أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرضا حمد جاسم - مذكرات جندي أحتياط من 1981 الى1984/ الجزء الأول















المزيد.....


مذكرات جندي أحتياط من 1981 الى1984/ الجزء الأول


عبد الرضا حمد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3084 - 2010 / 8 / 4 - 19:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مذكرات جندي احتياط من منتصف1981 إلى منتصف1984
ألمقدمه: فتره عصيبة وقاسيه لم يكن لنا فيها رأي مرت عجاف سالت فيها دماء كثير وحل فيها الزعماء في البلدين ودول الإقليم والأمبرياليه العالمية محل (أللـــــــــــه) لمدة ثماني سنوات.
حرب خاضها العراق ضد الجارة إيران بالنيابة عن السعودية التي أخبرت القيادة العراقية الطامحة إلى شئ سخيف حفرت به قبرها (قالت السعودية: ألريّال عليكم والرِيال علينه) وأمريكا الراغبة باللأنتقام من إيران التي مسحت بكرامتها إن وجدت وشرفها إن وجد بالأرض.
حرب تسيد فيها الغباء العربي المتأصل وهبت الجموع والحناجر تهتف فرحاً كلما زهقت الأرواح البريئة...وهب الملايين من الأخوة المصريين الأبرياء بالتوافد للعمل في العراق بتنسيق أمريكي إسرائيلي مصري لامتصاص غضب الشارع المصري من مسيرة مايسمونه سلام مع إسرائيل وأغدقت السعودية أموال الشعب السعودي لتسديد فواتير أجور العمال المصريين وبعض فواتير الحرب ومعها كانت الكويت التي أصبحت الجسر البري وكذلك ألأردن الذي لم يكتفي بالثأر من الأبرياء لدم أولاد العم التي زهقت أرواحهم بأيدي عراقي ودفع وتمويل سعودي لتحطيم الاتحاد الهاشمي.
حرب جندت كل الدول الغربية ترساناتها العسكرية والدبلوماسية والأعلام لاستمرارها وعرقلت كل محاولات إيقافها
وجهد الأمم المتحدة وبعض الوساطات فقتلوا الوسيط الدولي السويدي وقتلوا الوسيط العربي الجزائري.
الحرب التي أرادتها بعض دول الخليج بغباء وحقد وطائفيه وأرادتها إسرائيل لإخراج مصر من أمتها وللإمعان بإذلالها وأرادتها أمريكا لتطبيق خططها لاحتلال الخليج بعد أن هرب حارس الخليج شاه إيران
حرب أرادت من خلالها السعودية تحطيم مشروع الوحدة العراقية السورية التي كانت على الأبواب كما فعلت مع الاتحاد الهاشمي.
حرب حرقت بلدين وشعبين من أرقى الشعوب وأكثرها رفداً للأنسانيه وكنز الحضارة البشرية ونبع القيم النبيلة التي ظلت
تقدم للأنسانيه مدادها الذي لاينضب أمام دول لاتاريخ لها ولاقيم.
حرب زهقت فيها مئات ألاف الأرواح البريئة وتيتم وترمل الملايين وحرقت فيها مئات المليارات كانت كافيه لتغير وجه العالم بأسره
هذه المذكرات انتزعتها من ذاكره حفرت فيها الأيام والمواقف الكثير وسطرتها للتذكير ولإعطاء أناس بعض حقهم وفي مقدمة هؤلاء محور هذه المذكرات الرجل البطل النبيل (النقيب سلمـــــان إسماعيل فرحان المياحي/من أهالي بلدروز وسكنة بغداد /حي الكماليه)
اعتمدت في تبويبها على الأماكن التي جرت فيها وحسب تسلسل الأحداث وتواريخها بالسنين مع الاعتذار عن ذكر بعض
ا
لأسماء كأمله أو التواريخ بالأيام لعطب بسيط أصاب محرك البحث الدماغي(هذا مدخل لتشجيع الرد والانتقاد)
وتقسم المذكرات الى جزئين الأول ويشمل: معسكر الصويره..والشيخان...وزاويته...وباكرمان
والجزء الثاني ويشمل..حانقين....ومندلي ....وزرباطيه....وبدره وجصان والشجره الخبيثه
1.معسكر الصويـــــــــــــــــــره
في منتصف 1981 تم دعوة مواليد 1955 ومن سيق معهم لأداء خدمة الاحتياط وقد شملني ذلك لأنني من خريجي الجامعة لعام 1974
التحقنا سوقاً من تجنيد الناصرية إلى معسكر المحاويل كمعسكر تدريب أولي وبعد الانتهاء نقلنا إلى معسكر الصويره لتشكيل لواء مشاة جديد تحت رقم 506 وكان يرمز له (لمش506)
عند وصولنا المعسكر تم تقسيمنا على الأفواج وكان نصيبا الفوج الثالث وكان المشرف على الفوج م.أول احتياط(رزق)
وهو خريج كلية الزراعة جامعة بغداد لعام 1975 أي بعدي بدوره ونحن نعرف بعض جيداً لقد فؤجئ بوجودنا ونحن
كذلك لقد تم توزيعنا إلى سرايا وكان تنسيبي إلى السرية الرابعة ولكوننا خريجين فد كلفنا بالأمور الكتابية( القلم)
كان المعسكر عبارة عن خيم وبعض الأبنية البسيط للضباط لأن المعسكر أصلاً لقطعات عسكريه أخرى
بداء النصاب بالاكتمال بوصول دفعات جديدة من المنقولين ألينا
كان م.أول رزق شاب وسيم طويل ضخم تليق عليه ألبدله العسكرية للقوات الخاصة التي كان يرتدي ولكنه بالمقابل شاب هادئ مؤدب جداً خجول ذو صوت ناعم خجول بشكل لا يتناسب مع العسكرية ولا يرغب با لالتقاء معها
لم يتكلم معنا أو يتعمد اللقاء لأن يكفي أنك خريج جامعه وليس ضابط يعني عليك علامات استفهام قدرنا ذلك وقد اختليت به لعدة دقائق فأعتذر بأدب وقال لقد عرفتك من أول لحظه ولكنها المشاغل قدرت له ذلك ولم أحاول الالتقاء به مره أخرى
كان م.أول رزق من أهالي كركوك ومن الديانة المسيحية
بعد اكتمال الفوج تقريباً نسب إليه آمر فوج جديد هو المقدم(ماهــــــــر) من الأخوة التركمان وهو ضابط متعجرف من المغضوب عليهم وغير كفء عسكرياً كما تبين فيما بعد
ثم التحق إلى الفوج ضابط جديد نسب آمر لسريتنا السرية الرابعة شاب اسمر يفيض حيوية رشيق معتدل الطول برتبة نقيب لكن رتبته أكبرمنه كما يظهر لنا با لمقارنه مع ما كان موجود من ضباط احتياط مترهلين نصبت له خيمة قرب القلم
أول لقاء له بنا بعد انتهاء العرضات لأنه لم يخرج للعرضات لانعرف لماذا وقت ذك دخل علينا الخيمة وعرف بنفسه وطلب من كل واحد منا تقديم نفسه ومن أي مدينه وعمله قبل العسكرية وكنا ثلاثة:
أنا عبد الرضا حمد جاسم مواليد1951 خريج كلية الزراعة جامعة بغداد مهندس أنتاج في المنشاة العامة لمنتجات أللألبان في أبو غريب ومن أهالي الناصرية
صباح عاجب عباس مواليد1955 من أهالي ألبصره خمسه ميل لحام فني أنابيب نفط
علي عناد عبد مواليد1955 من أهالي كربلاء موظف ذاتيه في أحدى الدوائر
بعدها رمقني بنظره خاصة توقعت أن تسفر عن أسئلة من قبيل لماذ لم تكن ضابط لكنه بكل احترام وعسكريه ودعنا وخرج من الخيمة
كنا نحن سكنه بغداد ننزل إلى بغداد بعد نزول الضباط ونعود في اليوم التالي وقد أخبرته بذلك عند التعارف وعند المساء وجدني لا أزال في المعسكر فأستفسر مني عن ذلك فقلت له سيدي أنت موجود (وبعدك ما نازل أو خاف تحتاج شئ) جاوبني ضاحكاً أنت إذا ورأي تره بعد ما راح تنزل (يله روح) لم أفهم قصده من عبارته تلك
بعد يومين عرفت من مسئول قلم الفوج الأخ محمد هاشم/رسام وخطاط محترم وهومن أهالي الناصرية أن السيد النقيب منقول عقوبة وعليه مجلس تحقيقي من وحدته السابقة وهو موقوف لحين أنجاز المجلس وتبين من الأوراق ألتحقيقيه انه حاول الاعتداء على آمر وحدته السابقة وأن القضية: في أحد الأيام وأثناء الفطور قال الأمر أن هذا المكان للقاده والأمرين وكأنه يقول للآخرين اتركوا المكان فترك البعض ورفض نقيب سلمان ذلك وعندما أعادها الآمر باتجاه النقيب أنفجر به صائحاً هذا مكان المقاتلين وليس (الخاتلين) بالمكاتب المقاتل لايخرج ثم تهجم على الآمر عندما نهره على رده هذا
أما رتبة النقيب فهو خريج جديد من الكلية العسكرية وعند الهجوم على إيران ساهم في اقتحام مضيق (كولينا) في القاطع الأوسط ومنح تكريم رتبه ثم تمت ترقيته إلى نقيب حسب الاستحقاق
هذه المعلومات انتشرت في الفوج مما زاد من احترام الجنود له وكذلك تواجده المستمر معهم وقربهم وروح الدعابة التي يتمتع بها وقربه من قلوب الآخرين واحترامه لهم وشخصيته الواثقة التي تشيع الاطمئنان بعكس بعض الضباط الاحتياط الذين يتسقطون الزلات على الجنود وتعجرف البعض منهم
كان الجميع يقارنوه مع الآخرين المترهلين المزعجين المنطوين المتعالين وعدم اهتمامه بموضوع الحزبية بعكس الآخرين فأحدهم عضو قيادة فرقه ومنسب آمر السرية الأولى من بيت السعد ون ومن أهالي الحي والأخر احتياط وهمه الاستفسار من الجنود عن ألدرجه الحزبية والعناوين وطلب المعلومات والأخر يهتم بشعر رأسه أكثر من الجنود ويحمل معه دفتر الجرد الحزبي
في احد الأيام استدعاني نقيب سلمان إلى خيمته وبعد أداء التحية العسكرية قال أريد إن أكلفك بشيء خاص عائلي(بيني وبينك) فقلت حاضر وأطمئن سيدي ثم قال أريد إن أخبرك بشيء خاص أيضا وهو أنني موقوف وغير مسموح لي با النزول لذلك قلت لك قبل أيام إذا(تظل وراي ماراح تنزل) وكان في تصوره انني لااعرف ثم أعطاني ورقه مكتوب فيها عنوان سكنه في بغداد مكتوب بخطه الجميل ومع ألورقه رسالة مغلقه قال أن فيها مبلغ من المال أريدك توصله للعائلة اليوم ثم قال(عرفت العنوان فقلت له نعم لكنني لم أذهب سابقاً إلى المنطقه فشرح لي طريقة الوصول وكان العنوان هو( بغدادـ الكمالية ـ شارع الجامع ـالفرع الثاني على اليسار ـخامس بيت) (أو سابع بيت لا أتذكر بالضبط) وتجيبلي خبر منهم ضروري(باجر مثل جيتك كل يوم)
أنجزت المهمة وعدت في اليوم الثاني فوجدته أمام خيمة القلم بألأنتضار سلمته الجواب فرح كثيراً وشكرني وبعد التعداد الصباحي استدعاني إلى خيمته وقال كنت على يقين بأنك ستحضر التعداد (ويمكن لو غيرك جان يضربله كم يوم بحجة مايندل المنطقه وقال مزهواً(قال أسمع أخويه هسه لو أظل بعد سنه محروم من الأجازة ما يهمني) كان النقيب حسب ما عرفت من أهله مسئول عن عائلته الكبيرة وعائلته الصغيرة حيث انه متزوج حديثاً . ثم قال(كلهم /يقصد الضباط/ هنا وهناك كَالوا قدم استرحام ألي أمر فوج الذي إذا وافق يرفعه إلى أمر اللواء للحصول على موافقة للنزول يوم يومين ماسويتها ولاراح أسويها)وبعصبيه قال هسه أنت زرت بيتي وأستدرك قائلاً(خوب ماضليت واكَف بالباب فأجبته ..لا..دخلت بين ما كتبوا الجواب)
أستمر الحال والحرب على أشدها في ذلك العام وإشاعات تحرك اللواء إلى الجبهة منتشرة وتحوم حول اللواء ألي أن استلم اللواء كأمر للواء (أللواء الركن قوات خاصة علي حمدي مصطفى/كان آمر مدرسة القوات الخاصة ونقل مغضوباً عليه إلى لواء مشاة احتياط ) كان أمر اللواء الجديد قائد عسكري محترم وسيم طويل القامة ممتلئ رياضي البنية كانت تلك العقوبة له خير على اللواء حيث توقفت نهائياً إشاعات النقل وتبين لنا أن هناك سياق عسكري كان معمولاً به في تلك الأيام يقضي بعدم تنسيب أي وحده عسكريه ألي وحده أكبر إذا كان أمر الوحدة الصغيرة أقدم من حيث الرتبه أو التخرج من أمر الوحدة الكبيرة
وبعد عدة اشهر تحرك اللواء إلى قاطع دهوك لتبدأ مرحله جديدة
ألشــــــــــــــــــــيخان:
استلمت السرية منطقة عين سفني ...أتروش وكان مقر السرية في مخفر الشيخان القريب جداً من مزاراو محج ألأخوة الأيزيديين مرقد( الشيخ عدي بن مسافر الأموي)في بداية عام 1982
بعد استقرار السرية أول ما قام به آمر السريه هو زيارة المرقد وأدى ذلك باحترام كبيروألتقى العائله الكريمه التي كانت تدير المرقد وجالسهم الأرض وتناول وشرب بعض ما قدم له وأوصى رب العائله بأبلاغه شخصياً إذا حصلت أي أساءه من أحد وأعتذر منه قائلاً أنني سأكرر الزيارة عدة مرات في الأسبوع إذا سمحتم لأقف على احتياجاتكم لأنني على يقين أنك لم تخبرني عن تصرفات الجنود وكانت المسافة بين مقر السرية والمرقد ليست أكثر من عدة أمتار.
وعند عودته جمّع السرية (المقر ومن كان متواجد من الربايا) وأوصاهم باحترام المرقد والقائمين عليه وممارساتهم وعاداتهم وطقوسهم )قائلاً كل مخالف حتى مخالفه بسيطة سيتعرض إلى عقوبة عسكريه شديدة جداً وعقوبة شخصيه مني(رافعاً يده اليمنى) ثم قال(من يريد أن يجرب فليفعل) وقال من الآن ممنوع الذهاب إلى المرقد ومن يريد يطلب ذلك من قلم السرية
وبعد المحاضرة استدعاني لمكتبه وقال: (شفت شلون ناس فقره...وبتهم حلوه....حيث قامت بتقديم الفواكه لنا بكل احترام وأردف قائلاً قد يفكر بعض الجنود تفكير سئ (ذوله أمانه بركَبتي ألي يعتدي عليهم يعتدي على عائلتي وزوجتي والي يسويها أقتله أهنا وخلي يحاكموني) أريد منك أن تتابع الموضوع في هذه الأيام لأنه إذا سارت الأمور من اليوم الأول بشكل جيد ستستمر جيده
وصادف في احد الأيام بداية موسم الحج حيث تقاطر على المرقد المئات من العوائل من كل مكان امر السيد النقيب جميع السرية بعدم الخروج واكتفى بحماية المرقد من بعيد وفي اليوم الثاني اصطحبني معه إلى زيارة المرقد دون سلاح حتى سلاحه الشخصي ودون حماية وقام بالسلام على من كان متواجداً وأخرج من جيبه عدة قطع نقدية معدنية و(دقها) في جذع شجره كبيره تتوسط المكان كما يفعل الأخوة الأيزيديين.
كان من عادته النزول إلى الموصل صباح كل يوم جمعه ومعه أنا وحمايته من أهالي الموصل أسمه محمد (وهو بمواصفات وتقسيمات هذا الزمن الردئ من الأخوة الشبك) وسائقه محمد مكَطوف (من أهالي البطحاء/ الناصرية)
وكان خلالها يحضر الاجتماع الحزبي أن كان هناك أاجتماع,
مساء أحد أيام الخميس استدعاني إلى غرفته وكان منزعجاً نوعما وبعد التحية العسكرية قال(شوف أخويه أبو محمد أنه أحبك أحترمك وأنت تستحق وأدري أنت وربعك مو بعثيه وانتم بكفالتي وماسمحت لأحد من ذوله يتدخل/كان يعني ضابط التوجيه السياسي وجماعته/ لكن أكَلك جاكم واحد نقل [أمر أمر الفوج وهو حلاق أمر الفوج أسمه (محمد) من أهالي الموصل وهو بعثي ويعمل بالأعاشه) كان النقيب لايحترم أمر الفوج ولم يذهب إلى الفوج مطلقاً حتى لايؤدي التحية العسكرية لأمر الفوج لأنه لايستحق حسب قول النقيب وكثير ما كان أمر الفوج يعرقل أجازة أمر السرية أيؤخرها يوم أو يومين يظن بذلك أن النقيب سيتصل به ويترجاه كما يفعل الأخرين ولكنه لم يفعلها مطلقاً فكان يظن أمر السرية أن هذا الجندي على اتصال مع أمر الفوج وبأ لمناسبة فهو من منطقة أو ناحية ( المحلبيه) التابعة للموصل ويتكلم التركمانية بطلاقه رغم أنه يقول أنه عربي(وأمر الفوج كما ذكرنا هو من الأخوة التركمان)) فقلت لأمر السرية (هله بيه) التحق الأخ محمد في اليوم الثاني ( كان قصير سمين) وتبين أنه إنسان طيب و( ما يهمه غير بطنه) والسيد أمر الفوج نقله إلى السرية حتى لاينحسب عليه وبعد الكلام عن (محمد الحلاق كما صار يسميه) قلت له أنت منزعج هل هناك شئ أخر ضحك وقال(أدري بيك تفهم عمك) ثم قال (باجر ما راح ننزل للموصل راح ننزل الأحد) حيث اتصل اليوم مسؤلي الحزبي وقل لي:أنت نصير متقدم منذ فتره طويلة وهسه رشحناك للعضويه ويجب أن تحضر الأحد الساعه العاشرة صباحا إلى المكتب العسكري في الموصل للامتحان الشفوي ويجب إن تقدم وقتها أطروحة من (5000) كلمه عن الأطماع الفارسية في الخليج العربي(تبين إن النقيب نصير متقدم منذ الكلية العسكرية)
قلت له مبروك هذاشئ جيد قال(اخويه هاي لغوه أنه مالي خلكَهه ومنين أجيب خمس تالاف كلمه) (كَتله هاي خليهه عليه كَال شلون ) قلت له أنني امتلك مصادر كثيرة ولكنها في البيت في بغداد ويجب أن أذهب غدا فجراً لأعود مساءً وفعلاً نظمت كتاب مأموريه لي إلى بغداد مع سيارة أمر السرية وسائقه هو وقع مكان أمر السريه و أنا وقعت مكان أمر الفوج وذهبنا صباح ألجمعه وعدنا مسائها وجلبت معي العشرات من مجلة (آفاق عربيه) التي كانت تصدر في بغداد ورئيس تحريرها(د.محسن الموسوي شقيق الشهيد عزيز السيد جاسم) وكانت تحتوي على العديد من البحوث والدراسات حول الموضوع والتي نشرت قبل وفي بداية الحرب مع إيران
تم خلال ليلة ألجمعه/ السبت كتابة المسودة ويوم السبت تم أنجاز الدراسة بشكل منظم من مقدمه...وفصول..وخاتمه ...وفهرست والمصادر..بشكل استخدمنا فيه ما متوفر من ألوان وخطوط) وسلمتها للنقيب بعد قليل من منتصف الليل الذي أنبهر بها وقال(أعرف كَدهه والي تكَوله تسويه).
المهم حضر ألمقابله وقدم الأطروحة في وقتها وعدنا إلى مقر السرية بأنتظار النتيجة التي جاءت بعد عدة أيام وكان ناجح حسب قوله(5) (خمسه على الشفوي وخمسين على الأطروحة) وأصبح النقيب رفيق حزبي وقال(هسه أطيح حظ الرفيق وكان يقصد ضابط التوجيه السياسي الذي يحاول التدخل في السرية دائما ويمنعه السيد النقيب)
زاويتــــــــــــــــــــــــــــه:
تحركنا إلى زاويته في نفس العام وكان مقر السرية في مكان قرب دهوك على اليسار باتجاه زاويته والقلم في سيطرة زاويته ــمانكَيش وكان قد مسك المنطقه قبل وصولنا قاطع جيش شعبي من الديوانية وكان القلم ضيف على مقر القاطع وفي اليوم الأول زار السيد آمر السرية مقر القاطع للتنسيق لتواجد القلم وكان في استقباله ضابط ركن القاطع الذي دعانا إلى غرفته فصدمنا حيث وجدنا إن ضابط الركن قد نضد(سفط) بشكل ملفت قناني مشروب العرق(بطالةالعركَ) من الأرض حتى سقف الغرفة في الجدران الثلاثة للغرفة ومكتبه يتوسط ذلك ضحك النقيب وقبل أن يتكلم قال ضابط الركن مخاطباً النقيب(عيني وصي ربعك يديرون بالهم تره ربعنه من المغرب يبدون يشربون للصبح بس همه ناس فقره وكلهم يشتغلون بالحي الصناعي بالديوانيه يعني فيترجيه وسمكريه أو وايرمنيه)
عندما خرجنا أوصاني آمر السريه بالحذر وقال من يوم غد سوف أرسلك ثلاثة جنود توزع واجباتهم على السيطره مع الجيش الشعبي(أخاف ذوله والين العالم وليه ويأخذون العرك من الناس بلاش) لأن أمر السرية أستفسر من ضابط الركن عن مصدر العرق فقال له (ربعنه يوصون السواق يجيبولهم بالسيطرة) يعني عرق محلي
تبين بعد عدة أيام أن ألجماعه ناس طيبين ويحترمون السكان ويشترون العرق(بفلوسهم) ولايفتشون حتى السيارات(يعني مالهم علاقه لابالرايح ولابالجاي) عندها اطمئن النقيب والغي الواجب المشترك
كنا نقضي الليل والنهار معهم وكان كلامهم (عمي أحنه ناس فقره جايبينه بالكَوه نريد نخلص القاطع ونرد لأهلنه لانكتل ولانريد واحد منه ينكتل وأحنه مو بعثيه وتره آمر القاطع لايحل ولايربط ولايكَدر علينه) وكان القاطع هادئ ولم تطلق فيه رصاصه واحده إلى مره واحده حيث كنا ننام ليلاً خارج الغرف في ساحة القاطع وبعد منتصف أحدى الليالي حصل أطلاق نار كثيف جداً لبعض الوقت ومن كل الاتجاهات وبعد أن توقف سألت أحدهم ماذا حصل وكان ثملاً فقال ( شفت ضوه أجه عليه ورميته صليه والجماعه كلمن سحب أقسام وكَام يرمي من مكانه) تبين بعد ذلك أن الضوء مصدره حشره منتشره في المنطقه هم يسمونها (الفسفوريه) تعكس الضوء عندما تطير,
وفي صباح اليوم التالي تكلمنا بالموضوع وقلت لهم أن القاطع هادئ(ماكوشئ) فأجاب أحدهم (عمي همه تره داير مادايرنه ويمكن يعرفونه ناس فقره وزينين ويه الناس هل ما يسوون شئ وأذا كَتلك منو مسؤول عليهم ماتصدك..كَتله منو كَال هاي الممثله ناهده الرماح فضحكت وكَتله جا هلزلم كلها تخاف من مره.....بس أنت شلون عرفت ..كَلي سامعين صوتها وأسمها باللاسلكي)
هذا الطرح حرك شئ....هل يكون أصدقائي وزملائي الذي تركوا البلد مرغمين هم من يحيطون بنا وقد نقتل بعض في أي لحظه وقد يقعون أونقع اسرى عند الطرف الأخر ...هل يعرف أحدهم أنني هنا أو هل أن أحدهم يتربص بيّ وهل هدوء القاطع متعمد لأنهم كما قال أحدنا (يعرفونه ما لنه علاقه..)
كان القاطع الممتد من الشيخان ..اتروش ..زاويته...دهوك...زاخو هادئ لوجود آمراللواء اللواء الركن علي حمدي مصطفئ الذي لم يستطيع أحد من ألاعبين على (الحبلين) من دفعه لمقاتلة الأبرياء أو الاعتداء على الممتلكات أو ترويع اللأمنين الفقراء(أتمنى من يعرف عن ذلك شيء ينشره)
باكرمــــــــــــــــــــــــــان:
يعتبر جبل باكرمان رابع أعلى جبل في العراق وفي منطقه خلابة
تحركت سريتنا لاستلام المنطقه وتأمين الحماية للشركة اليوغسلافية التي كانت تقوم ببناء سد باكرمان العملاق وكان مقر السرية في ألربيه المحاذية للشارع الرئيسي عند قرية(شيرمان) أو قرية الزيباريين كما أخبرونا بها من أستلمنا منهم القاطع وكان ذلك قبل نهاية عام1982 إي في الشتاء وفي اليوم التالي استطلعنا قمة جبل باكرمان وأطلينا على السهول المحيطة به وجمال الطبيعة,
بعد عدة أيام زار مقر السرية شاب مع مسلح والتقيا بالسيد آمر السرية وبعد حوالي الساعة غادرا الموقع وأخبرني آمر السريه إن الشاب هو خريج كلية الأداره ولاقتصاد حديثاً واسمه (فرزنده) وهويعمل مع الحكومة لضبط الأمن في القاطع وهو من الزيباريين ( أحد الزيباريين اسمه أرشد الزيباري كان مستشار للرئيس صدام حسين بدرجة وزير) وكان للمتعاونين مع الحكومة دور كبير في تأجيج القتال لأنهم منتفعين منه وعلى سبيل المثال كانوا يقومون بأعمال عسكريه بحجة مطاردة المسلحين ثم يقدمون طلب في اليوم الثاني لتعويضهم عن الأعتده والأسلحه التي خسروها وكانوا يقدمون كشوفات أضعاف ما تم استخدامه من الأعتده بعشرات المرات وكانوا يتاجرون بهذه الأعتده حيث تبين بعد ذلك أن المقاتلين في المنطقه هم أخوة وأقارب المتعاونين مع الحكومة,
في أحد الأيام أستلم آمر السرية اتصالا من آمر أحدى الربايا عند منتصف الليل تقريبا يخبره بهروب أثنين من الجنود مع أسلحتهم هما (خالــــد و عمــــر) وهما من الأخوه الأكراد وكان أمر ألربيه هو عريف احتياط(عبد عرنوص) من أهالي ألعماره وهوأنسان فقير وطيب وخجول حد البلادة يضاف لها أنه كان يمتمت بشده عندما يتكلم كلمني النقيب من موضعه الملاصق للقلم وقال(شردوا من هذا إل.......) وكان عصبي جدا فقرر أبلاغ الفوج الذي طلب القيام بتمشيط المنطقه حالاً للبحث عنها وعند انتهاء الاتصال قلت له ما العمل قال(هذا مخبل يريدني أمشط المنطقه) فقلت له ماذا ستفعل قال سترى وبعد أكثر من ساعة قام بتعبير موقف اللفوج فحواه قمنا بالتمشيط ولم نعثر على أثر لهما,
ثم وحهه كلامه لي قائلا هذا التصرف الصحيح فقد يكون الهروب هو طعم لنقع في كمين فإذا هرب أثنين لا أتسبب بقتل الآخرين,موقف وتصرف رجل حكيم ومتزن وقت الشدة وأكبر من عمره ورتبته
وفي ضحى اليوم التالي اصطحبني معه إلى القرية وتناولنا الغداء هناك ولم يتطرق للموضوع ولم يتطرق أهل المضيف للموضوع,
تم تشكيل مجلس تحقيقي برئاسة م.أول شاكر(وكيل أمر السرية)وهو خريج الكلية العسكرية من أهالي بغداد حي القاهرة إنسان كريم وهاديء ومؤدب جداً للحد الذي عندما يقوم مقام أمر السرية يخلع ألرتبه ويعيش معنا ويلعب الدومنه ويقول لي أنت آمر السرية تعرف ربعك تم أنجاز المجلس بتبرئة الجميع وأرسل إلى مقر الفوج وفي نفس اليوم أتصل بالسيد أمر السرية النقيب مجيد العبيدي ضابط التوجيه السياسي وأثناء الكلام دس عبارة خطيرة هي(كيف يقوم أمر ألربيه بوضع أثنين أكراد معاً في الواجب) هذه العبارة أستفزة السيد أمر السرية فرد بعنفه المعهود قائلاً(ذوله عراقيين ومايختلفون عن الأخرين وأحنه موأفهم من القياده التي دعتهم للخدمة العسكرية أو لوتعرض موضع ألربيه للقصف ما راح تفرق القذائف بين عربي لو كردي....),
بعده فتره غير قصيرة صدر قرار بالعفو عن الهاربين من الأكراد ومن يعود يتسلم هدية رئيس الجمهورية مسدس عندها التحق خالد فقط فقلت له(كاكه ما تكَلي وين رحتوا)وكان يتكلم العربية بطلاقه عكس عمر قال: أحنه سوينالكم جاي ذك اليوم يقصد زيارتنا للقرية في ألنهار التالي لهروبهم أي إنهم تركوا ألربيه وعبروا الشارع ليختفوا في قرية شيرمان,
بعد فتره التحق بالقاطع قاطع جيش شعبي من كربلاء بقيادة (صباح السمرمد) شقيق أمين سر البعث في كربلاء(صلاح السمرمد) وكان مقر القاطع على جبل بأكرمان وبعد عدة أسابيع أقام أمر القاطع دعوة عشاء على شرف آمر السرية الذي اصطحبني معه وكذلك سائقه وحمايته وبعد وجبة الشرب(بالمناسبة نقيب سلمان لايشرب الخمر ولايدخن ولايصلي)وأثناء العشاء طرح أمر القاطع على آمر السرية أنه سيقوم غداً بتفتيش القرى ألواقعه في سهل باكرمان واقترح مشاركة السرية فرفض آمر السرية قائلاً أن حركة السرية وواجباتها يحددها الفوج واللواء,
وفي اليوم التالي أتم قاطع الجيش الشعبي التفتيش وعاد وكنا في ربية السريه في جبل باكرمان وهي ليست بعيده عن مقر السرية في شيرمان وعندما عاد القاطع التقى أمر السرية مع أمر القاطع الذي كان مصدوم من جمال الطبيعة والبنات هناك وقال أنها قرى مسيحيه والبنات لابسات الكاوبوي ثم اختلى بأمر السرية ليس ببعيد وقال له أن وجهاء القرى طلبوا
منه نقل تحياتهم لسيادة الزعيم عبد الكريم قاسم .



#عبد_الرضا_حمد_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسلام ليس الحل....الأسلام ليس المشكله
- كيف أحتلت الولايات المتحده الأمريكيه الجزء الرابع
- كيف أحتلت الولايات المتحده الأمريكيه الخليج/الجزء الثا لث
- كيف احتلت الولايات المتحده الأمريكيه الخليج/الجزء الثاني
- كيف أحتلت الولايات المتحده الأمريكيه الخليج/الجزء الثاني
- كيف احتلت الولايات المتحده الأمريكيه الخليج


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرضا حمد جاسم - مذكرات جندي أحتياط من 1981 الى1984/ الجزء الأول