أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - القصة القصيرة وشروطها الفنية















المزيد.....

القصة القصيرة وشروطها الفنية


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 3074 - 2010 / 7 / 25 - 20:34
المحور: الادب والفن
    


القصة القصيرة وشروطها الفنية

القصة القصيرة حكاية أدبية ذات فكرة ، تعالج موضوعا واحدا أو موقفا معينا من مواقف الحياة ، تتضمن حدثا تتناوله بتكثيف ، وتكون القصة القصيرة بصفحات محددة وقد تكون في سطر واحد ، وليس من مهام القاصين عرض البيئات المختلفة وإبراز تأثيرها على أبطال القصة وشخوصها ، إنما يعمد القاص الى إيجاز لحظة معينة من لحظات الحياة تتضمن حدثا ذا دلالة..
ويختلف منهج كتابة القصة القصيرة ،حسب اختلاف كتابها وتنوع ثقافاتهم، وتمايز اهتماماتهم ،و تباين توجهاتهم الفكرية ، من الكتاب من يركز على الشخصية ومنهم من يولي الحادثة اهتمامه الأكبر، ومنهم من يهتم بالجانب النفسي، وبعضهم يجتهد لإبراز فكرة معينة، ساعيا إلى العناية بإلباس القيم والمبادئ الإنسانية أثوابها الجميلة
أصل القصة القصيرة
للقصة القصيرة أصلان أولاهما عربي، يتمثل في السير والمقامات والحكايات والحكايا ،التي انبثقت عنها الأمثال، والخرافات والأساطير وهي كثيرة في أدبنا العربي ، والأصل الثاني تأثر العرب بالأدب الأجنبي، وانتقال هذا الأدب إليهم عن طريق الترجمة ، أو سفر بعض الكتاب الى بلدان أوربية ،والاطلاع على الحركة الأدبية فيها ، ومحاولة نقل التأثر بتلك الحضارة الى العرب بقصصهم القصيرة ،مع الحرص على تناول القضايا العربية، وإبراز البيئة الإنسانية التي نشأ فيها الأديب، لأن الإنسان ابن البيئة كما يقول علم الاجتماع.
بدأت القصة العربية تقليدا للأدب الغربي، ونسجا على منواله، وتقريرا لأحداث واقعية ، وشكوى من ظلم وحرمان من حقوق ، وكانت البداية وعظا وحكايات للنصح والإرشاد، لا فنية فيها ، وبمرور الزمن والاطلاع على روائع القصص الغربية، والدراسة المتخصصة للآداب، استطاع الكاتب العربي أن ينجح في كتابة القصص القصيرة الجميلة، التي يمكن أن تضاهي ما كتبه الأديب الغربي وقد تتفوق عليه ،لان الأدب الجميل تعبير عن الواقع ،ومحاولة تغيير الجوانب السلبية فيه، الى حياة أكثر إشراقا واقرب مدعاة الى البهجة ، استطاعت القصة القصيرة في منطقتنا العربية، أن تصبح أكثر الأجناس الأدبية انتشارا ، بحكم طبيعة العصر الداعي إلى السرعة، أو اقتداء بالعالم المتحضر الذي يولي هذا الجنس الأدبي اهتمامه الكبير ، ووجدت في الصحافة مشجعا كبيرا ،على انتشار هذا الفن، كما ان عالم الانترنت المتطور أضاف القدرة على الانتشار في بقاع كثيرة من العالم ، وبحركة الترجمة استطاعت قصتنا أن تقرأ في دول كثيرة ، كما اطلعنا على أمهات القصص العالمية ، فصقل القاصون خبرتهم في هذا الميدان، واكتسبوا تجربة طويلة، جعلت قصصهم ناجحة من الناحيتين الفنية والمعنوية .
اختلاف الأنواع والاسم واحد
القصة تختلف عن الرواية، مع إن اللونين قص، تتوفر فيه شروط معينة مثل الفكرة والحدث والشخصية والبيئة ،إلا إن القصة لها أنواع متعددة ، تجتمع كلها في العناية بفن القص، والقصة تختلف عن القصة القصيرة، في إن الأخيرة تعتني بالتكثيف، والتعبير عن لحظة من لحظات الحياة، وذات شخصية واحدة غالبا ، وهناك لون آخر ظهر حديثا ،وهو القصة القصيرة جدا، ولا يتجاوز طولها الصفحة الواحدة ، وقد تكون سطرين أو سطرا واحدا ،وتتميز بكل مميزات القصة ،مع العناية بالتكثيف والإيحاء والحذف والترميز ، وهذا اللون له كتاب كثيرون .ولقد أجمع نقاد فن القصة: انه أصعب الأجناس القصصية ، وانه رغم كثرة المجموعات، التي صدرت ورقيا والكترونيا في هذا الجنس ، إلا أن النجاح قد حالف عددا محدودا من القصص ،مما يدل إن المجموعة التي تتضمن قصتين ناجحتين، تمنح شهادة في تميز كاتبها، وتفوقه على أقرانه في كتابة هذا الجنس العسير جدا ، والذي لا يجيده إلا القليلون ، ورغم صعوبة كتابة القصة ، إلا إن الكثير من الكتاب، يتراءى لهم أنهم قادرون على ولوج هذا الجنس الصعب ، فتأتي كتاباتهم قريبة من الخاطرة ، بعيدة عن القصة ، لأنها لا تتوفر على عناصرها الضرورية ، والتي لا يمكن ان نطلق لفظة القصة القصيرة ،إن انعدمت تلك الشروط في أحد النصوص ، ولعل غياب النقد الأدبي المنصف، أو قلته هو أحد الأسباب ،التي أدت إلى إغراء كتاب كثيرين، في محاولة كتابة هذا الجنس ، ولم يكتب لمحاولاتهم النجاح ، كما إن روح العصر الملائمة لهذا الفن ، والرغبة في التعبير عن المعاناة الإنسانية ، من ضمن العوامل التي جعلت بعض الكتاب يستسهل التجريب في هذا اللون..
حداثة القصة القصيرة
والقصة القصيرة بشروطها الفنية المعروفة ،حديثة النشأة ، فقد ظهرت في أمريكا على يد ادخار ألن بو في القرن التاسع عشر ، وفي نفس القرن ظهرت قصص ( جوجول ) القصيرة والتي قال عنها أديب الواقعية (مكسيم جوركي) :" كلنا خرجنا من معطف جوجول "، وجاء موباسان لتتقدّم القصة القصيرة على يديه.
وكانت القصة القصيرة في بدايتها، تعبير عن شخصية كاتبها ، ثم تطورت ، وأصبحنا نجد شخصيات متنوعة، تتصرف بحرية واسعة ، ولا يرغب كاتبها في تقييد حركاتها وجعلها تتحدث بلسانه ، أصبح سلوك الشخصيات يتماشى مع الظروف البيئية التي وجدت فيها ، والقصة ليست سيرة للكاتب كما إنها ليست بعيدة عنه تماما ، وفي كل قصة جزء من الكاتب كما يقول النقاد ، إذ أن الكتابة ينبغي ان تنطلق عن تجربة أدبية ، وهذه التجربة ليس شرطا أن الأديب قد عاشها بنفسه ، إذ قد يكون قرأها في كتاب ،أو سمعها من صديق او قريب ، لهذا تضيف لنا القراءة تجارب عديدة، يمكن ان تساعدنا في الكتابة وكأننا قد عشنا حيوات متعددة في عمرنا الزمني القصير ، ولكن رغم تطور المتلقي، فان الكاتب العربي ما زال يتهم عندنا: انه يعبر عن حياته الشخصية، وتجاربه الذاتية إن كتب بجرأة عن بعض الأمور ، ويقوى هذا الاتهام ان كانت الكاتبة امرأة ، ، فان السهام توجه لها إن حاولت الخروج على المسكوت عنه، في مجتمعاتنا العربية ، وكثيرا ما نسمع إن الكاتبة الفلانية لابد إنها عاشت التجربة التي تحدثت عنها في قصتها ، فالتجربة المطلوب توفرها حين الكتابة، لا تعني ان يعيشها الكاتب ، وان كان الكاتب يسعى ان ينوع شخصياته ولا يكرر نفسه ، فان القراءة والاطلاع على تجارب الآخرين، والاهتمام بأحداث العصر وحيوات الناس وآلامهم، والتعبير عن أحلامهم، يمنح الكاتب قدرة اكبر في التعبير عن شخصيات مختلفة من الناس تثير الإعجاب بكتاباته الداعية الى الثقة والتأمل ،وليس الشكوى الدائمة من معاناته الشخصية.
القاص والمتلقي
كل مبدع في شتى مجالات الإبداع فنا أم أدبا ، يحرص على أن يجد له المتلقي الواعي، الذي يتفاعل مع إبداعه ، فلا يبدع المرء لنفسه، كما يزعم بعض الشعراء والقاصين ،إنهم يعبرون لأنفسهم ، وان تناسى المبدع المتلقين أثناء الإبداع ، فانه بعد العملية الإبداعية ،يفكر في نوع المتلقي الذي ينبغي ان يطلع على نتاجه ، وبعض القراء يمتلكون الوعي لنقد ما يقرؤون ، فالقراءة الواعية كتابة ثانية للنص ، وتتنوع القراءة حسب اختلاف أصحابها وتباين ثقافاتهم ، فالعمل الواحد قد يوجد له قراءات متعددة ، وهذا لا ينفي عنه صفتي الجمال والفن ، ولكن ما هي أسباب الإبداع ؟
يجيب النقاد ان عناصر العمل الإبداعي ثلاثة : المرسل وهو المبدع والمرسل إليه وهو المتلقي والرسالة ، وهو الشروط الفنية والمعنوية التي تتوفر في العمل الإبداعي ، فكل إبداع له جانبان الشروط الفنية والشروط الموضوعية ، هناك فكرة معينة يحرص المبدع الى توصيلها للمتلقي بأحسن صورة ، فالحدث الذي يجري أمام أعيننا كل لحظة ، ولا نتوقف للتأمل فيه ، يستطيع المبدع أن يتأثر به وان ينقل تأثره إلينا ، بانتقاء الألفاظ الموحية، وطريقة رصف الكلمات في جمل ، لهذا كانت الفنون والآداب قادرة ،على توجيه الناس وتغييرهم ، وهذا لا يعني أن المبدع يجب أن يتملق الجماهير ، ويكتب لها معبرا عما تريده في اللحظة ، ويسقط في المباشرة ، فيفقد الناحية الفنية ، ولا أن يعمد إلى الغموض فيصعب على المتلقي العثور على فكرة النص او إيحاءه ، ولا يتوصل إلى التأثر بالعواطف الجميلة والمشاعر الإنسانية التي يرغب القاص بتخليدها في قصته ، فلا تفيد قراءة النص في اكتساب فائدة أو التمتع بمتعة ،وهذان الغرضان من أسمى ما يسعى إليه الإنسان لتمنحه إياه الفنون والآداب...



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرامل العراقيات ومجتمع مثقل بالجراح
- مزيدا من النضالات يا جماهير شعبنا الأبي
- زير النساء وحقوق المرأة
- كيف يحتفلُ العمالُ بعيدهم هذا العام ؟
- استغلال الأطفال في أعمال لاتناسب طفولتهم
- الزوجة في العالم المتخلف بين الاغتصاب والهجران في المضاجع
- العلاقة بين المبدع والمتلقي
- حوار من القلب مع شعراء مغاربة بمناسة اليوم العالمي للشعر
- تأثير العولمة في الكتابات النسائية
- العنف ضد النساء
- من يوميات صحفية عاطلة
- الفائزون في مسابقة أضل الكتاب والنقاد لعام 2009
- الحفيد : قصة قصيرة
- الحوار المفقود
- حدث وتباين في ردود الفعل
- تجارة الجنس ومخاطرها
- الشك
- أدب نسوي أم إنساني ؟
- أمسية لتقديم كتاب
- حوار مع الشاعرة والقاصة المغربية خديجة موادي


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - القصة القصيرة وشروطها الفنية