أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - مشاركة من ومع من .. نقاش مع هيثم المناع















المزيد.....

مشاركة من ومع من .. نقاش مع هيثم المناع


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 3112 - 2010 / 9 / 1 - 10:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أرسل لي أحد الأصدقاء مشكورا نسخة من مقالة بعنوان ( المشاركة في ماذا ولماذا ) للشيوعي والمعارض – سابقا – ومدير– اللجنة العربية لحقوق الانسان – لاحقا السيد – هيثم المناع – الذي كتبها على مايبدو بمناسبة احدى سفراته الدمشقية التي تتكرر منذ أن حط الرحال بصورة مفاجئة ومثيرة للارتياب قبل بضعة أعوام في مطار دمشق الدولي وقيلت ونشرت حينها الكثير من الروايات في بعض المواقع الألكترونية ووسائل الاعلام ولم ينفها المعني حسب علمي وهو أمر خاص به ومن حقه السفر والسياحة في أية بقعة في الكرة الأرضية ولكن مايعنينا هنا هو الشأن السوري الوطني العام الذي تناوله في مقالته ولسنا نختلف معه حولها في قسمها الأكبر فحسب بل نعتبرها تراجعا خطيرا يمس مفاهيم الوطنية وثوابت النضال والتغييروسقوطا مدويا لفكر النموذج الانتهازي النفعي الذي تبتلي به عادة حركات المعارضة الوطنية في بلدان المنطقة خاصة اذا لاحظنا ذلك التدرج الانحداري لصاحب المفاجآت الضارة من مناضل شيوعي الى مستفيد شخصي من حكاية حقوق الانسان الى منظر في خدمة الاستبداد كما يبدو من مقالته هذه .
ماذا يقول الكاتب
يعزو الكاتب عزوف الشباب في سوريا عن المشاركة السياسية الى سبب داخلي واحد ( الحركات السياسية الهرمة وقياداتها المفلسة .. ) وهو لايدخل هنا حزب البعث الحاكم وزعيمه الرئيس الشاب في هذه الخانة وأسباب خارجية ( المأساة العراقية وضياع البوصلة .. أن الصدمة الكهربائية الأساسية كانت يوم احتلال العراق. فقد حطم هذا الحدث كل التحليلات التقليدية والمقاربات النظرية-السياسية المعروفة ) (ووقوع أحداث سبتمبر وانطلاقة الحرب على الإرهاب) ( وحكم المحافظين الجدد في واشنطن ) ولايخفي اعجابه بالرئيس الوريث بوصفه : ( جاء استلام الدكتور بشار الأسد رئاسة الجمهورية " من دون تبيان كيف ؟" ليسجل قطيعة رمزية مع أبناء الجهازين العسكري والحزبي ) " وكأنه من جنس الملائكة وليس ابن المؤسستين الحزبية والعسكرية" معتبرا صدق نية الرئيس الشاب في اجراء الاصلاحات لولا أن الفكرة ( لم تكن ناضجة في أحزاب الجبهة وبأوساط ربيع دمشق ثمة من يفكر باعادة بناء حزبه وآخر ببناء تنظيم جديد وثالث يتخندق في المتاريس القديمة عينها ) ونسأل بماذا كان الرئيس مشغولا هل ببناء المزيد من أجهزة القمع والمعتقلات ونهب أموال الشعب السوري وتعزيز سلطته الاستبدادية وحبك الخطط لمزيد من القهر والاضطهاد والقتل ضد الكرد وتنفيذ عمليات الاغتيالات والتصفيات في لبنان والعراق واثارة الخلافات الفلسطينين الداخلية ؟ ! وفي معرض شرعنته الاعتقالات ( ولعل هذا التخبط قد أعطى قرار المواجهة الأمنية الغلبة على قرار الحوار بحيث جاءت اعتقالات ربيع دمشق بقرار داخلي محض ) وفي مجال الطعن بمواقف القوى الوطنية والمعارضة السورية يسترسل : ( فبدأ الترويج أن الاحتلال ليس أصل الداء وهو مؤقت يمكن الخلاص منه اذا تفككت الدولة المستبدة ) وفي ترجيح واضح لصواب سياسات النظام السوري العربية والاقليمية واللبنانية والفلسطينية والعراقية ( كان الاختيار الرسمي السوري صعبا ومكلفا لحماية نفسه ودعم المقاومة اللبنانية " حزب الله " بعد الانحناء العربي لادارة بوش – شيني وصار المطلوب من سوريا أكثر مما يتحمله المجتمع والحكم معا ) علما أن النظام وافق على تركية لواء الاسكندرون ولم يحرر شبرا من الجولان المحتل ويستجدي المفاوضات المباشرة مع اسرائيل فأين تضحياته وانجازاته القومية والوطنية ؟ وماذا تحمل من عبىء من أجل الثوابت والمبادىء ؟ ثم يمر الكاتب مرور الكرام على جريمة اغتيال الحريري من دون الاشارة الى عشرات الضحايا اللبنانيين الآخرين من ديموقراطيين وشيوعيين ويساريين وعلى رأسهم الشهيد جورج حاوي ومن دون الاقتراب حتى اشارة الى احتمالات مشاركة النظام وحزب الله في تلك الجرائم التي يجمع المراقبون عليها ( وسيناريوهات التغيير الخارجي عادت لتطرح من جديد مع تشكل محكمة دولية خاصة ) ومتى قرر الخارج وخاصة الغرب تغيير النظام اذا كانت اسرائيل تفضله حسب الدراسات الصادرة من مراكزها البحثية الأمنية التي تتطابق مع توجهات القوى الفاعلة في الادارة الأمريكية وتجلياتها في تقرير بيكر – هاملتون ؟ .
مناقشة هادئة لمواقف الكاتب
أولا - لاشك أن هناك العديد من الملاحظات حول مواقف الكاتب تجاه الشأن الوطني السوري عامة والمعارضة والنظام والمستقبل بصورة خاصة ولابد من القول أن موضوع الشباب السوري الذي استخدمه الكاتب مدخلا لاطروحاته ودوره القادم في الخلاص والبناء يستحق كل الاهتمام والرعاية والمتابعة ولكن في اتجاه آخر معاكس تماما لتوجه الكاتب أي في مجال الاستنهاض والتعبئة والتنظيم والمشاركة في التغيير الديموقراطي وليس في نهب الشعب عبر المشاركة في السلطة ثم من قال للكاتب أن الشعب السوري وقواه الحية يستقتلون على المشاركة في سلطة نظام الاستبداد فكل قوى المعارضة السورية بغض النظر عن حجمها ودورها في الداخل والخارج وكل الأحزاب العربية والكردية من خارج النظام وغالبية المثقفين لهم شعار مكتوب معلن موحد وهو ايجاد البديل الوطني عبر عملية التغيير الديموقراطي السلمي أليس العشرات وأحيانا المئات من المعتقلين السياسيين يحاكمون بتهمة تغيير النظام أمام محكمة أمن الدولة والمحكمة العسكرية ؟ ألم يعتقل قادة اعلان دمشق من التيار الجذري ويحاكمو ويحكموا بسبب موقفهم من النظام وتغييره نعم هناك مجموعات موالية للسلطة ومنها مثقفون ومتزعموا منظمات وأعضاء في الاعلان وفي مواقع أخرى لاترفع شعار التغيير وقد يكون الكاتب والسيد حسن عبد العظيم من بينها .
ثانيا – يحلو للكاتب وفي معظم الأوقات نفي دور وتأثير العامل الخارجي حول موضوعة التغيير وفي مقالته يعزو انعزال وابتعاد الشباب من الهم السياسي الى تعاسة الحركة الوطنية خارج النظام أولا والى العوامل الخارجية لكأن المحافظون الجدد في أمريكا أو قوى الرابع عشر من آذار في لبنان أو المحكمة الدولية أو العراق الجديد أو السلطة الوطنية الفلسطينية ضد انخراط الشباب السوري في النشاط السياسي والعام أليس نظام الحزب الواحد واللون الواحد وقائد الدولة والمجتمع وأجهزة الدولة الاستبدادية القمعية وقوانين الطوارىء والأحكام العرفية والسجن والملاحقة وانعدام حرية الرأي والحريات العامة وقانون الأحزاب والاعلام واضطهاد الشعب الكردي ( 15% ) وحرمانه من الحقوق هي كلها السبب الرئيسي والوحيد لانعزال الشباب وعزوفه بل وهروبه وتوجهه الى دول أوروبا والخليج طلبا للعلم والعمل أم أن الكاتب يقصد بالشباب أبناء مضيفيه الحاكمين ومن حولهم خاصة وأننا لم نسمع بأنه عقد ندوات مليونية لشباب سوريا في ودمشق وحمص وحماة واللاذقية وحلب ودير الزور والقامشلي وحتى في درعا .
ثالثا – ما أكثر الفاشلون والانتهازييون والذرائعييون في هذه الأيام الذين يعيدون عجزهم وموالاتهم للاستبداد الى ما يحصل في العراق من أعمال عنف وكأن ذلك هو بسبب التغيير واسقاط الدكتاتورية البغيضة وازالة نظام المقابر الجماعية الذي أباد أهل حلبجة بالسلاح الكيمياوي نعم حصل تحول استراتيجي بمستوى الزلزال في العراق عند خلع أعتى دكتاتوريات الشرق الأوسط بارادة غالبية العراقيين ودعم دول العالم وهو بحد ذاته اشارة الى سقوط نهج استبداد الحزب الواحد – الذي مازال يتسلط على سوريا - فكرا وسياسة وسلوكا أما الوقوف خلف ذريعة الاحتلال " وهو أمر قابل للجدل وله أبعاد عراقية خاصة ودولية وأمم متحدية " فهو باطل من أوله وقد زال الآن بعد الانسحاب العسكري الأمريكي واعلان وقف العمليات أما بخصوص التفجيرات والتفخيخ والقتل فهي دليل على أهمية وخطورة ما حصل على نظم الاستبداد في الجوار العراقي وخاصة النظام السوري التي تساهم في تلك الأعمال الارهابية اضافة الى تنظيم القاعدة الذي يرى في العراق الجديد التعددي الفدرالي الديموقراطي خطرا على مشروعه الظلامي الممانع وعلى كل برامج جماعات الاسلام السياسي وحلفائهم من القومويين الشوفينيين لذلك فان مايحصل من أعمال عنف ليس بسبب مجيء عهد ديموقراطي جديد في ظل برلمان منتخب وتوافق وطني بين مختلف المكونات القومية والدينية والمذهبية فالعراقي لايقتل نفسه بنفسه بل يسعى الى حياة آمنة سعيدة بل أن مكمن الخطر من الجوار وبعض المجموعات المتضررة من بقايا البعث ولاشك أن الكاتب يتفق معي على أن جميع الثورات والانتفاضات والتحولات النوعية في العالم كانت تعاني من التحديات والردات والعداوات والاعتداءات وحتى الغزوات كما أن معظم القضايا الشائكة التي يواجهها العراق الجديد الآن هي مسائل قديمة أثارها وخلقها وسعرها وخلفها النظام البائد أما بخصوص موضوعة الدولة الاستبدادية التي كانت قائمة في العراق ومن ثم انهارت فلاشك أن التغيير الحقيقي اذا حصل يجب أن يطال أسس النظام فالدولة تتشكل من الأرض والشعب والنظام السياسي – الاجتماعي السائد أي البنية الفوقية والتحتية فأي تغيير لن ينال الشعب والأرض طبعا بل يقتصر على بنية الدولة المستبدة القديمة ولابد من تفكيكها واعادة بنائها من جديد والعملية معقدة تحتاج الى ارادة ووقت وتصميم .
رابعا - سوريا تمر بمرحلة دقيقة وكل الاحتمالات واردة بما فيها الخيارات المصيرية ولاننكر أن الجميع سلطة وقوى سياسية موالية ومعارضة في اختبار حقيقي أمام استحقاقات المستقبل والتحديات الداخلية والخارجية فالنظام يتحمل المسؤولية الأساسية في الأزمة الراهنة وتوسع الفجوة بينه من جهة وبين الشعب من الجهة الأخرى وفي تفاقم الاستبداد من ملاحقات واعتقالات ومحاكم وحرمان الشعب من حقوقه الأساسية وفي نهجه الذي ألحق الأذى بالوطن بسبب تدخلاته السافرة في شؤون لبنان وفلسطين والعراق والارتماء في أحضان محور ايران الممانع ومهما حاول في فك العزلة العربية وبعض الدولية الا أنه يبقى عاجزا عن رفع العزلة الداخلية بسبب طبيعته الاستبدادية المعادية للديموقراطية واستناده الى قاعدة عسكرية – أمنية – بورجوازية كومبرادورية متشابكة المصالح لن تزول ولن تستقيم الا باجراء التغيير في مفاصل النظام السياسي واعادة تشكيل الدولة الديموقراطية الحديثة والمعارضة الوطنية بدورها وبعد تجربتها في العقد الأخير في اعلان أطر وتحالفات لم يحالفها النجاح أمام التحدي الحقيقي لاستخلاص العبر والدروس وفرز - القمح من الزؤان - عن ما حصل واعادة بناء هياكلها التنظيمية الكفاحية للانطلاق من جديد نحو انجاز مهام التغيير الديموقراطي السلمي بدعم واسناد قوى السلم والتقدم على الصعيدين الاقليمي والدولي .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها العراقييون حذار من - طائف - دمشق
- صلاح بدرالدين يحاضر حول فكر البارزاني
- قراءة في بيان الأحزاب الشيوعية العربية
- تعقيبا على مغالطات مجلة – لفين - لاتعبثوا بتاريخنا
- المالكي في أربيل حليفا وشريكا
- ذكرى غزو الكويت في مؤسسة كاوا
- في الذكرى الخامسة والأربعين لكونفرانس آب
- -مشكلة العراق وآفاق الحل- في مؤسسة كاوا
- قراءة مختلفة لتصريحات الرئيس السوري
- - شيخ الجبل - في ذمة الخلود
- هامان يضحك على لبنان
- مستقبل العلاقات الكردية العربية
- رسالة الاعلامي عدنان حسين الى ندوة كاوا
- نظام - الوساطة -
- لقاء - وارفين - مع صلاح بدرالدين
- حوار مع رئيس الرابطة السريانية
- يالبراعة نظام الأسد
- فلسطين واللعب بمكان آخر
- جدلية التفكيك والتركيب في عملية تغيير أنظمة الاستبداد ( 2 - ...
- جدلية التفكيك والتركيب في عملية تغيير أنظمة الاستبداد ( 1 - ...


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - مشاركة من ومع من .. نقاش مع هيثم المناع