أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - الاستقلالية في التعامل مع الاحداث تضمن النجاح للعملية السياسية في العراق














المزيد.....

الاستقلالية في التعامل مع الاحداث تضمن النجاح للعملية السياسية في العراق


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3187 - 2010 / 11 / 16 - 12:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد شد و جذب و صراع مرير في ظل التدخلات العديدة و التي دامت الحال طويلا على نمط معين و انشغل الشعب بما يجري في كل لحظة، وصلنا الى ما نحن فيه من نهاية الى حد بعيد طبيعية و منتظرة و كانت مرئية، و التي كان من الممكن ان يتم ماجرى خلال فترة قصيرة لو اجتمعت القوى الخيرة على ما يهم الشعب العراقي فقط ، الا ان المصالح و الطموحات الكبيرة و المزيد من المتطلبات و عدم تقييم الذات و ما هي عليه كل جهة ، كانت دائما العائق الاكبر داخليا و ثقلت الخطوات يوما بعد اخر، و لكن لم نتاكد لحد اليوم انها نضجت تماما ام تشير بداية نهاية هذه العملية الماراثونية الى مستقبل غير مؤمٌن ايضا مما يبعث التشاؤم كما هو العادة في الصراع السياسي العراقي، و هذا ما توضحه لنا المناورات الشرعية و غير الشرعية التي جرت لوصول الى الاهداف المرسومة من قبل جهات معينة مما تبعث الحزن العميق للخيرين، و التي تراكمت هي الاخرى على المسببات و العوامل السابقة الاخرى لترسيخ انعدام الثقة بشكل كبير بين الجهات و التي تبقى اثارها محبطة في المستقبل القريب.
من اهم و اكبر العوامل المسببة لتلك الافعال هو الحسابات الكثيرة و الرهان على الدعائم الخارجية و كأن الجهات الخارجية تتعامل مع القضية والجهات بشكل مجرد بعيدا عن حساباتها و مصالحها، و هذا ما يؤكد مدى سذاجة الاطراف الداخلية و للاسف الكبرى منها ايضا المرتبطة بالاوامر الخارجية ، و هذا ما يثير اشمئزاز الشعب العراقي و في مقدمتهم الطبقة الفقيرة المعدومة التي هي المتضررة قبل الاخرين من هذا القلق الدائم من عدم الاستقرار ، و هذا ما يؤدي ايضا الى تجسيد انعدام الاستقلالية في التفكير و التعامل و المواقف و القرارات الحساسة تجاه المسائل و الطواريء التي تحدث خلال مسيرة العملية السياسية.
لقد مضت فترة عصيبة ، و لكن من المفرح انها مرت الى حد ما بسلام و ضمن نطاق و اطار العملية الديموقراطية رغم ما شابتها من الانفجارات الدموية التي استخدمت كاداة للضغوطات التي مورست بين الجهات وكتكتيكات جديدة في هذا المضمار ايضا ، و هذا ما تدلنا على مدى ضييق الطريق امام تنفيذ المخططات الخارجية و التي من الممكن غلقها نهائيا لو تكاتف الجميع لسد الثغرات الصغيرة التي يمكن ردمها بسهولة مستقبلا.
ان ما افرزته الصراعات مابعد الانتخابات في النهاية يؤكد للجميع بان الاعتماد على القوة الذاتية دون التعويل على الاحد مهما كان موقعه و قوته خارجيا و مقرونا بالاستقلالية في التعامل مع الاخرين بحرية و استنادا على الثقة بالنفس ، انه سيثمر في النهاية جيدا كما نرى خلال متابعة ما يجري على الساحة السياسية و بعيون متفحصة دقيقةو حيادية، و يعتبر ما يجري درسا مهما لكافة القوى من اجل ضمان التاييد الشعبي و توسيع الجماهيرية لها ان كانت تريد الاعتماد على النفس اكثر من انتظار ما تقدم عليه الايدي الخارجية الساندة لها في توفير ما تطمح اليه من الداخل .
اننا على اليقين، انه و بالاعتماد على قوى اخرى يمكن تامين المستلزمات المادية لادامة الذات و التنافس نوعاما و الصراع مع الاخرين حسب هوى العرابين و اصحاب المصالح التي يعتمدون عليه ، الا ان الكلمة الاخيرة لنسبة التاييد و الدعم الداخلي مع الحسابات الدقيقة هي الحاسمة في تصفية الصراعات السياسية الكبرى.
ان اولى الدروس و اكبرها في نهاية المطاف لهذه العملية السياسية العراقية التي طالت مدتها و خرجت عن النطاق المعقول لها و نزفت امكانيات الشعب ، هو الالتفات الى الفرد العراقي و تامين مستلزماته من اجل ضمان يوم الحساب و هو الانتخابات العامة على الاقل ان لم يهتموا بالشعب من اجل الشعب، و عليهم عدم الافراط بهذه القوة المضمونة و الضامنة الحقيقية الاصيلة لكل الاطراف من اجل ضمان النجاح ، و هذا ما يفرض الاستقلالية في التوجه و السياسة للجهات و اعادة الحسابات بشكل ادق، و هذه من فضائل الديموقراطية التي لا تتوقف عند حد معين بل تتكرر ما يمكن ان يعيد التوازن الى الامور.
و بهذا ، يمكن ان نستهل مرحلة جديدة بسمات و مضامين نافعة مستندة على العبر و الدروس السابقة ، و حينئذ يمكن اعادة الامور بشكل افضل الى نصابها و تنظيم العملية الديموقراطية و تسيير العملية السياسية و الاستناد على ما يطرحه و يفرضه الداخل العراقي فقط، و هذا ما يمكن ان يكون مبشرا لمستقبل زاهر ان لم نعد خطوات مرة اخرة بفعل النرجسية و التركة الثقافية التاريخية من حب الذات و ما يمكن الاعتماد عليها من السمات في الشخصية العراقية و ما تفرضه معطيات الوضع الاجتماعي و السمات الاخلاقية التي يتمتع بها المجتمع العراقي .
الاستقلالية في التاسيس و القرار و المواقف لاية جهة كانت هي الداعم الرئيسي الهام لنجاحها، مع وجود شيء من الواقعية في النظرة الى الامور و في ظل نظام قوي مؤسساتي مرتكز على الاعمدة الهامة من اعلاء القانون و الحرية في التعبير و السلوك و الديموقراطية في الاعتقاد و الايمان و النظرة الى الاخر مع التفاهم و التوافق بين الجهات ، لنرى ما يخبئه لنا الزمن و ما تفرزه الايام الاتية.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مابين تلبية مبادرة السعودية و رفضها
- كيف يتناول الاعلام العربي القضية الكوردية
- الشعب العراقي يصوٌت ودول الجوار تشكل الحكومة !!
- كوردستان و التعامل مع تداعيات العولمة
- الحوار المتمدن منبر اليسار المعتدل
- اعتدال اي قائد قد يضمن ادارته لهذه المرحلة في العراق بنجاح
- الديموقراطية كانجع سبيل للتوجه نحو اللاعنف
- موقف الاتجاهات من ارتكاب الجرائم ضد الحريات العامة في العراق
- ماوراء موقف من يرفض اجراء الاحصاء العام للسكان في العراق
- يسعى الاسلام السياسي لاعادة التاريخ في كوردستان
- عوامل تراجع جماهيرية الاسلام السياسي في اقليم كوردستان
- افتعال الازمات بين السلطة و الاعلام الاهلي في كوردستان، لمصل ...
- اين العلاقات الانتاجية من متطلبات العصر في كوردستان ؟
- التشكك الدائم في التوجهات الفلسفية الجديدةعبر التاريخ !!
- عدم تدخل الشعب عند تاخر تشكيل الحكومة !!
- متى نلمس دور المثقف الحاسم في حل الازمة العراقية الاراهنة ؟
- هل باتت ازمة تشكيل الحكومة العراقية مسالة ربح او خسارة ؟
- كيف يُستاصل العنف و القمع في الفكر السياسي العراقي
- النخب و الجماهير و الاحزاب السياسية في اقليم كوردستان
- كيف نحدد الفروقات الطبقية في اقليم كوردستان ؟


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - الاستقلالية في التعامل مع الاحداث تضمن النجاح للعملية السياسية في العراق