أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الشويلي - بقعة ضوء على الرؤوس المتطايرة للقاص حمودي الكناني














المزيد.....

بقعة ضوء على الرؤوس المتطايرة للقاص حمودي الكناني


كاظم الشويلي

الحوار المتمدن-العدد: 3239 - 2011 / 1 / 7 - 21:30
المحور: الادب والفن
    


كاظم الشويلي بقعة ضوء على الرؤوس المتطايرة للقاص حمودي الكناني

لقد بدأ القاص المبدع حمودي الكناني قصته الموسومة ب ( الرؤوس المتطايرة ) بوصف حزين وسرد مفجع للأمكنة التي يرتادها الباعة والناس البسطاء وهم ينادون على بضاعتهم :

( لم يكن المكان ضيقا , بل كان عبارة عن ساحة مستطيلة تؤدي إلى فضاءات على الجانبين والفضاءات بدورها تؤدي إلى فضاءات أخرى ... وتمتلئ الساحة بالباعة الذين يعرضون بضاعتهم أما في عربات يدفعونها أو في داخل أكشاك كارتونية رسمت عليها دمى مختلفة ... الكل ينادي بأعلى صوته معلنا عن بضاعته بأنها الأحسن . فبائع الخضار يصيح بان خضرته طازجة وغير مستوردة وبائع الدمى ذات البطاريات مشغول بالصياح وبتحريك الدمى المختلفة وأما بائعة اللبن جالسة عند الركن البعيد من المدخل مفترشة قطعة قماش قد حولتها الأتربة والأوساخ إلى قطعة سوداء ) .

وبهذا الجمال السردي ، يستمر القاص المبدع برسم لقطات رائعة من صور السوق المزدحم بالمارة ، ولم ينس ان يذكر لنا بائعة الخضار وبائع السمك ، بل لقد نقل لنا القاص البارع اغلب المشاهدات التي يتوجس منها الناس الخوف والترقب ، يقول :

( وهناك عارضة طويلة تمنع الحافلات الكبيرة من المرور بهذا الشارع ويقف عند هذه العارضة عددٌ من أفراد الشرطة للسيطرة والمراقبة والتحقق من كل شيء مريب . ) .

انه يعشق هذا المكان ويستهويه كثيرا لأسباب عديدة ، لكنه لم يقدر ان يكتم مشاعره وهواجسه قبالة هذه الأجواء ، هاهو يمهد لنا للدخول إلى ذروة الأحداث ، واقتحام مجاهيل القصة ، حيث بدأ البطل متوجسا خيفة ، نقرأ :

( لكنني بالمقابل كلما أصل إلى العارضة والتفتُ إلى الوراء يتملكني هاجسٌ غريب بأن شيئا ما سيحصل في هذا المكان ... ) .

واضطر للخروج رغم رغبته في ان يلازم منزله ، وهكذا بدأ القاص البارع بمد خيوطه السحرية ليشدنا الى النص والاستماع بشغف لما يريد قوله ، انه بهذه البراعة السردية استطاع ان يأسرنا الى متابعة النص وهو ينتقل من مشهد الى اخر ، نطالع بعد ان استقل بطل القصة الحافلة من المنزل الى السوق :

( ... كنتُ أول النازلين لكن امرأة عجوزاً استنجدت بي على مساعدتها بالنزول فأنزلتها بكل رفق ... كنتُ ماسكا بيد العجوز وأتكلم معها بدعابة مذكرها بأيام شبابها وهي تتذكر ذلك بحسرة وحدث الانفجار وارتج كلُ شي وتطايرت الأشياء في كل مكان ... ) .

وهكذا يفاجئنا القاص بالانفجار الرهيب على حين غفلة منا ، حيث كنا نسير بهدوء مع أبطال القصة ونتجول معهم بأطراف السوق ، ويبدأ القاص حمودي الكناني بوصف دقيق جدا للحالة التي أعقبت الانفجار ، يقول :

( ... وعلا اللهب والدخان , أيد بشرية تسقط هنا ورؤوس تتدحرج هناك وأرجل تتساقط فوق المحلات المسقفة والناس القريبة من مكان الانفجار يدفع بعضها بعضا هاربين من شدة الفزع والخوف وآخرون يركضون باتجاه الانفجار يدفعهم الفضول أو الخوف على عزيز كان يبيع هناك أو طفل خرج ليشتري قطعة حلوى أو أم ذهبت لتتسوق متطلبات ذلك اليوم ...)

ولم ينس البطل ان يشرح حالته عندما علا صوت الانفجار :

( ... حثثت الخطى صوب المكان وقد رأيت الذي لم تره عين .....جثث ينبعثُ منها الدخان بعضها فوق بعض ورؤوس مبعثرة هنا وهناك وأيدي مقطعة تملأ المكان والدم يسيل غزيرا باتجاه منافذ المجاري , أكداس من الجثث هنا ... ) .

لقد قاسى بطل القصة من الم الفجيعة فحاول ان يسكن جراح احد الباكين فاقترب من احدهم واحتضنه شفقة منه لتسكين جراحه :

( ... صحت عليه اشحذ همته وأحاول تشجعيه أشار إليّ أن انظر إلى العربة المركونة هناك وعندما نظرت بداخلها رأيت امرأة محترقة على صدرها طفلان محترقان على ثدييها كل ثدي ما زال في فم كل واحد منهما فما كان مني إلا أن اجلس بجانبه وابكي كما يبكي واضرب راسي بالحائط عل راسي ينسى هول المشهد الرهيب . )

أنها صورة حية من صور الإرهاب نقلها لنا القاص المبدع حمودي الكناني بأسلوبه الجميل وقدرته الفائقة في تصوير الأحداث ، فتحية للقاص المبدع وهو يؤرشف لزمن الإرهاب المندحر دون عودة ان شاء الله ...



#كاظم_الشويلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزيلفون
- الخيالات الصادقة للقاص أنمار رحمة الله
- نظرة سريعة لإبداعات القاص جعفر المكصوصي
- الوجوه البيضاء للقاص خزعل المفرجي
- أحلام القاص عبد الفتاح المطّلبي
- لمحة نقدية لقصص المبدعة سنية عبد عون رشو
- القاص جيكور ... عندما يتحفنا بروائعه
- الشاعرة رغد صدام ...وعلى الدنيا السلام
- قُتل الإنسان ما أكفره ....
- تايتانيك عراقية ...
- شتاء جهنم ..... قصة قصيرة
- اقراط سوسن ..... قصة قصيرة
- أين أنت ...... يا نجمة الصباح


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الشويلي - بقعة ضوء على الرؤوس المتطايرة للقاص حمودي الكناني