار الإحدى عشرة الأولى من سفر التكوين إلى سفر الملوك الأول، هي إشارة لا تدل على حياة بعد الموت. فحين تضايق شاول من هزائمه لجأ إلى امرأة من" اصحاب الجان و التوابع" لتقرأ له المستقبل. وبعد طقوسه أحضرت روح صموئيل التي كلمت وأخبرتها بما سيقع.
((28: 11 فقالت المراة من اصعد لك فقال اصعدي لي صموئيل
28: 12 فلما رات المراة صموئيل صرخت بصوت عظيم و كلمت المراة شاول قائلة لماذا خدعتني و انت شاول
28: 13 فقال لها الملك لا تخافي فماذا رايت فقالت المراة لشاول رايت الهة يصعدون من الارض
28: 14 فقال لها ما هي صورته فقالت رجل شيخ صاعد و هو مغطي بجبة فعلم شاول انه صموئيل فخر على وجهه الى الارض و سجد
28: 15 فقال صموئيل لشاول لماذا اقلقتني باصعادك اياي فقال شاول قد ضاق بي الامر جدا الفلسطينيون يحاربونني و الرب فارقني و لم يعد يجيبني لا بالانبياء و لا بالاحلام فدعوتك لكي تعلمني ماذا اصنع)) سفر صموئيل الأول. هنا إذن نفهم أن الأرواح تبقى بعد الموت. لكننا لسنا متأكدين هل تبقى أرواح كل البشر أم أرواح العظماء فقط. ومع ذلك فبقاء هذه الأرواح لا يعني أنها في " دار أخرى" وإنما هي روح تائهة باستطاعة العرافة والمنجم إحضارها وتسخيرها. فصموئيل قال لشاول "لماذا اقلقتني باصعادك اياي". وإذا علمنا أنه حتى لدى المصريين القدامى كان يعتقد بحياة بعد الموت وكان الميت يزود ببعض مما سيحتاجه لها. فإن هذه الضبابية لدى اليهودية، علما أن بني إسرائيل عاشوا مع المصريين، هذه الضبابية تشكل تراجعا إلى الوراء.


0) نود أن نشير إلى أن هذا البحث هو دعوة للقراءة والنقاش أكثر مما هو بحثا كاملا ودقيقا. وأن الدقة والنزاهة تبقى هدفنا الذي نرجو الاقتراب منه ولذلك نطلب من كل قارئ أن يتفضل ولا يبخل بأن يلفت انتباهنا إلى كل ما لاحظه ولو بدا له بسيطا وذلك عبر العنوان الإلكتروني: [email protected]
1) إن الفرق ليس كميا فقط. لأن الفرق بين القرن الواحد والعشرين وقبل الميلاد بألف سنة ليس هو الفرق بين أيام ميلاد عيسى مثلا وما قبلها بثلاثة آلاف سنة.
2) نلفت نظر القارئ ، معتذرين، إلى استعمالنا مصطلح ظاهرة في أماكن متعددة بشكل غير دقيق.
3) حول مصطلح " الشعب الإسرائيلي " نرجو الاطلاع على مقالنا "الجيش الذي لا يقهر" في الموقع الفرعي ل"الحوار المتمدن" http:::www.ahewar.org:m.asp?i=2202
4) نستعمل هنا المصطلح " الشعب الإسرائيلي " مضطرين لأن المصطلح الصحيح في نظرنا هو مصطلح "الشعب الصهيوني". لكن استعمال هذا الأخير قد يبدو لبعض القراء خروجا عن الحياد العلمي الذي يجب أن يتحلى به كل من يريد أن يكتب شيئا يستحق أن يقرأ.
5) يدل على ذلك تبرير الاستيلاء على أراضي وهدم منازل بحجة البحث عن آثار دينية.
6) إن تبني المسلمين لفكرة وحدة الأديان السماوية جعلهم لا يقتربون من نقد الدين اليهودي. ومع ذلك سنورد هنا بعض الأمثلة البسيطة لنبرهن على أن الكتاب المقدس،العهد القديم، بعيد عن أن يكون كتابا سماويا بالمعنى " الإسلامي التوحيدي".
أ) تخصيص مساحة كبيرة لإحصاء أسباط وعشائر وعائلات وحتى أفراد بني إسرائيل وكأننا في يوم البعث وأن الله، إلههم، يريد أن يضبط عدهم كي يدخلهم وحدهم جنته ويقذف بغيرهم إلى النار.
ب) تخصيص مساحة كبيرة لوصف خيمة الرب التي أمر أن تشيد لتكون خيمة "الاجتماع" يظهر فيها الرب ويكلم شعبه وكذا وصف أوانيها وزينتها والموقد الذي ستوضع عليه التقدمات وصفا دقيقا لا يترك أية تفاصيل .
ج) تخصيص مساحة كبيرة جدا لتتبع صراع بني إسرائيل مع الشعوب الأخرى من أجل أن يجد هذا الشعب المشرد موطئ قدم على الأرض الخضراء التي تملكها شعوب غرستها بكدها ويريدها هذا الشعب بمجرد طاعته لإلهه، والتي تظهر له ، نتيجة تشرده وضياعه في الصحراء، جنة تفيض لبنا وعسلا. سفر يشوع من الإصحاح 1 إلى الإصحاح 21
ح) تخصيص مساحة كبيرة لتوزيع الأرض على أسباط وعائلات بني إسرائيل ورسم حدود كل سبط رسما مضبوطا، حتى بالنسبة لأراضي لم يُستولى عليها بعد ولم يحارب أهلها، وكأننا إزاء "وثيقة ميراث". وكذا تحديد حتى الأشخاص الذين سيشرفون على إجراء القرعة للأسباط على هذه الحصص. إلى حد يجعل كل أحمق، وبالأحرى ذو عقل سليم يتساءل، إن هو قدر عليه أن يقرأ هذا الكتاب كبداية لتبنيه هذا الدين، ما علاقتي أنا بميراث هؤلاء الناس وما علاقة هذه المسألة بمسألة الإيمان حتى بالنسبة لأبنائهم؟
خ) تكرار الحلقة المفرغة: طاعة بني إسرائيل لربهم – جزاؤه لهم بتغليبهم على أعدائهم – ثم نسيانهم ربهم - فغضبه فعقابه لهم – فسماع ربهم لأنينهم بسبب العقاب – ثم ندمه على عقابهم فعفوه عنهم – فجزاؤه وطاعتهم – فنسيانهم.... وهكذا (انظر سفر القضاة وغيره). هذه اللعبة المتكررة، بلا ملل من طرف رب إسرائيل، تجعل القارئ يفهم أن رب إسرائيل ليس له شغل سوى تتبع هذا الشعب المشاغب ومراودته دون كلل، لأنه اختاره لنفسه شعبا ولا يستطيع تغييره حتى وإن هدد بذلك أحيانا. لكن الأخطر في هذه اللعبة هو ما يلي: يتمرد الإسرائيليون عن ربهم فيعاقبهم بأن يسلط عليهم الفلسطينيين، أو شعبا آخر. ثم يثوب الإسرائيليون فيندم ربهم على عقابهم ويعاقب الفلسطينيين لأنهم تسلطوا على الإسرائيليين. سفر القضاة الإصحاح 13و14. الفلسطينيون هنا إذن لا يهم رب إسرائيل لا نعيمهم ولا عذابهم. وإنما يعاملون كآلة يعمل بها رب إسرائيل ما يشاء من أجل شعبه. فهل هو منطق رب أم منطق صبي يلعب بالنمل؟ ويذهب شطط هذا الرب أحيانا إلى درجة أنه يأمر شعبه/جيشه بأن لا يتركوا أثرا للمهزومين ولا حتى بقرهم وغنمهم وأن شعب إسرائيل عوقب مرة لأنه لم ينفذ هذه الوصية وغنم من المهزومين. سفر صمويل الأول من 15:10 إلى 15:20.
د) توزيع الأدوار بين الأسباط وإعطاء اللاويين دور الكهنة وإلى الأبد

7) بعض المسلمين يودون أن يدخلوا ذلك في إطار ما يسمى بصراع الحضارات.. والواقع أن تبنيهم ذلك التأطير للمسألة إنما هو ناتج عن وهمهم بأنهم يخوضون ما يسمى ب"صراع الحضارات". فمن جهة تلك الأصوات من الغرب التي تؤجج المسألة ما تزال مجرد أصوات شاذة لا تمثل كل الغرب. ومن جهة أخرى نعتقد أن العالم الإسلامي اليوم، بما في ذلك إيران، لا يعيش حضارة إسلامية كما أن الغرب لا يعيش حضارة مسيحية أو يهودية لأن الدين لم يعد يشكل بعدا أساسيا في "الحضارة" هذا إن بقي يشكل بعدا من أبعادها. فالمسلمون اليوم يعيشون دينهم وحضارة الآخر. ومن يصارع منهم الغرب أو المستعمر أو حتى "الحضارة الأخرى" إنما يصارعها وهو ليس واقفا على أرضية حضارة مستقلة عن حضارة الغرب اللهم إلا إذا اختار أصلا أن يخرج من الزمان والمكان مثل الجماعات التي ترفض كل مظاهر العصر وتعزل نفسها في كهوف. هؤلاء فعلا يحاربون من على أرضية مستقلة لأنهم ليسوا على وجه الأرض.
8) نشير هنا إلى أن الاتجاه الحديث، وكذا بعض اليهود، يودون التمييز بين مفهومي إسرائيلي ويهودي. لكن النصوص القديمة لا تقيم ذلك التمييز.
9) تجدر الإشارة هنا إلى أننا اعتمدنا النسخة العربية من الكتاب المقدس، العهد القديم، المترجمة من طرف الكنيسة الأنبا تكلا هيمانوت الحبشي القس - الإسكندرية – مصر المنشور في موقعها: http://st-takla.org/pub_oldtest/08_ruth.html
وأننا نورد المقتطف غالبا كما جاء في الموقع دون تصحيح حتى أخطاء الإملاء والضرب. كما يجب أن نطمئن القارئ من مسألة الترجمة. فهذه الترجمة باعتبارها في إطار فعل تبشيري، لا يمكنها أن تذهب في اتجاه تشويه النص. بل بالعكس ستذهب ما أمكن في اتجاه "تلطيف" ما يمكن أن يراه القارئ، غير المؤمن بعد، وجها متخلفا. سيحتج بعض المسلمين قائلين بأنه علينا أن لا ننتقد الديانة اليهودية انطلاقا من"الكتاب المقدس" لأن هذا الأخير قد زور وحرف، ولهذا بالضبط جاءت الديانات الأخرى تنسخ الواحدة السابقة، ولم يعد صالحا للحكم على الديانة اليهودية من خلاله. وردنا على ذلك أن ما يهمنا، في إطار هذا البحث، هو الأرضية التي يعتمد عليها الشعب الإسرائيلي، أو اليهود، ويأخذوها أساسا لبلورة أخلاقهم، خاصة اتجاه الآخر، سواء في القرون الماضية أو اليوم. ولا يهمنا إطلاقا الشكل ولا المضمون الذي كان عليه الكتاب المقدس في اللوح المحفوظ ولا كيف سيصير بعد عشرات أو مئات القرون.
10) نود الإشارة هنا إلى أنه باستطاعتنا أن ندعم كل فكرة أوردناها بعدد كبير من الإحالات إلى نص الكتاب المقدس. ومن مميزات هذا الكتاب بالضبط التكرار. إلا أنه تبعا للحكمة : "إذا ظهرت المعنى فلا فائدة في التكرار". وكذا رغبة منا في عدم إرهاق القارئ سنحاول الاختصار في الإحالات.
محمد باليزيد
الموقع الفرعي في الحوار المتمدن:
http:::www.ahewar.org:m.asp?i=2202
البريد الإلكتروني:
[email protected]



#محمد_باليزيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجيش الذي لا يقهر
- تقرير المصير بين الإيديولوجية والانتهازية
- الفساد في المغرب
- فتوى المغراوي
- القضاء، أي استقلالية نريد؟
- أخلاق الفلسفة
- التضخم
- الغلاء، رابحون وخاسرون
- بين الدولة والعصابة
- العمل الجمعوي والتنمية
- رؤية الهلال ومسألة علمنة الدين


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد باليزيد - أخلاق الشعب الإسرائيلي