احتفالات موصلية في الذاكرة (2) مهرجان الشاعر ابي تمام

خالص عزمي

الحوار المتمدن-العدد: 3213 - 2010 / 12 / 12 - 16:00
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

بعد النجاح الساحق الذي تحقق سابقا في الاعداد والتنظيم والادارة لعدة مؤتمرات ومهرجانات اقيمت في العراق ؛ مثل ( مؤتمر بغداد والكندي ؛ ومؤتمر الادباء العرب ومهرجان الشعر ؛ مهرجان عيد الصحافة الاول ؛ ومهرجان المربد الاول... الخ ) والتي كان لي شرف تولي مهامها وما نتج عنها من مردود معنوي للوطن الحبيب العراق ؛ فقد وقع علي الاختيار للنهوض باقامة مهرجان يليق بالشاعر الشهير ابي تمام الطائي في مدينة الموصل العريقة التي احتضنته وباهت به سوح الادب والشعر .
توثيق الحدث
وفي شهر آب من عام 1971 تكونت لجنة عليا لهذا المهرجان كنت من بين اعضائها ؛ ثم صدر امر وزاري باناطة مختلف الامور التفصيلية بي شخصيا ؛ فعكفت على دراسة مختلف جوانب الاعداد لهذا المهرجان الضخم ليل نهار وذلك بالافادة من جميع تجاربي السابقة التي اشرت الى بعضها في اعلاه . وبعد ان كونت الصورة الخارجية عن التشكيل المطلوب تحقيقه وسجلت كل ذلك في دفتر خاص احتوى على المفردات الضرورة لانجاح المهمة ؛ وجدت من الضروري السفر الى الموصل لدراسة جوانب الموضوع والامكانيات المتاحة واقعيا .
في 14 ايلول 1971وجهت الوزارة خطابا الى محافظة الموصل ورئاسة الجامعة تعلمها بايفادي لغرض تدارس اقامة المهرجان في كانون الاول من ذات السنة ؛ وترجو تقديم التسهيلات اللزمة لانجاح مهمتي ( بالتعاون مع المؤسسات والهيئات الثقافية والادارية في المحافظة ) . وعلى ذلك فقد وصلت الموصل ونزلت في فندق المحطة ؛ وقمت على الفور باجراء الاتصالات اللازمة لذلك ؛ ان الموجز الذي قدمته الى الوزارة وملحقه بتاريخ 19/ 9 / 1971 يكشف عن تفاصيل المهام التي قمت بها والمقترحات التي أرتأيتها على الوجه التالي : ـ ( مع تعديلاته اللاحقة )

( بناءا على الامر الوزاري المرقم 26314 والمؤرخ 14/9/ 1971 القاضي بايفادي الى محافظة نينوى ؛فقد وصلتها صباح 15 / 9 / 1971 واتخذت فور وصولي الاجراءات التالية :

1ـ التقيت بالسيد المحافظ وبعد شرح مستفيض لطبيعة المهرجان واهميته ابدى ترحيبا حارا بالفكرة ووافق فورا على جميع النقاط التي اشرت اليها في التقرير المرفق ؛وقد طلب مني السيد المحافظ ان اظهر على تلفزيون الموصل ضمن مقابلة اشرح فيها الاهداف من المهرجان ) ـ تم ذلك واذيعت المقابلة مساء يوم الخميس 16 / 9 /1971 السابعة مساءا .
حيث تحدثت فيها الى ابناء الموصل الغيارى والادباء والشعراء منهم بشكل خاص ؛ راجيا منهم بذل اقصى جهودهم من اجل نجاح هذا المهرجان خدمة للموصل الغالية والعراق المفدى .
2 ـ التقيت برئيس جامعة الموصل الدكتور محمد المشاط ؛ وكذلك بعميد كلية الاداب الدكتور عبد المنعم رشاد والبعض من أساتذة قسم اللغة العربية واتفقنا على النقاط المشار اليها في القسم الثاني من التقرير المرفق .
3 ـ زرت مركز الشباب ومحطة التلفزيون وباب سنجار حيث اجريت الكشف على الموقع الذي سيقام عليه تمثال ابي تمام بحضور المهندس المختص ؛ كما التقيت و لعدة مرات بمدير مكتب وكالة الانباء في الموصل وتوصلت معه الى المقترحات الاعلامية الموضحة في خاتمة تفاصيل التقرير المرفق .
5 ـ هناك استعداد كبير من ادباء الموصل للاسهام بهذا المهرجان ؛ وقد ابدى الشعراء والادباء الشيوخ والشباب منهم رغبتهم في المشاركة ؛ وستصلنا قائمة باسمائهم وعناوينهم حال الانتهاء من تنظيمها وطبعها ..
6 ـ اعتذر الدكتور عبد الجبار الجومرد عن الاسهام في الوقت الحاضر لسوء حالته الصحية المتدهورة فعلا
7ـ زرت مركز النشاط الفني والتأهيل المهني والدورات المفتوحة للاغراض العلمية والفنية ؛ ووجدت ان زيارتها من قبل الوفود اثناء انعقاد المهرجان أمر مستحب . كما ارى ضرورة زيارة الوفود متحف الازياء التابع الى الجامعة .
8 ـ ان قاعة الادارة المحلية صالحة جدا لاقاماة المهرجان لجمال منظرها وحسن تنظيمها .
10 ـ زيارة اثار الحضر واقامة ندوة شعرية ( اذا ما ساعد الطقس على ذلك ) بعد تناول طعام الغداء هناك .

وتثبيتا لتفاصيل ما جاء في التقرير اعلاه ؛ أنقل اهم ما جاء في المرفق المؤرخ 19 /9 / 1971 من تفرعات ترتبط وتتسلسل مع نقاط التقرير الرئيسة اضافة الى المقترحات التي تدعم الاحتفال وتحقق نجاحه قدر الامكان ..... وتتوزع تلك الفقرات على الجهات المختصة الرئيسة ذات العلاقة بتنفيذ برنامج الاحتفال : ـ
المحافظة
1ـ تكون لجنة برئاسة السيد المحافظ ؛ وعضوية كل من عميد كلية الاداب ؛ ومدير التربية والتعليم ؛ ومدير متحف الموصل ؛ومدير وكالة الانباء ؛ ومدير التلفزيون ؛ وممثل عن الادباء والشعراء ؛في المحافظة ؛ للقيام بالمهام الادارية والتنظيمية والثقافية المتعلقة بالمهرجان .
2 ـ تخصص قاعة الادارة المحلية مكانا رئيسا لاقامة المهرجان .
3ـ يقام سرادق كبير في الحضر يتسع لالفي شخص ( بالتعاون مع قيادة الفرقة الرابعة ) وتتولى وزارة الاعلام دفع الاجورالمقتضية لاقامته مع نفقات الضيافة كافة
5 ـ تقيم المحافظة دعوة عشاء او غداء ؛ وتنظم جولات سياخية للوفود الى مواقع الاثار والمتاحف والمعارض وغيرها
كما تقيم حفلا ساهرا تبرز فيه الاصالة الثقافية والفنية والتراثية للموصل العريقة .
الجامعة
1 ـ تدعو كلية الاداب بعض اساتذة الادب العربي والتاريخ للمشاركة في ندوات المهرجان وتزود المحافظة باسمائهم ؛ لغرض توجيه الدعوة لهم
2ـ تصدر كلية الاداب عددا خاصا من مجلتها عن ابي تمام وتقدمه هدية للوفود المشاركة
3ـ يتولى عدد من طلبة كلية الاداب مرافقة الوفود طبقا للتعليمات التفصيلية التي تصدر لهذا الغرض
4 ــ تخصص حصة درس واحد في اقسام اللغة العربية لالقاء الضوء على ابي تمام وعصره في الايام الاولى للمهرجان
5 ـ تهيء الجامعة الفرصة امام الوفود لزيارة الجامعة ؛ ومتحف الازياء التابع لها بخاصة
6 ـ للجامعة ان تقدم مقترحات اخرى خلال هذا الشهر لاضافة الممكن منها الى المنهج .
التربية والتعليم
1 ـ - تدعو مدرسي ا للغة العربية في المدارس المتوسطة والاعدادية التابعة لها لالقاء محاضرات تعريفية مكثفة
عن ابي تمام وعصره في حصص خاصة ايام المهرجان ,
2 ــ تقيم معرضا للخط العربي يفتتح ايام المهرجان ويستمر لفترة بعده
3 ـ تدعو الطلبة التابعين لها ممن يكتبون الشعر للاسهام في مهرجان شعري فرعي خاص بمدارس المحافظة .
4 ــ تدعو الفنانين التشكيليين من المدرسين والطلبة لاقامة معرض بهذه المناسبة وحثهم على صنع مدالية خزفية
عن ابي تمام تقدم نسخها هدية الى الوفود
5 ـ اقامة حفل ساهر في قاعة الادارة المحلية تبرز فيه الجوانب التراثية والثقافية والفنية لمدينة الموصل .
الاذاعة والتلفزيون ووكالة الانباء
1 ـ يخصص التلفزيون والاذاعة برامج خاصة لتغطية فعاليات المهرجان ؛ اضافة الى نقل وقائعه نقلا حيا ؛ وعقد الندوات لابرز المشاركين فيه من الشعراء والباحثين ؛ ويحبذ القيام بمثل هذا النشاط قبل واثناء المهرجان .
( كبادرة مني فقد تحدثت من تلفزيون الموصل توجهت فيها الى ابناء الموصل الكرام لمساعدتي في انجاح المهرجان )
2 ـ تتولى وكالة الانباء والصحف المحلية تغطية شاملة لكافة فعاليات المهرجان ؛ بالتعاون مع هيئة تحرير
جريدة مهرجان ابي تمام التي تصدر خصيصا بهذه المناسبة .
3 ـ تسجل وقائع المهرجان كافة من لحظة انطلاقه حتى ختامه على اشرطة اذاعية وتلفزيونية لتبقى وثيقة تاريخية حية صالحة للحفظ والتوثيق والبث .
البلدية
1 ـ تتولى تزيين الشوارع والساحات والقاعات بمناسبة انعقاد هذا المهرجان ؛ وتعنى عناية خاصة بساحة سنجار حيث سيقام تمثال ابي تمام في وسطها ؛ كما تتولى التنسيق مع الدوائر الاخرى المختصة بحركة مرور وسائط النقل
الخاصة بالوفود والضيوف ؛ طيلة ايام المهرجان .
2 ـ يقيم مدير البلدية مأدبة غداء تكريما للوفود في حدائق كازينو الشعب

أفتتاح المهرجان
في الساعة التاسعة مساءا من يوم الجمعة 10 /12 /1971 انطلقت وفود الشعراء والادباء بالقطار نحو موصل الحدباء
بنظام دقيق ومنضبط ؛ و ينسجم في ذات الوقت مع راحة ورغبة الوفود اثناء الرحلة .
وفي الساعة السابعة والنصف من صباح اليوم التالي 11 /12 / 1971 ؛ وصل ضيوف المهرجان ؛ محطة الموصل حيث قامت الشخصيات الموصلية الرسمية والشعبية باستقبال الوفود استقبالا وديا وكريما . وقد توجهت الوفود بعد ذلك مع مرافقيهم من ابناء الموصل الى الفنادق المخصصة طبقا للتعليمات المحددة سلفا .

بعد جولة للوفود في مدينة الموصل للاطلاع على معالمها وآثارها التاريخية ؛افتتح المهرجان في قاعة الادارة المحلية في الساعة الخامسة عصرا وذلك بالوقوف حدادا على روح المرحوم الباحث والاديب الدكتور عبد الجبار الجومرد الذي وافه الاجل قبل عشرة ايام فقط من موعد الافتتاح . تعاقب بعدها على منصة الخطابة الوزير الشاعر شفيق الكمالي ليلقي كلمة الترحيب والاشادة بالشاعر ابي تمام ؛ تلاه لذات الغرض كل من السادة علي قاسم جمعة معاون المحافظ عن ابناء الموصل ؛ الدكتور عبد المنعم رشاد عميد كلية الاداب ؛ عن الجامعة ؛ارشد توفيق عن ادباء الموصل ؛ الدكتور نجيب البهبيتي عن الوفود العربية ؛ واختتمت الخطابة السيدة سلمى الحفار الكزبري . بعد ذلك حضر الجميع مأدبة العشاءالتي اقامها السيد وكيل المحافظ للوفود في ذات الفندق .
.
اما في اليوم التالي الاحد 12 /12 / 1971 فقد شمل برنامج الوفود جولة على بعض الاماكن البارزة في المدينة كجامع النبي يونس ؛ ونينوى القديمة؛ ونمرود ؛ ودير بهنام وغيرها ؛ بعد ذلك توجهت الوفود الى نادي الجامعة لزيارة متحف الازياء ومعرض الخط العربي ثم حضور مأدبة العشاء التي اقامها رئيس الجامعة للوفود .

حيث ان الصحف والمجلات المتخصصة والاذاعة والتلقزيون ودواوين الشعراء والكتب التي صدرت اثناء المهرجان اوما بعده قد غطت كل ما القي فيه من قصائدأ وبحوث ودراسات ومقالات نقدية وغيرها ؛ فقد اصبح ايراد ي لمجتزأات او نماذج منها في هذا العرض انما يعتبر تكرارا مملا اوغير مستحب على الاقل ؛ لذا فسوف اكتفي بالاشارة الى ما تضمنه منهج الاحتفال منها توثيقا و تثبيتا لواقع الحال .

ففي الساعة السابعة من مساء هذا اليوم تناوب بعض الشعراء العرب والعراقيين على منصة الخطابة في قاعة الادارة المحلية حيث القوا باقة من قصائدهم المختارة ؛ و منهم : نزار قباني ؛ محمود حسن اسماعيل ؛ حافظ جميل ؛ عبد الله البردوني ؛ احمد معطي حجازي ؛محمد مفتاج الفيتوري ... الخ

اما اليوم الثالث الاثنين 13 / 12 / 1971 فقد تضمن زيارة ممتعة و في جو مشمس رائق وجميل الى مدينة الحضر حيث جالت الوفود في ارجائها وتمتعوا بآثارها الحضارية ؛ وقد التقطت لهم صور تذكارية قدمت نسخ منها هدية لهم ؛ وكانت الوفود قد استمعت اثناء تجوالها الى شرح مفصل عن هذه المدينة العريقة و تأريخها الحضاري .
وكما كانت زيارة الحضر ثقافية ممتعة للوفود فقد كانت دعوة غداء مدير البلدية في حدائق كازينو الشعب بعد ذلك مؤنسة للنفس لما تضمنته من جولات في تلك الارض الخضراء الممرعة .
في الساعة السادسة من مساء هذا اليوم بدأت الندوة الشعرية التي خصصت بكاملها لشعراء الموصل ؛ والشباب منهم بشكل خاص ؛ حيث القوا قصائدهم بينما كان الجمهور يتعاطف معهم و يقابلهم بعاصفة من التصفيق وعبارات الاعجاب . وتذكر مفكرتي اسماء بعض هؤلاء الشعراء منقولة عن المنهج الرسمي وهم : استاذي ذو النون الشهاب ؛ ارشد توفيق ؛ معد الجبوري ؛ سالم الخباز ؛ امجد محمد سعيد ؛ محمد العدواني ؛ عبد الوهاب اسماعيل ؛ وعبد شاهين

وفي الساعة التاسعة صباحا من اليوم الرابع الثلاثاء 14 / 12 / 1971 عقدت ندوة أختصت ( بالمحاضرات والدراسات ) التي ركزت على شاعرية ابي تمام وعصره واستمرت لاكثر من اربع ساعات ؛ تخللتها مداخلات ومناقشات من قبل المشاركين الذين اغنوا تلك البحوث بكثير من الاضافات والتعليقات المفيدة .( سجلت جميعهل على اشرطة صوتية للاذاعة العراقية )
و في الساعة الخامسة عصرا عقدت الامسية الشعرية الثالثة حيث القى فيها عدد آخر من الشعراء مجموعة من قصائدهم وكان من بينهم أحمد الجندي ؛ محي الدين البرادعي ؛ خليل خوري ؛ جميل حيدر ؛ محمد عفيفي مطر ؛ راضي مهدي السعيد ؛ مالك المطلبي ؛ عبد الامير الورد ... الخ . وقد انتهت هذه الامسية الشعرية في الساعة السابعة والنصف ؛ حيث بدأ بعدها مباشرة : القسم الاول من الحفل الساهر ؛ تلته مأدبة عشاء في ذات الفندق اقامها وزير الاعلام للوفود ؛ ثم جاء بعد ذلك القسم الثاني من الحفل الساهر :
كان الحفل الموسيقي التمثيلي الغنائي محتشما وفي غاية الاناقة والتنظيم ؛ فقد قدمت فيه الوان من التراث الشعبي الموصلي ؛ كان ابرزها ذلك النموذج الفني العريق لزفة العرس الشعبية الغنية بالتعبير عن الفرح والكرم و الطيبة ؛ والتآخي الاجتماعي .لقد نال هذا اللون الرفيع من الحفل اعجاب الوفود وتقديرهم .

كان صباح يوم الاربعاء 15 / 12 / 1971 مشهودا ؛ فقد توجهت الوفود الى ساحة سنجار ( ساحة الحرية ) في الجانب الايمن من مدينة الموصل التي رفرفت في سمائها الاعلام العراقية واحاطت بها معالم الزينة وانطلقت في اجوائها كركرات اطفال المدارس وهم يحملون الزهور ؛ وفي تمام الساعة العاشرة ازيح الستار عن تمثال ضخم للشاعر حبيب بن اوس الطائي والذي ابدعه النحات البصري الشهير نداء كاظم بتكليف من وزارة الاعلام . لقد افصحت الوفود عن اعجابها الشديد بهذا التمثال الذي تجسدت فيه البراعة في ابراز شخصية ذلك الشاعر الكبير ابي تمام الطائي من خلال دراسة مستفيضة لدواخل نفسيته التي اقصح عنها شعره .

في ذات اليوم حزمت الوفود حقائبها واخذت مواقعها المحددة سلفا في قطار العودة الى بغداد ؛وفي محطة قطار الموصل احتشد جمع غفير من ابناء الموصل وهم يودعون أؤلئك الشعراء والادباء الذين شنفوا اسماعهم بكثير من القصائد العذبة .
لعل ابرز ما كشف عنه هذا المهرجان من الناحية الادبية الشعرية ؛ هو قصيدة الشاعر اليمني المبدع الكبير عبد الله بن صالح البردوني ؛و الذي كان ولم يزل وسيبقى علامة مميزة يشار اليها دائما كلما ذكر هذا الحدث الادبي التاريخي الهام ؛ كما لا اجدني متجاوزا الحقيقة والواقع اذا ما قلت بان كلمة الشاعر الموصلي البارع ارشد توفيق والتي القاها في افتتاح المهرجان عن ادباء الموصل ؛ كانت قطعة ادبية رفيعة؛ على المستويين الفكري والنثر الفني.

ومما تجدر الاشارة اليه ايضا ان تلفزيون الموصل قد لعب دورا هاما في ايصال حوارات الادباء والشعراء من خلال اللقاءات التي قدمها مباشرة . ومنها مشاركتي الشخصية في ندوة حول الشعر واهميته في التوعية الثقافية مع كل من جبرا ابراهيم جبرا ؛ وعبد الوهاب البياتي والتي قدمها وادارها الاعلامي الموصلي المعروف الاديب سعد البزاز )

لم تكن ليالي المهرجان مجرد القاء شعر او محاضرة في قاعات رسمية ؛ بل كانت ايضا ندوات خاصة تطارح فيها اعضاء الوفود مشاكلهم العامة والخاصة ؛ اضافة الى مسامراتهم وطرائفهم ؛ ولعل أظرف ما دار فيها من الوان التفكهة
تلك المقطات الشعرية الكاريكتورية الساخرة التي نظمها الشاعر الموصلي الكبير حازم سعيد والتي رسمها لبعض المشاركين ؛ و تناقلتها الوفود بعدئذ باعجاب؛ لانها ذكرتهم بالصور الساخرة التي ابدعها الشاعر الفذ ابن الرومي .

#خالص_عزمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات