أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 13 -














المزيد.....

الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 13 -


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3074 - 2010 / 7 / 25 - 15:36
المحور: الادب والفن
    


أحداث كثيرة ومثيرة كانت تقع بزنقة الزاوية العجيبة .كلما تذكرتها الآن أجدني أحن إلى ذلك الزقاق
الذي تغير الآن ورحل عنه بعض ساكنيه وتحولت قصوره الصغيرة تلك إلى أماكن سياحية يؤمها الزوار
الأجانب على مدار السنة . أتذكر صديقي صاحب الفندق المتواضع عندما كان والده على قيد الحياة .
كان رجلا أمازيغيا من منطقة الريف بعقلية بدوية تقليدية فرغم سخطه من سلوك إبنه السكير إلا أنه كان يعطف عليه
ويحبه ويتحمل حماقاته . ذات يوم ضبطه في حالة ثمالة يترنح قرب الفندق ويكاد يسقط أرضا من فرط ما شربه من خمر
رديء . كان يرفع عصاه التي لا تفارقه ويهوي بها على رأس إبنه ويشتمه بلكنته الريفية التي يعجنها
بالكلمات الدارجة فكان يؤنث الدكر كما يجعل الدكر مؤنثا . كان ذلك يثير الضحك حقا . لكن إبنه رغم
سكره لم يكن يرفع رأسه في وجه أبيه فهو يظل جامدا كالتمثال كما لو أنه لا يشعر بألم الضربات . جعلني
هذا الموقف مندهشا ومعجبا بهذا الصديق الذي يحب والده ويحترمه بشكل عجيب . جعلني ذلك
أيضا أتذكر والدي عندما كان يؤذبني كنت لا أتحمل الألم فأصرخ وأتوسل إليه وأحيانا أفر بجلدي
هاربا من الضربات المتتالية . إبن أختي أيضا .في صباه كان مثل هذا الصديق يصمد لضربات والده المتتالية
عندما اكتشف والده ذات يوم أن إبنه يدخن . فلما كان صهري يعنفه لم يكن يبالي . كان دائما يثيرني هذا التصرف.

كان بهذا الزقاق رجل ثري ومزواج يسكن بالبناية المقابلة لمكتبي . نقل أسرته الأولى إلى منزل آخر
من منازله المتعددة . وأحضر زوجته الثانية وكان له معها طفل واحد بينما الأولى كانت قد أنجبت له اربعة دكور وأنثى . كان الرجل له نقطة ضعف واحدة هي الجنس وكان متدينا . إستقر مع الزوجة
الثانية بهذا الزقاق وكانت الأمور تسير بشكل عادي إلى أن وقعت الواقعة . ذات صباح حضر رجال
الأمن على حين غرة وكانت المفاجأة الفضيحة . جموع من السكان والمارة احتشدوا امام البناية
بينما رجال الأمن ضبطوا الزوجة وعشيقها داخل بيت الزوجية فاقتادوهما نحو المفوضية وكان بصحبتهم
الزوج المخدوع وأبنائه من الزوجة الأولى وكان أحد الأبناء يصفع العشيق ومن حين لآخر ينقض على
عضوه التناسلي راغبا في اقتلاعه لولا تدخل رجال الأمن . كان المشهد فظيعا وكانت الفضيحة قد
أثرت على الزقاق برمته . الزوجة الخائنة كانت تغطي وجهها هاربة من العيون المحملقة ومن عارها.
أما العشيق فقد كان يغلب اللون الأصفر الزعفراني على سحنته . عيناه كانتا شاردتان فيهما رعب واضح
وبعد المحاكمة وصل الخبر للزقاق لتلوكه الألسن وتزيد من حدته . الحبس لشهور عديدة والطلاق
من الزوجة الخائنة . لكن الرجل المخدوع أعادها إلى البيت بعد خروجها من السجن ورجعت إلى
أحضانه من جديد . لكن حياتهما كانت تحمل بثور ذلك الحدث المؤلم . وقد شاءت الظروف أن تحضر
الزوجة الخائنة إلى مكتبي مصحوبة بطفلها البريء الذي كانت والدته القاسية بفعل الصدمة تصفعه
وتؤذيه وتعتدي عليه بدون سبب أو مبرر لذلك . كان يؤلمني عذاب ذلك الطفل البريء الذي لا ذنب
له فيما حدث سوى أنه إبن لوالدة قاسية ومريضة ولوالد مزواج وجاهل . أرادت تسجيل دعوى
كيدية فهي تنتقم من الزوج ومن الإبن معا . كانت قاسية وشريرة أو هكذا بدت لي .طردتها
بهدوء وأدب من مكتبي .
بعد مرور السنين الطويلة وانتقالي من الزقاق شاهدت مؤخرا الرجل الثري يمشي دون عصا تقوده
كما يفعل مكفوفو البصر وهو يطلب الصدقة / شي خبزة لله .. شي خبز ة لله / بقيت مشدوها
ولم أعرف كيف حصل ذلك وأصبح الرجل لا يملك خبزة يأكلها ولم أجد تفسيرا لذلك . أما الناس
الذين يعرفونه فكل واحد منهم يعطي تفسيرا مختلفا لحالة الرجل . إنها لعبة الحياة ولعبة المرأة ولعبة
تعدد الزوجات . لكن روحي ظلت حزينة لا تفكر إلا في ذلك الطفل البريء متسائلا عما يمكن
أن يكون قد حل به في مثل هذه الظروف اللعينة .

_ يتبع -



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا -12-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 11 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 10 -
- صراخ
- مجرد إحتمال - مهداة إلى مصطفى مراد -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-9-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-8-
- الوليمة
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 7 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 6 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 3 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 4 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 5 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 2 -
- روح الشرق
- تناقض مدير جريدة المساء المغربية
- قصة إبني أمين مع مدرسيه
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا- 1 -
- لا أحد
- إرهاب الحانات والنوادي الليلية


المزيد.....




- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 13 -