أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جواد البشيتي - الحكومة الأردنية تبحث عن -خلخال حزبي- للبرلمان المقبل!














المزيد.....

الحكومة الأردنية تبحث عن -خلخال حزبي- للبرلمان المقبل!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3129 - 2010 / 9 / 19 - 14:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



لعن الله "نظام الصوت الواحد"، فهو، عندنا، وعندنا فحسب، منافٍ للديمقراطية، وللبرلمانية السياسية، التي إنْ افتقرت إلى، أو في، صفتها تلك، افتقر البرلمان نفسه إلى صفة "ممثِّل الشعب (أو الأمَّة)"، وأصبح ممثِّلاً لقوى وجماعات، يكفي أن تتمثَّل فيه، وأن تستأثر بحصة الأسد من مقاعده، حتى تَخْرُج منه الديمقراطية، على افتراض أنَّها دخلته، وأقامت فيه، خروج الروح من الجسد.

لعنه الله؛ لأنَّه يمنع "الولاء الآخر"، أو "الثاني"، أو "الثانوي"، أي الولاء للأحزاب السياسية ومرشِّحيها، أي الولاء لجماعة "الإخوان المسلمين" ومرشِّحيها، في المقام الأوَّل، من أن يَدْخُل إلى المجلس النيابي عَبْر "نافذة" الانتخابات البرلمانية ما دام الدخول إليه من بوَّابتها عسير على المرشَّح الحزبي، يسير على المرشَّح العشائري.

لعنه الله كما تُلْعَن "السكِّين" التي ثَبُت وتأكَّد استعمالها في ارتكاب جريمة قتل؛ وبارك الله كل من يضرب صفحاً عن خيرها ونفعها في المطبخ، وفي يد الطبَّاخ!

إنَّ "نظام الصوت الواحد" هو الديمقراطية بعينها، في مجتمع عَرَفَ من الحياة الحزبية السياسية الحُرَّة ما خَلَقَ ناخباً يَفْهَم (ويمارِس) التصويت على أنَّه تصويت بصوت واحد لا غير لبرنامج انتخابي سياسي حزبي، يَحْمِل على متنه شخوصاً، أي المرشَّحين؛ أمَّا عندنا فهو كـ "سكِّين"، فِعْلها أقرب إلى "الشرِّ" منه إلى "الخير".

وإنَّ الناس في بلد لا توجد فيه "سِكَّة حديد" لا يحتاجون أبداً إلى "القطار"؛ والناس عندنا، أي شعبنا ومجتمعنا، لا يحتاجون، على ما أرى وأسمع بعينين وأُذنين غير حكومتين، لا إلى الانتخابات النيابية، ولا إلى المجلس النيابي، ولا حتى إلى الصحافة، وإلى "الحُرَّة" منها على وجه الخصوص؛ وليس أدل على ذلك من أنَّ "الحياة" تستمر على ما هي عليه (من خير أو شر) لو غاب عنهم، وعنها، إلى الأبد، النواب ومجلسهم، والانتخابات النيابية وغير النيابية، والصحافيون وصحافتهم، فإنَّ نشرة يومية يتقاسم تحريرها "التاجر" بـ "إعلانه التجاري"، و"عزرائيل" بـ "خبر الموت (النعي)" تفي بالغرض الذي من أجله يشتري المواطن الجريدة.

إنَّهم، وفي ربع الساعة الأخير، شرعوا يتحاورون، فـ "الجماعة"، أي جماعة "الإخوان المسلمين" التي لم تُشْهِر إيمانها بـ "الديمقراطية"، وبـ "الشعب" مَصْدَراً واحداً أحداً للسلطات جميعاً، وللشرعية السياسية في الحكم، تدعو الحكومة إلى إصلاح وتحسين وتطوير قانونها الانتخابي (أي القانون الانتخابي الذي استَّنته الحكومة للشعب) بما يسمح لها بأنْ تَزِن في البرلمان المقبل ما يَعْدِل وزنها الشعبي المقاس بميزانها هي؛ أمَّا الطرف الآخر، أي الحكومة، والذي ما أن يجتمع مع الطرف الأوَّل حتى يَثْبُت ويتأكَّد غياب، أو خروج، "الشعب"، فيَعِد "الجماعة" ببرلمان تجري من تحته الأنهار إذا ما خاض مرشَّحوها "المعترك" الانتخابي وُفْق القانون الانتخابي الذي ابتدعته الحكومة في غياب المجلس النيابي "المزوَّر"، وإذا ما ارتضوا اتِّخاذهم "خلخالاً حزبياً" يلبسه البرلمان المقبل، المُفْرَغ من الحزبية السياسية، ومن "السياسة"، التي يفهمها أعضاؤه على أنَّها رجس من عمل الشيطان، ينبغي لهم اجتنابه، أي تركه للحكومة، التي هي كناية عن "رأس"، تُحرِّكه "رقبة" من الخارج، ويلبس "طربوشاً" هو "البرلمان.

الحكومة، التي عَرَفَت كيف تستن للشعب قانوناً انتخابياً يكفل له، أي للشعب، خَلْق برلمان له من "الخواص السياسية" ما للماء الصالح للشرب من خواص، خاطبت محاوريها من "الجماعة" قائلةً لهم: أدُّوا "الواجب"؛ اقترعوا، وترشَّحوا، وفوزوا إنْ استطعتم إلى ذلك سبيلا؛ ثمَّ جاهدوا، من تحت القبَّة البرلمانية السماوية، في سبيل إقناع "المجلس"، الذي هو "سيِّد نفسه"، بضرورة وأهمية وجدوى إصلاح وتحسين وتطوير القانون الانتخابي..

ويا لها من مهمة دونها خرط القتاد؛ فكيف لهؤلاء النواب، أي لأكثريتهم، أن "يعيثوا" في هذا القانون الذي من طريقه جاءوا إلى المقاعد البرلمانية الوثيرة التي عليها يجلسون وينامون، وبما يحفظها لهم، ويحفظهم لها، يتكلمون، ويصمتون، يقترحون ويصوِّتون، يَبْكون ويُغَنُّون؟!

أين "الشعب" من كل هذا الذي فيه يختصمون ويتَّفِقون؟!

أين "الشعب" الذي لولا غياب سيادته على المجلس النيابي لاسْتَغْلَق علينا فَهْم عبارة "المجلس سيِّد نفسه"؟!

أين "الشعب" الذي في الليلة الظلماء، أي يوم الانتخاب، يُفْتَقَد افتقاد البدر، ففي هذا اليوم الموعود يَحْضُر الناخبون من كل فجٍّ عميق، مُدجَّجين بكل سلاح، يَصْلُح لخوض حرب، يَخْرُج منها "الشعب"، بمعناه السياسي، مهزوماً شرَّ هزيمة؟!

ألا يستحقُّ "الشعب" أن يُسْتَفْتى في أمر "القانون الانتخابي" أمْ أنَّ عليه أنْ يتنزَّل عن حقِّه هذا للحكومة، فَتُنْزِل له هذا القانون من سمائها؟!

الناخبون "الملتزِمون" التصويت بما يبقي "الشعب السياسي" في خارج "المعترك" الانتخابي، سيذهبون إلى صناديق الاقتراع، وسيدلون بأصواتهم، وفق "نظام الصوت الواحد"، أي "اللون الواحد"، وسيحتفلون بفوز "المرشَّح الأحمر"، أي المنتمي إلى الناخب بـ "الدم" فحسب؛ أمَّا في اليوم التالي، الذي هو يوم أمر أتى بعد يوم خمر، فسنسمعهم جميعاً يلعنون المجلس النيابي كله، ويتحدَّثون عن افتقاره إلى، وفي، صفة "تمثيل الشعب"؛ وإنَّ هذا التناقض لا نراه إلاَّ في مجتمعٍ عَرَف من "الديمقراطية" ما يشبه قطاراً أُحْضِر إلى بلد لا وجود فيه لسكَّة حديد، والتي هي كناية عن "البنية التحتية" للحياة الديمقراطية.

وإنَّ قطاراً بلا سِكَّة حديد لا يحتاج إليه إلاَّ الحكومة، فهي وحدها التي تحتاج إلى الانتخابات البرلمانية، وإلى البرلمان، فكلَّما اشتدت حاجة الشعب إلى "النقود الحقيقية" توفَّرت الحكومة على "تزوير مزيد من النقود"، فإنَّ "الشكل"، و"الشكل وحده"، من "الشرعية الانتخابية والديمقراطية" هو ما تحتاج إليه كل حكومة لا تستطيع الحكم إذا ما أنشأت لـ "قطار" الديمقراطية "سِكَّة حديد"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التناقض في منطق الاعتراف العربي بإسرائيل!
- العرب يحتاجون إلى هذا -التَّتريك الديمقراطي-!
- نتنياهو إذ تحدَّث عن -الشراكة- و-الشعب الآخر-!
- سنةٌ للاتِّفاقية وعشرة أمثالها للتنفيذ!
- أسئلة 26 أيلول المقبل!
- في انتظار التراجع الثاني والأخطر لإدارة أوباما!
- لا تُفْرِطوا في -التفاؤل- ب -فشلها-!
- حرب سعودية على -فوضى الإفتاء-!
- في الطريق من -العربية- إلى -الرباعية الدولية-!
- حُصَّة العرب من الضغوط التي يتعرَّض لها عباس!
- حرارة الغلاء وحرارة الانتخابات ترتفعان في رمضان!
- عُذْرٌ عربي أقبح من ذنب!
- ظاهرة -بافيت وجيتس..- في معناها الحقيقي!
- في القرآن.. لا وجود لفكرة -الخَلْق من العدم-!
- -السلبيون- انتخابياً!
- عباس.. هل يرتدي كوفية عرفات؟!
- صورة -المادة- في الدِّين!
- هل أصبحت -المفاوضات بلا سلام- خياراً إستراتيجياً؟!
- الأزمة الاقتصادية العالمية تنتصر ل -قانون القيمة-!
- هرطقة تُدْعى -الملكية الفكرية-!


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جواد البشيتي - الحكومة الأردنية تبحث عن -خلخال حزبي- للبرلمان المقبل!