أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد نوري قادر - لماذا الدروس الخصوصية















المزيد.....

لماذا الدروس الخصوصية


محمد نوري قادر

الحوار المتمدن-العدد: 3043 - 2010 / 6 / 24 - 19:15
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


لقد أصبحت ظاهرة الدروس الخصوصية عبأ يثقل كاهل العائلة إضافة إلى ما يثقلها من هموم لا تعد ولا تحصى تطرق الأبواب جميعا بلا أستاذان تسترعي الانتباه وتسليط بعض الضوء لغرض المعالجة لا أكثر لمن يعنينه الأمر لأنها أصبحت ظاهرة سلبية يقوم بممارستها للأسف الشديد أساتذة وخصوصا أساتذة المراحل المنتهية والتي تخضع لامتحان وزاري والتي يطلب فيها بعض المدرسين من الطلبة إن يدخلوا دورات أو كما نسميها دروس خصوصية في المادة التي يكون الأستاذ فيها مختصا بها ومحاضرا مقابل مبلغ من المال حيث انه لم يقم بتدريسها إثناء الدوام الرسمي بحجج واهية جدا لكنه يقوم بها على أكمل وجه إثناء الدروس الخصوصية بل يكاد يكون غير ما هو عليه من الحرص إثناء الدوام الرسمي , ومنهم من يقوم بإبلاغ الطلبة علنا انه لم يضع درجة نجاح له إذا لم يقم بالمشاركة في الدروس الخصوصية وهذا ما يجعل الطالب مجبرا على الضغط على عائلته لقبول ما يريده الأستاذ لأنها تسعى جاهدة أن يكون ابنها مؤهلا لدخول الامتحان , أليست هذه رشوة يتقاضاها الأستاذ بطرق وعرة للحصول على ما يبتغي من دراهم معدودة وعليه أن يراجع نفسه على اقل تقدير , وان يبحث عن مكامن الخلل , أليس هذا ما يجعل الفساد بكل صنوفه يبتدئ من القاعدة الأساسية لبناء جيل واع لمسؤوليات جمة تقع على عاتقه في المستقبل .سببها الأول هو الأستاذ وبطلها بلا منازع وخارجا عن المألوف , فهل ينطبق قول الشاعر
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
على مثل هؤلاء الذين وجدوا لتهيئة ما نحن بحاجة إليه من قادة لمستقبل نفخر بهم مؤمنين بالقيم الصادقة ونكران الذات وما تعلموه من أداء رائع في الحرص على أداء الواجبات , أم إنهم سوف يستعينون مرة أخرى في حياتهم في دروس خصوصية إذا اقتضى الأمر ربما في تطلعاتهم الأخرى , وربما يقوموا بأخذ دروس خصوصية في الزواج واختيار الأصدقاء وزوجاتهم في المستقبل القريب , لان لها فوائد جمة في النجاح ..واجتياز الحواجز التي لا يمكن أن نجتازها إلا بمساعدة المدرسيين الخصوصيين
وهناك من الشواهد والادلة ما يدعوا إلى الدهشة تزخر بها مؤسساتنا التربوية لا تحتاج إلى برهان , بل تحتاج من يسلط عليها الضوء وزيارة إلى احدى المدارس واللقاء بالطلبة لمعرفة ما يدور من صفقات دنيئة يمارسها من فقد الحياء ومن لم يحق له إن يكون تربويا أبدا , بأتفاق مع احد الطلبة للأسف الشديد كي يكسب له أكبر عدد من الراغبين في الدرورس الخصوصية
من المسئول عن هذه الآفة المخيفة , من هذا التردي في السلوك الذي وصل إلى الحضيض , والذي يستوجب أن تكون له حلولا جذرية , حلولا عاجلة , لأنها تدخل في صميم حياتنا اليومية , ولها من التأثير السلبي في عموم مفاصل الحياة ولها تأثير بعكس الاتجاه في مستقبل أبنائنا , وما يدعوا إلى النظر بعين الاعتبار في كفاءة وسلوك الأستاذ وإخلاصه في أداء واجبه وحرصه على أن يعطي أكثر مما يأخذ وموقعه ضمن العملية التربوية ,وعدم مقارنته مع الأساتذة الرائعين والمخلصين أداء واجبهم الاخلاقي في كل ما تعنيه الكلمة من معنى , مما يجعلنا نسأل هل أن من لم يستطيع أن تتوفر له الفرصة في دخوله الدرس الخصوصي , بسبب ضائقة مادية وعجز مصيره الفشل وعدم تلقيه ما يجب على الأستاذ أن يلقيه إياه في دوامه المعتاد والذي يتقاضى منه أجرا مقابل أن يقوم بواجبه على أكمل وجه وتحمل مسؤولية ما كلف بها . ألم يوخز ضميره يوما ؟ ألم يدعوا ذلك إلى أن هذا مؤشر خطير في الحياة التربوية برمتها ويجب وضع الحلول المناسبة له ؟ فلو أعدنا النظر قليلا إلى الوراء فأننا سوف نجد ما يبهرنا جميعا حيث إن الأساتذة جميعهم بدون استثناء يقدمون ما يستطيعوا إن يقدموه من اجل توصيل المادة إلى الطالب بأية طريقة كانت حتى لو تطلب الأمر إن يأتي إلى المدرسة في أيام العطل والأيام التي هي جزء من راحته ليقدم ما يريد إن يقدمه إلى فلذة أكبادنا , ناهيك عن حرصه الشديد ومتابعته المستمرة مع النصائح والتي تعني الكثير للطالب , ولم يكن يطلب فيها شيئا من المال سوى حضور الطلبة , حتى انه يحاسب من لايأتي وان وجد من العذر ما يقنع به الأستاذ لعدم حضوره مع الاعتذار
اننا امام منزلق خطير يدعوا للاستغراب سببه عدم الوعي والثقافة الضحلة إن وجدت عند بعض منهم لممارسة مسؤولية خطرة غير قادرين على استيعابها وأعطائها الاهمية اللازمة وما تستحقه من واجب هو مقدس في كل فصوله , وانا على يقين تام إن اولئك قد حصلوا على شهادات بالزيف والخداع والمماطلة وهم غير مؤهلين للقيام بواجباتهم , غير قادرين على ادائها بالمستوى المطلوب منهم , وعليه فأنهم بحاجة إلى التأهيل على أقل تقدير .
هل تغيرت المفاهيم في العملية التربوية ؟ هل أصبح من يعنيهم الأمر يرونها لأتشكل منعطفا كبيرا وخطرا في تدني للمستوى والصورة المشرقة التي نحلم إن تكون والتي يجب وضع المعالجة والحلول الناجعة لها مع الأخذ بكفاءة الأستاذ والذي ما يؤهله وما يمتلك من خبرة للقيام بدوره الأمثل وان تطلب الأمر أخذه للدروس الخصوصية ولكن ضمن ضوابط علمية مدروسة بغية الاستفادة من تلك الطاقة والخبرة في المجال الذي يمارسه والتي لايمكن التفريط بها , والتي يجعل منها لا تشكل ظاهرة سلبية تحط من واقع ملموس نعيشه على مدار الساعة.
إن نظرة جادة لهذا الموضوع وتوفير ما على المؤسسة إن تقوم بتوفيره هو خطوة في الاتجاه الصحيح مع الإشراف العام ومتابعة مستمرة كي نقضي على يطعم أبنائنا الفساد بطرق ملتوية غايته الأساسية هي المادة وليس غيرها لتحقيق مكاسب دنيئة بعيدة كل البعد عن الأخلاق والقيم النبيلة التي وجب إن يتمسك بها كما هم الأساتذة الآخرون الذين يتمسكون بها, والتي هي جزء لايتجزأ من مهام وواجب أخلاقي عليهم إن يقوم بها , لكنهم للأسف يجدون عسرا في الهضم
إنني لست ضد ظاهرة الدرس الخصوصي , وهذا ما قد يتبادر للذهن, لكنني ضد من جعل مادته مرفأ لسفينة غارقة محملة ببضاعة يبيعها بالوعيد ولم يقدم شيئا يذكر, بل هو منها لاشيء يذكر , الذين لم يعيروا للمسؤولية الملقاة على عاتقهم وزنا وأهمية حيث لا تعنيهم النتائج وقد اتخموا من هذه المائدة واضعين اللوم على الطالب نفسه الذي لا حول له ولا قوة غير قبول ما هو عليه من واقع يعيشه رغما عنه وتحمل المسؤولية برمتها على عاتقه شاء أم أبى مطالبينه ما لا يقدر عليه إلا بمشاركتهم , فمن يدفع أكثر يحظى باهتمام أكثر وتعليم اشمل .
لماذا الدروس الخصوصية ؟! لماذا لايقوم الأستاذ بواجبه المكلف بأدائه ؟ وهل إن الدرس الخصوصي هو مكمل للمادة لازالة الحرج الذي يصاحب الأستاذ لانه لم يكمل المادة المقررة , أم إن للدروس الخصوصية شجون ؟!!!



#محمد_نوري_قادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهيدة منى ليزا
- دستورنا
- محلة الاسكان..كي لاننسى
- رسالة خاصة جداً
- هكذا ولدت ابنتي رغد
- أعلنوا الوفاء
- من النافذة
- أنا وصحرائي
- هلوسة
- احتراق
- حاكم
- بائع الطيور
- زيحوا الستائر
- إيماءة في كأس ثمل
- للوداع الأخير...
- لا شيء يقلقني أكثر
- الطيور تعشق احلامها
- هل أقبل الخريف
- نتيجة
- تائه


المزيد.....




- تبدو مثل القطن ولكن تقفز عند لمسها.. ما هذه الكائنات التي أد ...
- -مقيد بالسرية-: هذا الحبر لا يُمحى بأكبر انتخابات في العالم ...
- ظل عالقًا لـ4 أيام.. شاهد لحظة إنقاذ حصان حاصرته مياه الفيضا ...
- رئيس الإمارات وعبدالله بن زايد يبحثان مع وزير خارجية تركيا ت ...
- في خطوة متوقعة.. بوتين يعيد تعيين ميشوستين رئيسًا للوزراء في ...
- طلاب روس يطورون سمادا عضويا يقلل من انبعاث الغازات الدفيئة
- مستشار سابق في البنتاغون: -الناتو- أضعف من أي وقت مضى
- أمريكية تقتل زوجها وأختها قبل أن يصفّيها شقيقها في تبادل لإط ...
- ما مصير شراكة السنغال مع فرنسا؟
- لوموند: هل الهجوم على معبر رفح لعبة دبلوماسية ثلاثية؟


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد نوري قادر - لماذا الدروس الخصوصية