أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - نقد الفكر الدينى : (1) الوحى 3/3















المزيد.....


نقد الفكر الدينى : (1) الوحى 3/3


هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 3239 - 2011 / 1 / 7 - 18:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اعتذار واجب :
1) لكل الاخوة الاقباط " شركاء الوطن " اقدم خالص اعتذارى واسفى " عما فعله السفهاء منا" فى كنسية القيامة بالاسكندرية ، وبدلا من التهنئة نقدم التعازى .....!!
2) اعتذر للسادة القراء عن تأخير هذا الجزء من الدراسة لظروف خارجة عن الارادة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نستكمل هنا دراستنا عن ارتباط الوحى بذاتية النبى محمد ، بعد ان كتبنا عن تقديم اليتيم فى الصدقات على الفقراء والمساكين ، والحض على الاحسان اليهم ، وحديث النبى محمد ( انا وكافل اليتيم ....) وارتباط ذلك بحالة اليتم التى لازمت الرسول من الاب الى الام الى العم الى الزوجة ( الام ) خديجة . ثم تطرقنا الى سورة المسد وارتباطها اللحظى بالحالة الحوارية بين النبى محمد وعمه ابولهب ، والآن نستكمل استشهاداتنا حسب الترتيب الزمانى .
** حديث الغرانيق :
اثار هذا الموضوع مناقشات حادة – وحتى اليوم - بين مؤيد ومعارض ، حيث انه يمس ركنا هاما وأساسيا من اركان العقيدة ، الا وهو الوحى الالهى للنبى ، وان القرآن كلمة الله سواء كانت القاءا فى الروع أو بواسطة الملاك جبريل ، ولكن تاتى قصة " الغرانيق العلا " لتلقى بظلالا من الشك حول هذا الاعتقاد ، اوردها الطبرى فى تفسيرة للقرآن كحقيقة تؤيدها الآيات القرانية ( ج 2 ص 337 ) ، واوردها ابن حجر فى ( فتح البارى فى شرح صحيح البخارى ) ، ونفاهاة البعض انطلاقا من ( لاينطق عن الهوى ) ، ولكن كبير الاصوليين والسلفيين ( محمد بن عبد الوهاب ) وهو ماهو فى رؤيته المتشددة فى عقيدة التوحيد ( والتى قامت عليها دعوته اساسا ) اقراها فى كتابة ( مختصر سيرة الرسول ص 22 ) انطلاقا ممااشرنا اليه من قبل فى مبدأ " التمسك بحرفية النصوص " التى يتبناها السلفيين الوهابيين ، لأن النصوص جلية وواضحة وقاطعة فى هذه الواقعة .فماهى قصة حديث الغرانيق تلك :
يتزعم " الواقدى " طبقة كتاب السيرة فى هذا الصدد، ويوردها بن سعد فى طبقاته : فى العام الخامس لبدء الدعوة ، ومع تعنت قريش وتجنبها اياه وايذائهم مابقى من اصحابه بعد ان هاجر اكثرهم الى الحبشة ، تمنى النبى وقال : " ليته لاينزل على شئ ينفرهم منى " ، فجاء الى مجلسهم حول الكعبة وقرأ سورة النجم ( والنجم اذا هوى ، ماضل صاحبكم وماغوى ، وماينطق عن الهوى ، ان هو الا وحى يوحى ، علمه شديد القوى ...... حتى وصل الى : أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى ) . وهنا يقال ان محمدا قد استرسل قائلآ ( تلك الغرانيق العلا ، وان شفاعتهن لترتجى ) . عند ذلك اعلنت قريش رضاها عما تلا محمد وقالت : " بلى ، لقد عرفنا ان الله يحيى ويميت ويخلق ويرزق ، ولكن هذه تشفع لنا عنده " . ثم التفتوا الى النبى قائلين : " اما وقد جعلت لها نصيبا فنحن معك " ، ولما بلغ السجدة سجدوا ، لدرجة ان العتبة بن ربيعه - من سادة مكة – كان لايستطيع السجود لترهل جسمه فأخذ حفنة من التراب بيدية ووضعها على جبهته علامة للسجود المعنوى . ولم لا ، وقد عظم القرآن اللات والعزى ووصفهم بطائر الغرنيق الابيض واقر شفاعتهم .. !!
وصل الخبر الى مهاجرى الحبشة فعادوا الى مكة ، ولكن ليعلموا ان ايام أو شهور العسل ـ لاندرى كم عددها حيث تتضارب الاقوال مابين ايام الى سنين ، عندما طالبت قريش فيما بعد بنصيب من الغنائم لآلهتهم ـ سرعان ما انتهت بين النبى وقريش ، ويستمر " الواقدى " ان جبريل جاء النبى قائلا : أوجئتك بهاتين الكلمتين ؟ كلا وانما ( أفرأيتم اللات والعزى ، ومناة الثالث الاخرى ، الكم الذكر وله الانثى ، تلك اذن قسمة ضيزى) الآيات 19 – 22 من سورة النجم .
وتوضح لنا الآية 52 من سورة الحج ان " تلك الغرانيق العلا ، وان شفاعتهم لترتجى " كانت من وضع الشيطان على لسان النبى عندما تمنى ان لاينزل قرآنا ينفر منه قريش ، او ان ينزل قرآن يقرب قريش منه فتقول ( وماارسلنا من قبلك من رسول ولانبى الا اذا تمنى القى الشيطان فى امنيته فينسخ الله مايلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته ) . ونتساءل عن دور الامانى الذاتية فى تشكل الوحى ؟ وتأتى الآيتين 73 و74 من سورة الاسراء ( وان كادوا ليفتنوك عن الذى اوحينا اليك لتفترى علينا غيره واذن لاتخذوك خليلا ، ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا ) ، وتبريرا لماحدث نقرأه فى الآية 53 من سورة الحج ( ليجعل مايلقى الشيطان فتنه للذين فى قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم ) .
وبهذه المناسبة اذكر اننى واثناء حوار مع احد غلاة الوهابيين فى مصر سألته عن قصة الغرانيق فرد على الفور : انها من وضع الزنادقة . فقلت له : لقد اوردها محمد بن عبدالوهاب فى (مختصر سيرة الرسول ) فقال على الفور : ان كان قد قال فقد صدق . وتبعته مباشرة : وماذا عن تكفيره لكل من قال بكروية الارض ودلل على ذلك بالكثير من آيات القرآن واحاديث الرسول فقال : لقد تأول فأخطا ، فله اجر ........ !!
ـ تلك قصة حديث الغرانيق ويتبقى لنا سؤال مشروع عن دور الامانى الشخصية والذاتية فى تشكل الوحى ...؟؟
** اسلام الجن :
تؤكد كل الآيات المكية على بشرية الرسول ( ما انا الا بشر رسول ) ، ومع البشرية يصح لنا استدعاء احد قواعد علم النفس المعروفة بـ ( التعويض النفسى ) وتطبيقاتها على النفس البشرية ، وهل كان محمد الا بشرا رسولا ..؟؟ . فى العام 620 م وبعد حوالى عشرة اعوام من مقابلة دعوته بالجفاء من اهل مكة ومن كل القبائل العربية التى عرض عليها مساندة دعوته فجاوبته بالرفض ، ذهب النبى الى ثقيف وهى الحاضرة الثانية بعد مكه فى اقليم الحجاز ، ولكن مارده احد من العرب مثلما فعلت ثقيف . فقد اطلقوا عليه سفهائهم واطفالهم يلاحقونه بالقذف والسباب حتى اخرجوه منها مهانا ، ليعود وحيدا فاشلا كسير القلب ، مهيض الجناح ، وفى الطريق بين ثقيف ومكة يقضى ليلته فى " وادى نخله " مرددا دعائه المشهور والملئ بالمرارة والحزن والشجن : اللهم انى اشكو اليك ضعفى ، وقلة حيلتى ، وهوانى على الناس ... الخ ، وعلى الاتباع الذين ينتظرون العودة يقص عليهم سفاهات اهل الطائف ، ولكن .. اذا كانت ثقيف لم تجاوب دعوته فقد تم التعويض عن اعراض البشر باسلام الجن ( قل اوحى الىّ انه استمع نفر من الجن ........ ) الآية الاولى من سورة الجن .
ونتساءل : هل كان اسلام الجن بعد الرفض والاهانه من ثقيف تعويضا ايحائيا من الراسل الى المتلقى ، ام كان تعويضا نفسيا من داخل ذات المتلقى ..؟؟
** حديث الأفك
اوردنا فى المقال السابق بايجاز حديث الافك الذى خاض فيه المسلمون وبعض كبار الصحابة كعلى بن ابى طالب وشاعر النبى حسان بن ثابت فى شرف زوجة النبى الاثيرة لديه ( السيدة/ عائشة ) واتهامها فى شرفها مع صفوان بن المعطل ، وكيف تمت براءتها وحيا نطق به الرسول ، وتوبه الله على الذين خاضوا فى هذا الحديث ، وذلك ردا على السفسطه ومحاولة التفلسف الشعراوية فيما جاء بسورة المسد . ولكننا هنا نتعرض للموضوع من البعد النفسى لهذا الجادث على نفسية النبى محمد الذى نراها واضحا جليا . وقصة حديث الإفك لمن لا يعلم تتلخص في الآتي :
- بعد غزوة بنى المصطلق( شعبان 6 هجرية) الذي انتصر فيها المسلمون وأخذوا الغنائم والسبايا ومن ضمنهم جويرية بنت الحارث ابنة سيد المصطلق التي استنجدت بالرسول من مهانة السبي وذل الرق راغبة أن تعود لزوجها سيده حر ولكن الرسول نظر إليها قائلا: «فهل لك في خيرمن ذلك؟ اقضي عنك كتابك واتزوجك» . وتزوج الرسول جويرية بنت الحارث.

- كانت تصاحب النبي في هذه الغزوة السيدة عائشة ، أحب النساء إليه واصغرهم سنا. وعاد الركب إلي المدينة بدون السيدة عائشة وبدون صفوان ابن المعطل إلا في فجر اليوم التالي لتراهما المدينة وتسألهما اين كانا قد تخلفوا؟ ولكن: لم يقنع المدينة من تلك الفتاة التي كانت تجتاز الخامسة عشر من العمر.. والمحبة للزينة والتزين

- لاأقنع قولها إنها قد تأخرت عن الركب العائد لانهاكمها في جمع حبات عقدها الذي قالت عنه إنه كان قد انفرط وعلي الرمل قد انتشر.. ولا اقنع المدينة من ابن المعطل هذا الشاب الذي كان بالحسن قد تعرف وبالوسامة الفائقة قد اشتهر، قوله بإنه قد تأخر أيضا لأنه راح يساعد عائشة في جمع حبات العقد المنفرط

- لم يقنع المدنية منهما هذا القول فراحت تلوك اسمهما معا حتي اشتعل قلب محمد غضبا ممزوجا بالغيرة والقلق! ومن الطبيعي أن تشتعل الجوانح من محمد غيرة علي من إلي قلبه كانت أحب الزوجات ( ابكار السقاف – الدين فى شبة جزيرة العرب ص 265 – 266 ).

ومن جانبنا نستكمل استشهاداتنا عن ارتباط الوحى بالبعد النفسى للنبى : تاتى البراءة وحيا على لسان النبى : ( إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم..) الآية 11 من سورة النور «انتهت المحنة» وسكنت النفوس .. ولكن سورة النور من أولها إلي هذه الآية كانت مشحونة بتداعيات هذا الحدث «سورة أنزلناها وفرضناها..» الآية . ونتجت عنها عدة أحكام تبين لنا من قراءتها ومن أحكامها مدي تأثير حديث الإفك نفسيا علي الرسول، مما استوجب احكاما رادعة : ( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهم رأفة..) الآية 2
- نلاحظ هنا وعكس عن كل آيات القرآن التى تتحدث عن المسلمين فيأتى الرجل اولا ثم المرأة ( المؤمنين والمؤمنات ... القانتين والقانتات .... الحافظين فروجهم والحافظات ...... الخ ) إلا في هذه الآية فقط ( الزانية والزانى ) .. ! ونلاحظ أيضا عدم الرأفة في الحد. ثم تأتي البراءة للسيدة عائشة : ( إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم..) الآية 11
- وبعد الأحكام الرادعة والبراءة للسيدة عائشة تأتي الآيات التالية تأنيبا وتوبيخا لكل ممن اتهم السيدة عائشة
( لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم ) الآيتين 13 / 14
، فمن لاك الحديث ليس عنده أربعة شهداء ولولا فضل الله عليهم لكان العذاب عظيم .
( إذ تلقونه بالسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله العظيم ، ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم) الآيتين 15 / 16

ـ وفى النهاية : ( يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا أن كنتم مؤمنين ) الآية 17. نلاحظ دقة الآية وتركيز معانيها، في ختام هذا الحديث الذي قالوه وأذي النبي نفسيا. ( يعظكم الله إن تعودوا لمثله أبدا..!!) ونتساءل مرة اخرى : هل الوحى فى هذه الحادثة هبوطا من الراسل الى المتلقى ( ولماذا انتظر الوحى مابين خمسة عشر يوما فى اقوال وشهر فى اقوال اخرى حتى تتم التبرئة ) ، ام تلبية لرغبات المتلقى الذاتية ..؟؟؟
** زينب بنت جحش :
لاننكر ان التفاوت الطبقى بين اثرياء قريش وفقرائها كان من القضايا الاساسية التى قامت عليها دعوة النبى محمد ، خصوصا ان حالة اليتم والفقر التى عانى منها صغيرا كانت من محفزات الثورة ضد اغنياء قريش ، ومع بداية نضوج الدولة فى يثرب فى العام الخامس من الهجرة ، وتعويضا ( نفسيا ... ) للرفاق الاوائل من العبيد الذين تحملوا عذابات قريش نتيجة ايمانهم بالدعو الجديدة ، رشح بلال الحبشى لحكم الحبشة ، وسلمان الفارسى لحكم فارس ، وصهيب الرومى لحكم الروم ، اما زيد بن حارثة ( مولى الرسول ودعيه " ابنه بالتبنى " ) فقد قرر النبى محمد تشريفة آنيا ( وليس مستقبليا كبلال وسليمان وصهيب ) بالزواج من ابنة عمته زينب بنت اميمة ابنة عبدالمطلب ( زينب بنت جحش ) ، كرهت زينب الشريفة القرشية وكذا اخيها عبدالله بن جحش ان تتزوج ممن كان عبدا لديهم ، فكان استدعاء الوحى ليوافق رغبات النبى ( ... وماكان لمؤمن ولا مؤمنه اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهما الخيرة من امرهم ، ومن يعصى الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ) الآية 36 سورة الاحزاب . فهنا اصبحت ارادة النبى هى ارادة الله . ورضوخا للامر تزوجت زينب زيدا .
افتقد النبى زيدا فجاءه منزلة ليطلبه ، فهرعت زينب لاستقباله ( ربما اعجلتها اللهفة عن استكمال ثيابها ، وربما ما لشئ فى نفس يعقوب ..!!) فرآها النبى كما لم يراها من قبل فلم يتمالك نفسه ان قال منصرفا ( سبحان الله مصرف القلوب ) ، ومن زينب انتقلت الكلمة ( الرغبة ) الى زوجها زيد الذى فهم المعنى المقصود ، فجاء النبى فى المسجد واقترب منه قائلا : بلغنى انك جئت منزلى .. ، ثم اضاف متسائلا : أأفارقها ..؟ ، فنظر النبى الى زيد قائلا ( ..... امسك عليك زوجتك واتق الله ) الآيثة 37 من سورة الاحزاب .
ولكن تصارعت العواطف مع الاعراف السائدة المستقرة فى العرف القبلى ، وانتصرت الرغبة ، وسرعان ماجاء الوحى ملبيا ( واذا تقول للذى انعم الله عليه وانعمت عليه امسك عليك زوجك واتقى الله وتخفى فى نفسك ماالله مبديه وتخشى الناس والله احق ان تخشاه ) الآية 37 من سورة الاحزاب . وأدرك زيد الامر فطلق زينب ... ، ولما كان هذا الزواج يتنافى مع القوانين والاعراف القبلية المتوارثة بين العرب ، وكانت فرصة ليهود المدينة ايضا للطعن فى هذا الزواج فـ : كيف يتزوج محمد من زوجة ابنه بالتبنى .. ؟ ، ويستنجد النبى بالوحى ليقول ( فلما قضى زيد منها وترا زوجناكها كى لايكون على المؤمنين حرج فى ازواج ادعيائهم اذا قضوا منهن وترا وكان امر الله مفعولا ) الآية 37 من سورة الاحزاب . ورغم هذا بقيت المعارضة فكان ( ماكان على النبى من حرج فيما فرض الله له وكان امر الله قدرا مقدورا ) الآية 38 من سورة الاحزاب . ورغم كل هذا مازالت المعارضة : كيف يتزوج محمد من زوجة ابنه بالتبنى ؟ ، وحسما للمشكلة فقد تم الغاء التبنى نهائيا ( ادعوهم لآبائهم هو اقسط عند الله فان لم تعلموا اباءهم فاخوانكم فى الدين ومواليكم ) الآية 5 من سورة الاحزاب . وايضا : (ماجعل ادعياءكم ابنائكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق ) الآية 4 من سورة الاحزاب . وزيادة فى التأكيد : ( ماكان محمد ابا لاحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) الآية 40 من سورة الاحزاب
ولكن .. ومع انتهاء المشكلة وتبعاتها ، الا ان السيدة عائشة وهى تلاحظ وترقب الوحى الالهى يستجيب للرغبات النبوية الذاتية ، فتقول قولتها المشهورة : " ما أرى ربك الا يوافق هوالك " ( بتصرف من ابكارالسقاف – الدين فى شبه الجزيرة العربية – ص 240 – 243 ) وبدورنا نتساءل : هل الوحى فى هذه الحادثة هبوطا من الراسل الى المتلقى ، ام تلبية لرغبات المتلقى الذاتية ..؟؟؟
** الحالة الجنسية للنبى :
من خلال آيات القرآن نستطيع ان نتعرف على البعد الجنسى للنبى محمد وذلك من خلال بعض القواعد الاولية لعلم النفس :
ـ من المعروف دور المصاهرة فى توطيد العلاقات الاجتماعية والمصالح المشتركة بين الافراد بصفة عامة وفى المجتمعات العشائرية البدوية بشكل خاص . ومن هنا كان زواج النبى محمد من السيدة / عائشة ، ابنه صديقة ومصدقه وخليفته فيمابعد ( ابو بكر) . ولكن فارق السن بين زوج فى الخمسين وزوجة فى التاسعة من عمرها هى التى تستدعى الانتباه ( وليس الاستنكار، حيث انها من طبائع المجتمعات القديمة عموما ) ، فالزواج من السيدة خديجة التى تكبرة باكثر من عشرين عاما كان – فى رأينا - تعويضا عن حالة الامومه المفقودة منذ الطفولة ، وتوفير الامان المادى الذى ذكرته الآية " وجدك عائلا فأغنى " ، كان سببا رئيسيا – فى رأينا ايضا - هى عملية تعويض نفسى فى الزواج من السيدة / عائشة ذات التسعة اعوام ، وايضا الانتقال من حالة المعال الى حالة العائل ( ماديا وجنسيا ) .
ـ فى العادة يبلغ الرجل قمة عطاءه ونضجه الجنسى بداية من الخامسة والاربعين او الخمسين حتى يبلغ عامه الستين ، وبعدها يبدأ الخط البيانى للصلاحية الجنسية مرحلة الهبوط ، ونرى ذلك واضحا فى عدد زوجات النبى بداية من عامه الخمسين ( مابين التسعة والاثنى عشر ) علاوة على ملك اليمين ، ثم " من تهب نفسها اليه " ليصل الاجمالى لاكثر من عشرين . ولكننا وبعد ان يبلغ النبى عامه الستين نلاحظ دلالات قرآنية ونبوية نستنتج منها انخفاض القدرة الجنسية للنبى ، علاوة على الخشية من التأثيرات السلبية على حريمه من زوجات وملك يمين وموهبات نتيجة حالة انتهاء الصلاحية الذكورية :
- ( لايحل لك النساء من بعد ولا ان تبدل بهن من ازواج ولو اعجبك حسنهن الا ماملكت يمينك وكان الله على كل شئ رقيبا ) 52- 32
- ( يانساء النبى من يأتى منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا ) الاحزاب 30
- اطلاق لقب امهات المؤمنين على زوجاته حتى لايحل لهم الزواج من بعده ، وهى فى رأينا حالة ذكورية استحواذية مازالت موجودة حتى الآن فى مجتمعاتنا الشرقية ويتم التعبير عنها بأكثر من صيغة .
** المتشابه فى آيات القرآن :
يستطيع القارئ للقرآن ان يلاحظ بسهولة آيات قرآنية كثيرة ترد بصيغ متطابقة احيانا ، ومتشابهة فى معظم الاحيان داخل سور القرآن ، يستعصى حصرها فى دراسة موجزة كهذه ، ولكن نورد بعض الامثلة :
ـ ( ... الله الذى خلق السماوات والارض فى ستة ايام ثم استوى على العرش ) يونس 3 ، ( هو الذى خلق السماوات والارض فى ستة ايام ثم استوى على العرش ) الحديد 4
ـ ( وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك برحمته فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده ) يونس 107 ، ( وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يمسسك بخير فهو على كل شئ قدير ) الانعام 17 .
ـ ( سبحانه اذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون ) مريم 35،( انما قولنا لشئ اذا اردناه ان نقول له كن فيكون )النحل 40، (انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ) يس 82 ، ( فاذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون ) غافر 68
ـ ( يخلق الله مايشاء ان الله على كل شئ قدير)النور 45 ، ( تبارك الذى بيده الملك وهو على كل شئ قدير ) الملك 1 ، ( ان ذلك لمحيى الموتى وهو على كل شئ قدير ) الروم 50 ، ( يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير ) الحديد 2
واخيرا يلح علينا تساؤل مشروع : يعرف اهل الفكر واصحاب الرأى والرؤى وحتى الانسان العادى ، ان لكل منهم افكاره التى تلح واحيانا تسيطرعليه ممايجعلها تتردد خلال كتاباتهم بصيغ مختلفة ، ولكنها فى النهاية تؤدى الى نفس المعنى ، ويعرفون ايضا الالهام والوحى الذاتى الذى يولد الفكرة منذ ان تتشكل جنينيا داخل الرحم حتى يكتمل لها النضج وتحين لحظة الميلاد . ويعرفون ايضا دور المثير الخارجى الذى يولد تسارع الفكرة . فهل كان لبشرية النبى وعواطفة وانفعالاته الشخصية دورا فى انتاج ماعرف بظاهرة الوحى ..؟؟
وفى النهاية سيلاحظ القارئ العزيز اننى طرحت تساؤلاتى وتركت له مساحة للمشاركة والتفكير والاجابة ، فكما قال ارسطو منذ اكثر من 2500 عام ( الاسئلة مبصرة والاجوبة عمياء ) .



#هشام_حتاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد الفكر الدينى : (1) الوحى 2/3
- هل يتبنى حوارنا المتمدن التقسيم الطائفى ..؟
- نقد الفكر الدينى : (1) الوحى 1/2
- دور المخابرات السعودية لنشر المذهب الوهابى
- الوهابية ... التاريخ - الجزء الاخير
- جاك عطالله ورمسيس موريس : الدين بين النقد والتجريح
- الوهابية ... التاريخ - الجزء الثانى
- الوهابية ... التاريخ - الجزء الاول
- الصراع بين الراعى والمزارع : قابيل وهابيل نموذجا 2/2
- الصراع بين الراعى والمزارع : قابيل وهابيل نموذجا 1/2
- الاحتلال العربى لمصر بين تدليس الشيوخ وحقائق التاريخ 2/2
- علمانية العسكر واكاذيب الشيوخ
- الاحتلال العربى لمصر بين تدليس الشيوخ وحقائق التاريخ 1/2
- صناعة الكراهية
- ليبرالية المتأسلمين - الحلقة الاخيرة
- ليبرالية المتأسلمين - الحلقة الثالثه
- ليبرالية المتأسلمين - الحلقة الثانية
- ليبرالية المتآسلمين - الحلقة الاولى


المزيد.....




- بشرط واحد.. طريقة التسجيل في اعتكاف المسجد الحرام 2024-1445 ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- ترامب: اليهود المصوتون للديمقراطيين يكرهون إسرائيل واليهودية ...
- -تصريحات ترامب- عن اليهود تثير عاصفة من الجدل
- أصول المصارف الإسلامية بالإمارات تتجاوز 700 مليار درهم
- 54 مستوطنا يقتحمون المسجد الأقصى
- ترامب: اليهود المصوتون للديمقراطيين يكرهون إسرائيل واليهودية ...
- ترامب يتهم اليهود المؤيدين للحزب الديمقراطي بكراهية دينهم وإ ...
- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - نقد الفكر الدينى : (1) الوحى 3/3