أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - أنا رجل مشبوه














المزيد.....

أنا رجل مشبوه


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3009 - 2010 / 5 / 19 - 22:26
المحور: كتابات ساخرة
    


أنا رجلٌ مشبوه للأجهزة الأمنية العربية وهنالك تقارير سرية تفيدُ بأنني عميل لمؤسسات المجتمع المدنية ومحبٌ للسلام ويقولون بأنني أمدحُ النساء ولا أمدح الرجال وفي الواقع ليس هنالك جمال كجمال النساء في الروح والشكل الخارجي والداخلي والشارع الذي يخلو من النساء يكون مثل كومة الزبالة والجلسة والسهرة التي لا يوجد فيها نساء تكون مثل بحيرة ماء جفّ ماءها أو نبعة نضب نبعها , ويزعم الغالبية من أنني مشبوه علني ومُسجل خطر على الثقافة لأنني أُفتشُ في الكُتبِ وأمتازُ بكثرة القراءة والمطالعة وخبير بحياة الناس ومدمنٌ على الكتابة وعلاجي يجب أن يكون بإدخالي أحد السجون أو بأن يدخل بمؤخرتي خازوق ينسيني الحليب الذي رضعته من أُمي ,وهنالك شُبهة عني وهي ليست الأخيرة مفادها أنني أميلُ إلى نزع البكارة عن جلود النساء العربيات وأحرضهن على ممارسة الحياة والحب العملي وأنني العدو اللدود للحب العُذري وعدو لقبيلة عذرى ومتواطئ مع قبائل الفرنجة وبعض الضالّين والمغضوب عليهم الذين يسمحون لبناتهم بالحب وممارسته, وهنالك شبهات حولي من أنني لا أسرٌق ولا أُفسدُ وليس عندي أي ترهل ثقافي أو مؤسساتي أو إداري وأدين بالديانة النصرانية, وأتمنى أن تكون كل تلك التقارير صحيحة , ويقولُ بعض الحاقدين على قلمي بأنني أشتم رائحة الزهور والورود ولو كانت على بعد ألف ميلٍ وميل من أنفي لذلك يقترحون بأن يوضع خشمي بالتراب لأفقد حاسة الشم والذوق القوية , ويتهمونني بأنني لستُ موظفاً حكومياً ولا جاسوساً للغة العربية فأنا لا أبلغُ عن أي إساءة للبلاغة العربية ومشبوه لكل المخبرين السريين والعلنيين ولخطباء المساجد ومدراء المؤسسات المترهلة إدارياً ويقالُ بأنني أدبرُ محاولة لقلب النظام ألذكوري رأساً على عقب وسمعتُ_ وأنا لا أُنفي عن نفسي هذه التهمة أبداً_ مرة من أحدهم أنْ قال بأنه ليس من المستبعد عني بأنني قد أكلتُ في زماني من لحم الخنزير مرةً أو مرتين

ومشبوه للعرصات وللقوادين وللمتاجرين بلحوم النساء الأبيض منه والأسمر والأشقر والأحمر وما تحت الأحمر والصُرة , وهنالك من يقول عني بأنني أكتب معاناتي ومعاناة الناس بكل صدق ويقولون بأنني أنشرُ غسيل بيتي وقريتي ومدينتي وموطني للغرباء أعداء العروبة والإسلام وبأنني لا أكذب على نفسي ولا على الناس ولا أخجلُ من نفسي ولا من أي أحد وليس عندي كبير سوى الحرية والرأي والرأي الآخر وصريح جدا مع الناس ومع نفسي لدرجة أنني لا أصلحُ للعمل الدبلوماسي , وهنالك شبهاتٍ حولي قديمة وجديدة تقولُ بأنني أتحرشُ بالعقل العربي المخصي محاولاً علاجه من مظاهر ألخصي ليكون قادرا على التفكير لذلك أنا متهم بجريمة كبرى وهي التحريض على التفكير وتنشيط العقل , ويشتبه بي بعض الأصدقاء من أنني لا أقرأ قصائدهم في مديح الباشوات والموتى ويقولون بأنه لا يعجبني العجب ولا الصيام في شوال أو رجب ,والشبهات الملتصقة بي كلها صحيحة فأنا عميل لمؤسسات المجتمع المدنية ومتواطئ مع قبائل الفرنجة وأحبُ أن تشيع الرومانسية بين الناس وهنالك من يصفها بأنها الفحشاء والمنكر والبغي , أنا فعلاً عميل ومتواطئ مع اليسار والأحزاب السياسية وأتلقى دعما مقداره ألف بوسة على جبيني حين أكتبُ عن المرأة والحب وأتلقى مئات الرسائل من النساء المضطهدات والمعجبات اللواتي أكتبُ عنهن , أنا فعلاً رجلٌ مشبوه جدا وأنصحكم بعدم الاقتراب من جزيرتي المرعبة فأنا أعيش لوحدي في جزيرة شبه معزولة عن الناس وقطاعي الطرق واللصوص والدجالين.

مع كل ذلك لا أيأسُ من رحمة ربي وعندي قناعة أنني أول من سيدخل الجنة وليس من المستبعد أن أملك مفاتيح الجنة , فربك وحده عالم الغيب والشهادة ولا يخفى عليه أي ناشط في مجال حقوق الإنسان في الأرض ولا في السماء وأميلُ إلى الحرية والمساواة بين كل أقطاب الأرض, وحتى اليوم كتبتُ أكثر من ألف مقالٍ وألف قصيدة حب وكنت خلال كل كتاباتي أنزف دماً بدل أن أنزف حبراً ,وأختنقُ من روحي حين يسيل دمي على أوراقي وفي الليل أعتصرُ دموعي على المساكين أمثالي من البؤساء وعلى الطفولة, وأمسحُ خدي بوردة تكونُ ملتصقة على مخدتي من الذكريات الجميلة حين تخطرُ ببالي امرأة يعتريها الصمتُ كلما ذكروا اسمي أمامها أو نشروا لها رائحة عطري وكلماتي على شعر رأسي المتدلي فوق الكتفين.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النهضة العربية هي نهضة مسيحية
- هكذا يجب أن تكون الخُطب
- إلى من يهمه الأمر
- هل أنا مواطن أردني؟
- في حاره مليانه إبساس
- الكتب التي أكلتها
- إدعاء النبوة والكذب على الله
- اليوم عيد ميلادي
- الزوجة والخادمة
- في ناس هيك, وفي ناس هيك
- العائلة المسيحية والعائلة المسلمة
- تعليم القيم وتعلمها
- لساني
- باركني
- المثقف المبدع
- تصاعد أعمال العنف المجتمعي في الأردن
- المرأة وحرية الاختيار
- احنا وين والعالم وين!
- الدين المُحرف
- كيف تختارين زوجك؟


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - أنا رجل مشبوه