أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - غسان المفلح - مساهمة في الحوار بين إبراهامي وكيلة-أية أمة يهودية وأية ماركسية إنها القوة.















المزيد.....

مساهمة في الحوار بين إبراهامي وكيلة-أية أمة يهودية وأية ماركسية إنها القوة.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 3160 - 2010 / 10 / 20 - 09:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


تدور رحى حوار يساري، جدير بالمتابعة بين يعقوب أبراهامي يساري يهودي عراقي قبل أن يهاجر إلى فلسطين وهو الآن قارب الثمانين من العمر، وينضم" لأمته اليهودية" وبين اليساري العربي المعروف الباحث سلامة كيلة، وفحوى النقاش يدور عن مفهوم الأمة اليهودية وحقها أو عدم حقها بفلسطين، ويتفرع إلى مقولات جزئية متعددة منها" هل اليهود أمة وشعب أم طائفة ودين؟"
ترددت في الدخول على هذا الحوار، لكن الرد المطول الذي بناه إبراهامي على سلامة، استفزني في الواقع، ثم جاء رد سلامة على أبراهامي مطولا أيضا ومتناسبا مع ماجاء في مقالة أبراهامي..لماذا متناسبا؟ لأن كلا الرجلين ينطقان عن ماركسية- لينينية، وهنا أعتقد ان أبراهامي سحب سلامة إلى أرضيته الأيديولوجية، وأصبح سلامة أسير مقدمات أبراهامي الأيديولوجية هذه..
لأن حق تقرير المصير لا يقرره لينين في خضم صراع سياسي روسي، ولا يقرره أبراهامي في صراع سياسي راهن..وأن يعيد لينين مقولة كارل كاوتسكي بأن اليهود ليسوا شعبا ولا أمة، فهذا لا يعني أن تصلح هذه المقولات كمدخل للنقاش اليساري- اليساري، فقط لأذكر سلامة بأن الأمم الأمريكية والكندية والاسترالية
الآن لم تعد تتذكر سكانها الأصليين من هنود حمر وغيره، بل وضعتهم في كانتونات تصرف عليهم وتدللهم أحيانا تعبيرا عن إحساس بالذنب فقط، ومن أجل كرنفالات أنثروبولوجيي ما بعد الحداثة، فهم لم يعودوا موجودين على لوحة السياسة في هذه الدول ولوحة نخبها الفاعلة...وهي أمم بات لها الوزن الأكبر على الصعيد العالمي، إذا وضعناها تحت علم الكومنولث البريطاني، المنتج للأمم الثلاث، وهو إنتاج اعتمد القوة العارية بكل ما تحمله من دلالات، عسكرية وثقافية وقيمية ومعيارية أيضا...
أبراهامي يستند على هذه القوة، وما تبقى كله من باب إخفاءها كقوة عارية، في فرض المشروع الإسرائيلي.
وهنا لا بد لنا من التمييز بين المشروع الإسرائيلي كمشروع غربي لحل المسالة اليهودية في أوروبا، وبين اليهود كأتباع ديانة من قوميات وشعوب وأمم مختلفة، وبذلك نستطيع السؤال ببساطة: هل المسيحيين أمة؟ وهل المسلمين أمة؟ ليجيبنا الرفيق أبراهامي...وهل هنالك أمة بدون دولتها؟ المسلمون تداولوا المفهوم، لنهم حققوقه في التاريخ في ظل دولة الخلاقات الثلاث، الراشدية والأموية والعباسية، وكذا الأمر في قرآنهم نصوصا تشير إلى أمة المسلمين، ولكنها لا تشير إلى دولتهم لأن الدولة أتت بعد النص القرآني، وبقيت هذه الدولة مفهوما انضم على كوكبة المفاهيم التي لازال لها فعلا في مخيال المسلمين وتنتج نصها..أما الحديث عن أمة مسيحية فهو يصبح نكتة الآن كما الحديث عن أمة إسلامية في هذا الزمن. ورغم هذا يمكن لنا أن نتوقف عند الحكم" بأن اليهود شعب لكون لهم عاملين مشتركين هما الدين واللغة، وهذه قضية تحتاج إلى أن نخرج من الأحكام المسبقة، مع العلم هذا لا يعني أنه يمكن لنا الحديث عن أمة يهودية".
الحل الأوروبي للمسألة اليهودية، أنتج طريقتين في الحل:
- الأولى والتي تم العمل عليها منذ نهاية القرن التاسع عشر، وهي إقامة وطن قومي لليهود في مكان ما، ومن هذه الأمكنة كانت فلسطين بإيحاء بريطاني- فرنسي لم يخفي نفسه أبدا..
- والطريقة الثانية هي التطهير الديني لليهود من كل أوروبا هذه أنتجته الفاشيات والنازيات الأوروبية، وكان منه الهولوكوست..
وتضافرت لاحقا نتائج الطريقتين وقواهما المادية والرمزية وأنتجت الحل الغربي للمسألة اليهودية...ولم يكن يهم الغرب آنذاك أن اليهود أمة وشعب أم لا.. المهم كان هو التخلص من الغيتو اليهودي المنتشر في المدن الرئيسية الأوروبية، واحتيازه على الرأسمال الربوي، إضافة للبعد الثقافي- الديني العنصري تجاه اليهود والذي نتج عنه لاحقا والآن ما يسمونه الوقوف بوجه" العداء للسامية" كنزعة مضادة..
لا يمكن بالتالي الحديث عن المسألة اليهودية دون الحديث عن حلها الغربي وهو" إسرائيل" فمن فعل بالهنود الحمر وغيره مما فعله هتلر باليهود ، فلا يجد أي مانع أخلاقي أو قانوني لفعل مشابه مع الشعب الفلسطيني، وهذا ما حدث. هذا ركن بالمسألة اليهودية لا يمكن الحديث عن المشروع الإسرائيلي دون الكشف عنه، ولم يكن مطروحا آنذاك أيضا أن حلا للمسألة اليهودية في فلسطين هو لزرع قاعدة تشق العرب وأرضهم، هذا أمر أتى لاحقا ربما في أذهان بعض المصالح الغربية، أوروبا اتخذت قرارها بالتخلص من اليهود بناء على وضع اليهود فيها بشكل أساسي، والدليل أن وعد بلفور جاء نتيجة أزمة الحرب العالمية الأولى وحاجة بريطانيا وفرنسا لأموال اليهود، كان ممكن أن يبيعوا اليهود أوغندا أو قبرص أو أي مكان آخر، لكن الفعاليات اليهودية او بعضها، لم يكن يريد الابتعاد عن المجال الأوروبي، فكانت فلسطين الأوفر حظا من بقية المناطق المعروضة انكليزيا للبيع! والعودة إليها انبثقت لدى بعض هذه الفعاليات كرد على المسيحية التي طردتهم دينيا من فلسطين حسب الرواية اليهودية، أكثر مما هي رد على الإسلام، والدليل الحقبة الاندلسية الميمونية.
أليس جميلا ان تجد يساري يهودي ينادي بحل للقضية الفلسطينية بدولة بشعبين أو دولتين، فأهل امريكا لم يأتوا بمثل هذا الأمر بالنسبة للسكان الأصليين من الهنود الحمر! مشكور على كرمه، فالقوة تحول المغتصب إلى مانح، هذا هو الأمر ببساطة..
أما الآن وقد حدث ما حدث وفلسطين أصبحت إسرائيل، لا تمتلك النخب السياسية الإسرائيلية من أقصى يمينها إلى أقصى يسارها- مع احترامنا الشديد للاستثناءات اليسارية والليبرالية اليهودية والإسرائيلية- حد أدنى من نص يقول: نحن فعلنا بالشعب الفلسطيني كما فعل الأوروبيون بنا..لأنهم يعتقدون أو هذه النخب تعتقد ان الاعتراف بهذا النص، يهدم المشروع الإسرائيلي، ولكونهم يهربون من هذا النص، فلا يجدون طريقا سوى الهروب إلى الأمام، امتلاك مزيدا من القوة العارية، ونهب مزيدا من الأرض الفلسطينية، وصناعة إسرائيل-الأمة – الدولة، وهذا ما يتم على الأرض، وببساطة هم لا يتركون مجالا للطرف الآخر إلا البحث عن قوة مقابلة، والحديث عن السلام هو تسويف للاستمرار بتعريف أنفسهم بإسرائيل.
وأقول للرفيق أبراهامي: كل ما يمكنك أن تقوله عن اليسار العربي وعن القوميين والوطنيين العرب والإسلام الفاشي...لا يهم في هذا السياق، لان هذه الأطراف الثلاثة لم تحكم العرب حتى اللحظة، والفترة الناصرية، كانت استثناء لم يكتب له النجاح، لذا لا أختلف ولن اختلف معك حول كل ما يمكن أن ترميه في وجوهنا من نقدا او شتما لهذه التيارات السياسية، لسبب بسيط لأن لا علاقة للجريمة والجاني بكل هذا اللغو.
يمكن أن تحمل العرب مسؤولية رفضهم قرار التقسيم 1947 والكثير مما تقوله يمكن ان يكون صحيحا، ولكن كل هذا لا يغير من وقائع الجريمة المستمرة والمتحورة حول مفهوم" الاقتلاع للشعب الفلسطيني من أرضه" الذي خبرت النخب الإسرائيلية في التعامل معه، مستندة على قوة أوروبا وأمريكا في المجتمع الدولي ليس إلا، أما تملكه هذه النخب من عسكر وتكنولوجيا وخلافه، لا يعدو كونه كتبية عسكرية في جيش الغرب الذي لازال حتى اللحظة المتحكم الأساس باستمرار تدفق الدم الفلسطيني أولا، واليهودي ثانيا كحاجة لاستمرار المشروع الإسرائيلي...نخبكم السياسية ياسيدي تتواطأ مع أسوأ الأنظمة في المنطقة، وتواطأت في السابق مع ما تسميه الإسلام الفاشي...بعد كل هذا عن أي سلام تتحدث؟
رغم كل ما سبق أنني مع دولة بشعبين، ودون تهجير أو اقتلاع لأحد...ولكن ما سبق يجعل كل ماركسيتك خواء متهافت لا تستطيع الوقوف على أرضيتها الأخلاقية، ودولة بشعبين يجعل الفلسطيني أكثر تصالحا مع تاريخيه كاليهودي في إسرائيل، ودولة كهذه لا ترغب بها لا النخب السياسية الإسرائيلية ولا النخب العربية الحاكمة، لأن الجريمة تتطلب استمرارها لكي تستمر هذه النخب في إسرائيل وفي بلاد العرب من استثمارها. التاريخ لا يستبعد قيام أمة على أساس الدين والاقتلاع لشعب آخر، ولكن هذا ليس له علاقة لا بالحق التاريخي ولا بالحق الديني ولا بالحق الإنساني، إنما له علاقة بالقوة العارية المتمحورة حول أيديولوجية عنصرية، هذا هو الأمر ببساطة، ومع ذلك نقول لك أهلا وسهلا بدولة واحدة للشعبين.
وليعذرنا سلامة...إذا كان التاريخ قد جمع دولوكليرك ونظامه العنصري السابق مع نيلسون مانديلا في حكومة واحدة! فلماذا لا يجمع التاريخ لبيرالي أو يساري إسرائيلي مع ليبرالي أو يساري فلسطيني في حزب واحد؟ أما إسلامي سياسي كخالد مشعل لا يمكن أن يكون مع يهودي صهيوني سياسي كنتنياهو ولبيرمان في حزب واحد، فكيف تحل هذه المعادلة..؟
ملاحظة أخيرة" الحديث عن موضوعة الحركة الصهيونية لا يفيد كثيرا، لأنه عبارة عن تزجية وقت لا أكثر وغلاف متهافت للقوة القائمة"



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران شر أم خير لا بد منها.
- إعلان دمشق في ذكراه الخامسة..
- في تركيا ربحت الحرية والباقي ضمنا...
- الحرية بين الديني والسياسي.
- سورية اليأس والأمل.
- إسرائيل التمسك دينيا نقصا بالشرعية الدنيوية.
- الفتنة المشرقية إبعاد هذه السياسة عن الدين والطائفة!
- إيران والثلاثي العربي لبنانيا.
- زيارة نجاد لبنان لتتويج السيد نصرالله.
- الشيخ سعد الاستقالة أرحم من الإقالة..
- المحكمة الدولية - تمرين الرأي العام
- سورية وفقاعة الكنيسة الانجيلية؟
- الدولة والعقد الاجتماعي
- طل الملوحي هل هنالك قضية؟
- التاريخ والسياسة وشرط الراهن.
- تركيا والمسألة الكردية وقضية الحرية.
- المسيحية المشرقية والإسلامية المشرقية.
- حوران بين قمح سورية وانفتاحها وبين...؟
- هل أصبحت الشيعية السياسية طرفاً برّانياً في الكيان اللبناني ...
- عندما يسرقنا الخوف إلى الوهم. إلى تهامة معروف وطل الملوحي عن ...


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - غسان المفلح - مساهمة في الحوار بين إبراهامي وكيلة-أية أمة يهودية وأية ماركسية إنها القوة.