أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زكريا السقال - فلسطين والحرية














المزيد.....

فلسطين والحرية


محمد زكريا السقال

الحوار المتمدن-العدد: 3021 - 2010 / 6 / 1 - 22:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قافلة الحرية التي أعدها ناشطون عالميون ، وكان للأتراك شرف تبنيها وقيادتها، من أجل كسر الحصار الذي تفرضه هذه الثكنة العنصرية الصهيونية على شعبنا ونسائنا وأطفالنا وشيوخنا في غزة، ليس هو الحدث العالمي الأول الذي يميط اللثام عن الوجه البشع للفاشية الصهيونية الاستعمارية الاستيطانية ودورها البارز كشرطي مدجج بالسلاح وقوة التكنولوجيا العالمية لخدمة حلفائها وشركائها الرأسماليين، لتمزيق وطننا العربي وتصدير التخلف وحماية الإستبداد المتمثل بهذا النظام العربي الفاقد للصلاحية لشدة فساده وارتباطاته وعدم تمثيله لآمال شعبه ومواطنيه.
وبالقدر الذي كان مأساويا وتراجيديا المآل الذي انتهت اليه القافلة على يد قراصنة الصهيونية في خرق فاضح لكل الأعراف والقوانين الدولية وتحدي الإرادة العالمية من خلال قتلها وجرحها لكثير من الناشطين واعتقال الآخرين الذين توافدوا من كل أنحاء العالم للتضامن مع الشعب المحاصر منذ ما يربوا عن ثلاثة سنوات، إلا أنه ولا شك قدم القضية وعدالتها ومشروعية النضال في سبيلها مناخا عالميا، من خلال تفهم العالم للظلم والبؤس الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني منذ أكثر من ستة عقود. حيث يتعرض للتشريد واستيطان ارضه واقتلاع اشجاره والتضييق عليه بكل سبل الحياة. اليوم المجتمع العالمي ومنظماته ونخبه ومفكريه يعون وبشكل واضح الدور الذي تلعبه الصهيونية كدولة تمييز عنصري تتحدى بممارساتها الهمجية كل النظم والشرائع التي ابتدعها العالم خلال سياق مسيرته للحفاظ على السلم وصيانة حقوق الإنسان. كثيرون يدينون اليوم بشكل واضح هذا العسف الصهيوني والإبتزاز الذي يمارس والبلطجة والصلف الهمجي.
إلا انه ورغم اللوحة المشرقة مع رفرفه اعلام التضامن مع فلسطين بأيدي المتضامنين في كل دول العالم وتمزيق اعلام الصهاينة في المقابل، اليوم حيث تتعالى كلمات الإدانة لهذا الكيان وتتعالى بالمقابل اصوات التضامن والمساندة والندوات الكثيرة التي تدار عن الدور القمعي والفاشي للصهاينة وفضح ابتزازهم لدمائهم التي سفحت على يد النازيين، يكشف على أوسع نطاق الدور الذي يمارسونه كونه لا يقل بشاعة وهمجية عن جلاديهم. فهم يكررون نفس ما مورس عليهم ضد شعب احتلوا ارضه وشردوه وقضموا الكثير من الأراضي العربية وشلوا الكثير من المساحات باسم أمنهم.
نجد على الجانب العربي وتحديدا على مستوى النظام الرسمي العربي هذا التواطؤ المخزي والمخجل، هذا الدور المشبوه واقل ما يقال فيه انه دور داعم لقيام هذه الثكنة، ولماذا لا نقول أنه دور يفضح عن إيكال أمنه وسيادة صلفه ونهبه وفساده لهذه الثكنة العنصرية. هذا النظام الذي تتهيأ أمامه كل الظروف وكل المقومات لإنتزاع حقوقه وتحرير أرضه واعادة السيادة والكرامة لشعوبه يفرط بها ويستهين بكل مشاعر شعبه الذي يورثه الذل والهوان والإستكانة.
يوميا يقدم لنا العالم نموذجا لدول تجاوزت واقعها وطورت ادائها من خلال تحفيز طاقات شعبها وتفجير امكانيات ابداعه وانتاجه. كان الحديث يدور عن ايران وفنزويلا والكثير من دول امريكا اللاتينية، واليوم تركيا التي تقدم انموذجا يشغل العالم ويسلط الضوء عليه بشكل يومي بزخم هذا الدور الذي تلعبه وتتمثله على كل المستويات من خلال هذه الحكومة المنتخبة الواثقة من نفسها والمستندة على جماهير وقوى ودستور. تلعب دوراً مهماً في مواكبة العصر بالخطاب والانتاج واستعمال وسائل المعرفة والحداثة، دون تطير ودون خوف من النجاسة، لأن الطهارة بالعدالة وإنصاف الشعب وسيادة القانون والدستور واحترام الآخر واستعمال الشفافية وابداع المؤسسات واطلاق الحريات السياسية والاعلامية. بينما نحن وكما هي الأمراض المزمنة والسرطانات المتدرنه تنخر انظمتنا، وغياب كامل لدور مثقفينا ونخبنا
كثيرة هي الندوات والمؤتمرات عن الحرية والديمقراطية، ومستقبل فلسطين ودور الصهيونية، والقومية والأمة والعروبة والاشتراكية ودور اليسار والاصلاح الديني والسياسي، ولكن غالبا ما تسفر هذه النشاطات عن زبد وسفسطة، تتبخر فور انتهاء النشاط على أول منضدة يجلس اليها المثقف وينفث رماد سجائره والخوف على أشيائه يحيط به من الدور الغير مجدي والخوف من الكثير مما يحيطه ابتداء من لقمة العيش الممسوكة بيد غليظة الى الاعتقال والتنكيل بينما قوانا واحزابنا التاريخية غارقة بتمجيد تاريخها وذواتها.
بقدر ما يفصح هذا الكيان دون لبس عن دوره وهمجيته، بقدر ما هي واضحة سياسة هذا المركز العالمي ودعمه ليس ملتبسا بل صريحا ومشدداً عليه لهذا الكيان العدوان، وبقدر ما هي سافرة هذه المخططات الخارجية، واضح وصريح وعار هذا المأزق الهزيمة الذي يلفنا ويحيط بنا ويغلف حركتنا لدرجة الشلل، ويطرح أسئلته الجارحة علينا للخروج من هذه الأزمة والتي تتبدى تجلياتها بمقدمات تشكل من الضرورة والألحاحية لها، مؤشرات صحيحة وصحية، حيث لا يمكن الاعتراف بالأزمة وحدها للخروج منها بقدر ما يشكل الاعتراف بالهزيمة لمجمل الأفكار والأدوات والعلاقات والثقافة التي أدت إليها. لا يمكن شراء الأدوية بالعملات المنقرضة ولا يمكن للسراب ان يجلب ماء وحياة، لا يمكن لمؤتمرات مزمنة تعقد وتنعقد وتخرج وهي لا تنتج ثمن الحبر الذي استهلكته على جعجعاتها وثرثراتها ولا يمكن لأنصاف الحلول ان تعالج وتفكك هذا الواقع المسدود الآفاق، ولا يمكن التغزل بانجازات الغير أن يعطي حلولا لمشاكلنا وهمومنا، وعلينا ان نبادر لنتحرر من كل التابوهات والأفكار والأدوات التي هزمتنا، لنصنع الحرية لشعوبنا واوطاننا.

محمد زكريا السقال
برلين / 1 / 6 / 2010



#محمد_زكريا_السقال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحديات الترقيع أم عقلية بناء جديدة
- هرطقة الفتاوى وقرار الأبعاد الفضيحة
- أنتظرك وأكظ على الأسنان
- الواقعية التي أوقعتني
- ,وصية صديقي حمار غزة ،
- ارتاح وخليني فكر
- فلسطين العربية وسقوط الهرطقة السياسية
- سفر بين العوالم
- الوجع والذاكرة في أدب أسامة ملحم
- مع الشعر والى جانبه
- كيف يكون الطريق اليك
- فارس يرحل حالما
- تركنا الطيب صالح شجرة السودان
- الأنتخابات الإسرائيلية أحلام وأوهام المراهنين
- غزة جدل الواقع والمستقبل
- العيش في مقبرة
- هلوسات ونحن تحت النار
- الى متى يدفع الشعب الفلسطيني دماء لا تنتج تحريرا
- قبلة على جبين الدكتور عارف دليلة
- نحر على الشوق


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زكريا السقال - فلسطين والحرية