أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - طاهر مرزوق - القبض على الله أخيراً














المزيد.....

القبض على الله أخيراً


طاهر مرزوق

الحوار المتمدن-العدد: 3181 - 2010 / 11 / 10 - 10:29
المحور: حقوق الانسان
    


تابعت النبأ القائل أن قوات الأمن الفلسطينية وقوات المخابرات بالتعاون مع النيابة العسكرية ، حيث قامت أجهزة الأمن الفلسطينية بالقبض على الله " وليد الحسينى " مدعى الألوهية متلبساً بالجريمة أثناء تحديث صفحاته على الفايسبوك أو مدونته ، وذلك بعد مراقبة الإله ذات الخمس والعشرين عاماً أكثر من شهرين .
هل من يعتقد فى نفسه لسبب أو لآخر أنه الله أو بوذا أو المسيح أو موسى يرتكب جريمة ويقبض عليه ، أما من يسفك دماء البشر فى الكنائس والمساجد ووسط التجمعات البشرية فلا يتم القبض عليهم بل ويتركونهم أحرار ويهللون ويكبرون لهم؟ هل هذا هو القانون والشريعة والعدل الواجب تطبيقه بين البشر ؟
لماذا كل هذا الهيجان وتجنيد المئات لمراقبة ومتابعة هذا الشاب الذى لا حول ولا قوة له ؟
شر البلية ما يضحك ، لقد أضحكنى حقاً أن الفلسطينيين تركوا مشاكلهم من ماء وغذاء وكهرباء وحياة وموت ، ليتفرغوا إلى أكبر عملية مطاردة وينجحوا أخيراً فى القبض على الله !!
أعتقدت للحظة أن القبض كان على بن لادن أو الظواهرى أو غيرهم ممن يروعون البشر بالإرهاب وينشرون على الانترنت رسائل تحذيرية بالقتل والدمار لمن لا يسمع لأوامرهم الدينية حسب أعتقادهم ، لكنى أعتقدت خاطئاً فالخبر صحيح ولم يكن القبض إلا على شاب " غلبان " يحلم بأن يكون الله أو غيره من الآلهة أو الأنبياء ، لكن بن لادن وأصحابه يعيشون أحراراً فى حماية الجميع.
هل شاب فى الخامسة والعشرين من عمره أصبح يشكل خطراً رهيباً على من فى السماء ومن يتبعونه على الأرض ؟ لماذا ؟ لأنه أطلق على نفسه الله ؟ إنها دعابة كبيرة لملايين من البشر الذين أصبحوا عبيداً لأفكار عنصرية دينية أبتدعوها لسفك دماء الآخرين المختلفين معهم فى الرأى والعقيدة .
ما هى المشكلة ؟ هل يخافون أن يتبعه ويؤمن به ملايين البشر مما يجعله منافس لإلههم المسلم ؟
إلى هذه الدرجة أصبحت مشاعر وأفكار البشر طفولية وعبثية ؟
إن الحقيقة التى باتت واضحة فى بلاد العرب ، أن الأنظمة السياسية هى التى تتلاعب بالإسلام وتستخدمه لخدمة أغراضها السلطوية والعنصرية والطائفية ، وما على المسلم البسيط إلا السير وراء شعاراتهم وسياساتهم التى تنافق الجميع على حساب الإله الذى يفترض وجوده فى مكان ما !!
مشكلة المسلم أنه لا يتحمل أن يوجه إليه أحداُ النقد ، سواء لذاته أو لدينه أو لرسوله وإلهه ، من هنا نستطيع أن ندرك جيداً مقدار الكارثة التى يعيشها كل فرد فى المجتمع العربى ، لأنه أغلق على ذاته وعلى ذوات الآخرين من حوله بأسم الدين كل نوافذ النقد وحرية الرأى والرأى الآخر بل أغلق نوافذ عقله وعقول الآخرين.
فالمسلم من حقه أن ينقد الآخرين ويتهمهم بالكفر والفساد الأخلاقى وأهل الضلال والقردة والخنازير وتحريف الكتب المقدسة إلى آخر الأتهامات التى يسميها المسلم نقداً إيجابياً للآخرين ، لكن ليس من حق الملحد أو اللادينى أو الدينى أن ينقده ، لأن أقتناعه الأبدى أنه خير البشر ودينه خير الأديان وأخلاقه خير أخلاق البشر وإبداعاته هى خير إبداعات البشر وإعجازاته ومنجزاته العلمية هى خير إعجازات ومنجزات البشر.
لذلك مهما شرحت وأسهبت له فيما يرتكبه من أخطاء أو من فهم خاطئ ، فإنه لن يستمع إليك لأن عقله أقصد قلبه يفكر فى الغيبيات التى يعيشها يقينيات لا تقبل الجدل بالتى هى أحسن أو بالنقاش والحوار البناء
إن تجييش الآلاف أو الملايين حسب إحصاءات البعض ليغلقوا صفحته على الفايسبوك أو للمطالبة بأقصى العقوبة ونحره أو إعدامه إلى آخر تلك الرغبات المرضية ، يدل على أن الله فى أعتقاد العرب مازال حبيس السماء ، لا يستطيع أن يرسل جيوش ملائكته ليدافع عن عرشه الإلهى ويعاقب من يستغل أسمه ولقبه الإلهى فى إضلال الشعوب العربية الإسلامية.
نقطة فى غاية الأهمية تفرضها على العقل الإنسانى الأنظمة السياسية التى تساند رجال الدين ، وهى أن قوى الأمن فى دول العرب تسمح بدخول الشيوخ إلى الشخص المسجون بتهمة وجريمة أنه خرج من الدين الإسلامى أو أعلن إلحاده بغرض النصح والإرشاد حتى يتوب ويرجع إلى الطريق الصحيح من وجهة نظرهم ، ولا ننسى التهديد والوعيد والتعذيب الذى لا يعلم به إلا ولاة الأمر.
هذا العمل من جانب نظام الدولة هو عمل قمعى لحريات البشر فيما يختارونه من أديان أو الكفر بها ، يجب أن نطالب جميعاً بأن تتوقف كل دولة عن هذه السياسة التى ترضخ للقوى الدينية فى قمعها لعقول المؤمنين ومصادرة حرياتهم فى التمييز والأختيار الحر.
وفى أنتظار وليد الحسينى حراً



#طاهر_مرزوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدبيات الإسلام وتحقير الآخر
- عادل إمام المسلم المثالى
- مكتبة التمدن وقعت فى هاوية التأسلم
- عيد الحب يا أهل الحب الأسود
- العنصرية المصرية بين نجع حمادى وإيطاليا
- جرائم المسلمين ضد المسيحيين
- المذابح الإسلامية أمام ضحية الحجاب
- عالم مايكل جاكسون وعالم المسلمين
- دولة الإسلام ترشو سيد القمنى
- أوباما بين أيمن الظواهرى وبن لادن
- الثورة الإعجازية والبلاغة الكتابية
- نصير الشيطان فى بلاد العرب
- أنصار الله فى بلاد العرب
- متى يصبح الإسلام خالياً من الإرهاب ؟
- حزب الله المصرى الأيرانى
- أين علماء المسلمين من إمام المسلمين
- يوم الحب والإرهاب عند العرب
- واحسرتاه على الهزيمة وغزة الجريحة
- أوباما ومسلمين لله يا محسنين
- ماذا تريد حماس من حربها الخاسرة ؟


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - طاهر مرزوق - القبض على الله أخيراً