أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فرات المحسن - عجائب وغرائب ساسة العراق














المزيد.....

عجائب وغرائب ساسة العراق


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 3187 - 2010 / 11 / 16 - 21:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




غرائب وعجائب بلاد مابين الشاختين تختلف اليوم عن سابقاتها فهي تدخل المرء في متاهة لا يجد منها فكاك، تحيطه مثل شبكة صيد بأسلاك حديدية، وليس له معها غير أن يتحول إلى مهووس بمحطات التلفزيون ومواقع الانترنيت ليس بحثا عن أغنية أو مسلسل أو برنامج يمتع بها نفسه ويطيب خاطره ويريح بها الروح بضع دقائق، بقدر ما يواجه الكدر والرعب والخوف ليدخل بعد كل تلك العجائب الصادقة أو الكاذبة في قوقعته ويغرب نفسه بخياره الذاتي ويروح يلطم على جبهته ويندب حظه العاثر الذي دفعه في تلك اللحظة للضغط على مفتاح الكومبيوتر أو جهاز التلفاز.
بعض العجائب الحديثة التي تبدو مثل الأساطير، تجاوزت كل ما جاء من غرائبية وكذب وادعاء ورخص وابتذال في تأريخ العالم العربي والإسلامي ولم تدع لسابقاتها ذلك البريق الذي حافظت عليه عبر كل تلك القرون. فلو قارنا بين أساطير الماضي وأساطير الحاضر العراقي لبان لنا أن المقارنة ليس لها من وجهة حق في تفوق القديم على الجديد.
يصر رواة الغرائب الحديثة على أن هناك حكومة وبرلمان وبناء ديمقراطي في العراق، الجميع فيها يمتلك روح الشفافية والتوافق الوطني والخوف على الوطن والمواطن وغير ذلك الكثير من التعابير المجازية أو التوريات، وقبل كل ذلك، للجميع اليوم ما يفخر به من حسن السلوك ونظافة السمعة والسريرة لا بل يتفوق على أبناء وطنه بالإخلاص وحب الخير وبياض اليد والترفع عن الإيذاء والتمسك بالسلوك الديمقراطي والسعي نحو تأسيس دولة حديثة عمادها مشروعه الوطني الديمقراطي.

لا أريد الحديث عن الكثير من العجائب التي تمثل نهج الساسة في دولة العراق اليوم بل اعرض بدعة واحده قدمت في البرلمان من أحد الممثلين الكبار اللذين أبيضت حدقات عيونهم من كثرة البكاء على مظلومية الشيعة والتركمان واسودت جبهته من كثرة السجود لربه وبللت دموعه أضرحة أئمته الأطهار.
هذا الرجل مخترع البدعة الجديدة قدم اقتراحا في جلسة البرلمان الأخيرة داعيا إلى عدم احتساب الثمانية أشهر الماضية التي أضاعها الساسة وابتلعوا فيها رواتبهم المليونية دون عمل أو خدمة للناس لا بل قضوها يتسكعون ويجترون الأحاديث ويتصارعون مع بعضهم لإكمال سرقة العراق بعد أن سرقوا ما سرقوه. يريد السيد المؤمن الورع أن لا تحتسب تلك الفترة من عمر البرلمان وعمر الحكومة، مؤكدا على أن احتسابها سوف يعطل تنفيذ مشاريع كثيرة.
غرائب وأساطير سرقة السلطة والمال العام والخاص ليس بمعيب عند هذا الرجل وأصحابه في باقي الكتل السياسية، وسوف نرى عندما يطرح المقترح اللئيم من قبل الرفيق الجديد التقي الورع للتصويت كيف تتسارع الأيادي لترفع وتمنح المباركة لمقترح سرقة المال العام ومن ثمة يقر تمديد سلطتهم وسطوتهم على رقاب الناس لفترة ثمانية أشهر أخرى دون أن يشعر أحد ما في برلمان ديمقراطية العجائب بنوع من الخجل وتأنيب ضمير لما سببوه في فترة الثمانية أشهر المنفرطة، من جرائم وعذاب طالت أوجاعها أبناء العراق. وسوف لن يكون بينهم من يعلن أن شرف العمل والكلمة يتطلب أن يكون ضميره في كامل صحوته وهو مستعد أن يرجع مبالغ استلمها دون وجهة حق، ويقر بأن فعلته ما كانت غير عملية سرقة بالمعنى الكامل للكلمة، أو يعلن بأن زمن الثمانية أشهر لم يضيعها الشعب العراقي بل أهدرها الساسة الذين كانت خصوماتهم وصراعهم على تقاسم السلطة السبب الرئيسي فيها. لا بل المطالبة بمحاسبتهم عن كل قطرة دم سالت على ارض العراق.
فتحية لأصحاب شرف المهنة والضمائر الحية، من السجد الركع لربهم الكريم الرحيم، ومن المروجين لأساطير الشفافية والديمقراطية ومشاعر الوطنية، والمدافعين عن الوطن، والمضحين بالغالي والنفيس لأجل الشعب العراقي، ورافعي رايات لا آله إلا الله محمد رسول الله من أصحاب المشاريع الوطنية الرنانة الطنانة ونبارك لهم مقدما الثمانية أشهر من الرواتب ومن الزمن الذي سوف يعوض لهم ليبقوا في سدة الحكم على مبدأ شراكة المحاصصة الوطنية.
ولوعة وغصة في الصدر نتسائل معها. هل نرى في برلمان العجائب من يمتثل لقيم الشرف والنبالة ليمنع مثل هذا المقترح من الإقرار ويقذفه في سلة المهملات ويعطي الناس والوطن حقوقهم. نحن ننتظر ونحمل رايتين فإيهما سوف نرفع، مباركة أم لعنة.



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيم الغالبي وجسوره الطينية الملونة
- في انتظار جوده
- السيد جوليان آسانج يشرب نقيع وثائقه
- الارتزاق وأجندة دول الإقليم
- من يربح البرلمان
- جيش محمد العاكَول في البغدادية
- النوارس تشدوا للفرح والسلام
- انتخابات الخارج دعوة مفتوحة للسرقات
- طريقان لا ثالث لهما
- انتخابات عجفاء وخيار كسيح
- صباح بهي نسائمه شيوعية
- الفن والثقافة ميوعة وبدعة
- الإقصاء والتهميش ليس خيارا ديمقراطيا
- نبوءة أصحاب الجباه المكوية بالبيذنجان
- الجميع يمتطي ماطور سكلات السيد محمد العسكري
- طوق النجاة للمجلس الإسلامي الشيعي
- تساؤلات حول إجابة السيد رئيس الوزراء
- السلب والقتل والكذب وفق الشريعة
- استغفال جارح للسيد المالكي
- أخوة أبو عمر البصري و أبو عمر الموصلي


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فرات المحسن - عجائب وغرائب ساسة العراق