أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله خليفة - (طنين) محاولة روائية سعودية














المزيد.....

(طنين) محاولة روائية سعودية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3087 - 2010 / 8 / 7 - 10:29
المحور: الادب والفن
    


تتسعُ دوائرُ الروايةِ في السعودية وتتوجهُ لتحليلِ الحياة الاجتماعية، بل لسبرِ أغوارِ التاريخ الصعبة.
(طنين) روايةٌ تقومُ بعرضِ وتحليلِ التاريخ الحديث للمملكة، وهي بقلم سيف الاسلام بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود، فهو شخصٌ من التاريخ الداخلي للمملكة بل من صميم هذا التاريخ، رغم هذا فهو باحثٌ في قضايا الحياة الاقتصادية المعاصرة، ولكن يبدو أن له اهتماماً عميقاً بتاريخ بلده، ولهذا قامَ بعرضهِ في أولِ روايةٍ له التي عنونتْ باسم (طنين).
يعودُ المؤلفُ سيفُ الإسلام إلى حقبةٍ بدا انها قد دُفنت، وأن لا أحد يمكن أن يعودَ إلى تفاصيلها، وهي غزو حاكم مصر وهو محمد علي في القرن التاسع عشر الجزيرة العربية، والآثار والمعارك والتغييرات الاجتماعية والسياسية التي ترتبتْ على هذا الحراك التاريخي الخطير.
محمد علي رجلٌ خطيرٌ في تاريخِ المشرق العربي خاصة، ولعبَ دورَ المؤسسِ للحداثةِ وبصيغتها الأوروبية التقليدية المتداخلة المتصارعة، ومهد حتى للثورات العسكرية التي جرتْ بعد ذلك.
إن المؤلفَ قرأ بعمقٍ الأحداثَ بتفاصيلها الدقيقة، بين الجزيرةِ العربية ومصر، ووقف عند أحداثها المباشرة، ومسارات الصراعات السياسية فيها، أي بين هجوم القوات المصرية ونسفها مدينة الدرعية عاصمة الوهابيين واحتلالها الحجاز وضمه إليها، وبين أسر العائلات السعودية الحاكمة وعائلات علماء الدين الوهابيين التي شاركت في الصراع والدفاع عن المدينة، ومن ثم متابعة عيشها في أرضِ الكنانة بالقاهرة، وكيف تبدلتْ أحوالُها واطلعتْ على صنوفٍ من العيشِ والحداثةِ لم تخطرْ لها ببال، فيما قُطعت رؤوسُ القادة في عاصمة الخلافة (الآستانة).
المؤلف سيف الإسلام ولأنها تجربته الأولى في العمل الروائي فقد اعتمد أسلوباً تقليدياً في إنشاءِ الحبكة الروائية، فقد شكلها من خلالِ أسلوبِ الرسائل الموجهةِ من طرفٍ واحدٍ الى مرسلٍ إليه، وهي رسائل لا دور فنياً لها، فكأن المرسلَ للخطابات يحدثُ نفسَهُ، أو يتكلمُ بشكلٍ منولوجي، ذاتي، مع أفكارهِ، من دون وجود طرفٍ آخر مختلفٍ أو مصارعٍ أو مضاد يحاوره ويختلف معه، أو أن يظهر رواة آخرون، لكن بطبيعة الحال أسلوبه أفضل بكثير من أساليب السرد الأولى.
بطلُ الروايةِ أو شخصيتُها المحوريةُ الأميرُ خالد بن سعود كاتبُ الرسائلِ المطولةِ لأحدِ معارفه في مدينة الرياض، لا ينتظر إجاباتٍ، لأن رسائَلهُ كانت تُقرأ من قبلِ سجانيه في المدينة، التي حُبس فيها بعد أن فشلَ مشروعهُ السياسي وتم سجنه ونفيه للحجاز حتى وفاته.
أي إن رسائلَهُ لم يكن لها دورٌ روائي بنائي، يهيجُ الأحداثَ ويطورُها، بل كان لها دور الروي الصامتِ، الساكنِ، التعريفي بالشخصية الكاتبة وحراكها، بدءاً من نضالها في الدرعية ودفاعها عن الدولة السعودية الأولى حتى نفيها، ورؤيتها مدينة القاهرة المختلفة، وتبدلها من خلال هذا العيش، عبر قراءات مطولة للأفكار الحديثة سواءً على المستوى العربي القديم النهضوي أم على المستوى الأوروبي.
وكذلك متابعتها لما آل إليه مصيرُ مؤسسي الدولة السعودية الأولى من نفي الى مصر ثم الى تركيا، ومن ثم القضاء عليهم في الآستانة عاصمة الخلافة الإسلامية كما ذكرنا التي ترفضُ ظهورَ قيادةٍ إسلامية أخرى منافسة لها خاصة من الجزيرة العربية.
خالد بن سعود الشخصية الكاتبة للرسائل، محور الرواية، وراويها الأوحد، يعرض عروضاً ثقافية غير بنائية روائياً، أي أنه يخلط بين الموسوعة والعمل الروائي، فهو يستعرضُ عصرَ النهضة العربية القديمة وما ظهرَ فيها من تياراتٍ ثقافية وفلسفية، وما جرى من تطور حال الخلافة التركية والصراعات فيها بين المستبدين المتخلفين والمصلحين، وما أحدثهُ محمد علي حاكم مصر من تطورات حضارية، وما قامَ به من حروب، وهي كلها معلومات تتشكل خارج السرد الروائي.
أما حراكُ البطلِ خالد بن سعود فهو حراكٌ ضئيل، لكونِ شخصيتهِ مأخوذة من الخارج، ويتم التركيز في ظروفها الخارجية وليس في صراعها الداخلي، ليس على التناقض الكبير بين أحلامها وبين الواقع المتخلف، بين تعلقها بحداثةٍ غامضة وبين واقع يحتاج إلى رؤية دينيةٍ تحديثية إصلاحية، لم تكن هذه الشخصية قادرة على تجسيدها فنياً ولا على إنتاجها ممارسة.
كانت الظروف بطبيعة الحال صعبة جدا، لكن هذا لا يمنع من جعل الشخصية بؤرة العرض الروائي، وتجسيد تناقضاتها، وخاصة أن الفترة المختارة والشخصية المعروضة تمثلان منطقتين روائيتين خصبتين.
هي محاولةٌ مبكرةٌ للكاتب في دخول دهاليز التاريخ العسرة وهي تنبىءُ بموهبةٍ وبغزارةِ معرفة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ضاعت بوصلة الإصلاح؟
- الحلال والحرام في السياسة الراهنة
- استراتيجية البرتقال وليست القنابل
- باكستان دولةُ القبائل العسكرية (3-3)
- باكستان دولةُ القبائلِ العسكريةِ (2-3)
- باكستان.. دولة القبائل العسكرية (1)
- العقوبات والتحولات في إيران (3-3)
- العقوبات والتحولات في إيران (2)
- العقوبات والتحولات في إيران (1)
- أسبابٌ إضافية لضعفِ الديمقراطية في الخليج
- ريح الجنة والليبرالية الحكومية
- الطائفية وعوائق الرأسمالية
- الموظف الكبير والتاجر
- في الحالة الشمولية
- إمكانيات الليبرالية الوطنية
- التقدم صناعة الحاضر
- أزمة المعارضة الإيرانية
- الأحزاب المذهبية السياسية في العراق (2)
- الأحزابُ المذهبيةُ السياسية في العراق (1)
- الإصلاحيون الإيرانيون (4)


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله خليفة - (طنين) محاولة روائية سعودية