أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - أبي حسن وياسين الحاج صالح التباس المعنى سوريا.















المزيد.....

أبي حسن وياسين الحاج صالح التباس المعنى سوريا.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 3061 - 2010 / 7 / 12 - 12:28
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


السلطة الديكتاتورية لا تعيد صياغة المجتمع على شاكلتها فحسب، بل تجعل من نفسها سيدة للمعنى، كثافته وسيولته، قاعه وسقفه، يتحول الوجود برمته إلى إيحاء من المعنى هذا، ثلاثة أجيال تقريبا وهذا المعنى يحيط بنا..40 عاما إلا تكفينا ثلاثة أجيال من قمع كل المعاني الأخرى، وبكل الطرق، لكي نعترف جميعا، بأن للسلطة الدور الأساس في التباس المعنى سورية؟
السلطة حرثت خلال عقود أربعة وأكثر، كل الأرض السورية، ونبشت كل معالمها ودرست رقمها، وفككت بحفرياتها، كل الرقم المادية والرمزية، أعادت قراءتها، وقدمتها إلينا كما تريدها هي، وليس كما نحن كنا أو كما لا تشتهي هي، السلطة في الزمن الرأسمالي كله هي فعل فاعل، وليست نتاج ثقافة، هي فعل فاعل يمتلك القوة، أو امتلكها في لحظة ليست غفل أبدا من لحظات التاريخ، الموزع على حوامله الدولية والإقليمية و السورية.
السلطة المشخصنة فعل فاعل واحد، طرف واحد وحيد يصيغ بالقوة العارية والمبطنة والمتراكمة، وغير العارية كل شيء حوله، مصلحته واحدة متماسكة على نفسها، لولا النموذج السوفييتي لما كان للسلطة أن تأتي على هذه الشاكلة! لولا نفط المنطقة ككل، لولا الصراع العربي الإسرائيلي ومفرزاته، لولا الحرب الباردة، لولا مؤسسات القوة في النظام الرأسمالي العالمي، كلها- عفوا منكم- لولات- لا علاقة له بثقافة مجتمعاتنا، وهل يمكن لثقافة متخلفة أن تستلم سلطة دون أن تمر عبر قنوات النظام الدولي، منذ أن تدولنت منطقة الشرق الأوسط برمتها، وسورية ليست استثناء.
في زمن الخمسينيات السوري، كانت الثقافة الإسلامية الراهنة ضعيفة لدرجة أنها لم تستطع أن تنجب تعبيرا سياسيا واحدا، له وزن في متغيرات اللوحة السورية وحركيتها تلك الأثناء. كان نموذج الفاعلية السورية هو النموذج الغربي، وليس نموذج الخلافة الراشدية أو السوفييتية، القوة وليست الثقافة هي من لعبت باللوحة السورية. لماذا لم تكن الوهابية التي يدعيها بعضنا، موجودة أو أن لها رواجا في سورية آنذاك؟
حتى الإخوان المسلمون في سورية هم امتدادا مصريا، نشأ وترعرع في اللحظة الإنكليزية- المصرية،
وليس نتاج ثقافة مجتمعية.
الناصرية التي أتت إلى سورية مع الوحدة، كلحظة بدء انعكاس النظام الدولي على البلد، لم تكن نموذجا إسلاميا لا وهابيا ولا معتدلا، كانت نموذجا سياسيا وثقافيا معاصرا بكل ما تحمله كلمة معاصرة من دلالات تاريخانية إيجابية كانت أم سلبية، لسنا بصدد الحكم القيمي عليها الان.
كما أنتم يولى عليكم، عبارة معاصرة جدا جدا في سورية. عبارة هي نتاج التسعينيات من القرن العشرين، يراد لها أن تكون عنوانا يوميا لثقافة مستهلكة، تعتقد أنها ديمقراطية وعلمانية، بينما هي جزء من ثقافة عضوية راهنة للسلطة، لم تكن مجال تداول طوال عقود أربعة تقريبا من تاريخ سورية بعد الاستقلال.
- تارة تقولين أن البعث علماني، وبالتالي السلطة علمانية، ومرة أخرى تقولون كما أنتم يولى عليكم، وأنتم وهابيين فكيف تستوي الأمور؟
عندما جاء انقلاب 1970ما هي الثقافة العالمة التي كانت سائدة في سورية؟ أم أنكم ياسادة تريدون تحميل الفلاح السوري، وثقافته الشفهية مسؤولية السلطة الحالية؟
أجهزة التعليم وملحقاته ومناهجه- يدرس فيها دور الرئيس الراحل وأقواله، هي تحت إشراف السلطة منذ عام 1970 وحتى الآن، والثقافة العالمة في سورية الآن بعد مضي أربعة عقود، هي نتاج لهذه الأجهزة، فإذا كانت الثقافة العالمة الآن لأكثرية المجتمع السوري وهابية، معنى ذلك أن السبب في جذره يعود لتلك الأجهزة، وليس لسبب آخر.
الدولة السورية، تحولت إلى دولة البعث 1963 أليس هذا الشعار وصل إلى حد التدريس في المناهج، ثم تحولت بعد سبع سنوات إلى دولة الرئيس الراحل حافظ الأسد، كتعبير عن جملة مصالح، وليس نتاج ثقافة وهابية، لدى سنة سورية، كل إنجاز تم في سورية سمي بكنية السلطة" الأسد" لهذا أي حديث عن السلطة عبر تسميتها دولة هو نتاج التباس المعنى، والذي تريده السلطة ملتبسا أيضا.
سقوط السوفييت علامة فارقة، فما كان أمام السلطة السورية إلا أحد الخيارين: إما أن تستجيب للمتغير الذي حدث، وتفرج عن الدولة والمجتمع السوري وتكون طرفا في تحول ديمقراطي فوقي، كما حدث في كثير من دول العالم بما فيها دول عربية، أو أن تلتجأ لبديل يحميها، من الغزو الغربي الديمقراطي آنذاك، فأي بديل هذا: إما كوريا شماليا- وهذا بديل هزيل دوليا- أو اللجوء لبديل محلي واللعب فيه، الدين، وما أسهل اللعب فيه..حتى وصلنا إلى لحظة، علقت جماعة الإخوان المسلمين في سورية! نشاطها المعارض وشكلت جزء من غطاء النظام الإسلاموي هذا...وغزة آخر الحسابات...
لنلاحظ أن كل المجتمعات العربية بما فيها المجتمع السعودي- الفتاوي المتعددة والمتناقضة في المجتمع السعودي هي نتاج لحراك المجتمع المدني السعودي، قد فك أسرها نسبيا من قبل السلطة السياسية، وتشهد حراكات مدنية قوية إلا المجتمع المدني السوري لازال محجوزا، لماذا؟
المجتمعات المدنية الخليجية والمغاربية- حتى في تونس التي يزورها الرئيس بشار الأسد اليوم- وحوض النيل بات لها ملامح فاعلية في اللوحة السياسية في هذه الدول، إلا سورية، لماذا؟
الثروة السورية ماديا ورمزيا الآن من يتحكم بها؟
لماذا يعطى ترخيص لشاطئ خاص للنساء، ولا يعطى ترخيص لجمعية حقوق إنسان؟
هل النظام يخاف من إسلاميي غزة أو السعودية، لهذا يعطي هذا النوع من التراخيص؟
هيثم المالح يعتقل، وعلي العبدالله يبقى في السجن ويحاكمان عسكريا، واتحاد علماء المسلمين ورموز الإخوان المسلمين العرب، والتيارات الجهادية تسرح وتمرح في سورية؟
ياسين الحاج صالح مثقف عضوي لمجتمع مأمول" ديمقراطي....الخ
أبي حسن مثقف عضوي للوضع السياسي والمجتمعي القائم الآن وفي هذه اللحظة...
ياسين يحاول تحت الضغط العياني اجتراح المعاني التي يمليها شرطه الحياتي والفكري والسياسي عليه..
وأبي حسن أيضا يحاول اجتراح كل المعاني التي من شأنها إعلاء المعنى الوحيد للوضع القائم. وهذه مصلحة وليست غير ذلك، بغض النظر عن أن المعارضة السورية سيئة أم جيدة..وما الضير أن يخاف أبي حسن على طائفته من الفتنة! السبب بسيط جدا أجاب عنه أبي نفسه، بوعي منه أم بدونه... يقول أبي في معرض رده على ياسين الحاج صالح التالي" من نافلة القول إنه كان للمشايخ (والإقطاع) تلك السلطة حتى مطلع خمسينات القرن الماضي بشكل عام, ونعتقد أن سلطتهم انقرضت بشكل شبه كلي بعد عام 1963. فقد انخرط معظم الشباب العلوي, ومنذ أواسط القرن الماضي, في الأحزاب العلمانية التي عرفتها سوريا, كحزب البعث والشيوعي والسوري القومي الاجتماعي.. وباتت مرجعياتهم حزبية لا طائفية أو عشائرية, وعقلانيّة جرّاء دخولهم المدارس والجامعات.. الخ, هذا ما كان عليه الواقع, قبل العودة إلى الأصولية التي تخيّم على المنطقة بشكل عام"
ما يقوله أبي حسن هنا صحيح تماما فمنذ 1970 أخذت السلطة على عاتقها، دور مشايخ الطائفة، وأصبحت معبرا عن ذلك الدور، وتلعب به تماما كما تلعب بالدين عموما، لا تريد صوتا آخر غير صوتها داخل الطائفة، ولهذا وعلى ذمة أبي قتل الشيخ حيث يقول"توجد حاشية في كتابي تتحدث عن أحد أبرز رجال اللاهوت العلويين الذي سبق أن نظم قصيدة في هجاء السلطة والإخوان المسلمين سنة 1978, فذهب ضحية قصيدته تلك, وسرت شائعة سنتذاك أن بعض السلطة كان وراء تصفيته! هذا ما قاله أبي في مقاله.
من حق أبي أن يدافع عن الوضع القائم، بكل ما فيه وهو يعرف ما فيه جيدا جدا، وربما أكثر منا جميعا، أبي ليس رجل مخابرات كما يمكن لبعض المعارضة نعته، أبدا، رغم أنني لا أعرفه للرجل، لا شخصيا ولا افتراضيا،ولكن أتابعه، أبي مثقف وله إضاءات ليست قليلة وإلا ما كان ياسين الحاج صالح قد رد عليه...!
ما تحدث به أبي عن بعض معارضتنا صحيح، وليس عيبا نشر غسلينا، أما التعرض لهيثم المالح فهذه سقطة ما كنت أحب لأبي أن يقع فيها..!
الديمقراطية مطلب مصلحي وقيمي، ولهذا ليس شرطا أن يكون كل من يطالب بالديمقراطية نبيا.
كحال الدفاع عن الوضع القائم، ليس كل من يدافع عنه شرا مطلقا..لدينا مثقفين كبار وتركوا بصمة في ثقافتنا العربية والسورية، يدافعون عن الوضع القائم الآن، ذكرهم أبي وياسين...
ربما أبي أكثر صدقا مع قناعاته من الكثير من المعارضة ورموزها، ولا أستثني نفسي، ولكن هنالك حقيقة لم تعد تحتمل اللعب على معانيها لا من قبلنا ولا من قبل أبي، وهي أن النظام" أكثر النظم فسادا ونهبا لخيرات البلد، هذه وقائع وليست تحليلات، وأكثر النظم زبائنية، ولازال القمع رمزيا وماديا سيد الموقف في هذا الزمن، وأبي يعرف ذلك ويدافع فهذا شأنه ومصلحته، ولكن من حقنا أيضا أن نرد عليه.
* هذا المقال جاء تعقيبا على مقال بجزئين للكاتب السوري أبي حسن يرد فيه على مقال لياسين الحاج صالح منشور في فصلية" كلمن" الجديدة.. وهذا رابط فيه مقالي أبي..
http://all4syria.info/content/view/29083/161/



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر مكسورة
- نصر حامد أبي زيد
- تركيا دولة وليست سلطة إسلامية.
- السلطة واضحة ونحن أكثر! النخب السورية.
- الإصلاح يعيق الإصلاح- الدورة السورية.
- في الإسلام الولاية للسياسي --حركشة- مع علي العبد الله في سجن ...
- نناجي أرواحنا ولا عزاء... إلى أكرم البني حرا بعقله..
- دولة فاشلة أم سلطة غاشمة؟
- خارج/ داخل ذواتنا وليس بلدنا.
- بين طوارئ مصر ولا طوارئ سورية.
- اليمن واليسار لشرخ الديمقراطية إلى الصديق الأعز كامل عباس..
- الإسلام الأوروبي ومسألة الهوية4-4
- الإسلام الأوروبي ومسألة الهوية3-4
- بين البكيني والحجاب والشعر المستعار. المرأة دينيا أم سياسيا؟
- حزب الله وتغير الدور.
- طبقة عاملة أم يسار عامل؟
- الإسلام الأوروبي ومسألة الهوية 2.
- لحن في التهديدات الإسرائيلية يتطلب الخروج من نغماتنا.
- الإسلام الأوروبي ومسألة الهوية 1.
- سلطة النقاب ونقاب السلطة.. الإسلام الأوروبي!


المزيد.....




- فيديو: ابنة كاسترو ترتدي الكوفية الفلسطينية وتتقدم مسيرة لم ...
- المظاهرات في جورجيا.. لا للتبعية لموسكو وواشنطن لن تكون البد ...
- طلاب محتجون في جامعة جونز هوبكنز الأميركية ينفون إجراء مفاوض ...
- عشرات الالاف من المتظاهرين الاسرائيليين يطالبون بإسقاط قاتل ...
- م.م.ن.ص// استمرار النكبة
- أضواء على حراك التعليم المجيد
- استنتاجات تجربة نقابية مديدة بقطاع التعليم: مقابلة مع الرفيق ...
- حراك شغيلة التعليم 2023: تقييم ودروس للمستقبل
- اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين يطالبون بانجاز اتف ...
- معركة الأجور.. وفرص المقاومة العمالية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - أبي حسن وياسين الحاج صالح التباس المعنى سوريا.