أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مختار العربي - نظرة لواقع العبودية في مجتمع الجاهلية والإسلام 2















المزيد.....

نظرة لواقع العبودية في مجتمع الجاهلية والإسلام 2


مختار العربي

الحوار المتمدن-العدد: 922 - 2004 / 8 / 11 - 10:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإسلام دين سماوي كما اليهودية والمسيحية له تعاليمه ومعتقداته وشروطه الخاصة به وقوانينه وشرائعه ومجتمعه الأول الذي احتواه وثبت بأفعاله أركان وجوده وحكمته وأسهم هذا المجتمع في تكوين الرؤية الآنية للدين الإسلامي لأن ذلك المجتمع كان بمثابة الملهم للنبي في إيجاد أجوبة على ما يطرأ من أحداث ويتشكل من تغييرات وتبدلات حدثت ولا تزال تحدث ويقوم المجتمع الأول (مجتمع نزول الوحي ) بإعادة خلق الأحداث للتوافق وقوانينه التي تطورت بحسب معطى نصي ، فما تحويه قصص الصحابة كثير وغزير ، وعمر ابن الخطاب الذي اقترح مسألة خروج نساء النبي فنزلت آية الحجاب من فوق سبع سموات مصدقةً لما قال به عمر ، والنساء !! أه من النساء!! كان لهن الحظ الأوفر في تنزل الوحي ، فبراءة فعائشة والمجادلة وتحريم ما أحل الله لنبيه كانت هي المفاهيم والمضامين التي انبت عليها تصورات النصوص الدينية التي أحكمت قبضتها بتناولها للواقع الذذي تنزلت فيه وشابهته من حيث لغتها ومنطقها فكان لأي طارئ يحدث أو انقياد للعادة مكانه بين الآي الكريم ونصه الذي يجعله دستور يأخذ منه ذلك المجتمع العبرة والحل ولكننا الآن ومع نشأة الاختلاف في الوعي وتطور العلم الذي لا يطابق النص ولا يشابه المكان فالمجال للحديث عن النص ومدى إمكانية إسقاطه لهو حديث يحتاج منا مشقة البحث وقوة الإرادة ، هذه هي رؤيتنا لذلك المجتمع الذي عايش النص وتمكن من تفهمه ، ولأننا نناقش النص ونتحدث عن أزمته طرأت فكرة إعادة قراءة واقع (العبودية) وما كان يسمى بـ(المملوك) شرعنا في استقصاء الحقائق وإيجاد النصوص التي تتحدث عن وعي المجتمع الأول (مجتمع الرسالة) بمكانة الإنسان وكرامته وحريته فكانت الطامة كبرى إذ وجدنا أن ما تحويه كتب التراث وما رواه ثقاة أهل الحديث والكلام عن وضع الإنسان الفقير الذي لا يملك إلا أن يصير عبداً (مملوكاً) لسيد من سادات ذلك المجتمع ، فتملكتنا الحيرة حينما نسمع ونقرأ عن المفسرين والشراح الذي يجعلون من النص كائن جامد وخيالي وخرافي لا يمكن أو يسمح لأحد كائن من كان مهما كانت درجة وعيه وعلمه وثقافته وإطلاعه فخالطوا بين القداسة والخرافة ولا يحترموا عقلية الخلاصة ومستويات التفكيك الجاد ، ونريد أن نسلط الضوء على النص الديني (بالذات الذي يتناول حقوق الإنسان) بشيء من الاتزان والعقلانية واستقراءً منطقياً يبتعد كثيراً جداً عن هالات القداسة ومهرجانات التفسير الأعمى للنص كما يؤسس له دعاة الانتظام في الثبات على أن النصوص الدينية لا تقبل النقد أو أنها سماوية المنشأ لا يخالطه الشك من قريب ولا بعيد وليس بالإمكان إعمال العقل أو مجرد التفوه بالسؤال الحر ، ولكن لندع النص يجيب ويقنع ويحسم أزمة الصراع التي جعلت بفضل المفسرين والناقلين للتراث والحديث والكلام الذي هم كائنات خرافيه تحيط بهم القداسة وتسكنهم قمم الوجود العقلي والتفسيرات المنطقية لما قاموا بنقله وتدوينه! وكأن الله لم يخلق مثل مسلم أو بخاري ولن يحسن أحداً تفسير القرآن سوى ابن كثير ومن كان في عداد أقوياء الذاكرة المعرفية الذين يسموا رواة ثقاة مصححين!، وأعلم تمام العلم بأن مجرد التفكير في الاقتراب من مواضيع حساسة (كما يسموها هم!) لهو بمثابة الدخول إلى عش الدبور (كما يقولون) فننعت بالتشويه لأجل أسئلة الحيرى التي تستند إلى أصول المنطق ولا تجيد سوى الموضوعية في الطرح وإن رآها البعض محاولة لغرس الفتنة والشك في نفوس المؤمنين الأتقياء الأخيار! ولكن هؤلاء ألا يملكون رؤية بالعقل وروح تتحلى بالنقد والتحليل! وهمة البحث في ما وراء النص لاستنطاقه وكشف زيفه من صدقه؟ لماذا؟ لا يحاولوا أن يتعرفوا على ما تكتظ به كتب التراث والتاريخ والتفسير؟! أم هي أزمة الوعي المستحيل ، والفكر الغائب النائم! ، والرؤية الضبابية للحقائق الأمور! والفزع من تهمة الردة!
يصدق مظفر النواب حينما يقول:
قتلتنا الردة!… قتلتنا إن الواحد منا في الداخل يحمل ضده!!!
فكل ما أسعى إليه ويسعى إليه من يملكون القلق البناء بعيداً من احتراف الخوف واستعباد النص ، الباحثون عن الجدلية الواعية المثلى الإيمانية لتنشط الذاكرة ويصبح الإيمان العلمي والتحليل المادي المعتدل مهمة يقوم بها من يبحث عن أزمته في أزمة معتقداته ونهجه الذي فرض عليه فوقياً ولم يشرك في صناعته لأنه كائن غائب ومتلقي ضارب في الوجوم إذا سئل عن شيء!! إذا لننشر الشك اليقيني الذي إذا ما أحسن المرء استخدامه كانت له الأشياء واضحة واللغات مفهومة وإن استعصت واعتدت على لغته الخاصة ، ولسوف يمعن القارئ المستقرئ لهذه المحاولة الإيمانية البريئة من كل اعتداء أخلاقي أو فكر هدام ، فأزمة النص نشهدها في مجتمعاتنا التي تنقسم إلى من ينادي بالعودة الجبرية إلى النص وعدم محاولة إنشاء بديل أو مقابل له! ومن ينادي بإعادة تخليق النص ليتواءم ومعطيات العصر.
العبودية (المملوك) :
هذه الكلمة وردت كثيراً جداً في مؤلفات مسلم وبخاري ويقصد بها الشخص الذي يقوم بخدمة سيده ولسيده الحق في تشكيل وجوده كيفما اقتضت الضرورة والحاجة التي يراها مناسبة، وهذه الكلمة اختفت في المؤلفات الحديثة لأنها تشكل على البعض في أن الإسلام يعترف بالعبودية والعنصرية!! وسنتناول بعض من الأحاديث الواردة في متن صحيح مسلم بخصوص موضوعة العبودية في الإسلام!
 907 – عن أبي هريرة (رضي) قال : قال : رسول الله (ص) (( للعبد المملوك المصلح أجران)) والذي نفس أبي هريرة بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبر أمي لأحببت أن أموت وأنا مملوك))
هذا يؤكد على سريان قانون العبودية في حضرة وجود النبي واعترافه الضمني بأن العبد إذا أصلح كان له الأجر ، فهذا لهو اعتراف قوي بيّن فالإسلام يحبذ الرق ويعترف به قانوناً اجتماعياً أصيل.
 906- عن ابن عمر (رضي) : أن رسول الله (ص) قال: (( إن العبد إذا نصح لسيده وأحسن عبادة ربه فله أجره مرتين))
وهذا اعتراف أخر بوجود قانون العبودية فهاهو العبد إذا نصح لمالكه (الذي هو مقرر ومنشأ كيانه) كان له الثواب والأجر من عند رب العالمين.
 باب النهي عن بيع الولاء: 898- : عن أبن عمر (رضي) : أن رسول الله (ص) ((نهي عن بيع الولاء وعن هبته)). ، إذا العبد هو ملكاً لسيده فولائه لا يمكنه أن يغيره إلا أن يأتمر بأمر سيد نعمته ووليها.
 905 – عن أبي هريرة :( قال (ص) : إذا صنع لأحدكم خادمه!! (التعجب من عندي) طعامه ثم جاء به وقد ولي حره ودخانه فليقعده معه ليأكل ، فإذا كان الطعام مشفوهاً قليلاً فليضع في يده منه أكلة او أكلتين (لقمة أو لقمتين)). أليس هذا دليل على أن الإسلام ونصه يقولان بوجود طبقة تعتلي طبقة أخرى بفعل أنهم أجراء : أليس الأجير إنساناً؟؟
 901 : عن زادان أن ابن عمر رضي الله عنهما : دعا بغلام له فرأي بظهره أثراً، فقال: أوجعتك؟ فقال: لا! (كيف لا؟؟!، التعجب والسؤال من عندي) قال : فأنت عتيق. قال: ثم أخذ شيئاً من الأرض فقال: مالي فيه من الأجر ما يزن هذا!.
إني سمعت رسول الله (ص) يقول : من ضرب غلاماً له أحداً لم يأته أو لطمه فإن كفارته أن يعتقه!)
السؤال : هل لابد أن يضرب المرء فينال حريته؟ أمن الضروري أن لا يلهب السوط ظهره فيكون معتوق؟ فإذا كان الضرب موجع فما هو القرار؟
 902- عن سويد بن مقرن: إن جارية له لطمها إنسان(من يكون؟ من عندي فهي جارية سويد كيف يلطمه شخص أخر ؟ هذا يعد تقزيماً لمكانة سويد!!) فقال له سويد : أما علمت أن الصورة محرمة؟!، لقد رأيتني وإني لسابع أخوة لي مع رسول الله (ص) وما لنا خادم غير واحد، فعمد أحدنا فلطمه ، فأمرنا رسول الله أن نعتقه!!
 903 : عن أبي هريرة (ر) قال : قال : أبو القاسم (( من قذف مملوكاً بالزنا يقام عليه الحد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال))
لننظر كيف تمتهن كرامة الإنسان ويستباح أمنه! فلا بد له أن يلطم أو ينتهك عرضه فينال بذلك حريته؟ أليس من حقه أن يعيش بكرامة وحقوق متساوية مع غيره من المؤمنين؟!!! أ لأنه أجير؟ أم ذمي؟ أم لا نسب له أو شرف؟
إلى أن نجد إجابات شافية قيمة يظل السؤال ! من يملك من؟ ومن له الحق في تقييم الإنسان وتحديد هوية قبوله ورفضه!؟ من؟؟ فيبقي النص يعيش في أزمة! أنقبل به ؟ أم نرفضه؟ أم نعيد تكوينه؟ ويبدو أن كل ما ذكر يوضع في خانة الممنوع والمحرم فقراءة للتاريخ تستلزم الصراحة والوضوح والإقرار بمبدأ أن ليس الأغلبية دائماً على خطأ ، أو الأغلبية دائماً على صواب! فالانتصار يملكه العقل وتختزنه الرؤية الجادة والنظرة الموضوعية ولكي نفلت من أزمة النص يجب فهم وتفكيك بنيته لأجل ماذا؟ لأجل وجود النص! وأزمته! وتطاوله! على بنيان الحقيقة وأعالي الوقائع، فسوف نسطر كل ما يعتمل في داخلنا ونقضي على الضد فينا!!!



#مختار_العربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرق في الإسلام - نظرة موضوعية 2)
- العبودية في الإسلام - نظرة موضوعية
- لغة القهر وشرعية الأماكن!!
- في مفهوم الاضظهاد - دهشة الخوف
- دعوة للثورة على الوهم - المرأة من منظور جاهلي إسلامي 2/1
- الخروج من قوقعة الذات - فلسفة غياب الوعي في الإنسان العالمي ...
- المرأة من منظور جاهلي / إسلامي - أنواع النكاح
- (علاقة معرفة بالدم (جورج أوريل ينتقد العالم ويوشي بالماركسية
- نظرة موضوعية - الرق في الإسلام
- الاعتذارات الجريئة
- كيف تستنفذ أيروتيكياً وتبقي عفيفاً؟؟؟؟
- التراث الإسلامي كأجمل غريق في العالم


المزيد.....




- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مختار العربي - نظرة لواقع العبودية في مجتمع الجاهلية والإسلام 2