محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)
الحوار المتمدن-العدد: 3001 - 2010 / 5 / 11 - 00:05
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
مازال النظام التعليمي المصري سواء التعليم العالي والمتوسط وفوق المتوسط يطرح لأسواق العمل خريجين ليس لهم علاقة من بعيد أو قريب باحتياجات السوق، فمتطلبات السوق في وادي ومخرجات التعليم في وادً أخر. صحيح حدث في السنوات الأخيرة بعض التطوير في المناهج الدراسية وأسلوب التدريس، وطرأ تحسن في شكل الكتاب الدراسي، وزادت أجور المعلمين بابتكار نظام الكادر الخاص لهم (والذي لم ولن يوقف الدروس الخصوصية)، ولكن مع كل هذا التطور مازال المعلم في حاجة إلى تنمية بشرية لمهاراته باستمرار.
فقد تم إنشاء معامل للعلوم وللحاسب الآلي وتكنولوجيا المعلومات وامتلأ بها المدارس ولكنها جميعاً مغلقة ولا تستخدم بسبب أنها لا تجد من يشغلها، وأن توفر فتجد أنها في عهدة شخص آخر يغلقها بالأقفال خوفاً عليها من التلف والفساد ولا يدري أنها تخرب وتستهلك وهي بدون استخدام، فما زالت تلك الثقافة راسخة في الأذهان، فالمعلم محتاج إلى معلم، صحيح أنه خريج من إحدى الجامعات ويحمل الدرجة الجامعية الأولى من بكالوريوس/أو ليسانس ولكنه/ها لم يتعلم شيئاً يؤهله تأهيلاً جيداً لأداء هذا الأمر بقدرة واقتدار!، وهذا يذكرني بمقولة أحد الأصدقاء كان وقتها في السنة النهائية بقسم الهندسة المدنية بكلية الهندسة بإحدى الجامعات الكبيرة: "نحن والحمد لله قد تم محو أميتنا، فأصبحنا نقرأ ونكتب ولم نتعلم شيئاً!"، ومنذ عدة سنوات جلس عميد كلية التجارة جامعة القاهرة يتكلم عن نوعية وجودة الخرجين وذلك في لقاء على الهواء بأحد البرامج على التليفزيون المصري متحدثاً عن كليته التي يقدر عدد الطلاب المقيدين بها إلى 38 ألف طالب وطالبة بجميع السنوات سواء أكانوا انتظام أو انتساب حيث قال: "أعداد الطلاب الموجودين بكلية التجارة جامعة القاهرة يساوى بل ويفوق أعداد الطلاب في جميع كليات جامعة من جامعات الصعيد، ومستوى الخريج الحاصل على بكالوريوس تجارة الآن يعادل الحاصل على شهادة الإعدادية منذ أربعين أو خمسين سنة!".
هناك من يرجع تلك المشكلة للانفجار السكاني، وزيادة الأعداد داخل الفصول الدراسية بالمدارس والمدرجات بالكليات، فهناك خريج التحق بكلية وظل بها أربعة سنوات ولم يرى الكثير الأساتذة رؤيا العين!، وقال وزير التربية والتعليم في مصر د.أحمد زكي بدر: "لو كنا بنربي فراخ، فلم نكن نضع 100 تلميذ في فصل واحد"، وهناك من يعزي ذلك لتدني مستوى الجيل الحالي من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات وبالتالي على جميع مخرجات التعليم الجامعي، والمتسبب في ذلك هم أساتذة الجامعات أنفسهم، لتوصيل أبنائهم بشيءً من المحسوبية والوساطة إلى أخذ أماكن داخل الأقسام العلمية بتعينهم معاونين لأعضاء هيئة التدريس، وفي خلال سنوات قليلة تُعد على الأصابع يحصل هذا الابن/البنت على درجتي الماجستير والدكتوراه ويصبح هذا/هذه عضواً لهيئة التدريس بتلك الكلية، وتكون النتيجة الحتمية هو تخريج طبيب ومعلم ومهندس ومحامي...الخ دون المستوى للمجتمع!
#محمود_سلامة_محمود_الهايشة (هاشتاغ)
Mahmoud_Salama_Mahmoud_El-haysha#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟