كيف أحتلت الولايات المتحده الأمريكيه الخليج/الجزء الثا لث

عبد الرضا حمد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3078 - 2010 / 7 / 29 - 17:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كيف احتلت الولايات المتحدة الخليج ¾
لقد توقف أطلاق النار في أطول حروب القرن العشرين والتي لم تبدأ من 22 أيلول 1980 كما هو مؤرخ لها أنما بدأت منذ نزول الخميني من الطائرة التي أقلته من باريس أو لنقل منذ الحظه التي أقتحم الطلاب الإيرانيين السفارة الأمريكية في طهران واحتجاز الرهائن فيها توقف أطلاق النار في8/8/1988
ثمان سنوات حرب طاحنه على جبهة طولها أكثر من 1200كم لايمكن لأي عاقل أو يحمل ذره من العقل أو الأنسانيه أو الوطنية أو الشرف الشخصي والعائلي والوطني أن يفكر في فتح جبهة قتال بهذا الطول وفي كل أشكال الجغرافية الطبيعية لقد أحترق فيها كل شي في البلدين وخلفت كل أشكال الدمار في النفوس والبني التحتية والاقتصاد والسمعة الأقليميه والدولية خلفت عشرات آلاف المعاقين بدون رعاية ومئات ألوف أللأرامل والأيتام من دون معيل وخرج الفريقين كما تنبأ الكثير من المحرضين على هذه الحرب لا غالب و لا مغلوب والحقيقة الفريقين كانا مغلوبين,
أنسحب الاتحاد السوفييتي من أفغانستان منكسراً عسكرياً و تعباً حد الإنهاك اقتصاديا وأخلاقياً وصارت أفغانستان بلداً محطماً ممزقاً اجتماعيا وسياسياً لايمكن إصلاحه وظهرت شريحة منحرفة هم أمراء الحرب التي صنعتها ألأموال السعودية والأعلام الغربي والشحن الديني وتحررت أرض المسلمين لتنتعش فيها تجارة المخدرات الغير محرمه دينياً وأشتد بعد بضعة أسابيع القتال بين المجاهدين لاعلى الغنائم كما حصل في أحد وإنما على من يدخل أولاً الجنة ليحصل على ألخلود في أحضان ألحور العين
وكأن هاتفاً ينادي بينهم أن أسرعوا فالموجود من الحور كميه أو عدد محدود فنتفض طلاب العلم في مدارس بيشاور ليحجزوا حصتهم ويتنفذوا.
بعد حين تهاوى الاتحاد السوفييتي لتجد الولايات المتحدة الأمريكية نفسها منفردة كقوة عظمى وحيده بعالم مترامي الأطراف قلق متقلب ووجدت نفسها لم تكمل بعد احتلالها العسكري والاقتصادي للخليج ووجدت أن ذلك يحتاج إلى عمليه كبيره لأتقل في إثارتها عن ما جرى في أفغانستان فكان صدام كعادته جاهزاً هذه المرة أيضا لتقديم خدماته مصحوباً بجنون العظمة والانتصار المزعوم وقوه عسكريه هائلة تم بنائها بمساندة ودعم إقليمي ودولي وكذلك قياده مطلقه بعد أن قام صدام حسين بالتخلص من كل من يريد أن يتخلص منه عسكري كان أو مدني حتى رفيق دربه وأبن خاله وشقيق زوجته ووزير دفاعه عدنان خير ألله لأنه وجد أن هناك بطلين للحرب في تصوره ولما كان لايحب أن يكون هناك من ينافسه فعل به كما فعلت أمريكا بالجنرال ضياء الحق بعد انتهاء حرب أفغانستان غير مأسوف عليهما .
تم الإيحاء لصدام حسين بأن وقت استلامه الهدية الموعود بها عن خدماته التي قدمها لأمريكا والسعودية طيلة أكثر من عقد من السنين قد حان وكانت الهدية كما لمِحَ له سابقاً أنها الكويت لحاجته الماسة لموانئها ونفطها وجزرها ولأنها أصلاً مشكله ذات جذور حان وقت حلها ,
كانت هناك أشارات متفرقة ومتباعدة وغير واضحة تعمدت أمريكا إيصالها له جمعها صدام حسين بغبائه المدعوم بالعنجهية والروح البدوية ليحللها ويحكم بها على الأمور فلتبست عليه فطلب مقابلة السفيرة الأمريكية وليس استدعاء السفيرة وطرح عليها كل تلك الإشارات وسمي الكويت صراحةً
...بنفس الموهبة من الغباء أستنتج صدام بعد اللقاء أن هناك عدم ممانعة أمريكية وبالذات عندما
أخبرته السفيرة إن هذه المسألة تحل بين البلدين وأمريكا لا تتدخل في ذلك
لم يسأل صدام نفسه لماذا عينت الولايات المتحدة أمراه سفيره لها في بغداد في أشد الظرف دقه وخراجه هل لأنها الأكفاء ولم يمر على باله أن أسياده يعرفون كل صغيره وكبيره في نفسيته فتم تحريكه تحت التأثير المغناطيسي للسفيرة ليرتكب حماقته القاتلة له والمنتضره من أمريكا حيث تصور صدام حسين أن أمريكا حصلت على ما تريد وباحتلاله للكويت أو استرجاعه للكويت سيحصل على هديته الموعود بها وكأنه جلس في جلسة فصل عشائرية أو أن في تعلمه من السياسة أن هناك فيها هدايا للعملاء.
كان في رأس أمريكا أكبر مما في رأس صدام حسين المحشو بالعصبيات المقيتة فغدرت به هذه المرة وهذا ما أكده صدام في بيانه المرتجف في فجر يوم (عاصفة الصحراء )في 17 كانون ثاني 1991حيث استهل البيان بعبارة ( لقد غَدَرَ الغادرون ) وفي اللغة أن الغدر يعني التصرف بخلاف الاتفاق والغدر لايطلق على عمل الأعداء وإنما على عمل من كان يظَنْ أنهم أصدقاء أوحلفاء .
إن احتلال صدام للكويت دفع دول الخليج الهشة إلى الطلب بقوه من أمريكا لحل الموضوع وحماية دول الخليج الأخرى وبالذات عندما شاهدوا العائلة الحاكمة في الكويت كيف فرت من البلاد حفاة عراة إلى مما يستر ألعوره تاركين ما أذلوا به الآخرين وحاولوا المساس به بالعراق تاركينهه لمن دفعوه لمقاتلة إيران وساهموا بإزهاق مئات الآلاف من الأرواح البريئة وساهموا بترمل وتيتيم مئات الآلاف من العراقيين والإيرانيين وهم ينفخون في نار الحرب ثماني سنوات .
حشدت أمريكا الرأي العام العالمي والدول وحصلت على موافقتها وشعوبها ومجلس الأمن لاحتلال كل الخليج عسكرياً وأن تدفع دول الخليج ثمن هذا الاحتلال في وقته وللمستقبل وهذا واحد من أسباب بقاء صدام حسين في السلطة والى وقت غير محدد لأن رحيله يعني أن المنطقة ستنعم بالهدوء بعد تحييد إيران وهذا الهدوء لايستدعي هذا التواجد العسكري المرعب للقوه العسكرية الأمريكية مع تفكك الاتحاد السوفييتي .
الهدوء يعني الدعوه لرحيل القوات الأمريكية أو على الأقل تحمل أمريكا لنفقات تواجدها ودفع أيجار قواعدها العسكرية وتشجيع من يطالب بإخراجها أو يفكر بالعمل على ذلك وهذا مالا ترغب به أمريكا أو دافع الضرائب الأمريكي مادام هناك من يدفع
قال شوارسكوف في كتابه عن عاصفة الصحراء..( إن الولايات المتحدة الأمريكية عاشت اشد أيامها قلقاً للفترة من2 آب 1990 إلى اكتمال تمركز القوات الأمريكية بقوه في الخليج )..لم يكن القلق الأمريكي بسبب احتلال الكويت وإنما من خوف أمريكا من أن يعود صدام حسين إلى رشده وينسحب من الكويت ويفوت الفرصة الذهبية على الولايات المتحدة الأمريكية لإتمام احتلالها للخليج.
وبعد طرد العراق من الكويت أكملت أمريكا احتلال منابع النفط في الكويت بمباركه عالميه حكوميه وشعبيه قل نظيرها والآن تخطط لاحتلال منابع النفط في العراق صاحب الاحتياطي النفطي الهائل وهذه المرة بشكل علني وبموافقة شعب وحكومة العراق التي تدربها أمريكا.
وخطة الولايات المتحدة لانجاز ذلك تتمثل بالأتي:1.أفراغ العراق من كل عناصر البناء من علماء وحملت الشهادات العليا والمبدعين في كل المجالات العلمية والأدبية والفنية
2. إيصال الشعب العراقي إلى حالة الانكسار النفسي والإحباط والضعف كي يقيل بأي بديل مهما كان هزيل
3.ألامعان في محاصرة صدام ومضايقته وأهانته لدفعه لممارسة العنف والتقتيل لتكون الكارثة اكبر لتحقيق النقاط أعلاه وبذلك يكون البديل الأمريكي بمنزلة المنقذ صاحب الفضل الكبير ويكون لأمريكا
دين كبير في أعناق الأجيال القادمة من العراقيين
4. استمرار الحصار لقتل حالة الإبداع والثورة عند الشعب..وهدم كل طموحات الأجيال القادمة وتغيير أولوياتها واهتماماتها إلى اهتمامات سطحيه استهلاكية مما يسهل اقتيادها مستقبلاً وفي ذلك تحييد كامل للعراق في موضوعة إسرائيل
5ز ترك الوضع في شمال العراق عائم واعتبار منطقة الحضر الجوي منطقة حماية لتركيا والشركات المستثمرة في المشاريع المائية في جنوب شرق الأناضول وبذلك تتمكن الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا من السيطرة على الموارد المائية للمنطقة وضمان سد احتياجات إسرائيل المائية في أي حل للقضية الفلسطينية وهذا ما يفسر التأييد الأمريكي المطلق لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي الذي أكده الرئيس الأمريكي كلينتون في مؤتمر الأمن الأوربي الذي عقد في تركيا ومباركته لقرار المؤتمر بترشيح تركيا لذلك .
أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتقد أن بقاء صدام في العلبة كما قال كوهين وزير الدفاع الأمريكي خلال زيارته للخليج في تشرين ثاني عام 1999 أفضل في هذه المرحلة إلى ما بعد السلام الشامل في المنطقة الذي بشر به مؤتمر مدريد

#عبد_الرضا_حمد_جاسم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات