أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود المصلح - اليوم دور الميه














المزيد.....

اليوم دور الميه


محمود المصلح

الحوار المتمدن-العدد: 3161 - 2010 / 10 / 21 - 09:47
المحور: حقوق الانسان
    




نحن كعرب ، من أصول بدوية على الأعم الأغلب ، ومن صحراء لا ماء ولا عشب فيها ، تسكننا فكرة الموت عطشا ، حتى لو كنا على ضفاف النيل ودجلة والفرات والعاصي والأردن ، وهي انهار كبيرة ، لن يعطش أهلها كما لم يعطش على مر التاريخ من هذه الضفاف وتلك الأحواض .. كما لم يجوع أيضا ، أما كيف نموت عطشا هذه الأيام وكيف نموت جوعا فتلك قصة أخرى ، ربما شرحها يطول ...

ولكن الشاهد في الموضوع ونحن نجتر وجع الصحراء يوميا ، يخاطبني أكثر من صديق ، كما افعل أنا عادة في يوم محدد ، يهاتفني معتذرا عن الحضور لاجتماع نادي القصة أو نادي السينما ، او يعتذر عن حضور أمسية ثقافية أو موعد ما متذرعا بأكبر سبب ممكن أن يعذر عليه ألا وهو أن اليوم دور حيهم في الماء .

لذا فعليه أن يقف من الساعة الثانية عشر ليلا إلى صباح اليوم التالي ليطمئن على انه لن يموت عطشا خلال الأسبوع القادم .. فالسلطة تفتح الماء على الحي ست أو ثمان ساعات فقط في اليوم ، فمن استغل الفرصة وأحسن استخدام الأدوات المساعدة كلها من ماتور ضخ الماء ليمنع عن جاره الضخ ، ومن استخدم البربيش ليسحب من الأرض إلى السطح ، ومن تفقد الخزانات العلوية والأرضية وتابع كل ذلك باهتمام .. لن يموت عطشا ..

ترى الناس والجيران جميعهم في حالة من التأهب قبيل الوقت المحدد ، يسحبون ماء الخزان الأرضي بالموتور إلى الخزان العلوي ، حيث أن ضخ الماء ضعيف ولا يمكن أن يصل إلى الطابق الثالث فما بالك بالرابع والخامس وما هو أكثر من ذلك ، فيعمد الناس إلى بناء خزانات أرضية ، لتصب فيها الماء ومن ثم يتم سحبها إلى الأعلى كهربائيا ، لتضاف قيمة إضافية إلى فاتورة الماء وهي استهلاك الكهرباء ..
ترى الحركة والتفاعل بين الناس فوق السطوح :
يسأل احدهم :
أجت ( ويقصد هل وصلت الماء)
فيرد الآخر : لسه ( بمعنى لا ) .
ثم فجأة تسمع صوت هدير الماء في الخزانات الأرضية ، فيسري الخبر بين الحارة أن الماء ( أجت أي وصلت ) فيهرع الناس إلى الأسطح والخزانات ، وترى النساء سحبت البرابيش ، واشتغلت الماء ، من غسل وكنس ومسح وشطف ، بينما يكون الرجال يتبادلون أطراف الحديث ، ليستمعوا إلى مشادة كلامية بين جارين او جارتين .. لأنها شغلت الماتور قبل الساعة مما أضعف الماء عليها .. ربما تتطور المشادة إلى مشاجرة .. وهذا غالبا ما يحدث ..

في هذه الأثناء ترى الماء اخذ يسيل في الشوارع .. وبعض الأولاد يلعبون فيها كأنها نهر أو سيل صغير ...

وبعض الآباء يستغلون الفرصة لغسيل السيارة بالبربيش ، في إشارة إلى عدم انتباههم إلى تعليمات السلطة في ترشيد الاستهلاك واستخدام الدلو بغسيل السيارة بدل البربيش .

ويبقى الحي أو الحارة في سهر إلى طلوع الفجر ، وما أن تبزغ الشمس حتى ترى حبال الغسيل ، والسجاد ، والموكيت على الأسطح ، يعلن انتهاء حملة نظافة كانت في الليل ، ليذهب الموظفون إلى أعمالهم وهم في خدر ، وكسل ونعاس شديد من اثر مجهود ليلة الأمس .
يحضرني بيت الشعر الذي يصف حالنا ونحن نعاني من نقص الماء :

كالجمال يقتلها العطش والماء على ظهورها محمول



#محمود_المصلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل المواطن العربي على قائمة الحكومات العربية ..
- حول تقرير الامم المتحدة
- غيبة الموت
- السقوط في شرك المصطلح
- أولاد الحرام ...
- المسكوت عنه .. المخفي العظيم
- هل انا مخبر ؟
- صلاة بلهاء
- من الادب التايواني المترجم / للكاتبة لوسي اتش تشن / الموعد A ...
- بدي اهاجر بقارب مطاطي ..
- انا مش حزبي ..
- من الادب التايواني المترجم - ترجمة محمود المصلح- صباح تشو تي
- زيارة
- سرطان يمشي على قدميه .. متخفي بصورة رجل
- مافيا عن جد
- تجربة ذاتية .. صيد الخاطر 7
- احترام الاطفال فنيا
- برقية ..
- مسألة صعبة ..
- قصص قصيرة جدا 3


المزيد.....




- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود المصلح - اليوم دور الميه