أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - القوة ومنهجية الوقت والأمل.















المزيد.....

القوة ومنهجية الوقت والأمل.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 3112 - 2010 / 9 / 1 - 08:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يزداد الحديث في الأوساط الأميركية عن الحاجة إلى صفقات سياسية تبرمها الإدارة الأميركية مع ما بات يسمى في السابق أطراف" محور الشر" والقصد إيران وسورية وحزب الله وحركة حماس" الذي لا يمكن الاستغناء عنه في صنع السلام في منطقة الشرق الأوسط.
من الصعب دوما الحديث عن سياسات أمريكا دون المرور على عامل القوة*، وغالبا ما تتوه حقيقة هذه القوة، بين تنظيرات المثقفين والسياسيين، والقوة دوما موجودة لتقبض ثمنها، لا يوجد قوة مجانية في هذا العالم، القوة عندما تكون عارية تكون بشعة، وأكثر عرضة لأن تنهار، ولكن القوة عندما يكون لديها محفزات حضارية ونموذج تاريخي تصبح أكثر رسوخا، أمريكا بالذات تحولت إلى قوة دون أن تمر بمرحلة الاستعمار التقليدي، لا بل هي في مرحلة من المراحل كانت مستعمرة إنكليزية، وتقاتلت بريطانيا العظمى مع فرنسا، من أجل استعمارها، أو من أجل إدامة هذا الاستعمار، حتى حققت الولايات المتحدة الأمريكية استقلالها عن بريطانيا، أمريكا منذ استقلالها وربما حتى اللحظة شكلت نموذج تاريخي للبشرية، فنزحت البشر إليها من كل حدب وصوب كمجتمع الفرصة الذهبية، هذا النموذج التاريخي"الأرقى" والذي يجمع بين قوته الأولى وبين ثقافة يصدرها مجتمعها على أنه" المجتمع الحلم" مع أن هنالك دول في اوروبا العجوز، كما يطيب للأمريكان تسميتها، فيها مجتمعات أرقى حضاريا ومدنيا، ولا تقارن فيها بعض الميزات مع المجتمع الأمريكي، مثل سياسات الضمان الاجتماعي والصحي، وخلوها من الجريمة المنظمة والفقر..الخ كالسويد والنرويج وسويسرا، إضافة إلى معدلات دخل عالية لمواطنيها، رغم أنها دول لم تشارك في الهجمة الاستعمارية التقليدية على دول ما سمي بدول العالم الثالث، أمريكا في العقود الأخيرة حاولت استثمار قوتها العسكرية لأبعد مدى ممكن، من أجل التحصل على ميزات تفضيلية أخرى على الصعيد الدولي وعلى كافة المستويات، وفي العالم كله وليس في اوروبا وامريكا والصين فقط هنالك إجماع" على أن الشرق الأوسط بما فيه هو المفتاح الأكيد لتحقيق كل ذلك دفعة واحدة أو بالتقسيط الضاغط أو المريح! إن السياسة الأمريكية ليست صفقات وفقط، كما أنها ليست تدخلات عسكرية فقط، وليست علاقات ثنائية مهتزة أو راسخة، وأيضا أمريكا تملك تقريبا أكبر طاقم دبلوماسيين ومستشارين، ومؤسسات رديفة لصنع القرار.
هذا كله يحضر بكل ثقله في الشرق الأوسط أكثر ما يحضر في أي مكان في العالم، وسبب الوجود الإسرائيلي ليس غائبا بالطبع، ولكن في النهاية الأولوية هي لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية، كما تصيغها مراكز القوى وهذا الكم المرعب من العاملين في الشان السياسي والدبلوماسي عبر مؤسساتهم الحكومية والمدنية.
من شأن المتتبع لأحوال السياسة الأمريكية في المنطقة، ألا ينجر فقط نحو الإخفاقات والانجازات، بل عليه رؤية ما لم يتم تحقيقه، ولماذا؟ وبنفس الوقت كيف يمكن تحقيقه؟ مناسبة هذا الحديث هو دورة المفاوضات الجديدة بين السلطة الفلسطينية من جهة والحكومة الإسرائيلية من جهة أخرى وبرعاية الرئيس أوباما شخصيا، ثم في المقلب الآخر يجري الحديث عن إطلاق المفاوضات السورية- الإسرائيلية، خاصة بعد تعيين السيد ساركوزي للسيد جان كلود كوسران مبعوثا من أجل إطلاق هذه المفاوضات، فإذا كانت السياسة الفرنسية مفهومة، وتريد أن تشارك مع السلطة السورية في استكمال ما بدأته من الانفتاح على السلطة، ومعروف كم هي مهمة بالنسبة للطرفين كم هو مهم ملف المفاوضات مع إسرائيل من أجل استكمال المهمة، والتي لا علاقة لها أصلا بإنتاج سلام عادل وشامل، بل لها علاقة بوضع السلطة السورية إقليميا ودوليا من جهة، وحشر أنف باريس في ملف السلام من جهة اخرى، وللعلم معروف عن جان كلود كوسران ومدير المؤسسة الحالية التي يعمل فيها وهي شبكة السيد الآغا خان أنهما لعبا دوراً مهماً في إعادة العلاقات بين باريس ودمشق عام 2007، إذ بعثه الرئيس نيكولا ساركوزي المنتخب حديثاً آنذاك في مهمة خاصة إلى لبنان وسورية قادت فيما بعد إلى جملة تفاهمات فرنسية سورية تركزت على المسألة اللبنانية، ويشغل كوسران حالياً منصب مدير الأكاديمية الدبلوماسية الدولية، في باريس التي تمولها بشكل أساسي شبكة الآغا خان.
استكمال إعادة العلاقات وما يترتب عليها هي الغاية من هذا التعيين، ليس إلا. هذا التعيين من الواضح أن الإدارة الأمريكية لا تعيره أهتماما كثيرا، لأنها في النهاية لا تريد شركاء لها في الملف الخاص بإسرائيل، تريد داعمين لسياستها في هذا الملف ماديا ورمزيا فقط، لهذا لم تكترث كثيرا مؤسسات الاتحاد الأوروبي أو بعضا منها، بمهرجان عودة المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية في واشنطن واعتذرت السيدة آشتون منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي عن الذهاب، ورأت أن ذاهبها لا يقدم ولا يؤخر. في النهاية ما أردنا قوله في هذه الحالة، هو أن هنالك في السياسة الأمريكية والأوروبية عموما، لكونها تمتلك القوة، شيئان نادرا ما يجري التطرق لهما، أضع الوقت وأعطي الأمل، أضع الوقت حتى تصبح جاهزا" بمفاوضات وفشل مفاوضات وعودة مفاوضات وتعيين مندوبين لإحياء المفاوضات، وبعث الأمل من جديد، وهكذا دواليك. هذه السياسة لا يمكن أن تكون دون أن يكون هنالك وراءها قوة تحميها، فإن اللعب على الوقت لتحقيق أهداف، يجب ان تكون القوة موجودة لكي لا تضيع الأهداف الأساسية في غياهبه أو في بروز قوى جديدة أو منعطفات لم تكن في الحسبان. وهذا نجده في العين الأمريكية على ملف العلاقات الأمريكية الإيرانية بشكل أساسي، وإسرائيل كنخب حاكمة وكأكثرية مجتمعية تعبر عنها مؤسساتها هل هي جاهزة لسلام مع الفلسطينيين أو السوريين؟ أعتقد أن أي مراقب يرى أنها غير جاهزة، وخاصة أن إسرائيل تريد معرفة الأوضاع الإقليمية وماهو موقعها فيها وهذا سبب آخر يضاف لسياسة إضاعة الوقت وإشاعة الأمل التي تنتهجها الآن حكومة باراك أوباما على صعيد الملف الفلسطيني والسوري. لأن عينها على العراق وإيران وأفغانستان. وإسرائيل مستمرة في إجراءاتها في قضم الأراضي وتحصين الجدار العازل، وتهويد القدس.
لهذا ستفشل هذه المفاوضات كغيرها وإن حققت شيئا ما لذر الرماد في العيون فسيكون وقف العمل بمستوطنة ما رفع الحصار عن مدينة فلسطينية ما.
فهل ستبقى القوة الأمريكية قادرة على هذا النوع من السياسة في الشرق الأوسط" إضاعة وقت الآخرين وإشاعة الأمل لديهم وكسب الوقت لها؟
* لايعني تراجع هذه القوة أو تعثرها هنا أو هناك أنه لم تعد كذلك. وامريكا إقليميا لم يعد بيدها كل أوراق الحل، ولكن بيدها تعطيل أي حل.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلطة الدولة أم دولة السلطة؟
- باب الحارة- خواطر
- الديمقراطية شرق أوسطيا.
- سورية مأزق يعاد إنتاجه5-5
- طائف عراقي في دمشق!
- سورية مأزق يعاد إنتاجه4 المسألة الكردية.
- سورية مأزق يعاد إنتاجه3
- سورية مأزق يعاد إنتاجه2
- المعارضة الديمقراطية خارج التصنيف.
- سورية مأزق يعاد إنتاجه.
- حول خطاب المواجهة المحتملة.
- لا فصل للسلطات على المستوى الدولي
- مواطنون أم مسلمون؟
- أوليفر ستون يعتذر!
- أوباما يريد حزب الله مدانا.
- المحكمة الدولية تحتمي بجبهة الجولان....
- أبي حسن لنخرج إلى الحياة.
- الشيخ سعد، جنبلاط الثاني، حزب الله ليس من قرر.
- الرهان البائس على ماذا؟
- نقاب الروح أكثر عتمة من نقاب الوجه.


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - القوة ومنهجية الوقت والأمل.