أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نضال الصالح - قراءة سريعة في كتاب إبرهام بورغ: -لننتصر على هتلر















المزيد.....

قراءة سريعة في كتاب إبرهام بورغ: -لننتصر على هتلر


نضال الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 3244 - 2011 / 1 / 12 - 14:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


صدرت الطبعة الأولى للكتاب عام 2010 عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" وصدرت الطبعة الخاصة للعالم العربي عام 2011 عن الأهلية للنشر والتوزيع، عمان-الأردن. قام بترجمة الكتاب بلال ضاهر وسليم سلامة وراجعه وقدمه أنطوان شلحت.
أبرهام بورغ تسلم عدة وظائف في المؤسسة اليهودية والدولة الإسرائيلية، فلقد كان رئيسا للوكالة اليهودية ورئيسا للكنيست الإسرائيلي وأحد أبرز القادة السابقين في حزب العمل. ترعرع في كنف عائلة يهودية صهيونية دينية فلقد كان والده، الوزير السابق في الحكومة الإسرائيلية، من احد ابرز زعماء الصهيونية الدينية وحزبها المفدال.
يوجه بورغ النقد اللاذع لإسرائيل ما بعد حرب الأيام الستة عام 1967، التي تحولت في رأيه، إلى دولة كولونية تحتل شعبا آخرا هو الشعب العربي الفلسطيني في الضفة والقطاع. إسرائيل الحالية ليست إسرائيل التي حلم هو ووالده بإنشاءها وعلى لسان والدته يؤكد" أن هذه الدولة ليست الدولة التي أقمناها. في عام 1948 أقمنا دولة أخرى، لكني لا أعرف أين إختفت". ( ص:85 )
يوضح لنا بورغ على مدى 376 صفحة من الكتاب تصوره لإسرائيل "المشتهاة" التي يأمل بها، إسرائيل النظيفة من الشوائب التي علقت بها، وعلى الأخص قوقعتها ووقوعها تحت وطأة الهولوكوست النازي. كما أنه يرفض إسرائيل " صهيونية هرتسل" التي ترتكز على القومية اليهودية الوراثية ويحلم بإسرائيل التي ترتكز على ما يسميه " القيم اليهودية السامية"، يهودية المصير المشترك للبشرية جمعاء.
يعترف بورغ أن الإحتلال الإسرائيلي عام 1967 للضفة الغربية والقطاع كان نقطة تحول سلبية في تاريخ إسرائيل ويبين لنا من خلال مقولة الفيلسوف الإسرائيلي يشعياهو ليبوفيتش نتائج هذا التغير، " بأن شمل مليون ونصف المليون عربي في تخوم الحكم اليهودي، يعني تقويض الجوهر الإنساني واليهودي للدولة وتدمير مبناها الإجتماعي – الإشتراكي، ويتابع " أن ذلك يعني خراب الشعب اليهودي وإفساد الإنسان في إسرائيل."(108 ) يقول: "حرب الأيام الستة ربطتنا بماض أبعد بكثير- أرض إسرائيل الكبرى، أقاليم التوراة ومجد الممالك المستقلة من الماضي اليهودي. إنه ربط معقد وغير صحي لأحلام عظمة الماضي غير الموجودة وكوابيس الحاضر غير المنتهية.( 138 ).
على ضوء ذلك يؤكد بورغ أن إسرائيل قامت كملجأ آمن للشعب اليهودي فأصبحت اليوم أكثر مكان غير آمن لمجموعة يهودية كبيرة تعيش فيه، على الرغم من إمتلاكها أسلحة نووية" ويضيف أن كثيرين جدا (من اليهود) يرون في نيويورك مكانا آمنا، وملجأ لأمد طويل، أكثر من الدولة اليهودية التي تملك أكبر عدد من القنابل النووية التي كانت لدى الشعب اليهودي في أي وقت. ( ص: 41 )
من أهم التحولات التي جرت في إسرائيل، بالإضافة إلى تحولها إلى دولة كولونية تحتل وتضهد شعبا آخر، هو تحولها إلى دولة الهولوكاوست. لقد جيرت دولة إسرائيل الهولوكاوست النازي لمصلحتها وأصبح الهولوكاوست وسيلة لتبرير جميع الأعمال المنافية للأعراف الإنسانية التي تقوم بها. "إسرائيل، التي لم تر ولم تعرف أي محرقة أصبح الجميع فيها اليوم يتحدث عن المحرقة. لقد أصبحت المحرقة وسيلة لإبتزاز يهود العالم وأممه بمطالبتهم بدعم دولة إسرائيل وكل أفعالها وممارساتها، لأنه " كانت عندنا محرقة وأنتم لا". فما من يوم واحد تخلو فيه الجريدة من تذكير معين بالمحرقة".( 171-172 )
المحرقة أو الهولوكوست أصبحت ماركة مسجلة حكرا على اليهود وأصبحت دولة إسرائيل الناطق الرسمي بإسم المحرقة وضحياها."إسرائيل أصبحت دولة تمثل الأموات أكثر من ما تمثل الأحياء، دولة تتحدث بإسم كل أؤلئك الغير موجودين، أكثر مما تتحدث بإسم كل أؤلئك الموجودين".(55 ).
"المحرقة لنا ولنا فقط، إنها فاترينة العرض، إنها فريدة ومميزة، وحذار أن يطأ أحد عشب المحرقة الأخضر خاصتنا." لقد تحولت المحرقة إلى كونها "جزء من تسلل تاريخي تتابعي من كراهية اليهود، لا غير. إنها لنا، ولنا فقط لا غير." لقد وقفت دولة إسرائيل، المرة تلو الأخرى، إلى جانب الأتراك في إنكار مجزرة الشعب الأرمني لكي لا يكون لدى أحد أي شك: المحرقة شيئ لنا نحن فقط. وكما قال ذات مرة مدير ديوان رئيس الحكومة: " نحن لا يعنينا الأسكيمو ولا الأرمن، إنما اليهود فقط لا غير." ( 232 ).
لقد أخرجت المحرقة، برأي بورغ، من حيز القدسية وحولت إلى أداة سياسية روتينية، جوفاء." يقول: "إن المحرقة حاضرة في حياتنا أكثر من الله. ولقد تحولت لتصبح التجربة المؤسسة لوعينا القومي، وربما حتى للغرب كله". ويضيف : " لقد حولنا المحرقة إلى رصيد تكتيكي عملي للشعب اليهودي".... "وأنا شخصيا أشعر بالذنب على جموع البشر الأبرياء في أماكن مختلفة من العالم قتلوا بسبب لامبالاتي. لامبلاة لمصيرهم نبعت ، أولا وقبل كل شيء ، بسبب نظام التشخيل الذي حفر في وعيي منذ ولادتي وحتى مؤخرا: المحرقة لنا، وكل الميتات في العالم هي شر وهوج ، لكن ليست محرقة . وإذا كانت هذه ليست محرقة، فهي ليست شأني." ( 233). وبناءا على كل ذلك فإن بورغ يحلم بقانون يلغي وصف الهولوكوست بانه " جريمة ضد الشعب اليهودي" وأن يحل مكانه "جريمة ضد الإنسانية" لأنه لزاما على الشعب اليهودي أن يعود لكي يكون " جزءا من عائلة الأمم.
إسرائيل بعد هزيمة العرب في عام 1968 حولت الحرب من كونها ظاهرة شاذة عن القاعدة إلى القاعدة نفسها. إسرائيل غدت تفهم القوة فقط، ولقد نتجت هذه الظاهرة عن عجز العرب عن التغلب عليها في ميدان المعركة وإستمرت كتبرير لأعمال كثيرة ومفاهيم سياسية لا يمكن تبريرها في عالم متمدن.(55 )
إسرائيل ليس لها بديل عن القوة وليس لديها أي رغبة سوى إعطاء القوة فرصة للتحدث ودعو "الجيش ينتصر". وفي نهاية المطاف، يؤكد بورغ، "حدث لها ما يحدث مع كل زعران العالم: حولت الكآبة إلى نظرية ومفهوم، ونحن لا نفهم، بأنفسنا لا شيئ غير لغة القوة. بين الرجل وزوجته، بين الإنسان وصديقه، بين الدولة ومواطنيها، وبين القادة وزملائهم. إن الدولة التي تحيا على سيفها، التي تسجد للموتى،مآلها، كما يتبين، أن تحيا في حالة طوارئ دائمة. لأن الجميع ، نازيون، ألمان، عرب ، الجميع يكرهوننا." (56 )
علي أن أعترف وأعلن أمام العالم، يصرح بورغ، أن المفاجأة الكبرى التي ظهرت أمامي خلال كتابة هذه الصفحات هي أن البنى السياسية والإجتماعية والقومية الأكثر شبها لإسرائيل هي بنى ألمانيا في فترة بلورتها، منذ إقامة الرايخ الثالث وحتى فترة الفوضى التي أدت إلى صعود النازيين. ويتابع قائلا: وسأكون دقيقا أكثر: حتى وبدون حتى أبدا. إنه لأمر مخيف، محرج، مقلق وقض المضاجع."(91 )
لا يتهم بورغ دولة إسرائيل بالنازية ولكنه يوضح بشكل لا لبس فيه أن المجتمع الإسرائلي العسكري وموقفه من غير اليهود يشبه الأوضاع السياسية والإجتماعية التي مهدت الطريق لوصول هتلر والنازية في ألمانيا. " فالعرب الإسرائيليين اليوم هم يهود ألمانيا في حينه....المقارنة ليست بين وضع العرب في إسرائيل اليوم ووضع اليهود في سنوات المحرقة، ولا حتى في أيام الحكم النازي التي سبقت المحرقة، وإنما في فترات الحضانة والتعشيش الطويلة التي سبقت النازيين والتي مهدت قلوب الألمان لصعودهم".(95 )
يحدثنا بورغ عن ما يسميه "غسل الكلمات" في دولة إسرائيل، فالجيش الإسرائيلي العدواني يدعى "جيش الدفاع" والسلاح اليهودي "طاهر"، كأنهم يقولون إنه إذا قتلت بسلاح طاهر فإن كل شيئ حلال." تحت غطاء مثل هذه الكلمات يقوم الجيش الإسرائيلي بقتل الأبرياء وتقوم جرافاته بقلع البيارات وأشجار الزيتون وبتخريب محاصيل الفلسطينيين وهدم بيوتهم. إن كلمة "طوق" لا تستعمل فقط للزينة، وإنما هو الحصار الخانق، والجوع والعطش واليأس الذين يرافقونه. "الطوق هو ما يتم تنفيذه بإسمي، عندما يطوق أولادي مدن عدو، وأولادا في سنهم في داخلها. هذا مروع ويدعو ليأس لمن يعرف حقيقة ذلك، تماما كما هو سهل وناعم لمن لا يريد أن يعرف. لأن عينيه مليئتان برمل كثيف رأسه مغروس فيها. رمل من الكلمات التي دنست اللغة المقدسة وحولتها إلى لغة " نظيفة"، لغة تخفي وتكذب.(103 ).
يعترف بورغ بأن قيام دولة إسرائيل وحل قضية اللاجئين اليهود جاء على حساب الفلسطينيين، أهل البلاد الأصليين." من خلال النقص وذات الآلام التي ولدت فيها قضية اللاجئين الفلسطينيين، وضعنا نحن حلا لقضية أشقاءنا اللاجئين اليهود المقتلعين، الذين هاجروا إلى هنا بجموعهم من جميع أنحاء العالم." ورغم أنه يقدم إعتذاره عن ما جرى لللاجئيين الفلسطينيين ورغم مطالبته الدولة الإسرائيلية بالإعتراف بالأذى وتحمل المسؤولية، ولو جزئية، وحتى لو أتت متاخرة عن محنة اللاجئ الفلسطيني أيا كان، ورغم إعترافه بأن مسالة الاجئيين الفلسطينيين، تلك التي خلقتها إقامة دولة إسرائيل، " لا زالت تلاحقنا ولن تكف عن ذلك" فإنه لم يعترف لهم بحق العودة إلى وطنهم الذي طردوا منه. وبالعكس فإنه يضع عليهم وعلى العرب جزء من اللوم بسبب ما آلت إليهم أوضاعهم البائسة. (135 ).
لقد أثار هذا الكتاب جدلا واسعا حامي الوطيس في إسرائيل واعتبره كثيرون بمثابة ورقة طلاق بورغ من الحركة الصهيونية الهرتسليه. أما بالنسبة لنا نحن العرب، وخاصة الفسطينيين، فإن هذا الكتاب يستحق القراءة حتى نعرف التغيرات التي تجري داخل المؤسسة الإسرائيلية وخارجها وتكون عونا لنا في نضالنا من أجل التحرير.

د. نضال الصالح / فلسطين



#نضال_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يد غادرة و فكر ظلامي
- المرأة هي أيضا مسؤولة عن إنتهاك حقوقها
- سوريا، يا وجعا في القلب
- فضائية يسارية حلم كل العلمانيين واليساريين
- إنهيار الأيديولوجية الصهيونية
- كيف تعرفت على الخنزير
- حديث ليلي مع ممرضتي
- حانوت النصوص الدينية الجاهزة، حسب العرض والطلب
- إعرف عدوك قبل أن تلهث في طلب السلام معه
- إرتباك العقل الصهيوني وأزمة قلقه
- ديموقراطيتنا بين العيب والممنوع والحرام
- قراءة في تنزيل الوحي القرآني
- ملاحظات حول الإشتراكية العلمية والديموقراطية
- مشكلة الغجر في أوروبا
- شرع الله أم شرع البشر؟
- كرسي السلطة كالضوء يجذب الحشرات فإن أطفئ هجرته
- مدينتي نابلس وأم سائد
- الإعجاز العلمي في القرآن وعجز العقل المسلم
- هل من الممكن عصرنة الدين ؟
- موسى والعقيدة الموسوية، حقيقة أم خرافة


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نضال الصالح - قراءة سريعة في كتاب إبرهام بورغ: -لننتصر على هتلر