أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - العداء للعدالة الدولية














المزيد.....

العداء للعدالة الدولية


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3165 - 2010 / 10 / 25 - 22:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم التشدق بالعدل وكراهية الظلم تظل الدول العربية والإسلامية مسرحا لغياب العدالة وتفشى المظالم على مختلف مستوياتها، ولا يندهش المرء من المواقف المتاقضة من العدالة الدولية وقبول ما يروق لهم ورفض ما يدينهم، فهذا يتماشى مع منطق العدالة العرجاء فى هذه الدول.
بداية وجب التنويه أن المحاكم الدولية تدار بأعلى مستوى من النزاهة والحياد القضائى، كما أنه بمجرد تشكيل المحاكم الدولية فانها تستقل تماما عن المؤسسات الدولية السياسية التى شكلتها مثل الأمم المتحدة وكافة مؤسساتها ، نعم تتدخل السياسة فى اولويات القضايا التى تحال للمحاكم الدولية، ولكن تنفصل السياسة عن العدالة بمجرد تكوين المحكمة، كما أن المحاكم الدولية تختار أفضل الكفاءات العالمية سواء كان ذلك فى قضاتها أو مدعيها العموميين.
فى السودان تكاتف العرب لمساندة المتهم عمر حسن البشير للإفلات من العقاب رغم ما ارتكبه فى السودان من مجازر يندى لها الجبين، واعادت قمة سرت فى ليبيا منذ ايام تأكيد الزعماء العرب على مساندة البشير فى مواجهة المحكمة الدولية، كما حذروا من المساس بوحدة السودان لأنه سيكون مقدمة لتفكيك دولا افريقية كثيرة على حد زعم الرئيس الليبى. ولا نعرف ما دار فى الكواليس فيما يتعلق بجنوب السودان، ولكن يستشف منه ما ادعته جريدة الاهرام المصرية من وجود حشود من القوات الجنوبية على الحدود مع الشمال السودانى بما يعنى أعطاء المبرر لجيش البشير لمهاجمة هذه الحشود دفاعا عن النفس. الأمر لا يحتاج إلى ذكاء للاقرار بأن إعادة تأييد البشير فى قمة سرت هو ضوء أخضر له لمنع انفصال الجنوب مهما إن كانت نتائج الاستفتاء المزمع إجراءه فى يناير المقبل. وقد ظهرت بوادر ذلك فى تصريحات البشير بعد عودته من القمة بقوله " لا بديل عن الوحدة، والمطلوب إعادة النظر فى اتفاقية السلام"!!. وهناك من التسريبات الدولية ما تقول بأن البشير يعد العدة لاحتلال المناطق البترولية فى منطقة ابيى، إذا فشل فى تاجيل الاستفتاء، بما يمهد فى النهاية لعودة الحروب الاهلية لهذا البلد المنكوب.
العرب هنا كلهم ضد العدالة الدولية رغم الاجماع العالمى على جرائم عمر حسن البشير.
فى لبنان الوضع مختلف، لقد ساهمت السعودية ومصر فى الدفع بالمحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الحريرى ورفاقه، ولكن سوريا وإيران وحزب الله يقفون بقوة ضد المحكمة، ويهدد حزب الله بتفجير لبنان باكمله إن لم تلغى المحكمة، ويشكك فى عدالة القضاء الدولى، وعندما فشل حزب الله فى ترحيل مشكلته عبر اتهام إسرائيل التفت إلى شركائه فى الوطن بالتهديد والوعيد.
حزب الله متهم بالإرهاب الدولى ومن ثم لن يعنى له شيئا اضافة تهمة جديدة وهى اغتيال رفيق الحريرى وغيره من اللبنانيين، ولن يستطيع المجتمع الدولى توقيع عقوبة على قياداته لو ادينت من قبل المحكمة، فلماذا يهدد حزب الله بتفجير لبنان إذن؟.
حزب الله يخشى من معرفة الحقيقة ولا يخشى من المحكمة، واللبنانيون لا يريدون محاكمة حزب الله ويعرفون صعوبة ذلك دوليا فى الظروف الراهنة وأنما يبغون معرفة الحقيقة فى سلسلة الاغتيالات التى طالت رموز لبنان، ومعرفة الحقيقة لو حملت اتهاما لحزب الله ستنكشف كثير من الامور كما انها ستحرم الحزب من مزيد من الاغتيالات فى لبنان، ولهذا يريد الحزب الغلوشة على المحكمة حتى تستمر له اليد الطولى هو وحلفاءه فى التخلص من خصومهم .
ساهم العرب فى تشكيل المحكمة الدولية من آجل يوغسلافيا السابقة، وكان بين قضاتها مصريين مثل فؤاد عبد المنعم رياض،وقابلوا بارتياح كامل محاكمة زعماء الحرب الصرب، ورحبوا بنتائج هذه المحاكمات.
فى حالة رابعة ايد العرب بالاجماع العدالة الدولية، وهى حالة تقرير جولدستون المقدم لمجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة فيما يتعلق بالحرب على غزة. ورغم أن القاضى جولدستون الذى رأس لجنة التحقيق هو يهودى من جنوب افريقيا إلا أنه اصدر تقريرا عادلا بحسب ضميره القضائى النزيه.
فى الحالات الاربعة العدالة الدولية نزيهة ومحايدة ومحترمة ، ولكن العرب قبلوا ما يروق لهم ورفضوا ما لا يعجبهم، ولم يكتفوا بهذا بل شككوا فى العدالة عندما تدينهم ولديهم حجتهم المزمنة وهى إسرائيل.
شكليا يقبل العرب بأسس العدالة الدولية، عمليا يتمردون على هذه العدالة عندما تقترب من قاداتهم... والنتيجة حالة عداء مع العدالة الدولية.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسرحية السياسية فى مصر
- التيارات الإسلامية: عودة لإستهداف الأقباط بضوء أخضر من أجهزة ...
- لبنان بين جمهورية عرفات وجمهورية حسن نصر الله
- الأقباط وسيناريو الفوضى
- حرق القرآن عمل عدوانى مجنون
- أمريكا الأمنية: الوجه الآخر لأمريكا بعد 11 سبتمبر
- عام صعب على الشرق الأوسط
- من نيويورك إلى مغاغة
- هل الدول الإسلامية دولا حديثة؟
- دعوة لتكريم نصر حامد ابو زيد
- القمص بولس باسيلى
- وليم الميرى
- أفغانستان : الدولة المشكلة(2-2)
- أفغانستان: الدولة المشكلة(1-2)
- سؤال وجواب حول الزواج المدنى للأقباط
- الأقباط بين الزواج المدنى والزواج الدينى
- إنقلاب على عهد بوش
- رسائل عطرة من اشقائنا المسلمين
- حوار مع قرائى
- الناسخ والمنسوخ فى الدستور المصرى


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - العداء للعدالة الدولية