علي الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 3160 - 2010 / 10 / 20 - 23:25
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
((قمة سيرت,,,بداية التشظي للكيان العربي))
القمة الاستثنائية العربية التي عقدت في مدينة سيرت الليبية لم تختلف عن سابقاتها من القمم العربية ,حيث ان اغلب المشاركين فيها من الرؤساء والأنظمة من يمثلون الديكتاتورية والتسلط والتوريث,كونها لا تتعدى مراسيم افتتاح ,ومأدب فاخرة من الطعام وتبويس للحى وهدر للاموال العربية ومضيعة للوقت ,وتخدير للشعوب عن المطالبة بحقوقها ,والعجز عن اتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بمستقبل شعوبها,وكذلك لم تتطرق الى المشاكل والمستجدات التي تواجه دول أعضاء في الجامعة العربية.ومن ثم الانتهاء ببيان ختامي لا يسمع له أي صدى في عالمنا العربي لافتقاره لابسط مقومات المصداقية والنجاح.كون الحكام بعيدين عن شعوبهم,وقد تمحورت أعمال القمة على محورين رئيسين:
1_تطوير العمل العربي المشترك,وأصلاح جامعة الدول العربية....ويشمل تطوير العمل العربي:
أ_التفكير بمشروع رابطة دول الجواروتحديدا تركيا وايران,ولم تفكر بضم الدول الافريقية وكانها لم تجاور الدول العربية الواقعة في قارة أفريقيا.,وهذا ان دل على شئ فأنما يدل على عجز الجامعة العربية بدولها كافة من ايجاد الحلول الناجعة لمشاكل شعوبها وتـأمر أنظمتها البوليسية الواحدة على الاخرى وبالتالي تريد أن تضم تركيا وأيران لعل الاخيرتين تقدم لها المساعدة في أيجاد الحلول لمشاكلها السياسية والاجتماعية والتنموية ,على الرغم من الامكانيات الهائلة التي تمتلكها الدول العربية مجتمعة (المالية, والبشرية والمساحات الشاسعة من الاراضي الصحراوية الغير مستغلة) .وهي بتفكيرها هذا أعطت الضوء الاخضر لكلا الدولتين للمزيد من التدخل في الشأن العربي.
ب _وهي لا تفكر بأنشاء رابطة لدول الجوار الافريقي ,لان معظم الدول الافريقية ليست بأحسن حال من دولنا العربيةوهي كذلك تعج بالازمات والمشاكل الداخلية والخارجية.واغلبها دول فقيرة وشعوبها بائسة
2_المحور الاخر الذي طرح على بساط البحث ,مسالة التطورات المستجدة على الملف الفلسطيني,منذ تأسيس الجامعة العربية ومنذ اول قمة لها نوقش الملف الفلسطيني ولحد هذه القمة والوضع الفلسطيني يسير نحو الاسوء,والدولة العبرية باقية على حالهاوفي تطور مستمر والفلسطينين نحو التدهور والتفكك,وهذا يدل على ان القادة العرب هم أول المتأمرين على القضية الفلسطنية وهم المساهمين في نحر الشعب الفلسطيني والمتاجرة الدولية بقضيته,
في قمة سيرت أيد الزعماء العرب موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الداعي الى وقف المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي قبل قيام الاخير بتجميد الاستيطان وليس أيقافه,وان القادة العرب مشكورين أمهلوا امريكيا مدة شهر واحد للضغط على أسرائيل ,أو الذهاب الى مجلس الامن الدولي بمشروع عربي يطلب فيه بقيام دولة فلسطينية يعترف بها مجلس الامن,أو أن تقوم امريكا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني ضمن حدود ال67.
على ما يبدوا ان القادة العرب غبائهم السياسي قد أنساهم ان امريكا هي الدولة الداعمة والراعية لاسرائيل ,وهي من استخدمت ولاكثر من مرة الفيتو ضد اي قرار يصدر من مجلس الامن فيه تعرض الى اسرائيل وشرعية وجودها.
وقد اغفل القادة العرب امور عدة تخص دول أعضاء فيهاومنها:
1_الوضع السياسي في العراق وتعقيدات تشكيل الحكومة العراقية وتدخلات دول الجوار والدول الاقليمية في تسيير العملية السياسية,فهم لم يشيروا من قريب أو بعيد او الايعاز لدولهم والدول الاقليمية الاخرى بالكف عن التدخل في الشان العراقي...
2_لم يتطرق قادة المؤتمر الى الصراع الدموي المستمر في الصومال والذي أدى الى قتل وتهجير الكثير من الصومالين وتدمير مدنهم وقراهم,وكأن الصومال ليست عربية وتقع في قارة امريكا الجنوبية.
3_لم يتطرق القادة الى موضوع الاستفتاء على الجنوب السوداني واحتمال قرار الانفصال ليكون بداية التشرذم والتقسيم للقطر السوداني نتيجة سياسة التسلط والقهر المتبعة من قبل الديكتاتور البشيرتجاه شعبه..
4_لم يتطرقوا الى مشكلة الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المغرب والجزائرمنذ سنوات طوال.
5_لم يتطرقوا الى موضوع سبتة ومليلة المحتلة من قبل أسبانيا ومساعدة المغرب في المحافل الدولية لاستعادتها..
6_لم يتطرقوا الى الجزر العربية الثلاث التي تحتلها أيران منذ زمن الشاه..
7_لم يفكروا في تحسين الاوضاع المعيشية لرعيتهم وايجاد فرص العمل لتقليص حجم البطالة المنتشرة في بلدانهم ومن خلال وضع خطط اقتصادية وعمرانية تغير من الوضع الحالي..
8_فكروا في أصلاح الجامعة العربية ,ولم يفكروا في أصلاح انظمتها الديكتاتورية والاستبدادية وتسلطها على شعوبها واستخدامها أبشع أنواع القهر والتمييز ضد الاقليات المتواجدة فيها سواء الدينية اوالعرقية.
9_لم يفكروا ولا يناقشوا فكرة أنشاء تجمع عربي على غرار الاتحاد الاوربي مثلا ,لتسهيل أنتقال المواطنين بين الدول وتبادل الاستثمار وانتقال رؤوس الاموال,وأصلاح النظم التعليمية المليئة بالضغائن والاحقاد الدينية والطائفية....
10_لم يجهدوا انفسهم القادة الميامين للتطرق الى التطرف الديني الذي يضرب بأطناب الدولة اليمنية منذ سنوات ومخاطر التقسيم والانفصال لا زالت قائمة وتسير بخطى حثيثة نتيجة سوء أدارة الديكتاتور (علي صالح).
واخيرا وليس أخرا وهذا ما يحز بنفس كل مواطن عربي شريف أن يتناول هؤلا ء القادة موضوع ترسيخ قيم الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة في بلدانهم,أو أعطاء الحريات الشخصية والعامة لشعوبهم أسوة بالعالم المتحضر...بل نصبوا أنفسهم قيمين على الدين الاسلامي متخذين منه وسيلة لقمع خصومهم بحجة الكفر والمساس بتعاليم السماء المقدسة.
فراعي القمة وملك ملوك افريقيا والى الابد ديكتاتور أرعن و مشغول في كسب الفتيات الايطاليات الشقراوات الى الدين الاسلامي لتحسين النسل وجمع الشمل,والاخر منهمكا في عملية الاعداد لتوريث السلطة لبنيه, والاخر مشغولا في نشر الدعوة الاسلامية ذات الصبغة الوهابية الى مشارق الارض ومغاربها .والاخر مهتما بتخريج البهائم الجهادية الاسلامية وارسالها الى دول العالم كرسل سلام ومحبة بين الشعوب,.وهناك رئيس تعهد في أستضافة القمة القادمة في بلده والمباشرة بأنشاء فنادق 5 ×5 نجوم وشعبه محروم من أبسط مقومات الحياة الانسانية ,من دون النظر الى الكلفة المالية الباهضة التي سوف تستقطع من أفواه جياع العراقيين,ودون ان يحسب الفائدة المرتجاة من القمة المرتقبة....فماذا جنت الشعوب العربية من القمم السابقة؟وما سيجني الشعب العراقي من قمة بغداد ؟؟
فوراء كل قمة مسير الى الوراء........ووراء كل قمة مزيدا من التدهور والانحلال لكياناتنا العربية,,,,,,,,,ووراء كل قمة مجزرة جديدة ترتكب بحق أحدى الشعوب لتمرير مخطط شرير..
فطوبى لعالمنا العربي بقياداته هذه .والى مزيد من الذل والهوان والتخلف الفكري والحضاري؟؟؟؟؟؟؟
#علي_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟