أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - خواطر حول نهضة يسارية.















المزيد.....

خواطر حول نهضة يسارية.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 3127 - 2010 / 9 / 17 - 08:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



بات الآن واضحا أننا كبقايا يسار بشكل عام قد فقدنا البوصلة في تحديد، اتجاهات تجديد دمنا المعرفي والفكري بناء على ماركس وجدلياته المادية والتاريخية، ولازلنا في خضم سجال، بعيد عن تناسب ما مع حركة المجتمع ومشكلاته، نحن نعطي رأيا بهذه المسألة أو تلك، ولكن هذه قضية مختلفة عن التركيز على الدعوة المنتشرة" نحو نهضة يسار عربي جديد" وأعطاءها الأولوية التفكير في حقل الاجتماع- السياسي.
****
نهضة يسارية، تيمنا بما يسمى بعصر النهضة العربية أوائل القرن العشرين التي انحسرت، كما يقول" دارسيها أو معظمهم، تلك النهضة التي تمحورت، حول تبني مفكرين عرب لقيم الليبرالية الغربية، بما فيها تحرر المرأة، وحتى آليات الحكم. هذه القيم التي انشد إليها هؤلاء المفكرين رغم وجود الاستعمار الإنكليزي بينهم في مصر، والاحتلال العثماني في سورية ولبنان. في هذه الأجواء بحث المفكرون عن فكر خلاصي لمجتمعاتهم مما هي فيه. وماكان لهذا الأمر أن يتم لولا الهم السياسي بالدرجة الأولى، الذي كان يخيم على شيوخ النهضة، لا يمكن بالتالي للاجتماعي بكل مستوياته أن ينفصل عن السياسي.
لا يمكن إيجاد حلول للاجتماعي فلسفية ومعرفية وأيديولوجية، دون اختبارها في الحقل السياسي.
****
تجديد المعارف عادة يكون بالتواصل والتراكم، أو بالقطيعة أو بكلاهما معا، ودون الدخول الآن في تصنيف اليسار هذا، نريد الحديث عن الماركسية، تجديد الماركسية، يكون بأدوات معرفية من خارج فضاءها أم يكون بأدواتها المعرفية والأيديولوجية ذاتها، ومن داخل فضاء عملها؟ الماركسية تقول بالدولة الطبقية، وعندما تطورت عند بعض الماركسيين، بدأت تنتج مفهوم الدولة الحيادية، ما نتج عن تنميات غرامشي، تأثرا بتجربة المجتمع المدني والدولة الديمقراطية، لماذا هذا الأمر حدث مع غرامشي، لأنه كان يعاني من ضغط الصعود الفاشي في إيطاليا.
انطونيوا غرامشي في "كراسات السجن" في فبراير شباط 1929 وفرغ منها 1935. التي وصفها غرامشي بأنها: "بؤرة حياتي الداخلية" والذي توفي سنة 1937 على أثر خروجه من السجن . الدرس المعرفي في تطعيم غرامشي للماركسية، كان من خارج فضاءها الأيديولوجي آنذاك، ومشروطا ومشدودا لظرفه الاجتماعي السياسي في إيطاليا الموسولينية.
****
الانحياز للطبقات الأشد غبنا وفقرا، هذه تيمة اليسار الرئيسية والأساسية، لكن هنالك فارق بين أن نكون منحازين، أو نكون عنصرا من هذه الطبقات، بشعورنا وبلا شعورنا، بعيشنا وآمالنا، بطريقة تفكيرنا..!!
الانحياز هو انتقال من موقع إلى آخر، موقع له فضاءه الخاص" فضاء المثقفون" هذا الفضاء له شروطه وانحيازاته المتعددة أيضا، المثقفون- حتى وإن كانوا مثقفي يسار- ليسوا عمال، ولن يكونوا..الانحيازات متعددة لأن الشرائح الاجتماعية متعددة أيضا، وهمومها ومطالبها كذلك الحال.
من يغبن هذه الشرائح والطبقات في مجتمعاتنا العربية؟
البرجوازية أم الأغنياء، السلطات أم سارقوا الأموال العامة؟
ما هي الدولة الموجودة عندنا، وما هي آليات عمل السلطات المرافقة لها؟ هل نحن بحاجة لدولة برجوازية عادية وتاريخية؟ أم بحاجة لدولة وفق تصورات ماركس؟ إذا عدنا لمفهوم الدولة الليبرالية المعاصرة يقولون عدتم لفكر العصور التنويرية، وهذا تراجع عن منطق التاريخ، دون أن يقدموا لنا جوابا شافيا، عن تحقيق العدل ماركسيا، وأليست العودة لماركس هي عودة لنفس القرن التنويري، كم هو الزمن الذي يفصل هيغل عن ماركس؟!!
****
هل مهمة اليسار العربي أو في أية دولة عربية لوحدها" رسم معالم خروج العالم من الطبقية إلى العدل؟ متجاوزين كل الجامعات الغربية، ومراكز البحوث في بقية دول العالم المتقدم، مراكز بحوث يسارية وغير يسارية، ثم مطلوب منا كيسار سوري مثلا أن نرسم استراتيجية لتغيير العصر الإمبريالي برمته. هذه مانشيتات صحفية، لا يتجرأ أي باحث يساري أو غير يساري غربي على التنطح لمجرد الإدعاء بها.
لا نجد شخص ما يمكن أن يكون ضد العدل..ولكن علينا أن نقول له أي عدل نريد ما هي صيغته التاريخية، وما هو تصورنا عن مجتمعنا الرسالي الذي ندعو إليه كيسار....إن معارك اليوتوبيا وعلى أرضها، تهربا من الإجابة عن السؤال السوري.
****
نهج إصلاحي مع الوضع السياسي القائم، وعداء لما يسمى ثقافة المواطن باعتبارها ثقافة لا علمانية، ومن مخلفات القرون الوسطى، والدعوة لنهضة يسار جديد، لا أعرف كيف تستقيم هذه مع تلك؟
لينين لم يبدع لأنه جدد الماركسية معرفيا، ودفاتره الفلسفية ليست سوى خواطر لم يبق منها ما يفيد بالمعنى الفلسفي، لينين أبدع لأنه أجاب على السؤال الروسي؟ والسؤال الروسي هو الذي قام بتبيئة الماركسية روسيا، وليس الماركسية هي من قامت بهذه الرحلة المجدة والمجتهدة والمثابرة أيضا، حتى رده على طروحات كاوتسكي هو رد نابع من الشرط الروسي وليس من الشرط الألماني، رؤيته للمسألة القومية والشعوب المضطهدة لم يكن هنا يتوخى التنظير عالميا بقدر ما كانت عينه على الشعوب من مختلف القوميات حول الامبراطورية الروسية وضمنها. هنا كانت عالمية لينين وتجديده. أما ما لحقت به من عالمية لاحقا..فهي نتاج قرارات الكومنترن..ليس إلا.
وبالمقابل من العوامل التي أبقت ماركس حيا هي دراسته لاقتصاد أصبح فيما بعد أكثر كونية وهو الاقتصاد الرأسمالي.
****
السؤال السوري الآن هو سؤال الديمقراطية، سواء عبر الوضع السياسي القائم، أو عبر التعبيرات السياسية والمدنية المعنية بالإجابة عن هذا السؤال، وأعتقد أن يسار بلا هذا السؤال هو يسار لوضع سياسي قائم فقط، والوضع السياسي القائم، يستطيع في أي لحظة أن يصبح أكثر يسارية من هذا اليسار، فلا مشكلة لديه مع يساره هذا، فهو نظام اشتراكي، وعلماني أو نصف علماني كما يقال...!!
****
اليسار هو الذي يسعى للإجابة عن سؤال انخراط سورية في عالمية الرأسمالية كيف؟ وبأية وضعيات وممارسات؟ وبأية تراتبية؟ وما هي المصالح الطبقية والمتمظهرة طائفيا أو دينيا أو قوميا...!!؟
هل الاقتصاد السوري اقتصاد رأسمالي مستقل أم تابع!؟ إذا كان تابعا كيف تبرز هذه التبعية؟ وهل تبعية الاقتصاد السوري، هي العامل وراء .... ما تراكم في محيط المدن السورية من عشوائيات فقر، لا يعلم بانتماءاتها الطبقية وغير الطبقية إلا الله والسلطة.
****
في أي ديكتاتورية مهما كانت تلوناتها وظروفها الإقليمية والدولية، يكون سؤال الديمقراطية بالمقدمة، وتتبعه بقية الأسئلة...
نحن يسار مفلس، ويمين لبيرالي بالمعنى التقليدي للعبارة غير موجود...وسورية بين فكي كماشة" السلطة داخليا من جهة والسلطة وامتداداتها الإقليمية والدولية من الجهة الأخرى.
أما الحديث عن يسار عربي...فهذه قضية أصعب من مداركنا، لهذا لا نستطيع البحث فيها، وإعطاء دروس ليساريي الدول العربية الأخرى.
****
لا ينهض يسار في سورية، دون سؤال الديمقراطية.
ليست أحكاما قطعية، ولكن الانحياز للعشوائيات يجب أن يمر عبر سؤال" من ينهب فائض القيمة في سورية، وأين تصب في النهاية الدورة الاقتصادية؟ وكيف سيتوفر لهذه العشوائيات أن تطالب بحقوقها الاقتصادية والاجتماعية؟ وممن؟



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع الصورة أهم من صورة الواقع.
- الحداثة وسلطتها.
- 11 سيبتمبر بعد عقد الإرهاب ينتصر..
- تركيا اليوم..
- من حقنا اليأس قليلا...
- انتصار السلطة يدعو- لبناء الذات-
- عن انسحاب حزب العمل الشيوعي من إعلان دمشق.
- نحن واليهود والأتراك في تصريحات سارازين.
- القوة ومنهجية الوقت والأمل.
- سلطة الدولة أم دولة السلطة؟
- باب الحارة- خواطر
- الديمقراطية شرق أوسطيا.
- سورية مأزق يعاد إنتاجه5-5
- طائف عراقي في دمشق!
- سورية مأزق يعاد إنتاجه4 المسألة الكردية.
- سورية مأزق يعاد إنتاجه3
- سورية مأزق يعاد إنتاجه2
- المعارضة الديمقراطية خارج التصنيف.
- سورية مأزق يعاد إنتاجه.
- حول خطاب المواجهة المحتملة.


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - خواطر حول نهضة يسارية.