أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جميل السلحوت - منع النقاب بين الحرية والفوقية














المزيد.....

منع النقاب بين الحرية والفوقية


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3010 - 2010 / 5 / 20 - 17:43
المحور: حقوق الانسان
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-
منع النقاب بين الحرية والفوقية
أقرت الحكومة الفرنسية منع النقاب في الأماكن العامة، بعد اقراره بالاجماع في البرلمان الفرنسي الذي خرج منه نواب الحزب الشيوعي الفرنسي ساعة التصويت، وكانت بلجيكا قد سبقت فرنسا بهذا الخصوص، وبالتأكيد ستتبعها دول أوروبية أخرى في الشهور والسنوات القادمة، ومنذ سنوات والحملة قائمة في الدول الأوروبية حول النقاب والحجاب، حتى وصلت القضية مرحلة طرد فتيات مسلمات من المدارس والجامعات لارتدائهن الحجاب أو النقاب، فعلى أيّ أساس تستعر هذه الحملة حتى تشغل حكومات وبرلمانات وصحافة دول تزعم انها حامية حقوق الانسان، وناشرة للديموقراطية في العالم؟ فهل الحجاب خطير الى هذه الدرجة؟ ومعروف انه صدرت "فتاوي" قانونية في دول غربية تتمحور على ضرورة أن يلتزم المهاجر الى بلد ما بقانون البلد الذي يهاجر اليه، ووجدنا رجال دين مسلمين في الدول العربية تحديدا يتبارون بين مؤيد ومعارض لهكذا "فتاوي"،فما الدافع لكل هذا؟ وهل النقاب أو الحجاب يشكل خطرا على أمن الدول الأوروبية التي فيها مسلمات مواطنات أو ضيفات مرتديات الحجاب أو النقاب؟ خصوصا وأن "الحريات الشخصية" غير محدودة في هذه الدول، حتى انها تصل الى الاساءة والشتم للذات الالهية وللأنبياء عليهم الصلاة والسلام، أم أن"الديموقراطيات" الغربية وصلت الى درجة الضيق الكامل من الشعوب والثقافات الأخرى؟
وقبل الاجابة على هذه الأسئلة وغيرها أود أن أوضح بأنني من المؤمنين بالرأي الفقهي الذي لا يعتبر وجه المرأة وكفيها عورة، أي أنه لا يعتبر النقاب واجبا دينيا، كما أن أيا من قريباتي لا ترتدي النقاب، وكثير منهن لا يلتزمن بالحجاب، وهذا حال الغالبية العظمى من نساء شعبي الفلسطيني العربي المسلم، وبالتالي فان موضوعي هذا لا علاقة أو مصلحة شخصية من ورائه، ومع التأكيد على احترامي لرأي الآخرين الذين يعتبرون النقاب واجبا ورمزا دينيا.
وعودة الى الذعر الأوروبي والأمريكي من النقاب والحجاب، فانه يجدر بنا العودة قليلا الى الوراء،الى مرحلة الحرب الباردة قبل انهيار الاتحاد السوفييتي ومجموعة الدول الاشتراكية، حيث كانت امريكا ودول أوروبا الغربية تشجع وتدعم الحركات الاسلامية، ومنها القاعدة في حربها ضد الشيوعية، وكانت تعتبر الدول العربية والاسلامية والمسلمين الجدار الواقي من "خطر" الشيوعية، وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي وتفكيك، وانهيار منظومة الدول الاشتراكية تحول عداء الدول الغربية الى الأسلام كدين، والى الدول والشعوب العربية والاسلامية خوفا من بروز قوة اسلامية تهدد مصالح الدول الغربية الاستعمارية في هذه الدول، وانطلق ما يسمى صراع الحضارات، وبدأت حملات اعلامية وسياسية واسعة النطاق استهدفت كل ما هو مسلم، حتى وصلت درجة الاساءة الى الرسول الأعظم محمد عليه الصلاة والسلام، ووصلت الى تأليف كتاب مسخ في أمريكا اسمه "الفرقان"ليكون بديلا للقرآن الكريم، ووصلت درجة أن يدعو احد زعماء الأحزاب في السويد الى استئصال المسلمين من تلك الدولة كاستئصال النازيين، ووصلت اعتبار حركات اسلامية جهادية تقاتل محتلي أوطانها كحزب الله وحماس والجهاد الاسلامي حركات ارهابية، ووصلت درجة تصنيف دول عربية واسلامية كسوريا وايران كدول شريرة، فمن ليس معنا فهو ضدنا على رأي جورج دبليو بوش الرئيس الأسوأ في التاريخ الأمريكي، وكل هذا وغيره جاء مصاحبا لاحتلال العراق وأفغانستان وتدميرهما وقتل ملايين الأبرياء المدنيين فيهما، ومصاحبا بالسيطرة الكاملة على منابع النفط من خلال تواجد عسكري مكثف وصل الى خمس وثلاثين قاعدة عسكرية امريكية في المشرق العربي وحده.
ويلاحظ أن حملات الاساءة للاسلام وللرموز الدينية الاسلامية كانت تقف خلفها اسباب سياسية لاستفزاز المشاعر الدينية للعرب والمسلمين لجرهم الى ردود فعل غاضبة لتبرير حروب واحتلالات قادمة عليهم.
واذا كان الشيء بالشيء يقاس، فدعونا نتصور أن من يدعون الى ضرورة الالتزام واحترام قوانين البلد المضيف دون الأخذ باختلاف العادات والقيم والثقافات بين الشعوب، دعونا نتصور لو أن الدول العربية والاسلامية منعت رعايا الدول الغربية من دخول اراضيها لعدم التزامهم بالقواعد والأخلاقيات في هذه الدول، من حيث اللباس والمظهر الخارجي ومعاقرة الخمور على سبيل المثال، فهل ستحترم هذه الدول هكذا قوانين ستطبق على رعاياها؟ أو لو أن دولة من السعودية فرضت ارتداء الحجاب أو النقاب على النساء الغربيات العاملات أو المرافقات لعاملين كالزوجات والبنات في السعودية، أو منعوا غربيا مسيحيا من وضع الصليب في قلادة على صدره، أو من التشبه بالنساء في لباسه ومشيته، فماذا ستكون ردة فعل الحكومات الغربية وفي مقدمتها فرنسا وبلجيكا التي تعتبر المثلية الجنسية والدعارة حرية شخصية يجب احترامها، بينما النقاب"جريمة" يعاقب عليها القانون.
ولو كانت هذه الدول ديموقراطية حقيقة لاحترمت على الأقل الخيار الديموقراطي للشعوب العربية والاسلامية، وهذا ما لم تفعله، ومن أبسط الأمثلة على ذلك محاصرة مليون ونصف مليون فلسطيني في قطاع غزة لدرجة التجويع عقابا لهم على اختيارهم الديموقراطي لحركة حماس التي فازت بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي في اتنخابات عام 2006، ولو كانت تفهم معنى الحرية لما ساهمت في حروبها العدوانية التي استهدفت ولا تزال العراق وأفغانستان، من احتلال وقتل وتخريب وتدمير وتجويع وتشريد، ولما ساهمت في استمرارية الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية منذ العام 1967 وحتى الآن، ولما غضت الطرف عما يقوم به المحتلون من انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان ترتقي الى جرائم الحروب.
وفي النهاية فان منع النقاب يرتقي الى منع حرية العبادة وحرية ممارسة الشعائر الدينية للمسلمين،فليس من حق أتباع ديانة ما أن يحددوا الحلال والحرام والمباح والواجب لأتباع ديانة أخرى، ولا يمكن تصنيف منع النقاب الا اعتداء صارخ على الاسلام والمسلمين، يأتي من باب التعامل الفوقي مع العرب والمسلمين والذي لا يحترم أبسط مشاعرهم الدينية.

20-5-2010



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسرائيل دولة يهودية وللفلسطينيين الشتات
- فلسطين والأردن توأمان سياميان
- نكبتنا واستقلالهم
- (في بلاد الرجال) في ندوة مقدسية
- رواية(في بلاد الرجال)
- مفاوضات مصيرها الفشل
- مرمورة وأحكام قراقوش في ندوة اليوم السابع
- يحدث في المسجد الأقصى
- النقد الذاتي في الأول من أيار
- المسكوبية رواية الألم والعذاب في ندوة اليوم السابع
- مرمورة وأحكام قراقوش قصة أطفال تثير تساؤلات
- امرأة من هذا العصرفي ندوة اليوم السابع
- رواية(ياقوت النهر)لمحمد ابو ربيع في ندوة اليوم السابع
- امرأة من هذا العصر رواية الحب الأنثوية
- رواية الوجوه الأخرى في ندوة اليوم السابع
- القدس مدينة التعددية الثقافية ستفقد هويتها العربية الاسلامية
- فلسطيني يموت تحت الاحتلال
- رواية وجوه أخرى والسمو الانساني
- قمة للتأبين أم للتحرير
- الرهان على السلام مع نتنياهو


المزيد.....




- نيويورك تايمز: اختلافات طفيفة بين مقترحي حماس وإسرائيل حول و ...
- مسؤولة إغاثة ترصد لـCNN صعوبات يواجهها الفلسطينيون للإجلاء م ...
- -الأونروا-: العمليات في معبر رفح ستوقف دخول المساعدات لكافة ...
- وسط تحذير من مجزرة.. الأمم المتحدة: إخلاء رفح قد يمثل جريمة ...
- -رايتس ووتش- تقول إن غارة قتلت 7 مسعفين في جنوب لبنان -غير ق ...
- الأونروا: الجوع الكارثي بغزة سيزداد سوءا حال استمرار استمرار ...
- رأي.. محمد خير دقامسة يكتب لـCNN عن خطابات السياسيين بشأن حق ...
- إسرائيل: واشنطن ستوقف تمويل الأمم المتحدة إذا منحت فلسطين ال ...
- الصين تدعو إلى وقف إطلاق نار فوري ومستدام في غزة وتدعم العضو ...
- -هيومن رايتس ووتش-: الغارة الإسرائيلية على مركز إسعاف في جنو ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جميل السلحوت - منع النقاب بين الحرية والفوقية