أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد البدري - أزمة النص عند العرب والاسلاميين التاريخية















المزيد.....

أزمة النص عند العرب والاسلاميين التاريخية


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3090 - 2010 / 8 / 10 - 14:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تشابك العلمانيين الليبراليين علي موقع الحوار مثلما تتشابك باقي الفرق، حيث بدأها (مع حفظ الالقاب للجميع) طارق حجي وسيد القمني و وفاء سلطان و هوشنك بروكا ومصطفي حجي وانا. كان موضوع الخلاف هو اسباب تخلف المسلمين وهي قضية ربما لا تسبب قلقا للمسلمين بقدر ما اصبحت تمثل خطرا علي العالم برمته. فالمسلم يعتقد ان عقيدته صحيحه لا باطل فيها وعلي العالم كله ان يضبط نفسه للتعامل معهم لانهم خير امة اخرجت للناس وانهم حاملين للحقيقة التي يفتقدها العالم السادر في ضلاله وغيه وعدوانيته. فالمسلم الذي يعترف ضمنا بضألة وضع المسلمين وتخلفهم يحيل الامر الي السياسة العالمية او الي نظم فاسدة تحكم عالم المسلمين، مبرءا افكاره وسابق موروثه وعقيدته من كل خطأ. ويجد المسلمون تفسيرا لكل شئ من داخل الافكار الاسلامية وبالنصوص القرآنية قفزا فوق الواقع الذي صنعوه هم طوال تاريخهم.
يقول بليخانوف في مخطوطه "بحوث في تاريخ المادية" : إن كل من يلجأ الي الفكرة ليفسر واقع الطبيعة والاشياء او التطور الاجتماعي إنما يترك الارض الحقيقية للواقع ويدخل ملكوت الخرافة.

وعلي نفس المنوال لم يكف هيجل عن القيام بنفس العملية باستخلاص الافكار من الواقع ومنحها وجودا مستقلا ثم اعادة تشييد عالم بناءا علي تلك الافكار بعد خلطها بالمثالية في الفكر الالماني والتي لم يتمكن ايمانويل كانط التخلص منها عندما اعتبر العقل اعلي سلطة للوجود. كان هيجل آخر المثاليين، لكن اكبر انجاز لهيجل انه قال بان عناصر الحقيقة مترابطة فيما بينها بل ويترابط وضعها المادي مع ما ينتج عنها من افكار بنفس الطريقة التي تترابط فيها الافكار في العقل. فعند هيجل لا أهمية للوقائع المادية بدون فكر ولا فكر بدون واقع يتم رصده لاستخلاص مفاهيمه وظل الدين في مكانه يشرح ويفسر ويقدم حلولا ويفرض نصوصه رغم تناقض صوره النصية واللغوية عن حقيقة واقع الاشياء.
فرغم ان التامل في تاريخ الفكر والافكار يوحي بان هيجل كان يندفع بخطوات متعثرة الي تحقيق القول بتقدم الروح صوب الحرية. لكنه لم يجرؤ علي كشف العثرات التي يضعها الدين في وجه التقدم نحو الحرية. لكن وعيه الداخلي الذي كان ينتظر من جاء بعده ليكمله كان يقول: " ينبغي علينا ان نكف عن محاولة جعل العالم معقولا طبقا لمفاهيمنا الضئيلة المبتسرة. فليس من واجبنا ان نغير الاشياء بل ان نفهمها. كان هيجل في زمن الفورة الاوروبية حيث اثبت الفكر الفرنسي تفوقه علي نظيره الالماني لكن ما العمل والفكرة القومية الالمانية كانت في حاجة الي التبلور قبل ان تنهار في البحر الاوروبي الذي ابحرت فيه العقلانية الفرنسية بجيوشها حتي عاصمة بلاد الروس.

كان هيجل يستخلص التاريخ المرة تلو المرة من مفهومات صورية خالصة في حين ان الفلسفة عليها ان تبدأ لا من التجريدات بل من شئ واقعي بكل ما فيه من مطالب واحتياجات مادية والا انقلبت الي دين. وجاء من بعد هيجل من استعاد توازن الفكر ووحده مع ما في الواقع من تجارب وتاريخية واحداث فاصبح الفكر هو تعبير عن الواقع والواقع مفرزا للفكر والجدل بينهما مستمر من اجل التغييرارتقاءا بالانسان عامة وبالاوروبي خاصة. ولم يكن هيجل المستنير الوحيد في زمنه بل كانت هناك موجه تنويرية عقلانية تجوب سماء اوروبا مما جعله يري في الثورة الفرنسية تحولا حاسما في تاريخ العالم، فهناك اخذ الفرنسيين ولاول مرة اخضاع الواقع الاجتماعي للعقل وكانوا يرون ان العقل يجب ان يحكم الواقع بما في ذلك الواقع الاجتماعي. ولان الواقع يفرز في حد ذاته افكارا علي العقل ادراكها فان من اتوا من الماديين بعدها جعلوا العالم محكوم من داخله بماديته وافكاره بعد ادراك العقل للوجود وللمادة وللقوانين. هكذا غادر الجميع الخرافة والدين والشعوذة والسحر الي غير رجعة.
هذا السياق هو بعكس حال المسلمين الذي تحاور علي اسباب تخلفهم نخبة من موقع الحوار المتمدن. ففي كتاب الحزب الهاشمي بدات الامور تنطلق من واقع مكة وهو امر صحيح لان واقعها كان في حاجة للتغيير بشرط فهم ما يجري. فما سبب تخلف المسلمين إذن طوال هذا التاريخ؟ فالاخلاق والقانون عندهم اصبحت قانونا خارجيا، ولو قال احد بانسنة النصوص او بانها منتج ثقافي او ان لها تاريخية – بكلمات اخري ربط النص بالواقع مثلما قال نصر ابو زيد – لهجموا عليه وقتلوه لان الفكر الحاكم اصبح لدي المسلمين منفصلا عن الواقع ومتعاليا عليه. فهل ادي تخلف المجتمع المكي الي الانعتاق علي الطريقة الفرنسية او حتي الالمانية ام ان تخلف المسلمين متجادلا مع نصوصهم الحاكمة.

ربما كان شرح حالة واحدة مما فرضه العقل الاسلامي كفيل بتوضيح اسباب التخلف. فقانون منع الربا مرده الي اسباب مادية اجتماعية بحتة في واقع حال يثرب كما جاء اول ما جاء في سورة البقرة المدنية حيث المهاجرين دون اموالهم ومتاعهم المتروك في مكة في حاجة الي التخلي عن مديونتهم لاهل مكة مع التخفف من اعباء الاقتراض الجديد من اهل المدينة بحثا عن عمل او تجارة يتكسب بها المهاجرين. يبدوا تحريم الربا مغريا لبعض الماركسيين ومتفقا مع التساؤل ان الراسمال لا ينتج راسمالا فمن اين ياتي الربح؟ وربما كانت هي السبب في التغني ببيت الشعر: الاشتراكيون انت امامهم. بدت فكرة الغاء الربا كما لو انها توجه اشتراكي بمنع الراسمال من انتاج فوائض لحسابه دون عمل. لكننا نفاجأ بان النصوص لا تحرم الملكية ولا تنزع ملكية راس المال بل تتاجر بها حتي مع الله. كان مثال عبد الرحمن ابن عوف (الموعود بالجنة) حيث يعود من السوق باقصي ربح مدعاة للتساؤل عن مصدر الفوائض الربحية؟

لكن دعنا من الحالات الخاصة ولنري الامور في اطارها العام، فهل منع الملكية الراسمالية قد سبقه منع ملكية الانسان للانسان حسب تطور تحقيق الحرية والروح بتقدم الفكر والواقع كما اقره هيجل؟؟ كان من المفترض تحرر من ينتجون الثروة قبل الحديث عن ملكية الثروة، ففقه العبيد والجواري والاماء ونصوص الدين التي تعزز هذا كثيرة، مما حدي بالمسلمين العرب الي ابقاء العبيد لزمن اطول مما عند باقي الشعوب الي حد ان اليمن وبعد الثورة التحررية التقدمية التي ايدها ودعمها امام الاشتراكيين الارضي خالد الذكر ( الله لا يرجع ايامه)، في ستينات القرن الماضي، تم اكتشاف ايصلات وصكوك ملكية حديثة للبشر بها في هذا القرن. ومن لدية ادلة عن باقي مجتمعات الخليج فربما يكون في التعليق مساحة إضافية لاكمال هذا المقال، فهي مجتمعات حكمها النص الذي جمد الواقع، بل وافسده. فياتري كيف نفهم بعض العناوين التي تشاكلت وتحاورت حول تخلف المسلمين علي هذا الموقع الفريد في ديموقراطيته وتقدميته؟



#محمد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انسدادات حوارية ومحاولة محموده للحل
- سؤال قديم مكرور
- في ذكري العام التعس 1952
- نصر ابو زيد الحاضر دائما
- بين هايزنبرج وعمارة
- السلف وبلاهة الفكر
- الكنيسة إحدي مؤسسات القمع التاريخية
- المشترك بين لينين وستالين والاسلام
- إما الليبرالية وإما مالاخوليا العروبة
- صديقي العزيز
- العرب بين الاساطير والعقلانية
- حوار مع د. طارق حجي
- أهل السنة أهل المشاكل
- جاء بمجلة الايكونومست
- ويسألونك عن الروح
- البديهيات التي لم تكن كذلك
- عَمَّ يَتَسَاءلُونَ
- الكفيل من سوءات العرب
- تشريح المجتمع هو فضح لنصوصه
- في ذكري عيد عمال مصر


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد البدري - أزمة النص عند العرب والاسلاميين التاريخية