أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ضحايا نظام البعث كثيرون, ولكن الكرد الفيلية في المقدمة منهم!














المزيد.....

ضحايا نظام البعث كثيرون, ولكن الكرد الفيلية في المقدمة منهم!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3221 - 2010 / 12 / 20 - 11:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعرض الكرد الفيلية, وهم من أصل أهل بلاد الرافدين, إلى الكثير من المحن والنوائب على امتداد العقود الخمسة المنصرمة, وواجهوا الكثير من القسوة والقمع والقهر والتهجير القسري والموت على أيدي النظم البعثية والقومية لأنهم كانوا يحملون في عقولهم وقلوبهم الوطن العراقي ويدافعون عن مصالح الشعب العراق الذي هم يشكلون جزءأً عضوياً منه.
لقد واجهوا انقلاب البعث الدموي في العام 1963 وقاوموه بروح وثابة والتزام صادق بمبادئ ثورة تموز 1958 وأهدافها الوطنية ودفاعاً عن العراق الجديد الذي تمنوه أن يكون جديداً وديمقراطياً, وعن ذلك الرجل, عن عبد الكريم قاسم, الذي قاد الثورة وأنصفهم وقال عنهم بصدق ومسؤولية "أنهم من أصل أهل العراق", ولكنه تركهم وحدهم مع بقية الشيوعيين والديمقراطيين والقاسميين يواجهون الإنقلابيين فَقُتل وقُتل معه كثيرون جداً على أيدي قتلة من قادة البعثيين والقوميين حينذاك.
قُتل منهم في معارك حي الأكراد وغيره الكثير من المناضلين الشجعان على أيدي أوباش الحرس القومي واعتقل منهم الكثير الذين لاقوا أشد صنوف التعذيب في معتقلات البعث, ومنها قصر النهاية المشؤوم, ومات الكثير منهم في سجون تلك الفترة المريرة. ثم واجهو ذات المحن في ظل نظام القوميين اليمينيين حين كان عبد السلام محمد عارف على رأس الدولة.

البعد الأول: أنهم كرد ويشكلون جزءاً مهماً من القومية الكردية, والنظام البعثي قومي يميني يمارس الأساليب الفاشية في السياسة, كما يتبنى الذهنية العنصرية والشوفينية في الموقف من القوميات الأخرى!
البعد الثاني: أنهم من الشيعة وبالتالي يعتبر البعثيون والقوميون اليمينيون أن ولاء الكرد الفيلية هو للنظام الشيعي في إيران وليس للعراق!
والبعد الثالث: أن الكثير منهم كان شيوعياً أو قاسمياً وقاوموا "انقلاب البعث" الدموي, ولا بد من الانتقام منهم, لأنهم يشكلون مع الشيوعيين الجمهرة الشعوبية في البلاد التي تكره القومية العربية وتعمل ضدها!
والبعد الرابع: أن الكرد الفيلية يشكلون جماعة غير محسوبة العواقب وهم مناهضون لحزب البعث ونظامه وسياسته, وبالتالي فلا بد من الخلاص منهم ومن أعداء الأمة العربية!
كل هذه الاتهامات كانت باطلة, ولكن منهم من كان شيوعياً مخلصاً لوطنه وشعبه العراقي بكل مكوناته, وأغلبهم كان ضد البعث ونظامه السياسي الاستبدادي والكثير منهم لم يكن يمارس السياسة. إلا ان نظام البعث الجديد كان يريد الانتقام منهم وإبعادهم عن الساحة السياسية العراقية وعن العراق بشكل خاص من خلال أنتهاج سياسات التهجير القسري إلى إيران ووسط الكثير من المصاعب والأهوال والمعاناة والقتل الجماعي في جبهات القتال أو زجهم في السجون والمعتقلات وقتل الكثير منهم دون محاكمات. كما تعرض الكثير وبعشرات الألوف من عرب الوسط والجنوب وبغداد لنفس المصير على أيدي ذات الحكام وجلاوزتهم.
لقد كان هدف النظام العراقي الدكتاتوري إزاء الكرد الفيلية قد تركز في التخلص منهم بكل السبل المتوفرة, سواء أكان بالقتل أم بالتغييب أم بالتهجير القسري. والقبور الجماعية مليئة بهم. ماذا يعني ذلك؟
أجابت المحكمة الجنائية الأولى ببغداد والمختصة بمحاكمة ازلام النظام السابق في الجرائم التي اقترفت في فترة حكم البعث الفاشي عن هذا السؤال بتاريخ 29/11/2010 بصواب تام حين أكدت بأنها كانت جرائم "إبادة جماعية" و"ضد الإنسانية", كما أصدرت أحكاماً مختلفة بينها أحكام بالإعدام أو بالحبس الشديد مدى الحياة أو عشر سنوات أو الإفراج عن البعض منهم لعدم كفاية الأدلة, إضافة إلى إصدار مذكرة اعتقال بحق آخرين متورطين بالجرائم التي ارتكبت ضد الكرد الفيلية.
لقد كانت المحكمة شرعية وعادلة أدانت على وفق القانون الجرائم التي ارتكبها النظام السابق بحق عائلات الكرد الفيلية. ولكن هذه الإدانة الصحيحة من جانب المحكمة تستوجب مصادقة مجلس النواب باعتبارها جرائم إبادة جماعية وضد الإنسانية من جهة, وإعادة كامل الحقوق المغتصبة من الكرد الفيلية إلى اصحابها وتعويضهم ورفع الحيف عنهم وتقليص الأعمال البيروقراطية لمنحهم الجنسية العراقية ومطاردة الموظفين الذين يطالبونهم بالرشوة لإنجاز المعاملات وتوفير مستلزمات عودة المهجرين قسراً إلى الوطن للمساهمة في بناء الوطن من جديد.
إن مجلس النواب العراقي مطالب في أن يبتعد عن الوعود دون الأفعال, كما حصل هذا منذ سبع سنوات, وأن يصادق على اعتبار الجرائم التي ارتكبت كانت ضد الإنسانية وإبادة جماعية في أول جلسة تعقد لمجلس النواب خلال الفترة الجارية.
إن معاناة الكرد الفيلية كبيرة والوعود التي أعطيت لهم كانت كثيرة, ولكن لم ينفذ منها إلا القليل, ويفترض أن يتحقق ما تعطل خلال هذه الدورة النيابية زبالسرعة الضرورية لإعاد الحق إلى نصابه.
إن الدعوة موجهة إلى مواطنات ومواطني العراق في أن يرفعوا اصواتهم لتتوحد مع صوت الكرد الفيلية المطالبة بالاستجابة لمطالبهم العادلة.
ويتطلب هذا تأييداً ودعماً من الرئاسات الثلاث المسؤولة مباشرة والقادرة على تسريع هذه العملية لصالح الكرد الفيلية وكل الذين عانوا من نظام البعث الدموي.
20/12/2010 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثقفو إقليم كردستان العراق وموقفهم النبيل إزاء الحملة الجائر ...
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس قائمة التحالف الكردستاني في إقلي ...
- عادت حليمة إلى عادتها القديمة, عادت والعود أقبح!!
- ما الجريمة التي ارتكبها جوليان أسانج في عرف العالم -المتحضر! ...
- هل يمكن الجمع بين احترام الكرامة والضمير والترحم على نظام ال ...
- بدء نشاط قوى التيار الديمقراطي العراقي في المانيا الاتحادية
- تصريحات مهمة للأستاذ حميد مجيد موسى في الموقف من التيار الدي ...
- رسالة تحية مفتوحة إلى المؤتمر الثالث عشر للحزب الديمقراطي ال ...
- هل من سبيل لبناء عراق ديمقراطي اتحادي آمن؟ وما الدور الذي يم ...
- فقيدنا الفنان المبدع منذر حلمي !
- والآن العراق ..... إلى أين؟
- الاختلاف في الرأي حول أهمية الوثائق السرية الأمريكية عن العر ...
- مقتل شاب عراقي في لأيبزك/ألمانيأ: هل هو أول الثمار المرة لنه ...
- نداء عاجل وملح إلى جميع منظمات المجتمع المدني في العراق
- ألا تثير الوثائق السرية الفزع والقلق بسبب سلوكيات العنف والق ...
- أين هي حرية النشر ورقابة السلطة الرابعة في مقاضاة جريدة العا ...
- من أجل تشكيل لجنة تحقيق عراقية-دولية بشأن التهم الواردة في و ...
- لنعمل معاً من أجل استعادة الكرد الفيلية لحقوقهم المشروعة في ...
- حزب الدعوة ومفهوم ممارسته للديمقراطية في العراق
- النهايات المنطقية لسيادة البيروقراطية والفساد في النظم السيا ...


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ضحايا نظام البعث كثيرون, ولكن الكرد الفيلية في المقدمة منهم!