أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فردان - السنافي يسأل عن حقوق الإنسان وعاداتنا وخصوصية غرف النوم















المزيد.....

السنافي يسأل عن حقوق الإنسان وعاداتنا وخصوصية غرف النوم


علي فردان

الحوار المتمدن-العدد: 914 - 2004 / 8 / 3 - 12:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


2 أغسطس 2004 م
في فهمي المتواضع هو أنه عندما يُقال أن فلان سنافي، أي رجل ثقة، طيب، خدوم، الخ، من المعاني الجميلة. وللإجابة على سؤال السنافي، وما علاقة ذلك بخصوصيتنا وعادتنا وغرف النوم، سأتحدث بشكل مبسط عن بعض الأمور التي ربما لا يرى القارئ أن لها علاقة بحقوق الإنسان.
إن حقوق الإنسان لا يجب أن يُنظر لها بخصوصية، كما تدّعي حكومة المملكة العربية السعودية، لأن لنا عادات وتقاليد وخصوصية وموروث اجتماعي معين، مما يعطي فئة محدودة في بلد به 20 مليون نسمة أن تتحكم في البلاد والعباد، وباسم الدين. فما أن نرفع راية حقوق الإنسان وحقوق المرأة والأقليات الدينية، وممارسة الشعائر الدينية دون خوف أو وجل، إلاّ وتظهر لنا مصطلحات "جاهلية" على أقل تقدير تتحدث عن عاداتنا وتقاليدنا وخصوصيتنا، وكأننا نعيش في عالم مستقل بذاته، ونربط ذلك بالدين، وكأن ديننا الإسلام هو من يُكرّس الظلم والاضطهاد والعنصرية ويُشجع التخلف ويحمي الاستبداد.
وهذا ما تحاول الحكومة السعودية، فكلمة وزير الداخلية الأمير نايف بأن الحملات التي يشنها الغرب، أو قل أعداء المملكة هي حملات ضد الإسلام، والقصد هو ربط تصرفات حكومة السعودية بالدين، أي أن المملكة تنفذ تعاليم الدين الإسلامي، والحملات التي تشنها الصحافة العالمية والدول الأخرى والمنظمات الحقوقية ضد المملكة، هي حملات ضد الإسلام. الهدف مما قاله الأمير نايف هو تبرير لأعمال تمتهن الإنسان وكرامته وتسلب حقوقه، وهي محرّمة في كل الأديان والتشريعات الدنيوية.
وإذا ما قارنّا أنفسنا بدول الجوار وبحرية التعبير في الكويت مثلاً والانتخابات التي تجري هناك، خرج لنا "ولي الأمر" وقال بأن الانتخابات ليست من الدين، وإن حرية التعبير مكفولة في السعودية وأن الناس هنا هم العقبة للتغير والحكومة تتحرق شوقاً للتغير الإيجابي والإصلاح، كما قال وزير الخارجية السعودي قبل أشهر، وكأن الشعب هنا هو جاهل لا يفقه شيئاً، ووزير الخارجية بكلامه يريد أن يشير إلى أن التأخير في الإصلاحات ليست الحكومة سببها، بل الشعب الذي يعارض الإصلاح، بسبب كما ذكرت "عاداتنا وتقاليدنا وخصوصياتنا"، أو قل تخلفنا وعدم معرفتنا بمصلحتنا.
ولا أدري كيف عرفت حكومتنا الرشيدة بأن الشعب هو ضد الإصلاح، كل ذلك بحجة وجود ما يسمى "شماعة" العادات والتقاليد، فالرياضة في مدارس البنات ممنوعة، والانتخابات حرام، فولي الأمر هو الذي يعرف الحق من الباطل ويعين من يراه مناسباً، وحقوق الإنسان ممتهنة والمرأة أشبه بالعار الذي يهرب من الشخص السوي، فهي مصدر كل شر، وهي أساس كل بلاء، ويجب خنقها في المنـزل لا تذهب لعمل أو تشتري من سوق حتى لا تثير الفتنة، وكل ذلك بسبب تمسكنا بعاداتنا وتقاليدنا. ولهذا لا يريد أحد أن يناقش أي موضوع له علاقة بالمرأة والمساواة، الثقافة الجنسية وما شابه.
فكل شيء حرام، ممنوع، أفكار "علمانية" "غربية" تريد النيل من النقاء "السعودي" الذي نرفل فيه ولزمن طويل، ولكن ماذا عن برامج الإذاعة التي من ناحية تحجر على الإنسان إلاّ من ثقافة الحكومة والتيار الديني المتطرف، ومن ناحية أخرى تدعو لثقافة غرف النوم؟ برنامج يومي على قناة إم بي سي الإذاعية يسمى خفايا الطب، يقدمه د. أحمد شوكت، ظل ولأيام يتحدث عن مواضيع أنا أخجل من ذكرها للملأ وتصلح لجلسات خاصة مع مرضى العجز الجنسي، لا على الهواء مباشرة. هذا البرنامج تحدث وبشكل صريح وواضح، وأنا لست ضد البرنامج، بل ضد الكيل بمكيالين والظهور كمهرج بوجهين، فالبرنامج تثقيفي صحي يناقش الكثير من الأمراض، لكن لفت نظري مؤخراً نقاش العجز الجنسي والعلاج، ودعاية الفياجرا خلال البرنامج وكأنه الحل السحري لمآسي غرف النوم. إن الإعلان الإذاعي عن عقار مثل الفياجرا في إذاعة عامة كان من المناسب أن يكون "يخالف عادتنا وتقاليدنا وخصوصيتنا" ولكنه لم يكن كذلك. وكذلك الدعاية لعقار آخر وهو سياليس الذي يقول عن الإعلان بما معناه بأنه يحافظ على السعادة وعلى شريكة الحياة. أما الطامة الكبرى، وأنا أقول طامة كبرى هو وجود السنافي. سنافي دواء من إنتاج الشركة الدوائية السعودية ويعمل مثل الفياجرا والإعلان أمام إشارات التقاطع في الطرق تقول بأنه يعمل على مدار 24 ساعة وهو "لحياة أسرية سعيدة"
سأل أحد الأطفال أباه عندما شاهد لوحة تقول سنافي يعمل على مدار 24 ساعة، قال الطفل ذو السبع سنوات، وببراءة، هل هذه شركة؟ ضحك الأب وسكت، ولكن مع وجود عنوان لموقع العقار على الإنترنت، يعني أن أطفالنا يستطيعون بسهولة الوصول إلى الموقع وقراءة التفاصيل، وهذه الإعلانات لا يبدو أنها تخالف الخصوصية والعادات، لأنها تشجع المواطنين للاختباء في غرف النوم، بدل المطالبة بحقوق المواطنة كما ينص عليه الدين الحنيف. كذلك يشجع على التوجه للأطفال والشباب إلى هذه الأمور في عمر مبكر ويزيد "ثقافة الجنس" التي تخشى الحكومة إدخالها في المناهج بحجة أن ذلك منافي "لعاداتنا وتقاليدنا" وأن الغرب هو من يحاول أن يجرفنا إلى اللهو واللعب والجنس بدل الانشغال بأمور مثل "قتال الكفار والجهاد". ولأن هذه العقاقير تجلب الملايين من الريالات للشركات على حساب المهووسون جنسياً، لا يلقى معارضة من حكومة آل سعود التي تتغنى بكرامة المرأة وإنها ليست فقط للجنس، فهي كائن بشري له حقوق مثل الرجل تماماً.
إن ما دفعني لكتابة هذه المقالة الصغيرة هو التضارب بين ما تتبجح به الحكومة فيما يتعلق بالحقوق المدنية للشعب وكأننا لا نستحق أن نعيش حياة كريمة، وكل ذلك باسم الدين والعادات والتقاليد والخصوصية، وفي نفس الوقت يترك الحبل على الغارب في مجال يشجع التوجه للجنس وكأنه الحل لكل ما نعيشه من إحباط وألم وتواجد هذه الإعلانات في مجلة تصدرها وزارة الصحة تتربع فيها إعلانات الجنس في كل زاوية وعلى إذاعة عامة "شبه حكومية" وفي تقاطعات الطرق، يراها الصغير والكبير. وكأنه لا توجد لدينا أي مشاكل ونعيش في مدينة أفلاطون الفاضلة ولا ينقصنا هناك سوى فياجرا، سياليس أو سنافي.
فهل وجود هذه البرامج "الثقافية الجنسية" وكذلك إعلانات عن عقاقير الفحولة يتناسب مع "عاداتنا وتقاليدنا" وحقوق الإنسان لا تتناسب معها؟



#علي_فردان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإصلاح في السعودية: لا تتفاءلوا - - تُحبَطوا!!
- نكافح الفقر أم التسوّل؟
- الأقباط في مصر والشيعة في السعودية: تشابه في الاضطهاد
- كيف لا يشعر الشيعة بالاضطهاد في وطنهم؟
- من يضحي بحياته ليعيش آل سعود؟
- المرأة في عصر الإسلام وفي عصر آل سعود
- خذوني إلى أرض الأمل
- انتهاكات حقوق الأجانب في السعودية: في انتظار فجرٍ جديد
- تعالوا نفجّر ونقتل ونسحل الجثث الآدمية
- الطائفية ضد الشيعة في السعودية: جريمة حكومية منظمة
- ثلاث شمعات تضيء طريقنا المظلم
- شعار الدولة السعودية: العفو عن الإرهابيين والتنكيل بالآخرين
- الهروب في زمن الإرهاب
- أعداء الإنسانية: قراءة في فكر الندوة العالمية للشباب الإسلام ...
- انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية بوابة الإرهاب
- الكاتبة السعودية وجيهة الحويدر: قضيتكِ قضيتنا


المزيد.....




- وزير الخارجية الفرنسي يستهل جولته في الشرق الأوسط بزيارة لبن ...
- مفتي سلطنة عمان معلقا على المظاهرات الداعمة لفلسطين في جامعا ...
- -عشرات الصواريخ وهجوم على قوات للواء غولاني-.. -حزب الله- ين ...
- مظاهرات حاشدة بتل أبيب تطالب بصفقة تبادل
- أوكرانيا تطلب من شركة ألمانية أكثر من 800 طائرة مسيرة للاستط ...
- زواج شاب سعودي من فتاة يابانية يثير تفاعلا كبيرا على مواقع ...
- بعد توقف 4 سنوات.. -طيران الخليج- البحرينية تستأنف رحلاتها إ ...
- ماكرون يعتبر الأسلحة النووية الفرنسية ضمانة لبناء العلاقات م ...
- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فردان - السنافي يسأل عن حقوق الإنسان وعاداتنا وخصوصية غرف النوم