أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - الفيتوري بن يونس - مؤسسات العمل الاهلي في الوطن العربي














المزيد.....

مؤسسات العمل الاهلي في الوطن العربي


الفيتوري بن يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3156 - 2010 / 10 / 16 - 20:28
المحور: المجتمع المدني
    


رغم إيماني الشديد بدور العمل الأهلي أو ما درج على تسميته مؤخرا العمل المدني ومؤسساته في بناء المجتمع ، إلا أنني نأيت بنفسي عن الانخراط فيما سمى بمؤسساته اتساقا مع إيماني الشديد أيضا وللأسف الشديد بعدم قدرة هذه المؤسسات في عالمنا العربي على أن تؤدي دورها في ظل فكر يقوم على هيمنة الدولة على كل شأن من شئون الناس وهي معذورة في ذلك إذ أنها سليلة تراث لا يعترف أصلا بالإنسان كمواطن بل مجرد رعية من رعايا الراعي الذي هو أمير المؤمنين الذي يستمد سلطته من الله مباشرة (( ما كنت لأخلع ثوبا ألبسني الله إياه )) وليس لهؤلاء الرعية إلا أن يسمعوا ويطيعوا و إلا فالعصا لمن عصا ويرضوا بما يمن به عليهم فحقوقهم مجرد منن منه ،
وطبيعي أن تصدم نظرية العقد الاجتماعي التي تنقل الإنسان من خانة الرعية الناطقة إلى خانة الراعي المتمثل في المواطن الذي يتعاقد وبقية المواطنين بملء إراداتهم على إنشاء كيان يسير ما لا يستطيعون كمواطنين أن يسيروه من أمورهم هو الدولة مقابل النزول عن بعض الحقوق لهذا الكيان وبالقدر الكافي لقيامه ولكن العرب الذين هزمهم الإسلام ونجحوا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم في توظيفه لتكريس سلطتهم المطلقة تماشيا مع مثلهم الذي مؤداه قبل اليد التي لا تستطيع عضها لم يعجزوا عن فعل الشيء ذاته مع العقد الاجتماعي فشطبوا كلمة رعية لتحل محلها أينما ما وردت كلمة مواطن دون أن يعني ذلك أكثر من إحلال كلمة مكان أخرى .
ولان العمل الأهلي عمل يقوم على روح المبادرة والعطاء تطوعا إلى جانب مؤسسات الدولة الرسمية في البيئة التي ولد فيها كإفراز طبيعي للعقد الاجتماعي كان من الطبيعي أن يكون المتصدي له أولا مواطنا – راع – لا مجرد رعية وثانيا أن هذا المواطن يؤمن بأنه يمارس حقا لا تملك الدولة أن تتدخل في ممارسته له باعتباره ليس من الحقوق التي تنازل عنها عقديا وثالثا وفي غير ما تناقض يرقى هذا الحق في وجدان هذا المواطن إلى مرتبة الواجب الملزم .
من هنا كان العمل الأهلي في عالمنا العربي لا اكتفي بالقول انه نبتة زرعت في غير تربتها بل زرعت في غير ما تربة على الإطلاق ، فالمتصدي - المواطن الراعي - لا يوجد إلا على ورق الدساتير ، أما واقعا فليس إلا مجرد رعية بلا حقوق أصلا ، فكيف يمارس ما لا يملك ، أما الحق فليس إلا تكرمة من مولاه أمير المؤمنين ، هذه الرعية السائمة واجباته كلها اتجاه هذا الأمير وبالتالي هو أطال الله بقاءه من يحدد كيف وأين ومتى تؤدى وعلى سبيل السخرة أحيانا .
من جانب آخر وفي ثقافة كهذه لا تعرف معني الحرية والمبادرة تختلط لديها المفاهيم ، فتتحول الحرية التي يتطلبها العمل الأهلي إلى نوع من الفوضى ، بل وتمثل نوعا من التحدي لسلطة الدولة ، التي تجد نفسها مضطرة بتراثها السلطوي لكبح جماح هذه المؤسسات المهددة لكيانها السالبة لسلطتها ، وهو تصرف استطيع تفهم دواعيه في ظل الخلط والتداخل بين واجبات الدولة وواجبات المواطن
أضف إلى ذلك إن القائمين على هذه المؤسسات باعتبارهم سليلي ثقافة النفي والتسلط كثيرا ما ينزعون إلى تقمص التسلط ويكون حراكهم إشباعا لشهوتهم للسلطة .
الأمر الذي يجعلني اخلص إلى القول بأنني في ظل ثقافة أو وضع كهذه رأيت – وقد أكون مخطئا – أن أيا من مؤسسات المجتمع المدني في عالمنا العربي لا تعدو أن تكون جزء من ديكورا مسرحية عبثية أو عظمة يلقي بها الحاكم مستمتعا بتقاتل رعاياه عليها داخل حلبة لا يسمح بالخروج منها متلذذا بصراعهم من جهة
ومع هذا كنت من جهة أخرى اشد على أيدي من يحاولون عمل شيء لإضفاء الجدوى على هذا المسرح أو فتح كوة في جدران هذه الحلبة وبالتالي لا يمكن أن امسح بجرة قلم ما حققته هذه المؤسسات من انجازات في الحيز التي سمح لها بالحركة فيه .



#الفيتوري_بن_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم لتقنين الخمر في ليبيا
- نصر حامد ابوزيد : وداعا ايها الفارس النبيل
- غزة - اسطنبول : مأزق الخطاب العربي
- ريال مدريد - برشلونة ومفهوم قبول الاخر
- حديث سياسي بعيد عن السياسة
- نصر حامد ابوزيد : لا لإطفاء الشموع
- مصر – الجزائر المباراة التي أزالت الأقنعة
- استقلالية القضاء في الوطن العربي بين النظرية والواقع
- السنة والشيعة - الإصلاح الممكن
- الاصلاح المستحيل


المزيد.....




- الصحة العالمية تحذر من -حمام دم- ومن امتداد المجاعة لجنوب ال ...
- فرار 8 معتقلين من سجن في هايتي والشرطة تقتل 4 آخرين
- الآلاف يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة باتفاق رهائن مع حماس
- ميقاتي ينفي تلقي لبنان -رشوة أوروبية- لإبقاء اللاجئين السوري ...
- فيديو.. سمير فرج يُشكك في عدد الأسرى الإسرائيليين: حماس تخفي ...
- برنامج الأغذية العالمي: أجزاء من غزة تعيش -مجاعة شاملة-
- مديرة برنامج الأغذية العالمي: شمال غزة يواجه بالفعل مجاعة كا ...
- -جيروزاليم بوست-: صحفيون إسرائيليون قرروا فضح نتنياهو ولعبته ...
- فعلها بحادثة مشابهة.. اعتقال مشتبه به دهس طفلة وهرب من مكان ...
- المياه ارتفعت لأسطح المنازل.. قتلى ومفقودون وآلاف النازحين ج ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - الفيتوري بن يونس - مؤسسات العمل الاهلي في الوطن العربي