أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر فرج الله - القران بين تفسيرين















المزيد.....



القران بين تفسيرين


طاهر فرج الله

الحوار المتمدن-العدد: 3059 - 2010 / 7 / 10 - 23:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القرآن بين تفسيرين
كثيرة هي الكتب التي تعرضت إلى التفسير والتأويل وبشكل خاص الكتب السماوية ومنها التوراة والإنجيل على حد سواء ، إذ قيل أن التوراة كتب بقلم احد الكهنة المدعو (عزرا) بعد السبي البابلي ، وذلك بعد حرق كتبه بحريق المدن الاسرائيلية وأبان احتلالها من قبل سرجون الأشوري ونبوخذنصر البابلي ، في حين ظهر رأي أخر يدعي أن التوراة ألفت بمراحل تاريخية متعدد امتدت لألفي سنة تقريباً ، وما البعد الأسطوري الواضح فيه والمشتمل على أدبيات الفكر البابلي والمصري والمجوسي والهندوسي ، لأكبر الدليل على ذلك ، والسبب في هذا يعود إلى تأثير الكتاب بالحضارات المختلفة التي عاشها اليهود فيها أثناء شتاتهم .
أما عن الإنجيل فوجود الاختلاف بين أناجيله الأربعة وبالتالي عدم اعتراف الكنيسة بالانجيل الخامس لأكبر الدليل على شمولهِ بمزيد من التفسير والكثير من التأويل .
في حين تعرض القرآن الكريم هو الأخر إلى كثير من التأويل والمزيد من التفسيرات المختلفة والتي تأرجحت فـي معظمها بين التطرف والتزمت الشديدين ، حتى ظهر من يدعي أن سورة يوسف حشرت في القرآن الكريم حشراً ،[ لأنهُ من غير المعقول أن يحتوي القرآن الكريم على قصة للعشق كالمثبتة أحداثها بين يوسف وزوجة العزيز ]
ومن خلال هذا الرأي والاراء المتضاربة والمختلفة أتضح أن المسلمين لم يتفقوا في تفسير واحد حتى للآيات البسيطة ذات العبارات السلسة والتي لا تحتمل التأويل والتفسير ، وعلى سبيل المثال فسر شيـوخ الإسـلام الآية الكريمة (للهِ المشرق والمغرب) ( ) . إلى جمله من التفسيرات المختلفة كان الراي الأول فيها (صلوا كيفما شئتم) ( ) . في حين كان الرأي الأخر هو :
[هذه الآية اقتضت إباحة الصلاة لهم إلى أي جهة شاءوا ، فقال لهم النبي : - هذهِ يهود تصلي إلى بيت من بيوت الله فصلوا إليه ] ( ) . ألا أن اليهود بدأوا يتقولون ومما قالوه
(ما اهتدوا حتى هديناهم فكبر ذلك على النبي (ص) فرفع رأسه إلى السماء لتنسخ( ) هذهِ الآية وتنزل الآية [قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولنيل قبلة ترضاها...] ) .
في حين ظهر مفسر أخر برأي بعيد جداً عن التفسيرين الاخرين حتى قال إبراهيم النخعي : (نزلت في ليلة مطر أظلمت القبلة على الناس فيها فصلى كل واحد إلى جهة أمها فلما أصبحوا وجدوا أنفسهم على غير القبلة فأنزل الله هذه الاية ليعذرهم فيها) ( ) . في حين قال الأخر أنها نزلت في الدعاء ليأتي رأي مخالف تماماً ولا يمكن التقريب بينهُ وبين غيره من الاراء المطروحة أذ قال :
(أنها نزلت في صلاة النبي (ص) في السفر على راحلته إلى غير القبله) ( ) . ليتضح لنا من خلال هذهِ التفسيرات المتضاربة لهذهِ الاية السلسة والمبسطة أن المسلمين اختلفوا في معنى الكلمة الواحدة التي جاء ذكرها ضمن الايات البينات وعلى سبيل المثال (النكاح) فقال البعض أنها تعني الوطء فقط في حين قال اخرون أنها تعني الوطء والعقد ايضاً ، ليستمر مسلسل الاختلاف ليختلفوا في السور المكية والمدنية على الرغم من سهولة التمييز بينهما على اعتبار أن السور المكية تبدأ بعبارة (يا أيها الناس) في حين تبدأ السور المدنية بـ (يا أيها الذين امنوا) ليقول عبد الله ابن مسعود : (قرأت قرآنا في المدينة ليس فيه [يا أيها الذين امنوا] ليرد على هذا القول يزيد بن رومان بالقول) :
- ربما هذهِ السور نزلت أولها بمكة وأخرها في المدينة ليشمل برأية هذا العديد من السور كسورة الأنعام والنحل والتطفيف ( ) . ولم ينتهِ التفاوت والاختلاف في الرأيين إلى هذا الحد بل ظهر رأي ثالث يقول: [ أن سورة الأنعام نزلت دفعة واحدة ليلاً على النبي (ص) ] وفي الوقت الذي يعلم غالبية المسلمين أن أخر اية نزلت هي :(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) ظهر الكثير ممن فند هذا الراي ليقول بعظهم :
- [ أن أخر سورة نزلت على النبي محمد (ص) هي سورة التوبة وأخر أية نزلت هي (قل الله يفتيكم في الكلاله) وهي الآية (176) من سورة النساء ليظهر حبر الأمة بن عباس برأي مفاده :
- أن أخر اية نزلت هي أية الربا وأخر سورة نزلت هي سورة الفتح ] ( ).
أن الهوة في اختلاف التفسير لأي الذكر الحكيم لتتسع كلما تصفحنا صفحاتهِ لتصل الهوة من العمق في حالات كثيرة محدثة فجوة هائلة تسمح القول فيها ان الاسلام يبدأ بـ (الله) تعالى ويمر بمحمد (ص) وينتهي بعدد من الشيوخ الذين أحالوا القرأن الواحد بتفاسيرهم المختلفة إلى مجموعة من القرائين والمصاحف وذلك لتضارب التفسيرات للاية الواحدة ، وقد يعجب من يستمع الى هذا الرأي ولكن عجبه قد يبطل اذا علمنا ان عدداً من الصحابة من أول السبق وحفظة القرآن حاول كل منهم ان يكون قرآنا بأسمه ، ليحدثنا التاريخ أن عبد الله بن مسعود مات وهو في خلاف مع الخليفة عثمان بن عفان (رض) وذلك لان الأخر حرق قرأنه( ) مما أدى بهِ أن يوصي الزبير بمراجعة الخليفة للحصول على عطائه لاولادهِ بعد موتهِ .
كما أن الخلافات السياسية أدت بالعمل على اتساع الهوة بين المفسرين ليظهر من يدعي أن النسخ في جميع القرآن الكريم مستندين على صحة رأيهم بالاية (86) من سورة الاسراء اذ تنص :
(ولان شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك) ( ) . في حين أن تفسيرها من البساطة ما يمكن الادلاء بالرأي السديد دون الحاجة إلى المزيد من الروية والتفكير وهو ان الله تعالى يقول للنبي محمد (ص) انه من الجائز ان يذهب به وبما أرسله ولكن الله اخبره انه لا يفعل ذلك وبين له انه مبعوث بالرحمة إلى يوم القيامة ، في حين لم يقر أخرون بما موجود من ناسخ ومنسوخ في القرآن الكريم معتبرين أن لكل اية وقتاً وسبباً لنزولها وذلك إما لتنفي أمراً يتعلق بعهد الجاهلية او لتفرض فرضاً واجباً على المسلمين تأديتهُ ، وبرهانه على ذلك الاية (3،2) من سورة المزمل والتي تنص على :
(قم الليل الا قليلاً نصفهُ او انقص منه قليلاً) أذ كانت الصلاة في بدايتها ان يقوم المسلمون بها ليلاً ولم يقدر لهم الوقت ، فمن الممكن ان يصلي البعض كله أو أكثر من نصفهِ او اقل بقليل وقد بقي المسلمون على هذا الحال حولاً (عاماً) من الزمن إلى ان جاء التخفيف في أخر السورة ، ليكون قيام الليل تطوعاً بعد الفرض ، علماً ان المسلمين عانوا كثيراً من قيامهم الليل كلهِ حتى ان إقدامهم تورمت ( ). لذا اضطر البعض على ان يربط نفسهِ بالحبال من تحت كتفيهِ .
أما الفرض الأخر الذي فرضه الله علينا فهو الصوم ففي البدء كان الصوم على المسلمين ثلاثة ايام فـي كل شهر ليكون صوم عاشوراء طواعية للمسلمين ، على ان من شروط الصيام ان نام الصائم بعد المغرب لم يأكل ولم يشرب ولم يقرب النساء ، وهذا ما كان مفروضاً على المسلمين استناداً للاية (183-184) من سورة البقرة والتي تنص : ( يا أيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) ألا أن جملة أحداث حدثت أدت بالله تعالى أن يغير من طقوس الصوم هذهِ ، لتصبح كما هي عليها ألان ، اذ قام البعض من الصحابة بجماع زوجاتهم [ فأعتذروا إلى النبي وقبل توبتهم ] ( ) . في حين قام البعض الأخر بالأكل والشرب بعد الموعد المحرم لذلك على ان الرواية التي أدت إلى تعاطف النبي (ص) مع صاحبها كانت هي السبب في نسخ الاية السابقة وإنزال الاية الأخرى ( احـل لكـم ليلـة الصيـام الرفـث هـن لبـاس لكـم وانتـم لبـاس لهن علـم اللـه انكـم كنتـم تختالـون أنفسكـم فتـاب الله عليكـم وعفا عنكم فألان باشروهـن وابتغوا مـا كتـب الله لكـم ) ( ).
ان العبرة التي نستخلصها من هذهِ الاية وكل اية تدعو إلى التخفيف ، هي ان من اراد ان يطاع فعليه ان يأمر بالمستطاع ، لهذا فأن الله تعالى بنفسه لا يتشدد في البعض من فروضه وأوامره وانما يتعامل مع العباد بما يتناسب وقابليتهم على التحمل ، اما الرواية التي كانت السبب الاكبر في نسخ اية تحريم الطعام ورفث النساء بعد صلاة العشاء فهي : (ان رجلاً من الانصار يقال له قيس بن صرمة صلى العشاء ثم نام فلم يأكل ولم يشرب حتى اصبح ، فأصبح مجهوداً ، وفي رواية اخرى ان قيس بن صرمة الانصاري كان صائماً فلما حضر الافطار اتى أمراته فقال :-
هل عندك طعام ؟ فقالت لا ولكني انطلق فأطلب لك وكان يومه يعمل فغلبته عينه (نام) فجاءتهُ إمرأته ، فلما رأته قالت: خيبة لك ، فلما انتصف النهار غشي عليه ، فذكر ذلك للنبي (ص) فنزلت الاية (187) ففرحوا بها فرحاً شديداً) ( ) . وبهذين المثالين عزز القائلون نظريتهم بعدم وجود النسخ في القرآن الكريم ليشملوا بها بقية الفروض التي فرضت على المسلمين ، وما الهرولة التي تحدث أثناء الحج لبيت الله الحرام لأكبر الدليل على ذلك ، اذ فما ان وصل النبي (ص) وأتباعه مكة لأداء فريضة الحج وكان التعب والارهاق باديين عليهم حتى سخر المشركون منهم وما ان سمعهم الرسول (ص) حتى قال لإتباعه ما معناه رحم الله من اراهم قوة منا فهرول وهرولوا معه .
ان البعض من المسلمين الذين أصروا على أن النسخ غير موجود في القرآن وان نزول الايات جاء ليتماشى مع المستجدات قابله رأي أخر يصر على وجود النسخ في القرآن الكريم فحددوا لذلك خمساً وعشرين سورة منها ناسخ ومنسوخ وهناك اربعون سورة فيها منسوخ وليس فيها ناسخ وستة سور فيها ناسخ ولا منسوخ ( ) على أن حملة هذا الرأي اعتبروا التغير في طقوس الصوم والصلاة والفرائض الأخرى من ضمن دائرة الناسخ والمنسوخ ايضاً معززين رأيهم بالآية الكريمة : (وأذ بدلنا اية مكان اية والله اعلم بما نزل قالوا انما انت مفتر بل اكثرهم لا يعلمون) ( ) .
ان الاختلاف في الرأي من خلال ما ذكرته يعد سنة في الكثير مـن الافكار الانسانية ، علـى ان السبب في انشاء الحراك الثقافي لاستنتاج افكار جديده تخدم المجتمع وتعمل على تطويره ، الا ان الاختلاف فيه في التراث الاسلامي تعني التناحر والانشقاق وتكفير الاخر وتحليل سفك دماء الاخر وأغتصاب ثروتهِ ويكفي القول ان ظهور التناحر بين الطوائف كان سببه خلاف في الراي ولو ان زعماءهم صغوا الى صوت العقل والحكمة لانتهى كل شيء بهدوء ولكن غياب الحوار والتزمت بالراي مع غلبة المصلحة الخاصة ادت الى انتصار نزعة الشر لتنشب الحروب وتصبح سنة اكتوت الاجيال بنيرانها على ارض الواقع فأدت الى نتائج كارثية من اهمها التشنج والانفعال اللذين يصاحبان أي نقاس بين طرفين مهما كان الأمر بسيطاً ، لينتهي بالنتيجة الى صراع حاد لا يخلو بطبيعة الحال من السيل الدموي وذلك بسبب الموروث من كم النزاعات التي حدثت وبشكل خاص العقود الأخيرة التي مرت بها بعض الدول التي عانت من الأنظمة الفاشية ليتضح لنا حالياً كيف ألت إليه الأمور من تشردم وتشظي انتابتا المسلمين كافة .
ومن الممكن تسليط الضوء على بعض الحورارات التي دارات بين شخصيات من المفروض ان يلتزموا بأدابه ويخرجوا بنتائج تخدمهم والمسلمين كافة الا أنها أدت إلى حدوث انشقاقات متتالية لتعاني الشعوب منها كثيراً ، ففي حوار جرى بين (بن عباس) ونافع بن الأزرق على تفسير إحدى الايات الكريمات وهي الاية 71-72 مريم [ (وأن منكم الا واردها) قال الأول : [يدخل الخلق بأجمعهم النار ثم يخرجون منها ، فرد عليه بن الازرق بالقول – الم يقل الله ( لا يسمعون حسيسها) ( ) . فما كان من بن عباس الا ان يعتريه الغضب ليقول : ويلك يا مجنون أين أنت عن قولهِ تعالى (فأوردهم النار) ( ). وقال تعالى في موضع أخر (حصب جهنم انتم لها واردون) ( ). أما أنا وأنت فسندخلها فأنظر هل تخرج منها أم لا وما أرى الله بمخرجك منها لتكذيبك فضحك نافع ] ( ).
أن طبيعة الحوار الذي تميز بنبرة لاذعة ولغة تكفير واضحة للأخر هي التي لازمت المسلمين وزعمائهم ، أما عن تظاهر بن الأزرق بالضحك فلايعدو ان يكون تعبيراً مبطناً لما تخفيه الاكمة من أحقاد ، على ان المثال الأخر يوضح سهولة حدوث الانشقاق بين المسلمين لتتولد من خلاله طائفة أو حزب لا يمكن ان يلتقيا الا في ساحات الوغى والطعان ، ففي يوم ما سأل (واصل بن عطاء) أستاذه (أبو الحسن البصري) قائلاً : (لقد ظهرت في زماننا جماعة يكفرون أصحاب الكبائر والكبيرة عندهم خروج عن الملة وهم وعيدية الخوارج وجماعة يرجئون أصحاب الكبائر والكبيرة عندهم لا تضر مع الايمان ، ولا يضر مع الايمان معصية( ) . كما لم ينفع مع الكفر طاعه وهم مرجئة الامة ، فكيف تحكم لنا في ذلك اعتقاداً ؟ ) فما ان اطال ابو الحسن بالتفكير بعض الوقت حتى أجاب واصل على سؤاله بنفسهِ قائلاً : (أنا لا أقول ان صاحب الكبيرة مؤمن مطلقاً ولا كافر مطلقا ،ً بل هو في منزلة بين المنزلتين لا مؤمن ولا كافر)( ) . ثم قام واعتزل إلى ركن من أركان المسجد يقرر ما أجاب به على جماعة من أصحاب الحسن ليقول الحسن : (اعتزل عنا واصل بن عطاء فسمي هو وأصحابه معتزله) وهكذا الحال بالنسبة للمل والنحل الأخرى وخير مثال على ذلك الازارقة والابايضة الذين يرجعون بأصولهم الى طائفة واحدة .
أن الاختلاف في التفسير وما تتحمله الايات القرآنية من التأويل ووجود الناسخ والمنسوخ وبقاء التلاوة دون دور للاية المنسوخة ، كلها عوامل أدت بالقرآن الكريم أن يظهر بمفاهيم متعددة ، حتى ليمكن لأطراف عدة متنازعه فيما بينها ان تنتقي اية لها لتعطي الشرعية لنفسها وكأنها هبت لنصرة الدين القيم وإعلاء شأن الإسلام ، لهذا ظهر من يقول وعلى لسان كبار رجال الدين ان القرن الكريم لم يصغ نظاماً سياسياً للدولة وأنما أمر بالعدل والإحسان ، دون تحديد الإلية أو الكيفية المناسبة لتحقيق ذلك ، وإنما ترك الأمور بيد الأمام أو خليفة المسلمين ، فلهُ الأمر في كل شيء وبما ان الأمام او الخليفة انسان والانسان معرض للأخطاء فبـدلاً من أيجاد اليه لتحديد صلاحياته ، نجد شيوخ الإسلام أفتوا بالقول : (ان الأمام اذا اخطأ فله اجر وان اصاب فله اجران) وبهذا أعطوا الشرعية الدينية والسلطة الدنيوية المطلقة مما أدى بالخلفاء الذين تربعوا على سدة الحكم ان يحكموا كيفما شاءوا ولهذا نشاهد الأنظمة الإسلامية اتصفت بالجور والظلم وهذا ما عانته الشعوب في العهود السالفه لنرث عنها أنظمة دكتاتورية شرسة) .
أن الطبيعة العسكرية للدولة الإسلامية التي ساعدت على تنميتها وتقويتها الغزوات والفتوحات بدعوى (الجهاد في سبيل الله) أتاحت لبعض القيادات ان يسلكوا طريق المغامرة للاعتلاء على السلطة مستغلين التناقض والاختلاف في تفسير الايات القرآنية والأحاديث النبوية ، وخير مثال يوضح هذا ما فعله أمير الأفغان (اشرف خان) عام (1725) متحججاً على الدولة العثمانية بسبب تحالفها مع (روسيا النصرانية) على تقسيم ايران بالادعاء انه من سلالة خالد بن الوليد( ). وبما ان الرسول (ص) قال (أن الأئمة من قريش) فعلى الدولة العثمانية ان تجيز له ان يكون الخليفة الثاني مستنداً على شرعية ادعائهِ بجواز أن يكون في الإسلام أكثر من خليفة واحد عند توفير بعض الشروط ومنها وجود حاجز طبيعي عظيم كسلسلة جبلية على سبيل المثال
ولهذا ارسل سفيره الى اسطنبول بصحبة وفد يتكون من (19) فقيها وجميعهم يؤيدون جواز تعدد الأئمة للأسباب ذاتهِ .
الا أن المسؤولين العثمانيين انزعجوا من هذا الادعاء الذي يفقدهم جانباً عريضاً من نفوذهم ويعمل على تحجيم سلطانهم لذا قام المسؤولون في اسطنبول إلى عقد اجتماع للفقهاء مستفيدين من التناقض في التفسير فكان اجتماعهم تحت شعار :
(أذا بويع لخليفتين فاقتلوا الثاني منهما) ولهذا اندلعت الحرب بينهما ، والتي تمكن الافغان من تحقيق النصر فيها وذلك لاتباع (اشرف خان) خطة لا تخلو من المكر والدهاء اذ اعد الكثير من المنشورات ووزعها خفية بين المعسكر العثماني ، كما ارسل وفداً قدم الهدايا والوعود الى بعض رؤساء العشائر الكردية في المعسكر ، وبلغت خطة اشرف خان قمتها عندما أرسل أربعة فقهاء إلى (احمد باشا) القائد العثماني ليسألوه علانية كيف يجوز له أن يحاربهم وهم من نفس الدين والاتجاه ، وبينما كان هولاء الفقهاء يجادلون (احمد باشا) ارتفع صوت الأذان للصلاة فنهظوا بصمت وأقاموها وسط الجيوش العثمانية ، فأحدثوا تأثيراً كبيراً عليهم ، ليكثر القيل والقال واللغط بين الجنود مما أدى إلى انسحاب الكثير منهم وبشكل خاص الأكراد حيث انظم اثنا عشر ألفاً منهم إلى الجيش الأفغاني ليحدث الارباك وتعم الفوضى الجيش العثماني ليستغل ما حدث الجيش الأفغاني ويهجم على الجيش العثماني لتنتهي الحرب بانتصاره ليعقد حينها مجلس الفقهاء اجتماعاً في اسطنبول لتدارس الواقع الجديد ويقرر الأتي : (بأمكان المسلمين ان يكون لهم خليفتان في ان واحد على ان يفصل بينهما حاجز عظيم ) ومن خلال هذا المثال يتضح لنا مدى التلاعب بالأحاديث والتفسيرات للآيات القرآنية خدمة للتاج والصولجان رغم الخسائر في الأرواح والثروات .
وما دمت في صدد هذا الموضوع فالتاريخ يحدثنا عن الكثير من الزعامات التي اعلنت الثورة على الانظمة الفاسدة معتنقين افكاراً معينة ، متخذة من احدى المذاهب غطاء شرعياً لكسب السواد الاعظم من الناس ، وعندما تصطدم طموحاتهم الفردية للتبويء على السلطة والزعامة ينسلخوا من ذلك الغطاء الشرعي متبعين شرائع اخرى تجيز لغير قريش زعامة المسلمين ، وهذا ما حصل لصاحب الزنج على سبيل المثال ، اذ ادعى بأنه علوي ولكن ما ان علم ان فقههم ينص بالامامة الى ال علي بن ابي طالب (ع) حتى حادَ عنهم معتنقاً مذهب الخوارج لانهم يجيزون لغيـر قريش السيادة والرياسة وان كان ذاك عبداً حبشياً ، بل ان السلطان العثماني ما كان له ان يكون خليفة المسلمين الا عندما اعتنق مذهباً يجيز لغير قريش الرياسة والزعامة .
ان الخلاف في تفسير الآيات القرآنية وان كان بعضها بسيطاً ويمس الفروع لا الأصول ألا انه يحمل في طياتهِ بركاناً خامداً ولكنه يبقى عرضة للانفجار ليزهق بحممهِ الآلاف من الأرواح وذلك عندما يتطرق التفسير لشريان الحياة وعصبها الا وهو الاقتصاد أو المال وطرق صرفهِ .
اذ ظهر رأيان أو تفسيران اتجه الأول بتفسيراتهِ إلى الزهد وحياة التشقف تيمناً بحياة الرسول وسيرته وامتثالاً إلى اقوالهِ واحاديثة الشريفة لذا نشاهد ابا بكر (رض) يقول :
( والذي نفسي بيده لان يقدم أحدكم فبضرب عنقه في غير حد خير من ان يخوض غمرات الدنيا ) ( ) . كما ان عبد الرحمن بن عوف كان حريصاً لما ذكره عنه الرسول (ص) اذ قال :
(سيدخل عبد الرحمن بن عوف الجنة زاحفاً ) لما يملكه من أموال ، لذا كان سباقاً في التصدق بثروتهِ حتى ان الرسول (ص) استدان منه مبلغاً طائلاً ، وفي يوم صحت المدينة المنورة على ضجة عارمة ، وأذا بها قافلة كبيرة تتألف من (500) بعير وما ان علمت السيدة عائشة بهذا الخبر حتى قالت (كأني بعبد الرحمن بن عوف على الصراط يميل به مرة ويستقيم اخرى حتى يفلت ولم يكد)( ). (ليكون رده سريعاً بعد سماحه لكمة أم المؤمنين اذ قال : وهبتها بما عليها (الابل واحمالها صدقة في سبيل الله) .
لهذا يتضح من المثالين السابقين ان المسلمين على علم بأن الثراء الفاحش محرم عليهم لأنه يودي إلى الطغيان ويصاحبهُ الفقر المتقع استناداً الى قول الله تعالى في الاية التالية (ان الانسان ليطغى ان رأه استغنى) .
(ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير الا قال مترفوها ، انا وجدنا اباءنا على امةً ، وإنا على أثارهم مقتدون)
ألا أن تطور الأحداث والفتوحات الإسلامية التي جاءت بكنوز الفضة والذهب أدت بعمر بن الخطاب (رض) ان يواجهها ببكاء مرشديد ليرد عليهِ عبد الرحمن بن عوف بالقول : (أنها من دواعي الشكر فما يبكيك) ليجيبه عمر (رض) بالقول :
(ما حبس هذا عن نبيه وعن أبي بكر ارادة الشر بهما واعطاه عمر ارادة الخير به) ( ) . ليكون لبكائهِ التنبؤ بما سيحدث للمسلمين ، اذ ظهر من يدعو إلى ان حياة التشقف والكفاف قد انتهت لما اصاب المسلمين من خير وهذا ما بدا واضحاً ايام خلافة (عثمان بن عفان) (رض) حتى انهُ أجزل العطاء لأهله وقرب اقرباءهِ إلى السلطة فعين معظم الولاة على الأمصار منهم وعندما سئل ذات يوم هذا السؤال : (الا تتذكر سيرة عمر في أهله فأجابهم قائلاً: - ( أن عمر كان يحرم قرابتهِ احتساباً بالله ، وأنا أعطي قرابتي احتساباً بالله) ( ). في حين قام الولاة بالبذخ على أنفسهم وأهليهم واحلوا على أنفسهم صرف الأموال من بيت مال المسلمين مدعين ان هذه الأموال هي (أموال الله) ولنا الحق في صرفها والتمتع بها ، في حين ظهر تيار أخر من المسلمين يحرم الثراء والاكتناز استناداً إلى الاية الكريمة : (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم) لذا ظهرت صرخات هنا وهناك من قبل بعض الصحابة من آل السبق بالإسلام وذلك لتحول النظام الاقتصادي للدولة الإسلامية إلى نظام طبقي حاد يمكن تشبيهة بنظام الراجات الهندي . لتكون مبعث هذه الصرخات الصحابي (ابو ذر الغفاري) آذ نادى بالقول : (ان الزكاة لا تكفي لوحدها لذا دعا الاغنياء ان يوزعوا أموالهم كلها على الفقراء) ( ) . وما ان اشتد الصراع الطبقي بين المسلمين حتى اخذ يحرض بالقول )عجبت لمن لا يجد القوت في بيتهِ كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفهِ)( ) . وبطبيعة الحال فان الشاهر سيفه ليس بالضرورة ان يكون ثائراً ًلثورة منهجية يقصد من ورائها أصلاح المجتمع ، بل من الممكن ان يكون لصاً أو قاطع طريق ليسد جوفهِ بما يسرقه ، لذا قال في موضع أخر : [[ أذا ذهب الفقر إلى بلد قال للكفر خذني معك ]] ( ). وذلك لما للفقر من أمكانية تجسيد للإمراض الاجتماعية ليحدد عوالمها احد علماء الاجتماع بالقول : (أن الفقر ليتحدى كل فضيلة وسلام لأنه يورث صاحبه درجة من الانحطاط تكتسح أمامها كل شيء ولا يبقى غير هذا المبدأ كن أو لا تكن) ( ) . في حين ظهر احد الأئمة مؤكداً هذهِ الحقيقة للأسباب فقال: (لا تقبلوا شهادة من ليس في بيتهِ طحين) ( ). في حين اجتهد النبي بالدعاء دائماً وأبدأ القول : (اللهم اكفنا جهد البلاء ليسأله المسلمون ، وما جهد البلاء يا رسول الله ليجيبهم: قتلهُ المال وكثرة العيال) ( ). ولهذا حاول هذا التيار الإسلامي أن يقلص من حجم الفارق الطبقي ليحدد زعيمه الامام علي (ع) قيمة الكنز الذي حرمهُ الله اذ قال الأمام : (ما دون أربعة ألاف درهم نفقه وما عدا ذلك فهو كنز محرم يودي إلى البطر والطغيان) ( ) في حين كان لسلمان الفارسي رأي مشابه اذ قال : [ ان الكنز ما يزيد من مال المسلم على قوت أهله لمدة سنة ] ( ). لذا فأنه كان يدخر قوت سنة لكي يكون مطمئناً في أيمانه فلا تدفعه الحاجة إلى الكفر ولا الثراء إلى البطر والطغيان .
ألا أن الجانب الأخر من المسلمين اجتهدوا على تحليل الثروات الطائله من كنوز الذهب والفضة لذا فان شيوخهم افتوا انها حلال ما دام يدفع الزكاة عنها وما قيمتها (الزكاة) عندهم ألا مبلغاً زهيداً جداً يتمثل بالعفو من أملاكهم استناداً للاية الكريمة : (ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو) ولهذا ظهر من بين الصحابة من يمتلك (400،000) دينار و (1000) فرس و (1000) بعير لتصل ثروة الأخر (1000) دينار باليوم الواحد لاستثمارهِ عبيدهُ الحرفيين الذين جاءوا عن طريق الغزو والفتوحات الإسلامية .
أن مأثور القول للأمام علي (ع) والمتمثل بالقول : (لو كان الفقر رجلاً لقتلتهُ) لا يعني ان الفقر خط بياني وهمي لا يمكن تحديه على ارض الواقع ، بل انهُ تعبير دقيق من قبلهِ على محاربته ومحاربة نظامه لكون الفقر نتاج نظام اقتصادي يفرض بزعاماته وأجندته قراراتٍ واجراءاتٍ تؤدي بالمجتمع الى الافتقار المصحوب بمعاناة العوز والحرمان ، ولهذا تولد الصراع بين طرف يدعو الى انشاء نظام اقتصادي يتميز بالعدل الاجتماعي ، في حين تمادى الطرف الاخر في الثراء حداً أنهم الغوا قول الرسول (ص) القائل : (لا كسروية ولا قيصرية في الاسلام) لما ظهر من قياصرة وأكاسرة في المجتمع الإسلامي استحوذوا على الثروة وحصروها بين يدي فئة ضيقة من المجتمع ، وما قول احد الولاة المدعو سعيد بن العاص(السواد بستان قريش) ( ). امام حشد من زعماء القبائل من المسلمين لأكبر الدليل على ذلك ليرد عليهِ احدهم بالقول : (ان السواد فيء افاءه الله على المسلمين) لتنتهي المساجلة الكلامية بالتضارب قيما بين الحضور ليتمحور المسلمون فيما بعد إلى محوري اليمين واليسار في الإسلام ، ألا أن تمكن اليمين في الانتصار وقيادتهِ لدفة الحكم الى أقصا اليمين عمّق الفارق الطبقي ليظهر بأبشع صوره، ليسند هذا التوجه مجموعة من شيوخ الإسلام ومنهم الفرطبي الذي دعا إلى نسخ ( ). الاية التي تحرم الكنز متذرعاً بذلك إلى أن المسلمين كانوا في عيلة (فقر) من أمرهم ولا يصح أن يمتلك منهم كنوزاً الفضة والذهب ناسياً أو متناسياً أنها من الآيات المحكمة التي لا تقبل النسخ علماً ان الثراء بدأ في عهد الخليفة عمر بن الخطاب (رض) وذلك بفتح المسلمين العراق والشام وجاء بكنوزهما غنائم إلى المدينة ومع هذا كانت أمنية عمر التي رددها كثيراً وهو على فراش الموت : (لو استقبلت من أمري ماستدبرت لوزعت فضول أموال الأغنياء على الفقراء). كما ان هناك من الايات ما تسند أية تحريم الكنز وتعززها وذلك تخوفاً من البطر الذي قد يصيب المسلمين وبالتالي يؤدي الى الضعف في أيمانهم ومنها : (ولو بسط الله الرزق لعبادهِ لطغوا في الأرض) ( ) . في حين كان الحديث بمثابة التأكيد الأخر على تحريم تلك الاية للكنز اذ قال الرسول : [ ما ازداد رجل من السلطان قرباً الا ازداد من الله بعداً ولا كثرت أتباعه ألا كثرت شياطينه] . ولكن هذا التيار من المسلمين اثر المضي قدماً كسائر الأمم السابقة من الأكاسرة والقياصرة والاباطرة لتتأكد نبؤة النبي محمد (ص) اذ قال : (ان الاسلام سيرجع غريباً كما بدا غريباً ، وأنهم سيتبعون سنن من كان قبلهم من الأمم حذو النعل للنعل وأنهم سينقلبون عليهِ) . وخير ما انهي بحثي هذا من حديث مطولً للرسول يسمح لمن ولاه ان يتزوج ان لم يكن متزوجاً ويتخذ له مسكناً وخادما الا انه قال اخيراً : (فمن أتخذ سوى ذلك كنزاً أو ابلاً جاء الله يوم ألقيامه غالاً (خائناً) أو سارقاً) ( ).



#طاهر_فرج_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام و التطرف
- حميد المختار والتيار الديمقراطي
- الزوجة الثانية
- لعبة الشطرنج وموت الاسكندر
- سَنِمّّارْ الروسي
- قرآن ناظم كزار!
- السَماورْ... وتأثيرهُا الثقافي في العراق
- جدوى ارتفاع رواتب الموظفين
- تجفيف منابع الارهاب
- المثقف والمناخ السياسي
- تجفيف منابع الإرهاب


المزيد.....




- الاحتلال يشدد إجراءات دخول المسيحيين إلى القدس لإحياء شعائر ...
- “أحلى أغاني البيبي الصغير” ضبط الآن تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- لماذا تحتفل الطوائف المسيحية بالفصح في تواريخ مختلفة؟
- هل يستفيد الإسلاميون من التجربة السنغالية؟
- عمارة الأرض.. -القيم الإسلامية وتأثيرها على الأمن الاجتماعي- ...
- وزير الخارجية الايراني يصل الى غامبيا للمشاركة في اجتماع منظ ...
- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر فرج الله - القران بين تفسيرين