أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف علوان - التسامح والإرهاب














المزيد.....

التسامح والإرهاب


عارف علوان

الحوار المتمدن-العدد: 3095 - 2010 / 8 / 15 - 09:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ينشغل الأمريكان هذه الأيام بمشروع بناء مسجد قرب المكان الذي فجرته طائرتان اختطفهما الإرهابيون، وصدموا بهما برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك.
العمل القبيح الذي أودى بحياة ثلاثة آلاف من الأبرياء جلسوا غافلين، ومنشغلين بوظائفهم، وينتمون إلى كل الأديان، بما في ذلك الإسلام!
بعض الأمريكان، بينهم أولياء وأقرباء الضحايا، خرجوا إلى الـ Grand Point يحملون لافتات تندد، وترفض إقامة المسجد في المكان الذي يذكرهم، مع بقية الأمريكان، ببشاعة الإسلام وما ينص عليه من تعاليم تدعوا إلى القتل باسم الدين، البعض الآخر كانت شعاراته تدعو إلى التسامح مع المسلمين لعدم وجود ما يربطهم بالعمل ولا بدوافعه، ويطالبون بالتسامح معهم، وبناء المسجد ليكون رمزاً لفكرة جليلة، وعظيمة، تدعو إليها المسيحية، وهي التسامح، فعدا كل الخرافات اللاهوتية التي أحيطت بالدين الجديد أثناء ظهوره، فقد أكدت المسيحية "أدر خدك الأيمن لمن صفعك على خدك الأيسر" أو هكذا. لذلك لاقت المسيحية هوى لدى الغرب، العقل الذي سارع إلى الانفتاح، وكادت المسيحية أن تختفي من منبعها الأصلي الشرق، حيث أكدت اليهودية، وقلدها الإسلام، على العنف مقابل العنف "العين بالعين والسن بالسن"!
يقول المعارضون للبناء إن الصرح إذا ما قام سيذكرنا بأحبائنا الذين قتلوا من دون ذنب، ويؤيد الإسلام قتلهم بتعاليمه، ويرد عليهم المؤيدون أن المنفذين لعملية 11/9 خططوا ونفذوا للقتل هم قلة، ولأهداف غير دينية واضحة، والذين نفذوه قلة أيضاً مغرر بهم، أغروهم بالجنّة، التي لم ولن يشاهدها أحد من الأموات ولا الأحياء، وأن الضحايا وأقربائهم سيختفون من الحياة، ولن يتذكر الحادث من يأتي بعدهم، بينما يحمل الأثر الذي سيقام قيمة إنسانية ما بقيت فكرة التسامح تؤكد نفسها، في خضم قسوة الإنسان ورغباته الهوجاء بالقتل من أجل التحكم بالآخرين، ممن يمثلون الرعاع العاجزين عن وضوح الرؤية في أبسط القضايا!
في الحقيقة أن النقاش بين المؤيدين والمعارضين لإقامة المسجد يحمل دلالات فلسفية عميقة، فالمعروف أن جميع الإرهابيين خرجوا من الجامع، وفيه تعلموا الأفكار التي تشجع على القتل، وسيخرج غيرهم أيضاً، إلى أن تختفي ظاهرة الإرهاب الإسلامي، الذي استند في الجزء الأكبر منه على القرآن، المتناقض في تعاليمه حتى بالنسبة لقتل النفس، والذي يسميه أحد المفكرين العرب "سوبرماركت" تستطيع أن تجد فيه ما تشاء!
نضيف، أن البعض من الجيل الحالي من المسلين الأمريكان، ما زالوا يدينون بالولاء للأوطان التي جاءوا منها، بكل ما يروج فيها من أفكار مسمومة ومحرفة ومغرضة، ولن ينمحي ذكرهم وولاءهم إلا بعد ثلاثة أو أربعة أجيال قادمة.
من الناحية الثانية لعل المؤيدين لإقامة المسجد، سيؤكدون مرة أخرى أن فكرة التسامح ستبقى وإلى فترة طويلة، صالحة، ومقنعة في تغاضيها عن القتل ودوافعه، وليس من الإنصاف دمغ أمّة بأكملها بجريرة فرد شاذ، أو مجموعة مناصرة، لأن بين المسلمين من هم أخيار بطبيعتهم، لا تميل نفوسهم إلى إلحاق الأذى بأحد، بالإضافة إلى أن الأجيال القادمة منهم سيعثرون على طريقة فلسفية ثانية لحياتهم، يغدو الدين خلالها بلا أثر على بناء نفسيتهم، ويغدو أيديولوجية مندثرة مضى عليها الزمن!
للمزيد راجع: http://www.arif-alwan.blogspot.com//



#عارف_علوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا طلبت التخلص من الحريري، وحزب الله نفذ، وبدأ الخلاف باغ ...
- لا تقتربوا من الروح المعنوية في سوريا
- لماذا يبقى بلير مبعوثاً للجنة الرباعية بعد أن لطخت الشبهات ا ...
- دبي والفايننشال تايمز: بوابة إعادة التصدير لإيران
- الحلّ الذي ينهي مشكلة حماس
- حزب الله وتصريحات البطريرك صفير
- تخيلوا أن تسلم طهران إلى حزب الله أو حماس صاروخاً نووياً!
- تركيا تكشف عن وجهها الأصولي
- ارفعوا الحصار، وسنرى من الخاسر!
- اوباما يعترف بأنه أحرق أصابعه في الشرق الأوسط
- السعوديات بحاجة إلى ثورة على هيئة الأمر بالمعروف
- المسمار الأخير في نعش الإله!
- الظواهري، ورائحة الدم
- تعاريف عن التراث والتقاليد
- بقي 3600 مسيحي في غزة
- منظمة العفو الدولية وبيانها المخجل عن النقاب
- الكذب ملح رؤساء الحكومات البريطانية الحاليين
- ما يشبه السيرة
- الخلاف بين أوباما ونتينياهو حول مصير إسرائيل
- الرماد الذي غطى أوربا، وعلاقة الآلهة بالبراكين


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف علوان - التسامح والإرهاب