أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي فردان - القيد للمجرمين والحرية لأستاذنا الدميني














المزيد.....

القيد للمجرمين والحرية لأستاذنا الدميني


علي فردان

الحوار المتمدن-العدد: 919 - 2004 / 8 / 8 - 12:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


6 أغسطس 2004 م
أستاذنا الشاعر والأديب والكاتب والإصلاحي، الأستاذ علي الدميني كتب قصيدته "كلمات للقيد وأغنية للحرية"، وهي تنبع من قلب نابض بحب هذه البلاد يتألم لآلام هذا الشعب ولما ينتظره من مستقبل مظلم إذا ما استمر الوضع الحالي على ما هو عليه. عندما قرأت القصيدة، تذكرت بيتاً من الشعر قاله شاعر الخليج خالد الفرج منذ زمن ليس بالقصير:
أنا شاعرٌ لكن ببؤس بلادي أفؤادكم يا قوم مثل فؤادي
يا قوم هل من ناظرٍ فأريه ما فيها وهل من سامع فأنادي
الأستاذ الدميني حفظه الله من كل سوء ينتظر محاكمته يوم الاثنين القادم، 9 أغسطس، فقد حددت وزارة الداخلية موعد المحاكمة الكرتونية دون علم الأستاذ الدميني ولا المحامين ولا علم أهله، وهذا أبعد ما يكون عن العدالة ونزاهة القضاء والقُضاة.
إن القصيدة التي كتبها شاعرنا في سجن عليشة تشرح بوضوح وضعه الذي عاشه سابقاً حيث تم سجنه لمده عام وفُصل من وظيفته وتم منعه من السفر لعشر سنوات، تلاها ثلاثٌ أخرى، فقط لأنه ينادي بالإصلاح، ينادي بحكومة دستورية، ينادي بانتخابات شرعية، ينادي بتمثيل للشعب في الحكومة، ينادي بفصل السلطات الثلاث عن بعضها البعض، التشريعية عن القضائية عن التنفيذية.
أستاذنا الدميني حفظه الله قالها سابقاً، وقالها في قصيدته بأنه ليس طالب سلطان ولا مال، ولم يكن في السابق ولن يكون، فقط أراد الإصلاح، لأنه يعيش هموم وطنه، يعيش هموم مليون عاطل عن العمل، وربما أكثر من مليون فقير، يعيش هموم وطنه عندما يرى الألوف من الطلاب بدون مقاعد جامعية، يعيش هموم وطن يقبع فوق بحيرات من النفط والبلاد مديونة بأكثر من 4 أضعاف الميزانية نفسها، يعيش هموم أجيال الوطن القادمة وكيف سيتم توفير ما تحتاجه هذه الأجيال والبلد تعيش محنة حقيقية الآن، فكيف سيكون مستقبلها. فهل الإصلاح تهمة؟ الرغبة في إصلاح البيت الداخلي جريمة؟
آثر الكثير من المثقفين والكُتّاب والأكاديميين، آثروا السكوت، وربما المداهنة، والبعض قام بكيل المديح، كما كتب بعضهم في الصحف تحت عنوان "إصلاحات بدون خلل" وكأنهم يريدون إصلاح الجنة. عوّدتنا صحف الحكومة المحلية والخارجية التحدث عن "ولي الأمر" بأنه فوق الإنسان وهو مُنـزّه، فهو لا يخطئ، فلا غرابة أن يكتب المأجورون عناوين تمجد "ولي الأمر" وتتحدث عن وضع مثالي وكأننا نعيش في الجنة وما كلمة إصلاح في قاموسهم إلاّ تحسين وضع "المدينة الفاضلة" لأفلاطون. من آثر السكوت حاله أفضل، فعلى الأقل لم يقم بتبرير الأخطاء "والمصائب" التي نعيشها طمعاً في حظوة أو مال أو منصب أو ربما ليُبعد عنه كلمة إصلاحي فيأمن شر الحكومة، فكلمة إصلاحي أصبحت تهمة وكلمة تُدخل صاحبها سجون وزارة الداخلية، وما حصل للإصلاحيين إلاّ إنذار واضح لدعاة الإصلاح الباقين.
أستاذنا الدميني لم ينادي بالعنف، ولم يحمل سلاحاً بيده، ولم يكتب فتاوى تكفيرية من داخل كهوف تورا بورا، ولم يطالب بإسقاط الحكومة، ولم يطالب بعودة شريعة الغاب ولم يخرج عن الدين، فكل ما طلبه هي مطالب شعبية وطنية، مطالب كل مخلص لتراب وطنه، مطالب تحمي الوطن من المستقبل ا لمجهول، مطالب هي من صميم ديننا الحنيف، وهي العدالة وتطبيق الشريعة السمحاء، بناء دولة المؤسسات، الحريات والمساواة وحقوق المرأة التي كفلها شرع الله وكفلتها جميع القوانين التي نادت بها المنظمات العالمية ووقعت عليها الحكومة السعودية، هي مطالب تُبعد عن بلادنا التدخل الأجنبي وتُجنّبنا الأزمات وتخرجنا من دائرة العنف. إن قصيدة أستاذنا الدميني تستعرض المرض الذي يعاني منه الوطن وتصف العلاج، والعلاج للمرض العضال يكون أحياناً غير مستساغ، وفي أحيان أخرى يعيش المريض حالة من النفي بسبب هول الصدمة من كثر "ما قيل" له بأن صحته أكثر من ممتازة، وهذه هي مشكلة الوطن.
البعض يستغرب سجن الإصلاحيين ولمدة زادت عن 5 أشهر وتترك الحكومة الباب مفتوحاً للمتطرفين يعيثون فساداً في كل ساحة وينادون بالعنف وتهميش الآخر، وكأن الاتفاق بين الحكومة هو أن تقمع الإصلاحيين حتى تأمن من أعمال العنف؛ من رواده ودعاته ومنظّريه. البعض الآخر لازال غير مصدّق لكلمات ولي العهد قبل سنة أو أقل، حين تحدّث عن الإصلاح واستقبل العديد من العرائض وأثنى عليها وعلى المطالبين بمضمونها. إذا لماذا حدث ويحدث كل ذلك الآن؟ هل لهذا علاقة بنوع من التوافق في الرأي بين المتطرفين والحكومة والثمن يكون هو التضحية بالإصلاح والإصلاحيين؟ ربما هذا هو بيت القصيد.
إن قصيدة أستاذنا الدميني تغلق الباب في وجه الأفّاقين والمأجورين والمتطرفين من التيار الوهابي الذين طعنوا في الإصلاحيين واتهموهم زوراً وبهتاناً بأنهم عملاء لدول خارجية أو يريدون النيل من الإسلام أو أنهم يثيرون الفتنة ويحرّضون الناس ضد الحكومة. لن يحتاج أستاذنا لمحامي للدفاع عنه، ولن يحتاج لنا لمساندته لو أن القاضي "النـزيه" قرأ هذه القصيدة، فهي تترافع عن كاتبها وعن أخوةٌ لنا في السجون.
لو كان القضاء نزيهاً في السابق لما خُفنا على الأستاذ الدميني من المحاكمة. لو كان القضاء نزيها حالياً لما كنّا سنخاف عليه أيضاً. لو كان لدينا ثقة في أن القضاء سيكون مستقلاً ونزيها في المستقبل، لكانت محاكمة الإرهابيين المقبوض عليهم قد بدأت قبل محاكمة الإصلاحيين، ولكان لدينا أمل الإفراج عن أستاذنا الدميني مع الاعتذار له وتعويضه عن أيام السجن حديثها وقديمها.
المأخذ الوحيد على أستاذنا الدميني هو تسميته للقصيدة "كلمات للقيد وأغنية للحرية"، فالاستماع للأغاني حرام فكيف من يقوم بتأليفها وتوزيعها؟ ومن يستمع إلى الأغاني يعاقب، ولربما القاضي "النـزيه" لن يقرأ القصيدة إذا ما قرأ عنوانها، وهذا وحده تهمة جديدة تضاف للأستاذ الدميني. لن ننساك شاعرنا، يا من حملت هموم وأحلام الملايين من أبناء الوطن في قلبك، فكما قلت، إن للعدل موعدا وإن للشعب بروجاً عواليا.



#علي_فردان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهيد الواجب في الرياض، وقتيلٌ في بغداد !!
- السنافي يسأل عن حقوق الإنسان وعاداتنا وخصوصية غرف النوم
- الإصلاح في السعودية: لا تتفاءلوا - - تُحبَطوا!!
- نكافح الفقر أم التسوّل؟
- الأقباط في مصر والشيعة في السعودية: تشابه في الاضطهاد
- كيف لا يشعر الشيعة بالاضطهاد في وطنهم؟
- من يضحي بحياته ليعيش آل سعود؟
- المرأة في عصر الإسلام وفي عصر آل سعود
- خذوني إلى أرض الأمل
- انتهاكات حقوق الأجانب في السعودية: في انتظار فجرٍ جديد
- تعالوا نفجّر ونقتل ونسحل الجثث الآدمية
- الطائفية ضد الشيعة في السعودية: جريمة حكومية منظمة
- ثلاث شمعات تضيء طريقنا المظلم
- شعار الدولة السعودية: العفو عن الإرهابيين والتنكيل بالآخرين
- الهروب في زمن الإرهاب
- أعداء الإنسانية: قراءة في فكر الندوة العالمية للشباب الإسلام ...
- انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية بوابة الإرهاب
- الكاتبة السعودية وجيهة الحويدر: قضيتكِ قضيتنا


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي فردان - القيد للمجرمين والحرية لأستاذنا الدميني