أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة التاج - جنوح علية القوم والعدالة الموقوفة التنفيذ















المزيد.....

جنوح علية القوم والعدالة الموقوفة التنفيذ


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 3016 - 2010 / 5 / 27 - 08:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعل من باب المفارقات العجيبة في هذا البلد العجيب هو أنه مع تزايد الأمل في "بناء دولة الحق والقانون نتيجة لذلك السيلان الخطابي لمعجم المفاهيم الديموقراطية والحقوقية خلال العشريتين الأخيرتين
مع ما يسمى بالعهد الجديد تنامى في اتجاه مضطرد ضبط سلسلة من التجاوزات ذات الطابع الصارخ موقعة بالضبط من طرف من يسمون نفسهم "بعلية القوم" معلنين للملإ وبشكل جد صارخ ،احتقارهم لضحايا جرائمهم من المواطنين العزل وللشعب المغربي من خلالهم وقبل هذا للترسانة المؤسساتية للدولة التي يحكمون أو يتبجحون بنفوذها .
أو ليست هبة الدولة من هبة القانون الذي ينظمها ويعطيها ذلك الطابع الحضاري الذي يسمح لها بالتموقع ضمن البلدان المنتمية لعصر الحداثة الضامنة للعدالة والمساواة بين مواطنيها باختلاف انتماءاتهم الاثنية والاجتماعية والطبقية ؟
ولعله من تحصيل حاصل أن نذكر أيضا بأن الحاكم ،بمختلف درجاته ، وأقصد به كل من يقوم بوظيفة رسمية من عيار ثقيل ، يستمد هبته الوظيفية والشخصية حتى من هبة الدولة وبقدر ما تخدش هذه الهبة تخدش تلك الهالة التي تسمح لهم بفرض ما يسعون له من ضبط اجتماعي يختلف حسب الأدوار والمراكز التي يقومون بها .
يبدو أن هذه المسلمة لا محل لها من الإعراب في إدراك حكام ومسؤولي البلدان المتخلفة ،حيث الأمور معكوسة تماما ذلك أنه عوض أن يكون المسؤول في خدمة الدولة التي يمثلها ، فإن الدولة هي التي تغدو في خدمة "المسؤول " إذ تنتظم أغلبيتهم على شكل لوبيات تتسابق على نهب الثروات وتهريبها والاستفادة من مختلف الامتيازات ، اعتمادا على تضامنات مشبوهة ضد المصلحة العامة تضمن لهم توسيع دائرة مغلقة للخدمات لهم ولذويه على حساب تضييق حقوق عامة الشعب وبهذا فبمقدار ما يزداد ترف هؤلاء تتسع قاعدة الفقر ،وبمقدار ما تحتكر أيضا السلطة من طرف هؤلاء يتسع مدار الظلم والغبن ومعه إحساس مركب باليتم الوطني في زمن انحطاط السياسة إلى درجة الحضيض .

تلك جدلية الأضداد كما علمتها لنا أبجديات الفلسفة .
كيف يقلم مقص العنصرية الاجتماعية أظافر القانون ؟

مناسبة هذا الكلام ، ما حصل خلال ليلة الأحد الماضي من طرف السيد وزير الاتصال خالد الناصري الذي تدخل لانتزاع ابنه هشام الناصري من بين أيدي الشرطة بعد اعتدائه على أحد المواطنين ( طبيب ) إثر نزاع على السير أمام قبة البرلمان وذلك أمام استهجان المارة وهربه في سيارته الفارهة حيث صور احدهم الحدث وأطلقه في اليوتوب كي يتفرج عليه القاصي والداني كدليل صارخ على تسيب بعض المسؤولين وأبنائهم وحماية الدولة لهذا التسيب على حساب كرامة مواطنين عزل والضغط عليهم للتنازل عن المتابعة وبلع الإهانة كي تنضاف إلى ذلك الركام من الإحساس بالغبن الذي يستشعره كل مواطن عادي لا زال يستجدي حماية قانون تطبعه الهشاشة وتخترقه آليات أخرى بشراسة قانون الغاب الذي يستند إلى ميزان القوة والنفوذ عوض ميزان العدالة والقيم والمساواة .
وبهذا ينضاف السيد خالد الناصري ،الجاثم على أحد كراسي المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ،بخلفيته الفكرية والإديولوجية إلى لائحة الآباء المسؤولين والمنتمين تاريخيا او عرقيا او وظيفيا لعلية القوم ويستعمل نفوذه لحماية فلذة كبده من يد العدالة . كيف لا و القاموس الخاص لهؤلاء يصنف الضحايا داخل خانات : "بوزبال" او "رعاع" او حتى " مشروع مواطنين " يحتلون مرتبة أعلى داخل هرم الاحتقار ، فقط لأنهم عراة من حماية سلطة تحميهم من وخز سلطة الظلم ،فالضحية طبيب يشتغل في مستشفى عمومي وماذا بعد ؟ فأبوه ليس وزيرا ولا يملك نفوذا ولا سيارة فارهة قادرة على التقاطه من أمام قبة البرلمان بحركات هوليودية لم تفلت من رصد المارة
عبر الهاتف النقال رغم محاولات التعتيم من هنا وهناك .
الجنوح الكامن وراء ستار النفوذ :
ذلك أن الحكام والمسؤولين وأبناءهم وذويهم يموقعون نفسهم خارج القانون وخارج دائرة كل المساءلات التي هي حكر على أبناء الفقراء الذين تعج بهم سجون المملكة من أجل قضايا أغلبها ذات طابع معيشي .
فإذا كان انحراف الفقراء ناتج أولا عن أوضاعهم الاجتماعية المتسمة بالحرمان من الشروط الضرورية للعيش الكريم
كالعمل والسكن المريحين و التعليم الكافي الذي يضمن تهذيب النفس والروح والتربية في شروط تضمن التوازن الوجداني ...والتنشئة في فضاء من القيم النبيلة
فإن انحراف ما يسمى تجاوزا "بعلية القوم" الذي نادرا ما تطاله عدالة موقوفة التنفيذ على الدوام ،ناتج عن البذخ الصارخ بفعل النهب المتتالي للثروات العمومية كما تؤكد ذلك التقارير المتتالية للمجلس الأعلى للحسابات الموقوفة التنفيذ بدورها ، وما قد يرافقها من عمليات قذرة في تدبير المال العام مما يؤدي بالضرورة للفقر الصارخ وما ينتج عنه من آفات اجتماعية تدل على تلك الاختلالات الكبرى التي تعكسها سياسات اقتصادية و اجتماعية هي من صياغة من يسمون نفسهم بعلية القوم وما هم بعالين لأن أغلبهم لا زال يعتنق قيم الظلم والاستبداد والتعالي والعجرفة واحتقار الغير والدوس على كرامتهم وشرفهم مع ما يضمن قبولها اجتماعيا من كذب ونفاق وبهتان وتدليس .....
بل احتقار الدولة التي يحكمون باسمها لأن من يسعى لمعاقبة المواطنين العاديين إثر أبسط خطإ وتذكيره بالقيم والقانون ووو ويحمي ذويه بشراسة ضد آلة العدالة مستعملا نفوذه وعلاقاته ووسائله المادية والمعنوية هو عنصري من الدرجة الأولى .
قد لا تعتمد عنصريته على اللون ولكن على الانتماء الطبقي او الاجتماعي كما يدرك وزيرنا المحترم الضالع في ادبيات الفكر الشيوعي و الاشتراكي بنبل قيمه وعمق مرتكزاته الفكرية والنضالية الغنية عن البرهان والتي تنكر لها البعض أمام إغراءت المناصب وحيثياتها الملتبسة .
اللهم لا شماتة في فضيحة وزيرنا في الاتصال فلقد طغت عاطفة الأب على دور السياسي والمسؤول لكن ما الفرق بين سلوك وزير ذي روافد فكرية شيوعية و وبعض كبار رجال السلطة كالعمال والباشوات وو المتشبعين بقيمها من النخاع إلى النخاع ؟ كما من خلال حدث مختلف الاصطدامات او النزاعات التي حدثت ولا زالت ما بين بعض علية القوم...الذين ارتكبوا هم أو سلالتهم أخطاء أو جرائم حتى وخرجوا منها مثل الشعرة من العجين فقط لأنهم يملكون وسائل " إكراه" دولة لا زال التمييز ما بين المواطنين يسري في شرايينها مثلما يسري السرطان القاتل في جسم عليل.

قد نتفهم عاطفة الأبوة بكل ما تحملها من حنو ورغبة في الاحتواء ،لكن هل يتفهم من هم في مرتبتهم السامقة في الهرم المؤسساتي عاطفة آلاف الآباء والأمهات ومن مختلف مناطق المملكة وهم يودعون أبناءهم وبناتهم حتى للمجهول يركبون قوارب الموت مسلمين جثتهم الطرية لأسماك القرش وحيتان البحار السمكية منها والبشرية فقط لأن علية القوم لم تستحضر حاجياتهم وهي تخطط أو تحكم ،او لأن جشعها جعلها تحتكر الخيرات وفي أحسن الأحوال لا تجيد تدبيرها ،لا مبالية بما تبقى من الكائنات ذات الحاجيات المختلفة التي بقيت معلقة للمجهول مثل العديد من الملفات القضائية لهؤلاء .
قد نستطرد إلى ما لانهاية في ذكر قسوة مسؤولينا إزاء فلذات كبد الفئات الفقيرة والتي
تعاني من سيوف التمييز وانعدام تكافؤ الفرص في كل مجالات الحياة ،فقط لأن الفئات النافذة تستأثر بالأجود في الشغل والتطبيب والعدالة والسكن والأمن والترفيه والتعيينات والترقيات والأجور والخدمات والتكريمات والتشجيعات .....وهلم جرا

حيث يصاب القانون ومعه كل الترسانات المفاهيمية ذات الطابع الحداثي بالصمم أمام بلاغة المحسوبية و الزبونية وسلطة القوة و النفوذ داخل نظام اجتماعي ومؤسساتي يراد له من طرف بعض النافذين أن تبقى عجلاته مشدودة للخلف حماية لمصالحهم الخاصة جدا جدا على حساب شعب ودولة يتطلعان للأحسن وبحماسة تنم عنها تنامي سلوكات المواطنة ولو عبر النقد والرصد والتعابير الاجتماعية المتجددة والخلاقة رغم ما يسميها الساسة التقليديون من عزوف شبه عام .

عائشة التاج / كاتبة وباحثة سسيولوجية



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة فعل وجودي بامتياز
- تأملات في المرأة الحب والمساواة . بمناسبة عيد المراة لسنة 20 ...
- فحوصات طبية لفائدة موظفي وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة وا ...
- عندما تتحول الوطنية لسجل تجاري
- منظمة الصحة العالمية تحت نير مساءلة البرلمان الأوروبي
- خطر التشبيك العرقي داخل مؤسسات الدولة ، آل الفاسي الفهري نمو ...
- الدخلة وإعلان دم العذرية : احتفال هستيلاي بأمور جد حميمية
- صرح إعلامي مميز
- القيم ما بين الأصالة والمعاصرة
- هل ندرك بأن المحبة هي اسمنت العلاقات الإنسانية ؟
- التلوث السمعي في المدن الكبرى : الأخطار الكامنة
- التحرش الجنسي في الجامعات ،حدث عابر أم ظاهرة متفشية ؟
- انحطاط ثقافي ام ثقافة الانحطاط : العنف الرمزي عبر التلفزة ال ...
- الرياضة للجميع في نزهة ابن سيناء بالرباط المتعة والفائدة
- سياسة العبث وعبث الكائنات السياسوية
- المهدي بنبركة وجذوة الوطنية المتجددة
- حب الوطن ما بين الحقوق والواجبات
- وهج المشاعر ام وهج السوق ؟
- خطوات نحو السعادة
- كيف ساند أهل الفكر والفن والأدب أوباما ؟


المزيد.....




- قطر.. حمد بن جاسم ينشر صورة أرشيفية للأمير مع رئيس إيران الأ ...
- ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟
- ملف الذاكرة بين فرنسا والجزائر: بين -غياب الجرأة- و-رفض تقدي ...
- -دور السعودية باقتحام مصر خط بارليف في حرب 1973-.. تفاعل بال ...
- مراسلتنا: مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في بلدة بافليه جنوبي ...
- حرب غزة| قصف متواصل وبايدن يحذر: -لن نقدم أسلحة جديدة لإسرائ ...
- بايدن يحذر تل أبيب.. أمريكا ستتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلح ...
- كيف ردت كيم كارداشيان على متظاهرة هتفت -الحرية لفلسطين-؟
- -المشي في المتاهة-: نشاط قديم يساعد في الحد من التوتر والقلق ...
- غزةـ صدى الاحتجاجات يتجاوز الجامعات الأمريكية في عام انتخابي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة التاج - جنوح علية القوم والعدالة الموقوفة التنفيذ