أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جريدة الغد - الولايات المتحدة محور الشر العالمي















المزيد.....

الولايات المتحدة محور الشر العالمي


جريدة الغد

الحوار المتمدن-العدد: 844 - 2004 / 5 / 25 - 03:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الولايات المتحدة “محور الشر” العالمي. ومن يعتقد انها
ستحقق الخير للعراق عليه مراجعة نفسه!!

لقد دأبت “الغد ومنذ صدورها تؤكد وتحذر من ان الولايات المتحدة، هي دولة “الشر” في العالم بموجب تقسيم امريكا للعالم الى دول خير ودول شر. واذا كانت قد تبدلت، فإنها تبدلت نحو الاسوأ الاسود، اذ بوجود حكومتها الحالية والمتمثلة باقصى اليمين الصهيوني، برئاسة بوش وزمرته، وبفكر المحافظين الجدد، فإنها تعتقد بامكانية قهر فقراء العالم وامتلاك الارض. لقد احتلوا العراق، وبسهولة، فمن كان يحكمه كان خادماً لهم. وجاء معهم من جاء على دباباتهم، ولحق بهم من لحق، متعلقاً ومتملقاً ليكون في مجلس الحكم والذي اختاره وعينه المحتل،ليعطي شرعية شكلية لقرارات وتشريعات تستبيح العراق وثروته وكيانه، ومصادرة ارادة شعبه والعودة الى عهود الاستعمار الذي اعقبت الحرب العالمية الاولى . ولكن الشعب العراقي لم يقهر وصمد، وازداد تدهور الوضع سوءاً بعد سوء. ووصل الامر الى أن يعرف العالم كله، واولهم الشعب الامريكي بما يكابده العراقي من الاحتلال، وإنه لن ينكسر. اردنا ان نتكلم عن حدث اليوم....

خطب بوش قبل سنة في الاول من ايار من على حاملة الطائرات “ابراهام لنكولن”، وتحت راية كبيرة علّقها فوق رأسه تقول “المهمة انتهت”، واجابته “الغد” في عددها في 5/5، كان الاحرى به أن يقول “المهمة ابتدأت”. وعاد مرة اخرى هذا العام وفي نفس التاريخ وعلى نفس حاملة الطائرات ليداري فشله الذريع، ويقول (قبل سنة تكلمت من نفس المكان وقلت اننّا نفذنا مهمة ايجابية حيث اطحنا بصدام، وبالنتيجة لايوجد غرف للتعذيب، او غرف للاغتصاب او قبور جماعية..)!! وبعد ثلاثة أيام من خطابه، روعّ العالم بما كشفته محطة CBS، ومن ثم الصحفي المعروف سيمون هيرش في جريدة النيويوركر من مشاهد وتعذيب يندى لها جبين الانسانية. واذا بنا نرى في العراق غرفاً “للتعذيب والاغتصاب” “ومقابر” لعراقيين بسطاء ماتوا اثناء التعذيب. ولم يقم صدام بها في هذه المرة، ولكن قام بها بوش. لم يكن من نشر هذه المعلومات من محبي صدام، بل كان يكرهه اشد الكره.
إن الصحف الامريكية امتلأت باخبار الناس العراقيين العادين والذين تعرضوا للتعذيب، فلم يكونوا “مقاومة”، او “ارهابيين”، او “ازلام صدام”. لقد تم جمعهم من الشوارع ونقاط التفتيش من قبل الجنود الامريكان. وإن احد المحققين الذي استقال من منصبه قبل ثلاثة اشهر، يقول إنه يعرف حالات كثيرة لسجن أناس بسطاء عاديين. واحد امثلته، أن عدد من الجنود اُرسلوا ليلقوا القبض على متهم ولم يجدوه، وخرج جاره للاستفسار، فاُخذ الجار ونال ما نال في السجن. والكثير من العراقيين يعرف، معنى الحصول على “اعتراف” من برىء من خلال التعذيب. هو ليس بالامر الصعب، حيث يكون السجين مستعد للتوقيع على اي شيء يقدم له للخلاص من براثن القتلة المتوحشين.
ذكر بوش في خطابه للعراقيين، وفي خطابه الاسبوعي للشعب الامريكي، ان ما تم هو “اعمال فردية” قام بها “عدد محدود من الجنود” وان المسئ “سيلقى جزاءه”، والادارة والقادة “لم يكن لهم علم بها”!!. وهنا يكذب مرة اخرى، اذ اصبح الكذب السمة الخاصة لهذه الادارة ورجالها.
هل هذا العمل “فردي”، ام هو منهج الولايات المتحدة، عمقّة ونظّرة بوش وزمرته اليمينية. فالولايات المتحدة امعاناً منها في هذا النهج اهدتنا سفيرها الجديد في العراق، نغروبونتي. فهو خبير في حل المشكلات في مناطق “المتمردين”!!. فقد اشرف بنفسه على تعذيب حتى الموت وقتل (361) شيوعي من هندراوس (عدا الذين لايُعرف عنهم شيء) ودفنوا في مقابر جماعية . وهو المشرف المباشر على “كتائب الموت” اليمينية والكونترا والتى اطاحت بالحكم الاشتراكي للساندينستا في نيكاركوا، وفي كثير من بلدان امريكا اللاتينية، كان المئات، بل الالوف، من اليساريين والشيوعيين والقساوسة المقاومين قد قتلوا او ماتوا تحت التعذيب بيد هذه الكتائب. ياترى ماذا سيعمل الشيوعيون لاستقبال حاكمنا الجديد!!.
اما حول ما حدث اليوم في العراق، فإن الجنرالة كاربينسكي، مسؤولة سجن ابي غريب، وسابرينا هارمن المتهمة، تقولان “إن الاوامر كانت تأتي اليهما من مخابرات الدفاع، والمخابرات المركزيةCIA، والمدنيين المتعاقدين مع وزارة الدفاع او المخابرات..وإن الجنود كانوا ادوات بيد هؤلاء المحققين”.، كما وأن “جميع القادة الميدانيين كانوا يعرفون ما يجري بشكل او بآخر”!!. لقد بدأ الامر، عندما كتب جندي ذو ضمير حي ورقة دفعها من تحت باب احد المحققين والذين لم يؤيدوا هذه الاساليب الوحشية. وكان التحقيق الاول برئاسة الجنرال ريدر Ryder قد تم في الخريف الماضي، وحسب رأي هيرش فإن التحقيق كان “فاشلاً” في احسن الاحوال، وتغطية “لعمليات التعذيب” في اسوأ الاحوال. اذ ان جميع الاعمال المشينة المعلنة لحد الان تمت في تلك الفترة!!. ثم جاء تقرير الجنرال تاRوبا Taguba، والذي انهاه وقدمه في اواخر شباط وذكر فيه معظم الامور السيئة. لم يثر التقرير اهتمام رامسفيلد او مايرز رئيس اركان الجيش، ومن المرجح انهم اطلعوا عليه وحفظوه، ثم تسرب هذا التقرير ونُشر. هل هذا عمل “افراد” ام عمل “مؤسسات”. اما القول بأن المسيء “سينال جزاءه”، فكل الذي نذكره هنا، اثنتان من الحالات الكثيرة لقتل السجناء، بت بامرهما. الاولى تمت من قبل جندي وكان عقابه التسريح من الجيش، وهو الان طليق في الولايات المتحدة. والثانية قام بها مدني متعاقد مع الجيش(المرتزقة)، وهو طليق ايضاً، لانه محمي من القضاء العراقي، ولايوجد في القضاء الامريكي ما يدينه، فهو ليس بعسكري ولابمدني!!.
إن الامر الادهى، وبعد نشر الفضيحة، تعيين البنتاغون للجنرال جيفري ميلر، ليكون مديراً “لسجون العراق لتعديل ظروف السجناء”!!، وهو المسؤول عن سجن كوانتينامو الشهير والرهيب. لقد زار العراق في منتصف السنة الماضية، وبعدها حدث تطور نوعي في التعذيب في العراق!!. حيث تم تبني تقنيات R21 المعروفة باسم “مقاومة الاستجواب”، والمستخدمة في كوانتنامو اثر تلك الزيارة.
لو أن هذه الاعمال فردية، لما انسحب بوش من اتفاقية “المحكمة الدولية” لجرائم الحرب. ولما اصرت ادارته على أن توقع اتفاقات ثنائية مع دول العالم لأعفاء مواطنيها من المثول امام محاكم تلك الدول، فهم يعرفون حق المعرفة، أن الاستبداد الامريكي المنفلت هو حاضنة تفريخ لمجرمي حرب!!.
ولغرض اطلاع القارىء على انواع التعذيب الذي مورس ضد العراقيين، نورد وبإيجاز ما ذكرته الصحافة الامريكية: اذ يبدأ بتعرية السجناء، لأنهم يعرفون أن مجتمعنا حساس جداً من التعرية والاعتداءات الجنسية. فهذا هو الجزء الاول من عمليات التعذيب. والذي يشمل عدم السماح لهم بالنوم بتاتاً، تعطيشهم وتجويعهم، والضرب والركل، واستخدام التيار الكهربائي، وحرق الاجساد بحامض الفوسفوريك، والقاء الماء البارد جداً او الحار جداً على الاجساد العارية، والتهديد بالاغتصاب، وادخال العصى والمواد الكيمياوية الحارقة في المناطق الحساسة، وتعريضهم للكلاب الوحشية، وجرهم من الرقبة، ووصف العراقيين بالحيوانات. وهذا جزء صغيرمما يجري من ممارسات بشعة.
كما ورأينا خلال الفترات الاخيرة، الزيادة الهائلة في القصف العشوائي للمدن، سواء بالطائرات او بالمدافع الثقيلة، وشمل هذا الامر الفلوجة وكربلاء والنجف ومدينة الثورة (الصدر). ولعل قصف مدينة الصدر في ليلة 9 على 10 من آيار يشابه القصف الذي تعرضت له بغداد في الحرب الاخيرة، ولكن لم يكن موجهاً الى معسكرات بل الى احياء سكنية!!
ولم تكن قوات التابع الذليل بلير اقل انغماساً من قوات سيده في هذه الممارسات السادية القذرة التي فضحتها الصحافة البريطانية والتي جعلت بلير يعلن عن استعداده للتنحي عن قيادة حزب العمال اذا كان وجوده - وما ارتبط باسمه من اعمال وممارسات - يشكل عبئاً على الحزب.
إن الذي يثير استغراب الشعب العراقي، هو ان ردود فعل الاحزاب والجهات العراقية في مجلس الحكم المؤقت، وخاصة تلك التي تدعي بالارتباط بماض نضالي، كانت في احسن الاحوال مخيبة للامال، وفي كثير منها ردود فعل مرفوضة رفضاً قاطعاً من أية جهة وطنية, ولقد بدأنا نسمعهم يتكلمون بتبرير الاذى والاهانة التي لحقت بالشعب العراقي، قبل السجناء، مثل (عدم تهويل الامر كما لو كان قد حدث شيء وحشي جداً)، او (أن صدام حسين قام بأشنع من ذلك)!!، والقسم الآخر يًُدين وباستيحاء ولكن يضيف، “بأن الرئيس بوش اعتذر وسيعاقب المسيئين)!!. انها لاهانة كبيرة للشعب العراقي ان يهون الاجرام المرتكب بحقه كونه اقل مما قام به الطاغية صدام، او ان “ولي نعمتهم الجديد” سيعتذر ويعاقب المسيئين. ان الاحتلال لم يجلب سوى الدمار والخراب لكل مؤسسات العراق المادية والثقافية والروحية، وشّرع الفوضى وجعل البلد ساحة مفتوحة لكل القتلة والمجرمين وعصابات المافيا والقوى الظلامية التكفيرية. ولقد اثبت العدد الكبير من اعضاء مجلس الحكم المتخاذل بسلوكهم هذا ما اعتقده الشعب منذ البداية، انهم عون للمحتل، وواجهة تجميلية له،حيث لم تحرك ضميرهم حتى هذه المآسي. عراقيون بسطاء يتعرضون للتعذيب، ومدن تتعرض للقصف والعالم يهتز وهم لم يندَ لهم جبين. ولعل الوحيد الذي لم تهن عليه كرامة شعبه، وفضح تواطؤ الادارة الاميركية، هو السيد عبد الباسط تركي وزير حقوق الانسان، الذي حافظ على عراقيته عندما غادر هذا الرهط.


“الغد”



#جريدة_الغد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وزير الخارجية المصري يدعو إسرائيل وحماس إلى قبول -الاقتراح ا ...
- -حزب الله- استهدفنا مبان يتموضع بها ‏جنود الجيش الإسرائيلي ف ...
- تحليل: -جيل محروم- .. الشباب العربي بعيون باحثين ألمان
- -حزب الله- يشن -هجوما ناريا مركزا- ‏على قاعدة إسرائيلية ومرا ...
- أمير الكويت يزور مصر لأول مرة بعد توليه مقاليد السلطة
- أنقرة تدعم الهولندي مارك روته ليصبح الأمين العام المقبل للنا ...
- -بيلد-: الصعوبات البيروقراطية تحول دون تحديث ترسانة الجيش ال ...
- حكومة غزة: قنابل وقذائف ألقتها إسرائيل على القطاع تقدر بأكثر ...
- الشرطة الفرنسية تفض مخيما طلابيا بالقوة في باحة جامعة السورب ...
- بوريل يكشف الموعد المحتمل لاعتراف عدة دول في الاتحاد بالدولة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جريدة الغد - الولايات المتحدة محور الشر العالمي