أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جريدة الغد - الزواج في زمن “التحرير - الاحتلال” الاميركي !!. او “كبد الحقيقة” بين الفسلجة والنفس!!















المزيد.....

الزواج في زمن “التحرير - الاحتلال” الاميركي !!. او “كبد الحقيقة” بين الفسلجة والنفس!!


جريدة الغد

الحوار المتمدن-العدد: 933 - 2004 / 8 / 22 - 09:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كنت قد قررت أن لا أكتب، ولكن القارىء يعرف لامعنى للقرارات في هذه الأيام!. على اية حال ما حدث في الاسبوع الفائت اضطرني للكتابة، فهناك مشكلة “انسانية” واردت مشاركة القارىء فيها.
كنت مع ابي عدنان في محل عملنا، في مقهى المتقاعدين، نكرر نفس المعاني السابقة بكلمات وحوادث تختلف، والفرق أن نبرة الكلام اقل حدة واكثر مرارة. ودخل علينا عبد الحق!. وعبد الحق هذا كان صديقاً وزميلاً عزيزاً في العهد البائد.. اقصد البائد صدام، وبالواقع لانزال نحب عبد الحق ولكنه ابتعد عنا بسبب الفرق بين “الاحتلال” و “التحرير” فنحن على طرفي نقيض، وبقى هو على كلمة “تحرير” حتى بعد أن قال مجلس الامن إنه “احتلال”، فهو في المسائل المهمة لايعترف بمجلس الامن او القرارات الدولية!!. ولهذا كان مجيئه الينا بعد غياب يزيد عن السنة امر غريب، حيث استمر بالمجيء عدة أيام متتالية!. والاغرب طريقة وحّدة ومفردات كلامه... فهو يسب الاحتلال - وبكثرة - والارهاب والمقاومة وعراقي الحواسم القدامى والجدد الوافدين. لم نشجعه او نستجيب له وبقينا مستمعين فقط. استمر عبد الحق: (انتم تعرفون اخي الاصغر غريب، والذي كان مطارداً وهرب من العراق وحصل على اللجوء السياسي في هولندا. اراد الزواج من عراقية. فرحنا جداً لقراره، وجاء العراق للتنفيذ. وجدناله بنت جميلة ومثيرة ومن عائلة محترمة وتصغره بعشرين عاماً وافقت البنت رغم فرق العمر، لأن سترجع معه الى بلاد الاحلام هولندا!!. حددنا ليلة الزواج، وحدثت المشكلة الاولى عندما رفض الزواج في احد الفنادق الفخمة، اذ حياة هولندا جعلته يخاف من الامور الغير المتوقعة!.. ويقول لانعرف متى تأتي القنابل على الفنادق او يندلع الرصاص امامها). توقف عبد الحق ليتناول قدح الماء والكوب الصغير للقهوة السادة، واستمر ليقول:(اقترحت علىه ان يتزوج في شقتي. حيث سنذهب انا وزوجتي والاطفال والكلب الى اهل زوجتي لعدة ايام. وفرح الجميع بالاقتراح شاكرين كرمي..وياليتني لم اعطهم الشقة للزواج)!. وسأله ابو عدنان “ما المشكلة؟". اجاب عبد الحق (انت تعرف ان شقتي تطل على شارع الصليخ حيث توجد عبر النهر بناية المخابرات في عهد صدام، والتي اصبحت الآن معسكراً امريكياً في هذه الاحتلال). ولما راى ابتسامتنا اجاب “نعم احتلال وليس تحرير...ارتحتوا!!”. واستمر (في ليلة الدخلة...والعروس والعريس لوحدهم في الشقة المطلة على الشارع الرئيسي، والكهرباء موجود، ومكيف الهواء شغّال،ويحاول الاثنان ان يتعرفا على بعضهما وان يتقاربا اكثر، وفي حوالي العاشرة مساءأ كانا قد تقدما تقدماً جيداً وثابتاً نحو معرفة “حقيقة” كل منهما...وكانا على بعد دقائق من الوصول الى “كبد الحقيقة”!. حدث لغط كبير في الشارع. ذهب الاثنان الى الشباك لمعرفة الامر، رأيا جماعة تخرج من عدد السيارات وتقطع الطريق وتشغل الفولايت، ثم تنصب الهاونات، وبكل هدوء ترسل قذائفها على الجانب الاخر من النهر بأتجاه المعسكر الامريكي، وكل الجيران نساءاً ورجالاً واطفالاً يتفرجون، وبضمنهم اخي وزوجته.ولكن - وكما يظهر- لما سمع اخي قنابل الهاونات ركض ليختبئ، ولم تشعر الزوجة بركضه اذ بقيت تتفرج على الحدث الاعتيادي!. وبعد دقائق من رمي الهاونات ومغادرة الجماعة، قُطع الكهرباء عن المنطقة كلها، وجاءت الطيارات والمدرعات والدبابات والمرينز وبدا الرمي يسرة ويمنة!. التفت الزوجة لترى اين ذهب زوجها..اذ الدنيا كانت ظلاماً دامساً، وعلى ضوء القذائف وصلت اليه ولمسته ووجدته يتصبب عرقاً!. ولم يخطر ببالها شيء اذ كانت هي ايضاً تتصبب عرقاً بسبب الحر القاتل بعد انقطاع الكهرباء والذي استمر 25 ساعة!!. المسكينة لم تكن تعرف إنه يتصبب عرقه من الخوف و الحر، وليس مثل عرقها من الحر فقط!!. حاولت في هذا الجو الرومانتيكي، حيث الشباك مفتوح والنور ومضات الطلقات والموسيقى هدير القنابل!، حاولت اكمال الحديث للتوصل في “معرفة حقيقة” كل منهما، او بالاحرى للتوصل الى “كبد الحقيقة”!. ولكن - وكما ظهر لاحقاً- إن بعد هذه الحادثة التافهة بالنسبة لنا وللزوجة!، كانت حادثة مروعة لاخي الآتي من هولنده ليتزوج عراقية!!، فلقد اصبح مفهومه “لكبد الحقيقة” يختلف اختلافاً كلياً عن مفهوم الزوجة، والتي لايمكن تسميتها زوجة لحد ذلك الوقت، فلقد انكمش المسكين على نفسه ليدخل في المفاهيم الفلسفية والنفسية “لكبد الحقيقة”، بينما البنت كانت تفكر في المفاهيم “الفسلجية”!).وهنا توقف واضطررت لسؤال مجدداً وبسذاجة متناهية.”لحد الان لم تقل لنا ما هي المشكلة؟". استمر عبد الحق: (كنا قد ملأنا الثلاجة، بانواع الاكل والطيبات قيمر وعسل، بقلاوة، روبيان، قوزي على تمن، باجة، فواكه، والاهم ما ارسله ابو احمد من الخارج مع بطاقة لطيفة يقول فيها “عرفت ان اخوك - الصغير - سيتزوج، ولو انت قد قاطعتنا، ولكن ارسل له هذه الهدية المناسبة”، ولما فتحناها وجدنا لوبستر كبير مطبوخ ومجمد، وقوطية عند فتحها وجدناها تحوى شمبانيا وعلبة كافيار...اللهم زد من امثاله لفعل الخير!!. حاولت أن تغرية بالاكل.. ولكنه جلس صامتاً ونام على القنفة والعرق مستمر بالتصبب !. حاولت في الصباح أن تحضر له فطور القيمر والعسل والكاهي بدون فائدة، اذ استمر بالتفكير بالقضية النفسية الفلسفية. ثم حاولت ظهراً بالقوزي على تمن الزعفران.. وبدون فائدة. ولم يستطيعا أن يغسلا ليزيلا العرق، اذ الماء شبه مقطوع وما موجود يكفي الشرب فقط. لم تستطع أن تخابر أحد او يخابرها أحد ، فالتلفون مقطوع... علماً ان الماء والتلفون مقطوعان منذ بداية الصيف ولا علاقه له “بالجماعة”. اذ كما تعرفون وكما يقول المسؤولون: “لا توجد مبالغ... وكل الفلوس لتطمين الامن والاستقرار!”. ولما جاء المساء ورجع الكهرباء حاولت إطعامه والهاءه عن تفكيره.. وبدون فائدة.. اذ لم يستطع اخي تغير وجهة نظرة نحو معنى “كبد الحقيقة”، وهي بقيت معاندة على رأيها في معنى “كبد الحقيقة!”، وفي صباح اليوم الثاني تركت البيت وذهبت الى اهلها). وتوقف عبد الحق، عدا الاستمرار بالمسبة للذي عمل لناكل هذه المشاكل!!. ولما رأى اعيننا شاخصة اليه استمر ليقول:(جاء ابوها وامها يطلبان الطلاق... ويريدان الابقاء على الهدايا الثمينة والحق المتقدم والمـتأخر العالي، لقاء الاهانة التي لحقت بينهم!!). وهنا سأله ابو عدنان، متظاهراً البراءه ومحاولاً اخفاء ابتسامته الماكرة المعروفة “لماذا؟".نظر اليه نظرة استغراب طويلة، غير مصدق اذنيه وقال: (الا تفهم.. إن اخي محتار.. ويقول اذا رجع الى هولنده وهو بهذه الحالة، وبدون زوجة عراقية، فالاحتمال الاكبر سوف لن يستمروا بمنحة اللجوء السياسي، فهولندا ليست مثل العراق، وتؤكد على عدم القبول بالبطالة!،اما اذا بقي في العراق فليس امامه من شغل سوى حارس شخصي او الحرس الوطني!!). وهنا تدخل ابو علي، وقال بكل برود وجدية وهمه: (لماذا لا يذهب الى محكمة العدل الدولية في لاهاي -وهي مدينة في هولنده- وبالتأكيد فإن محكمتها ستحابيه، ويقيم دعوة ضد بوش لأنه سبب كل هذه الالام له، والتي يمكن اعتبارها جرائم حرب!...)، وعندما نظرنا اليه باستغراب، استمر قائلاً (العفو، امريكا غير موقعة على المعاهدة الدولية لمعاقة مجرمي الحرب!!). ولم نصل الى حل... هل للقارئ حل، على شرط لا يتضمن شرط خروج الاميركان من العراق، فإن هناك الكثير من يقول إن الفوضى ستحل بالعراق في حاله خروجهم، اذ برأيهم -وقد يكون هذا الرأي صحيح - فإن العراق مستقر، وحالة اخو عبد الحق حالة فردية!!.
متقاعد يبحث عن “كبد الحقيقة”!!.



#جريدة_الغد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيدرالية في جنوب العراق هي “مشروع انفصالي”، ويعني السير با ...
- العراق وايران والارهاب...والضجة الحالية!!لماذا هذه الحملة ال ...
- !!حل مشكلة الطاقة هو التحدي الاكبر للبشرية في القرن الحادي و ...
- !! اسرائيل دولة فوق القانون والخطر النووي الأسرائيلي
- لماذا جعلت سياسة بوش امريكا معزولة حتى عن العالم الغربي؟
- !!العراق وتموز
- !!حل مشكلة الطاقة هي التحدي الاكبر للبشرية في القرن الحادي و ...
- أقوال لا تحتاج الى تعليق!!
- الآن... عرف نبيه الحكمة من عدم زواجه!!
- هل نحن على ابواب “قادسية بوش” حفظه الله ورعاه
- سلام على مثقل بالحديد ويشمخ كالقائد الظافر
- الفلوجة: المقاومة والارهاب والاحتلال و”العراق الجديد”!! هل ه ...
- من الذي شرب الطلا؟ اضواء على مشروع “نقل السلطة”
- قرار مجلس الامن الدولي (1546) في 9/6/2004 هل هذه هي “السيادة ...
- أقوال من الصحف لاتحتاج الى تعليق !!
- من أوراق أنتفاضة الأهوار: شهادة حية من لهيب المعركة
- الولايات المتحدة محور الشر العالمي


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جريدة الغد - الزواج في زمن “التحرير - الاحتلال” الاميركي !!. او “كبد الحقيقة” بين الفسلجة والنفس!!