أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم محمد مجيد الساعدي - رواية عناقيد الغضب والمكارثية














المزيد.....

رواية عناقيد الغضب والمكارثية


قاسم محمد مجيد الساعدي
(Qassim M.mjeed Alsaady)


الحوار المتمدن-العدد: 3008 - 2010 / 5 / 18 - 22:48
المحور: الادب والفن
    


روايةعناقيد الغضب والمكارثية
(( لقد فعلت كل ما في وسعي لأحطم أعصاب القارئ إلى أقصى حد ذلك لأني لا أريده راضيا )) الكاتب الأمريكي جون شتاينبك

(الصبر يا توم هو رمز قوتنا ) (1)
هذه هي ألحكمه التي استخلصتها الأم من تجارب قاسيه مرت بها. حين رأت أن طوفان الغضب ربما يدفع أبناءها إلى التمرد والعصيان بعد السير الخائب وراء سراب الحياة الرغيدة في كاليفورنيا وعلمتهم أيضا ( أن بسطاء الناس اقدر على مواجه الحياة ) (2)
مصير أل غور في ظل ألازمه العالمية عام 1930 هو ما تتمحور عليه رواية( عناقيد الغضب ) للروائي الأمريكي جون شتاينبك الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1962 التي اعتبرها النقاد رواية كوخ العم توم القرن العشرين فقد دافعت عن حياه العمال والفلاحين رقيق القرن العشرين !! ومنها هذه الاسره التي كانت الطبيعة تتضامن مع ملاك الأراضي والاقطاعين في ألحاق الهزيمة بها !! فالأمل بقطف ثمار محصول ألذره تلاشى ... فقد استيقظوا على ذلك المشهد المخيف حين غطى الغبار كل شي حقول ألذره والسياج و السقوف فكانت ( الشمس حمراء التي لم ترسل آي نور )(3) نذير شؤم وكارثة سقطت على رؤوسهم فلا قدره لهم على سداد تلك الديون من البنوك آو حرث الأرض من جديد بعد أن تشققت التربة بسبب الجفاف
العائلة أمام خيارين احلاهما مر!! أما ا لموت جوعا في ولاية اوهايوا أو النزوح إلى الغرب إلى كاليفورنيا حيث ألزراعه الوفيرة وحقول الفواكه الشاسعة لكنه يبدو أنها ( فرت من جحيم لتقع في جحيم أخر )(4)
في كاليفورنيا تواجه العائلة وضعا لايقل قسوة واستغلالا في اوهايوا فكبار الملاك يتشابهون في ابتزازهم وازدرائهم لهم والنيل من كرامتهم رغم أنهم يشتغلون لساعات طويلة وشاقه بمبالغ زهيدة لاتسد رمقهم
والنظام الرأسمالي الذي يتشدق بقدسية الحياة يموت فيه مئات المزارعين والعمال جوعا في نفس الوقت الذي تتلف فيه ألاف السلال من الفواكه كي لايساعد وجودها في السوق إلى خفض أسعاره !! أو إتلاف مزارع القطن آو البن للسبب نفسه
أن جون شتاينبك لم يلجا للرمز في روايته أو يذهب بمسارات غامضة في طرق التعبير بل كان واقعيا في نقل معاناة الفقراء وتصوير حياتهم أليوميه المغمسة بالذل محذرا ( في أرواح الجماهير تنمو ثمار الحقد وتمتلئ يوما بعد يوم حتى تحين ساعة قطافها )(5)
تلك الهموم الانسانيه التي تدفع الناس إلى الأحقاد والثورات كانت قريبة من حياة المؤلف الشخصية ولها الأثر الكبير في صياغة الملامح الدقيقة والبناء المحكم لهذه الرواية فقد اشتغل فلاحا وعاملا في جمع الفاكهة وحارسا ونجار
هذه الرواية أثارت غضب لجنه ( مكارثي )(6) السيئة الصيت فاعتبرتها انتقاصا صارخا من القيم الاخلاقيه للمجتمع الأمريكي !! فكانت التهمه الجاهزة آنذاك باتهام الكاتب بالشيوعية وهي تهمه توجه لخصوم النظام حتى ولو كانوا لايفرقون بين ماركس وبين الفنان جون وأين !! وأصدرت أوامرها لدور النشر وشركات التوزيع بعدم التعامل مع شتاينبك بل وصل الأمر بحرق كتبه ومصادرتها ومنها رواية عناقيد الغضب
أن قيمه الرواية ليس بغورها في أحشاء المجتمع الأمريكي وفضح عيوبه بل أيضا من خلال تأثيرها الخلاق والمدوي في أوساط المجتمع فكما كانت رواية كوخ العم توم( لهارييت بيتشر ستو) فاعله باتجاه التغير في قناعات الناس تجاه موضوع العبيد وما لاقته من تأييد إلى حد إلغاء قانون الرقيق فان رواية عناقيد الغضب حفرت مجرى عميقا في تغير التعامل مع الفلاحين خاصة مع سكان الخيام في كاليفورنيا
حصل شتاينبك عن روايته تلك جائزة البوليتزر ومثلت في فلم

المصادر
(1) رواية عناقيد الغضب
(2) نفس المصدر
(3) نفس المصدر
(4) نفس المصدر
(5) نفس المصدر
(6) نسبه للسناتور مكارثي الذي كان يقود لجنه النشاط غير الأمريكي



#قاسم_محمد_مجيد_الساعدي (هاشتاغ)       Qassim_M.mjeed_Alsaady#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسير وحدي
- حب عراقي
- القبر رقم 97
- اغتيال - الى روح الشهيد قاسم عبد الامير عجام
- احلام عراقيه
- صباحات عراقية
- انتظار
- جيوم ابولينير وقصيده ( اغنية معذب في حبه)
- اصدقاء في منطقه منزوعة السلاح
- عروس الرافدين اغتصبوها ثم قتلوها واحرقوها
- قاتل الروح
- هي لم ترد- مهداه للشاعره فاطمه الفلاحي
- كريم كلش يفتح وجعه
- قصيده الارق
- غوغول اعطوني سلم
- غوغول اعطوني سلما-
- حقيبه القائمقام
- قصيده القطار الاخير
- ذات نهار
- رساله من خالي


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم محمد مجيد الساعدي - رواية عناقيد الغضب والمكارثية