أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طاهر فرج الله - سَنِمّّارْ الروسي














المزيد.....

سَنِمّّارْ الروسي


طاهر فرج الله

الحوار المتمدن-العدد: 1851 - 2007 / 3 / 11 - 13:09
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    




يظهر البعض أمتعاضة وعدم رضاه عندما يشاهدوا رجلاً من العراق يؤمن بما يؤمن بهِ من عقيدةٍ هذه ذاتها التي يؤمن بها رجل يقبع في أقاصي الأرض ومجاهلها , مدعياً عدم ملائمة تلك العقيدة وانسجامها مع واقعنا وطبيعة مُجتمعنا, ولكن الحوادث التاريخية والوقائع الدنيوية أثبتت عكس ذلك لأن الطبيعة البشرية على تناقضاتها تحمل في جنباتها صفات مُشتركة وإن كان هناك اختلاف فيما بينها, فلا يعدو إلا أن يكون اختلافاً سلوكياً يختلف بين مجتمع وآخر استناداً لطبيعة التطور العلمي والتكنولوجي بين هذا البلد أو ذاك ولهذا السبب نرى أن في العراق من يؤمن بالديانات السماوية كعقيدة خالصة لهُ ينفذ وصاياها ويقوم على فرائضها وكذلك الحال في أمريكا أو بريطانيا حيث يؤمن الكثيرون منهم بتلك الأديان وعلى سبيل المثال المُسلمون والمسيحيون وهذا يشمل كافة المُعتقدات والأفكار الوضعية التي آمنت بها الإنسانية وناضلت من أجل تطبيقها في بلدانها كحقوق الإنسان المُتمثلة ( بالحرية والمساواة والتآخي والعدل) على الرغم من أن أول من داع لها في التاريخ الحديث هم رواد الثورة الفرنسية, على أن الدعوات ذات الحس الإنساني تزامنت معها وامتدت بجانبها مُلازمة لها دعوات أخرى تميزت عنها بنبرات القهر والاستبداد والاستئثار بكل شيء مكونة لنفسها لغة مُشتركة بمفاهيم تتضارب وتتقاطع مع سابقيها ذات النفس الوجداني ألا وهي لغة الدكتاتورية التي أمتدت أبجديتها في عٌمق التأريخ البشري مخترقة عصورهُ المتمدنة والمتأخرة, ولهذا نرى رموزها يعتلون الحقب التاريخية قديمها وحديثها أمثال طاغية بابل الملك ( نمرود) الذي أدعى الألوهية ليستحوذ على كل شيء, وفي حين ادعى مستبد أخر كان قابعاً على أرض النيل الألوهية لنفسهِ هو الآخر للأسبابِ ذاتها لتستمر لغة الاستحواذ المستوحاة من مٌفردات لغة الأم بحروفها كل الطغاة في العالم القديم والحديث, أمثال النعمان بن المُنذر ملك الحيرة وملك الهند ذي الأصل المغولي ( جيهان شاه) و إيفا ن الذي لُقب بالرهيب قيصر روسيا , فبعدما انتهى ما كان يُعرف بكبير المهندسين آنذاك من بناء قصر ( الخور نق) للملك النعمان بن المُنذر كانت مكافأتهُ منه برميهِ من على سطح القصر ليسقط ميتاً بعد أن تكسرت عظامه, على أن التبرير الذي أدعى بهِ الملك هو خوفه من أن يبني بناءه ( سنمار) قصراً يُضاهي قصرهُ لملك من ملوك عصرهِ , وقد أشترك معهُ في هذا الرأي و الاعتقاد مُستخدماً مفردات تلك اللغة لما يملك من رغبة الاستحواذ و الاستئثار بكل شيء أحد ملوك الهند المغولي الأصل ( جيهان شاه) حيث أمر بقلع عيني كبير بناءيه الذي ساهم في بناء قصر لا مثيل لهُ والسبب في ذلك هو خوف الملك من أن يبني بناءه قصراً يضاهي قصرهِ لملك أخر, ونفس الشيء تكرر حدوثهُ في روسيا القيصرية, فبعدما انتهى كبير بنائي (إيفا ن) قيصرها من بناء أضخم وأفخم كاتدرائية فيها كانت محط إعجاب الأوربيين بها في حينها إلا وهي كاتدرائية ( بأسيل) أمر القيصر ذاك الآمر المبتكر من مفردات تلك اللغة المشتركة , ولكن بأسلوب مغاير عن سلفيه حيث قام جلاوزتهِ بقطع يدهِ اليمنى من الكتف للأسباب ذاتها لينال القيصر بسبب أمره ذاك و أمر مماثليه لقب الرهيب بلا منازع في حين ذكرنا كبير بناءيه بسنمار النعمان ليصبح روسياً في هذه المرة, و لهذه الأسباب ومثيلاتها فأني لا أرى غضاضة في أيمان رجل يقبع مجاهل أفريقيا بمعتقد و يؤمن بهِ رجل يسكن أواسط أوربا المتطورة, خصوصاً عندما يكون هذا المُعتقد أو ذاك المبدأ يحث على خدمة البشرية وتطورها وللأسباب ذاتها نرى ونقرأ لعنة الباحثين والمفكرين على الطغاة على اختلاف مللهم ومنهجهم ومعتقداتهم مثلما نرى ونقرأ مدحهم وإعجابهم بزعماء الإنسانية ودعاتها على اختلاف مللهم ونهجهم ومعتقداتهم أيضاً



#طاهر_فرج_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرآن ناظم كزار!
- السَماورْ... وتأثيرهُا الثقافي في العراق
- جدوى ارتفاع رواتب الموظفين
- تجفيف منابع الارهاب
- المثقف والمناخ السياسي
- تجفيف منابع الإرهاب


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طاهر فرج الله - سَنِمّّارْ الروسي