أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - حول موقف المجمع المقدس من حكم المحكمة الإدارية العليا بالزواج الثاني للأقباط














المزيد.....

حول موقف المجمع المقدس من حكم المحكمة الإدارية العليا بالزواج الثاني للأقباط


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 3028 - 2010 / 6 / 8 - 17:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تضمن بيان المجمع وحديث البابا في مؤتمره الصحفي اليوم 8/5/2010 ما يلي من أخطاء:
 أن زواج المسيحي "أمر ديني بحت"، وهذا خطأ يترتب عليه نتائج خطيرة، فالصحيح هو أن زواج المواطن المصري ذو شقين، شق مدني يخضع للقانون المصري، الموكل سن تشريعاته لمجلس الشعب، مع مراعاة الخصوصيات الدينية لمن تتناولهم القوانين، وشق ديني طقسي، يرجع لانتماء المواطن الديني والطائفي.
 أن حكم المحكمة الإدارية العليا خالف القاعدة القانونية والشريعة الإسلامية في الحكم على غير المسلمين وفقاً لشريعتهم، وهذا خطأ يدخل في باب المغالطة التي تهدف لاستنفار الأقباط دفاعاً عن عقيدتهم على وجه غير صحيح، فالحكم يستند إلى لائحة 1938 المقدمة للدولة من الكنيسة، وهي السند القانوني المعترف به من يومها وحتى الآن، وبالتالي يكون من الخطأ المتعمد تصوير الحكم بأنه انتهاك للشريعة المسيحية ولخصوصية الأقباط الدينية.
 حديث البابا عن تعديلات أخيرة للائحة 1938 قدمها المجلس الملي ونشرت في الجريدة الرسمية، أمر غير سليم قانونياً، فتعديل لائحة معتمدة قانونياً لا يتم بواسطة طرف واحد هو المجلس الملي، وإنما بمقترح من المجلس الملي الممثل للكنيسة، يناقش في مجلس الشعب، ويؤخذ فيه آراء مختلف الفئات والتيارات الفكرية ليكتسب قاعدة شعبية، ثم يعتمد بعد ذلك من مجلس الشعب. . فالنشر في الجريدة الرسمية وحده لا يعطي ما ينشر حجة قانونية، وهذا بالفعل ما أخذته المحكمة الإدارية العليا في اعتبارها عند إصدار حكمها محل النظر.
 حديث البابا في الطعن في تعبير لائحة 1938 عن الشريعة المسيحية، بأن من سنها "باشوات لا يفهمون شيئاً" أمر مرفوض ولا يليق شكلاً وموضوعاً، فهؤلاء الذين يسفه منهم بعد انتقالهم من دنيانا، هم أراخنة (شيوخ) الأقباط المنتخبون، وكانوا يمثلون الأقباط قانونياً في ظل مفهوم الملل الوارد في الخط الهمايوني الذي استند إليه البابا في حديثه، وقد قدمت الكنيسة وقتها هذه اللائحة للدولة باعتبارها تمثل الشريعة المسيحية، وظلت تمثل المسيحية طوال جلوس أربعة بطاركة على الكرسي المرقسي.
 إذا كان للبابا شنودة الثالث الذي خلف الأربعة بطاركة السابقين رأي مختلف في فهم المسيحية من هذا الجانب، فينبغي أن يقدمه للدولة وللأقباط على أنه رأي شخصي يرى أنه الأكثر صواباً، وليس بصفته الرأي الإلهي مطلق الصحة. . ولا يفيد في تأييد البابا في إعطاء رأيه هذه الصفة، الحديث عن أن من سبقوه من البطاركة كانوا أيضاً معترضين على الطلاق لغير علة الزنى، ذلك أنهم إن كان هذا هو رأيهم حقيقة، فإن موافقتهم طوال تلك العقود على التزام الكنيسة العملي باللائحة، يعني أنهم كان يعتبرونها تعبر عن فهم مسيحي يراعي ظروف الناس العملية، في حين أن لهم رأي مختلف لكن لا ينزع عن الرأي الذي تعبر عنه اللائحة تعبيره أيضاً عن المسيحية، وهذه كياسة ورحمة بالأقباط يفتقدها قادة الكنيسة الآن.
 موقف البابا والمجمع المقدس باعتبار أحوال الأقباط الشخصية (وليس فقط ما يخص صميم العقيدة) من اختصاص الكنيسة وحدها، ووفق ما يزعمونة من شريعة مسيحية، هو توجه خطير من الكنيسة يجيشون الأقباط حوله، كما لو كانوا يطلقون النار على أمل الدولة المدنية التي يحلم جميع المصريين بها، والتي هي أمل الأقباط في التمتع بالمواطنة والمساواة مع سائر أخوة الوطن باختلاف معتقداتهم الدينية. . كما أن هذا الضغط لترجيح الاعتماد على النص الإلهي في أمور الحياة المدنية للأقباط، وعلى رأسها شئون الأسرة، يعضد مقولات السلفيين المتأسلمين بالعمل وفق الشريعة الإسلامية، ليكون على الأقباط القبول بوضعية "أهل الذمة"، وما يترتب عليها من عدم التجنيد بالجيش، وعدم تولي وظائف الولاية العامة، بالإضافة إلى دفع الجزية، وسائر ما يترتب على هذا من نتائج خطيرة على مستقبل الوطن والأقباط في القلب منه.
مصر- الإسكندرية



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكنيسة واستعجال المصير
- أسطول الحرية
- الأقباط والسؤال الحائر
- حكاية قانون الطوارئ
- الهروب إلى الليبرالية
- مشكلة حوض النيل- محاولة للفهم
- حكاية البحث العلمي
- خربشات طفولية-3
- الرهبنة المصرية من منظور علماني
- زعماء على أعتاب الإخوان
- الإخوان وتخدير الذبائح
- من حاكم مصر الحقيقي؟
- رؤية علمانية لقوانين الزواج
- النهر الخالد ولعنة الأشاوس
- بين الخلطة والخلطبيطة
- حكاية -عبد المعين-
- البرادعي والجماهير سابقة التجهيز
- دائرة الإيمان وما حولها
- ماذا تريد جريدة المصري اليوم؟
- مفهوم المواطنة على المحك


المزيد.....




- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - حول موقف المجمع المقدس من حكم المحكمة الإدارية العليا بالزواج الثاني للأقباط