أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - قاسم السيد - الاستخفاف الكويتي بالدولة العراقية الى متى ؟















المزيد.....

الاستخفاف الكويتي بالدولة العراقية الى متى ؟


قاسم السيد

الحوار المتمدن-العدد: 3001 - 2010 / 5 / 11 - 20:57
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


كان لاحداث السنتين الاخيرتين من عقد السبعينات في القرن الماضي التي مربها العراق اثرها الواضح على الآتي من السنين ولاتزال تداعياتها مستمرة ليومنا هذا ففي عام 1978 انهارت الجبهة الوطنية التي كانت تضم اضافة لحزب البعث الحاكم الحزب الشيوعي العراقي اضافة لبعض القوى القومية والتقدمية وبأنهيارها تم الانقضاض على كل المكاسب السياسية والاجتماعية التي تحققت في ظل هذه الجبهة كما جاء استيلاء صدام على المنصب الاول في السلطة بعد استقالة البكر في عام 1979 ليضيف لاثار انفراط عقد الجبهة الوطنيه بعدا اكثر مأساوية اذ افتتح صدام يومه الاول في سدة الرئاسة بمجزرة كان ضحيتها اكثر من مائة شخصية من قيادات وكوادر حزب البعث الحاكم وليتخذ من وجود النظام الجديد في ايران ذريعة لشن اكبر عملية تصفية للقوى السياسية الدينية وليكتمل مسلسل التداعي باعلان الحرب مع ايران والتي لم تحط أوزارها الا بطلوع الأنفس ليبتدأ صدام صفحة اخرى اكثر مأساوية حينما غزا دولة الكويت والتي كان فيها فصل الخطاب .
اسوق هذه المقدمة التي تكشف صفحة من التاريخ العراقي لابين مايتفرد به هذا التاريخ عن باقي دول العالم من كوارث ومأسي سببت للعراقيين الاما واوجاعا فادحه دفعوا بسببها ويدفعون الان وربما سيدفعون في المستقبل اثار ماخلفته تلك الصفحات الأليمه من تاريخهم التي لم يكن لهم يد في صناعتها لان التاريخ في الشرق يصنعه الطغاة دائما .
هذا التراث الغير مشرف الذي خلفه لنا نظام صدام في كل محطات مسيرته التي حفل بها والتي لايفتخر بها احد الا بعض القوميين العرب الذين يجيدون صناعة الوهم والذي يسوقونه لتضليل الشعوب العربيه ببطولات صدام الدنكوشوتيه وبرغم المظلومية التي وقعت على العراقيين بسبب هذا النظام الا انهم يحاسبون اليوم وكأنهم ورثة صدام لاضحاياه
من ضمن مخلفات هذا النظام الذي اضاف للتفرد العراقي مفردة جديدة هو برنامج التعويضات الذي لم يكن له مثيل في تاريخ العالم السابق ولا اللاحق فألمانيا النازية بقيادة طاغوتها هتلر والتي احتلت قارة اوربا بأكملها ودمرت وأحرقت الاخضر واليابس وقتلت عشرات الملايين من البشر ألمانيا هذه لم تدفع تعويضات للاوربيين والذين هم قارة!!! لم تدفع لهم مثلما دفع العراق للكويتين الذين لايشكلون سوى محافظة صغيرة من محافظاته الثمانية عشر .
لقد سلم صدام وقبل بتلك العقوبات مقابل السماح له بالبقاء بكرسي الحكم ولم يعبأ بالاثار المترتبة على تلك العقوبات والتي وصل بعض منها ان اقتطع مساحات شاسعة من أراضي البصرة وأعطيت للكويت من ضمنها ابار عملاقة تدخل ضمن مجموعة ابار الرميلة المشهورة ... صدام هذا الذي اهتزت شواربه على ارض جرداء في زين القوس وشن متذرعا بها وفي غيرها اطول وابشع حرب في تاريخ منطقة الشرق الاوسط والتي ضيع فيها العراق كل احتياطياته النقديه ودفعته للتورط في ديون ضخمة تتكرم علينا الان بعض الدول بألغاء قسم منها أو اعادة جدولتها وبالطبع لم تكن من بينها اي دولة عربيه ... هذه الشوارب لم تهتز لأقتطاع اثمن الاراضي من العراق لكي تصبح أراضي كويتيه ويبدو ان صدام اعتبر ان هذه الاراضي لم تذهب سدى مادامت عند الاشقاء عملا بالمقولة الشعبيه { اللي بجيب اخوي بجيبي } لأن صدام يدعي في بعض تخريجاته لتبرير حربه ضد ايران هو دفاعه عن الاخ العربي الخليجي لكن هذا الاخ الذي اعطي مالم تعطى قارة بأكملها لم يرحمنا برغم ان صدام قد رحل بمباركة ودعم وفتح مطارات وموانيء واراضي هذا الشقيق للجيوش الامريكية الفاتحة!!! والذي يعرف تمام المعرفة ان قرار غزو اراضيه لم يكن لاي احد في العراق من ان يجرأ ويشارك صدام فيه ولو ببنت شفه مهما كان هذا الأحد صغيرا ام كبيرا ولو كان من عائلة صدام نفسها لكون صدام قد فاق فرعون في تفرعنه .
لقد وصل الاستخفاف الكويتي بالامة العراقية لدرجة غير مسبوقة في التعاملات الدولية ومشكلة السياسين العراقيين الحاليين انهم لايملكون شوارب يعتد بها حتى تهتز على هذا الاستهتار الكويتي كونهم يستظلون بالمظلة الدينية فهم يكرمون اللحى ويهينون الشارب وربما وسعوا من مقولة صدام السابقة لتصبح ان المسلمين اخوة فلا داعي من اثارة غبار المعارك على امور لاتخرج عن نطاق الاخوة الاسلامية هذه الاخوة التي لم تقم لها الكويت اي اعتبار وجلدتنا باستحقاقتها الوهمية مالم تفعله اسرائيل غير الاسلامية بنا رغم تعويضات بيض تماسيحها الذي لم يفقس نتيجة صواريخ صدام المرعبة جدا !!!
الاستخفاف الكويتي بالعراق لم يأتي من فراغ فهم ينظرون الى الساحة السياسية وما يجري بها الان من تجاذبات اثبت فيها السياسيون العراقيون بكل اطيافهم انهم لايقلون عن صدام شهوة في حب السلطة والتكالب عليها مؤثرين مصالحهم على مصلحة الوطن وان لم يشاركوا صدام في تفرعنه لان الاستحقاق الديمقراطي جردهم من هذه الخصلة برغم وجودها في قرارة أنفسهم.... والكويت التي شاركت بكل امكانياتها لاسقاط صدام لم تتوقع أن يخلفه نظام ديمقراطي رغم التشويهات التي تتعرض لها الديمقراطية في العراق فالمشاركة الكويتيه كانت تهدف الى تقسيم العراق الى دويلات لكي تتخلص من الفوبيا التي تقض مضاجع السياسين الكويتين والتي استوطنت في عقلهم الباطن من ان وجود نظام سياسي عراقي قوي هو تهديد لوجود الكويت ككيان اجتماعي وكدوله سياسيه . ان التعامل الكويتي مع العراق يتشابه في جوانب كثيرة منه التعامل الاسرائيلي مع القضية الفلطسينية فكلاهما يحس بفوبيا الخوف رغم ان لاالعراق يشكل تهديدا للكويت ولا الفلسطينين لأسرائيل على الاقل في الوقت الحاضر .
واني لاعجب اشد العجب للعهر الذي تمتلكه بعض القوى السياسية المتهالكة على السلطة والتي اقامت الدنيا وأقعدتها بسبب احتلال ايران لأحد ابار الفكة على الحدود العراقية الايرانية بل وصل بها الامر ان تطالب الحكومة بأن تنتزع البئر بالقوة من بين مخالب القط الايراني وأعلن العديد من قيادات هذه الاطراف من أنهم لو كانوا في السلطة لأعلنوا الحرب على أيران بدون تردد ؟؟؟ ورغم ان الايرانيين تركوا البئر سواء فطنوا لخطأهم ام دعما لحلفائهم في الداخل غير ان هذا الامر لم يشفع للحكومة التي مازال يشهر بها بسبب موقفها في هذه القضية .
أليست الرميلة أرض عراقية وأنها انتزعت من العراق نتيجة قرار من مجلس الأمن وهو القرار الأغرب في تاريخ هذا المجلس اذ لم ينظر لا قبل قراره هذا ولا بعده في أي قضية حدودية الا هذه القضية التي جاءت نتيجة الضغط الكويتي والمحاباة الامريكية ومباركة الاشقاء الاعداء وضعف وهوان العراق ايامها حينما كان يرضخ لأقسى عقوبات عرفها تاريخ منظمة الامم المتحدة .... ماقيمة الفكة أمام اعظم الابار التي اعطيت الى الكويت بكل سخاء بسبب رضا الراعي الاممي الاكبر امريكا الذي كان في حينها ساخطا علينا
طبعا سيردون بأن هذا الامر قد حدث ومرت عليه السنين وانه تم بقرار دولي ولطالما نشأت دول وسلخت أقاليم من دول أخرى وتم قبول كل ذلك كأمر واقع وأعترف كل بالاخر وقبلوا العيش كجيران وانتها الامر واننا ننظر للعلاقة مع الكويت بهذا المنظار .
طيب أنظروا للجرأة والاستخفاف الكويتي بالدولة العراقية وتصرفها في قضية الطائرة المستأجرة والتي احتفل بها كونها اول رحلة للخطوط العراقية مباشرة الى لندن منذ عشرين سنة فما كان من الكويت التي تكره ان ترى للعراق فرحة أو احتفال الا ان استحصلت امرا قضائيا بحجز مدير عام الخطوط الجوية العراقية ومنعه من العوده الى العراق ولا ادري لم تحصل الكويت على القرارات التي تريد بهذه السهولة ؟؟؟..... المهم هذا ليس بيت القصيد وأنما ماهو موقف هذه القوى السياسية التي لزمت الصمت ازاء هذه الحادثة وكأن الامر لايعنيها .... سيقول قائل لم تدعو بالثبور وعظائم الامور والامر لايستحق كل هذا فهو مجرد خلاف على استحقاقات مالية تستحقها الكويت ويئست من استحصالها فلجئت للقضاء البريطاني مستغلة وصول هذه الطائرة الى لندن وتم تسوية الامور واطلق سراح المدير العام للخطوط الجوية العراقية بعد ان تمت بعض االتفاهمات .... طيب وماذا يفعل البرنامج الاممي الذي يستقطع مباشرة من عوائدنا النفطية مانسبته 5% ليعطيها للكويت وهذا الرقم تم تقليصه بطلوع الروح اذ كان في الاصل 15% لكنه قلص بعد نوالنا الرضا الامريكي اضافة لذلك ان اية تفاهمات لم تحدث فعلا بخصوص قضية الطائرة العراقية فكما نجحت الكويت باصدار امر حجز المسؤول العراقي ومنعه من السفر نجحت الجهود العراقية في أن تستصدر قرارا مضادا من ذات المحكمة يلغي اجراءاتهاالسابقة بالسماح لهذا المسؤول بالسفر مع معارضة واحتجاج شديدين من الجانب الكويتي وبقي الملف مفتوحا لاادري متى ستصدانا الاجراءات الكويتيه وفي اية قضية ستكون ضربتها القادمة .
طيب ماذا تقولون في أن الكويت تخطط الان بشكل أكثر ستراتيجة لكي تفتت العراق الأمر الذي فشلت فيه من خلال الغزو واسقاط النظام السابق اذ هي تسعى الان من خلال الاستثمار وبمشاركة سوريه لكي يتم تحويل قسم من مياه نهر دجلة الذي يمر بحدود مشتركة بين سوريا والعراق عند أقصى الشمال الغربي للحدود العراقية اذ يمر دجلة لمسافة 45 كم داخل الاراضي السورية ويهدف هذا المشروع ذو النوايا الخبيثة لأستثمار أكبر كمية من مياه دجله من خلال أحياء اراضي الجزيرة السورية وهذا المشروع هدفه الأبعد يرمي الى أعادة تشكيل التركيبة السكانية في العراق بسبب ضمور هذا المورد المائي العملاق بحيث يتقلص الانتشار السكاني على هذه المساحة الواسعة التي يمر بها نهر دجلة لكي يتم تشكيل جزر سكانية متباعدة يسهل تفيت ارتباطها مما يسهل عملية تقسيم العراق . وطبعا ليس العقل الكويتي جبارا لهذه الدرجة حتى يتفتق عن هكذا مشروع يملك هذا القدر من اللؤم لكنه من بنات أفكار اساطين السياسة العالمية التي تسيطر على صناعي القرار في كل انحاء العالم من دون ذكر اي مسميات لكي لانثير حساسية البعض . هذا الموضوع لايزال الاخوة في بعض الكتل السياسية لايملكون موقفا صريحا منه لأنهم بصراحة يخافون ان يتبنوا اي موقف لأنهم بلا شك سيخسرون الملايين التي تأتي من وراء الحدود وهم لاقيمة لهم بدونها .



#قاسم_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى سقوط برلين
- عربة الديمقراطية العراقية الى أين ؟؟؟
- السعودية والمشروع النووي
- عيد العمال العالمي في بلادي يأتي حزينا
- نحن والحمير
- مع كامل النجار وتأملاته في القرآن المكي
- كلام في الحب والصداقة
- هل في الطريق تفجير قبة اخرى
- كلام رجاله
- ماذا جرى ياهل ترى ؟؟؟؟
- ماذا يعني قرار اعادة الفرز اليدوي في بغداد / هذا القرار له م ...
- الهلكوست ... نموذج صارخ للارهاب الفكري
- المليحة ذات الخمار الاسود والموبايل
- ايران هل ستضرب بالسلاح النووي ام ستمتلكه
- قصيدة {{ نعي وط-----ن }}
- كوتا المرأة في البرلمان العراقي مالها وما عليها
- الديمقراطية العراقية والقمة العربية وأشياء اخرى
- وأد البنات - بين العامل الاقتصادي والشرف القبلي - الحقيقة أي ...
- القذافي وأمومة الشعب العراقي
- اذهبوا فأنتم الطلقاء


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - قاسم السيد - الاستخفاف الكويتي بالدولة العراقية الى متى ؟