أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيف عبد الكريم الربيعي - إرنست همنغواي... عالم من الإبداع















المزيد.....

إرنست همنغواي... عالم من الإبداع


سيف عبد الكريم الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3030 - 2010 / 6 / 10 - 14:07
المحور: الادب والفن
    


"هدفي هو أن أضع على الورق ما أرى وما أشعر بأفضل وأبسط طريقة".... همنغواي
يعد إرنست همنغواي كأحد أهم كتاب أمريكا في القرن العشرين، روائي وقاص ذو أسلوب نثر بسيط موجز مظلل، ضمن إطار مكاني يمتاز بالحيوية ويتفاعل مع الشخصيات. أَثر على نطاق واسع من الكُتاب، ومُنح جائزة نوبل للآداب 1954 وجائزة بوليتز عن رواية العجوز والبحر التي نشرت في 1952، لكنه لم يتمكن من حضور مراسم الجائزةَ في ستوكهولم، بسبب الإصابات التي لحقته اثر تحطّم طائرة أثناء رحلة صيد في أوغندا.
ولد همنغواي في اواك بارك بولاية الينوي الأمريكية، في 21 يوليو 1899، والدته موسيقية بارعة محبة للثقافة، أما والده الدّكتور كلارنس إدموندز همنغواي، فزرع في نفس ولده حب الطبيعة والصيد وعدم التقيد بمحددات الحياة، إلى أن انتحر الأب في 1938 بعد تدهور صحته وإصابته بمرض السكري.
حضر همنغواي المدارس العامّة في اواك بارك ونشر قصصَه الأولى وقصائده في صحيفة مدرسته.. وبعد إنهائه للدراسة الثانوية في 1917، رفض الالتحاق بالجامعة وذهب إلى مدينة كنساس حيث عمل لستة شهور كمراسل لصحيفة (كنساس ستي ستار). بعد ذلك تطوع في وحدة سيارة إسعاف في إيطاليا أثناء الحرب العالمية الأولى في 1918 تلقى خلالها إصابة بليغة في ساقه، قبل أن تستقبله بلدته بحفاوة حيث كرمته الحكومة الإيطالية كبطل من أبطال الحرب.
أثناء فترة تعافيه في المستشفى أقام همنغواي علاقة مع ممرضة أمريكية (اجني فون كوروفسكي) ، والتي كانت مصدر الإلهام لشخصية كاترين باركلي في رواية (وداعا للسلاح) 1929 والتي تصور إيطاليا أبان الحرب العالمية الأولى، حيث حبيبان يبحثان عن سبل السعادة البسيطة... صور منها فلمين الأول في 1932، بطولة غاري كوبير، هيلين هايز، وأدولف مينجو. أما النسخة الثانية فصورت في 1957، بطولة شارل فيدور، روك هودسون وجينيفر جونز. وكسبت الرواية نجاح نقدي وتجاري هائل..
بعد انتهاء الحرب عمل همنغواي لفترة قصيرة كصحفي في شيكاغو. وفي 1921 انتقل إلى باريس، حيث كتب مقالات لـ( تورنتو ستار).وهناك اخلبه جمال الطبيعة وحيوية الاجواء فجاء في وصفه لباريس: "أنت محظوظ جدا أن وفقت للعِيش في باريس وأنت في عمر الشباب، فأثناء وجودك في باريس تلازمك وليمة متنقلة." (مِنْ رواية وليمة متنقلة 1964)...
بعدها جاءت فترة توقف همنغواي عن الكتابة وترك العمل في الصحيفة وكرس اهتماماته للتَجوّل مَع زوجتِه ( إليزابيث هادلي ريتشاردسون): فرنسا، سويسرا، وإيطاليا. وفي 1922 ذَهبَ إلى اليونان وتركيا للاطلاع على الحرب بين تلك البلدانِ. في 1923 سافر إلى إسبانيا لرُؤية مصارعة الثيران في مهرجانِ بامبلونا السنوي، حيث جاء في وصفه لهذا المهرجان "مصارعة الثيران هي الفنّ الوحيد الذي يكون فيه الفنان في خطر الموت ودرجة التألق في الأداء تحاكي شرف المقاتل".
لدى همنغواي العديد من المؤلفات، أولها "ثلاث قصصِ وعشْرة قصائدِ" (1923)، ومجموعة قصصية بعنوان "في عصرنا" (1924)، والتي نشرها في باريس. أما "سيول الربيع" (1926) فكَانت محاكاة ساخرة لأسلوبِ شيروود أندرسن. وأول روايات همنغواي الجدية كانت "الشمس تشرق أيضاً" (1926). والتي يروي أحداثها بطل الرواية وهو صحفي أمريكيِ، يتعامل مع مجموعة من المغتربين في فرنسا وإسبانيا، وهم محرري منشورات عن الجيل الذي فقد في الحرب العالمية الأولى. الشخصيتان الرئيسيتان في الرواية هما السيدةَ بريت آشلي وجايك بارنز، اللذان عاشا قصة حب متأرجحة حيث الاضطراب الذي طرأ على شخصية السيدة بريت التي كبلت بصراعات جسيمة بين رغباتها الذاتية ومشاعرها تجاه جايك الذي لا يستطيع إجابة حاجاتها بسبب جرحه في الحرب، بالرغم من أن همنغواي لم يحدد جرح جايك بشكل واضح.. جايك وبريت ومجموعتهم الشاذّة من الأصدقاء لهم مغامرات مختلفة حول أوروبا، في مدريد، باريس، وبامبلونا. وكمحاولة لمجابهة يأسِهم اتجهوا إلى الكحول والعنف والجنس.. يقول بيتر هاي في كتاب "موجز تاريخ الأدب الأمريكي" إن أبطال رواية همنغواي الأولى كانت "الشمس تشرق أيضاً" يريدون معرفة كيف يمكنهم أن يعيشوا في هذا الفراغ الموجود في العالم، وفي كتاباته الأخيرة، نراه يطور هذا الفراغ إلى مفهوم "النادا"، وهي كلمة اسبانية تعني العدم، فهو يصور هذه النادا في بعض الأحيان على صورة أمل مفقود، أو عدم القدرة على المشاركة الفعالة في العالم الواقعي، وفي أحيان أخرى تكون هذه النادا على شكل رغبة في النوم. أو الرغبة في الموت بسهولة، ان البطل النموذجي عند همنغواي يجب عليه أن يقاتل دائما ضد نادا العالم، ويجب عليه ألا يتوقف أبدا عند محاولة أن يحيا الحياة الكاملة، وقدر ما يستطيع". استخدم همنغواي لغة بسيطة، وموجزة مما جعل النصّ غني بالدلالات والإيحاءات.
بعد نشر رواية "رجال من دون نساء" (1927)، عاد همنغواي إلى الولايات المتحدة، ليستقر في فلوريدا. في هذه السنة طلق همنغواي زوجته الأولى هادلي، وفي نفس السنة تزوّج بولين فيفير وهي صديقة هادلي... وفي الثلاثينات كتب همنغواي الأعمال الرئيسية والرائدة كـ"موت بعد الظهيرة" (1932) , و"تلال أفريقيا الخضراء" (1935)، و"الفائز لا يربح".
في 1937 عاصر همنغواي الحرب الأهلية الإسبانية وعايشها عن كثب.. وأثناء تلك الأحداث قابل في مدريد (مارثا جلهورن) وهي كاتبة ومراسلة حرب، والتي اصبحت زوجته الثالثة في 1940. كانت السنوات الأولى من زواجه سعيدة، لكنّه أدرك لاحقا أنّ جلهورن لايمكن ان تكون ربّة بيت، بل صحفية طموحة.حيث وصفها همنغواي بـ"رفيق ممتنع تنبض مع العالم".
بالإضافة إلى رحلات الصيد في أفريقيا، أفصح همنغواي عن عاطفته تجاه البحر وولعه بصيد الأسماك في مياه البهاما، وكوبا. وضل يراقب بقاربه المسلح نشاطات النازية وغوّاصاتهم في تلك المنطقة أثناء الحرب العالمية الثانية. وبعد إكماله لرواية "لمن تقرع الأجراس"1940 أشترى همنغواي بيتا في كوبا واستأجر مزرعة مجاورة له ليخصصها لتربية القطط.. وفي ذلك المكان وتلك الأجواء أقام همنغواي اتصالات مع سياسيين ومعارضين وفنانين من هوليود ورياضيين ومصارعي ثيران، محيطا نفسه بعالم ساحر اقرب للخرافة، بالإضافة إلى زيجاته المتعددة ومغامراته العاطفية، ورحلات الصيد والبحر والحروب التي شارك فيها وعايشها، مما أثرى تجربته الأدبية وحرك بداخله جذوة الابتكار.
في مطلع 1941 سافر همنغواي مع جلهورن إلى الصين وشرق آسيا إلى أن تطلقا في 1945 قبل ان يعود همنغواي إلى كوبا في 1946 ليأتي زواجه من ماري ويلش التي ظلت معه حتى مماته.
شرب همنغواي للكحول بدأ عندما كان مراسلا، ولم يؤثّر على نوعية كتابته لكن كميات المشروب ازدادت فيما بعد ولوقت طويل، في أواخر الأربعينات بدأت الأصوات تطن في رأسه، ازداد وزنه، أصيب بارتفاع ضغط الدمّ ، والتليف الكبدي... إلى أن أدخل المستشفى عام 1960 لمعالجة الأكتئآب، وخرج من المستشفى في 1961بعد أن عولج بالصدمات الكهربائية للشهرين... وفي يوليو/تموز 1961 إنتحر همنغواي ببندقيته في بيته بكتشوم شمال الولايات المتحدة..
بعد انتحاره في كتشم بولاية ايداهو ، في عام 1961 ، ضل الوسط الأدبي يصدح بجائزة نوبل 1954 الى ان نشرت بعض اعماله التي لم ترى النور الى بعد وفاته اهمها روايتي جزر في تيار (1970) ، وجنة عدن (1986) ،كما ونشرت له 88 قصيدة (1979) ، ورسائل مختارة (1981). ورحلة صيد في كينيا (1999)، وكان الدور الاهم في هذه الاحداث يعود الى جمعية همنغواي (الولايات المتحدة).
وكنتيجة طبيعية لهذا الاهتمام المكرس ضهرت جوانب متعددة واساسية في حياة همنغواي والتي كانت مبهمة او محجوبة عن الجمهور قبل ذلك الوقت، لهذا تحتم إعادة التقييم والنظر في القيم الأساسية، التي تكشف لنا التجريب والانفراد وعدم التقيد بنمط ما ،الامر الذي منح همنغواي بصماته الخاصة والحديثة والتي تؤطر فهم همنغواي وفق منظار اعمق، وعلى الرغم من ذلك لازالت أعماله وسيرته تقودنا إلى الحيرة والغموض الجاثم فوق شخصيته..



#سيف_عبد_الكريم_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلقة المفقودة
- جائزة نوبل (2000)...للمنفى أم للأدب البارد
- تشيخوف .. انبثاق السعادة من قلب المأساة
- لقاء
- دوستويفسكي))... الإبحار في النفس، واختزال المعاناة))
- مذكرات سجين
- ((وقت الرحيل))
- (العجوز)
- صوت الرماد


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيف عبد الكريم الربيعي - إرنست همنغواي... عالم من الإبداع